خبير ألماني: البحوث في الخلايا الجذعية ضرورة ملحة

ان اهم التحديات القائمه هي تلك الامراض المرتبطه بارتفاع معدل الاعمار وتحول البنيه العمريه في العديد من المجتمعات حيث تتزايد نسبه عدد كبار السن. مثال علي ذلك أمراض السرطان والقلب والاوعيه الدمويه او امراض الجهاز العصبي المركزي مثل الزهايمر او مرض باركنسون. وعلي الرغم من انني لا اتوقع ان نتوصل في السنوات العشر او العشرين المقبله الي علاج سحري لهذه الامراض،الا انني اعتقد انه بامكاننا ان نحقق تقدما كبيرا في هذا المجال. الشرط الاساسي في ذلك هو ان يكون هناك تقدم ملحوظ في مجال الابحاث الاساسيه، لانه فقط عبر البحث عن المسببات يمكننا مثلا معرفه اسباب مرض سرطان و تصبح لدينا فرصه لعلاج المريض كذلك. ولكن حتي الان فمعرفتنا قليله، والادعاء باننا نعرف الكثير عن مرض السرطان غير صحيح للاسف.

ولهذا السبب فان الاهميه الخاصه للابحاث تتجلي في مجالين: اولها بالدرجه الاولي الابحاث بشان امراض الشيخوخه والتحولات خلال عمر الانسان ومن جانب آخر هناك ابحاث اعاده برمجه الخلايا الجذعيه. فعندما نستطيع فهم كيفيه تنظيم مسار الشيخوخه والتطور الوراثي خلال عمر الانسان، فانه يصبح بامكاننا ايضا السيطره علي التطورات وبالتالي الحد من الامراض المرتبطه بالتحولات خلال فتره حياه الانسان. وبهذا نكون قد حققنا تطورا كبيرا. الهدف من ذلك ليس هو تمديد امد الحياه، بل العيش بصحه جيده لاطول مده ممكنه، وبالتالي توفير حياه مليئه بالنشاط والحيويه. ولكن للاسف تبقي البحوث والدراسات في هذا المجال جد قليله في المانيا. ولهذا يتعين تشجيع البحث في هذا المجال مستقبلا.

ابحاث حول الخلايا الجدعيه في مؤسسة فراونهوفر بمدينه لايبزيغ شرق المانيا.

وينطبق هذا ايضا علي الدراسات الخاصه بالخلايا الجدعيه. لدي احساس ان المانيا لازالت لم تع بعد اهميه البحث في هذا المجال والامكانيات التي يفتحها للمجتمع. ففي الوقت الحالي نحن متخلفون في هذا المجال مقارنه مع الولايات المتحدة الإمريكية واليابان حيث توجد افكار واساليب جديده متطوره. وتبقي المانيا استثناءا كما يؤكد البروفيسور هانس شولر من معهد ماكس بلانك بمدينه مينستر.

الحقل الديني وتاثيره علي ابحاث الخلايا الجذعيه

وللاسف يتخذ النقاش في المانيا حول ابحاث الخلايا الجذعيه غالبا ما مجري عاطفيا حيث انه يعاني من تاثير الحقل الديني علي مسار الابحاث وتطورها. وقد تسبب هذا الخطا في حدوث اضرار كثيره. فلم يكن هناك تشجيع الي الشباب للعمل في مجال ابحاث الخلايا الجذعيه. ولكن لحسن الحظ، فان الوضع الان اصبح اكثر انفتاحا مقارنه مع السنوات الخمس او العشر الماضيه. هناك صحوه بطيئه في هذا المجال. ولكن علي الرغم من ذلك فانه يقلقني ان يتم في المانيا تناول موضوعات علوم الحياه من المنظور الاديولوجي، سواء في ما يتعلق بالتلقيحات مثلا او بتشخيص الجنين قبل الولاده. وهذا من شانه ان يؤدي الي انعكاسات سلبيه علي تطور الابحاث العلميه علي المدي الطويل.

ابحاث اعاده برمجه الخلايا الجدعيه تثير جدلا علي المستوي السياسي و الديني.

"بنيه تحتيه قويه في مجال البحث العلمي"

غير اني اعتقد علي العموم اننا في المانيا نسبيا مستعدون لمواجهه هذا التحدي، فلدينا العديد من مؤسسات البحث العلمي والدراسات الطبيه في العديد من المجالات، سواء منها المؤسسات الجامعيه الكثيره اومعاهد البحث المختلفه مثل مؤسسه ماكس بلانك، هيلمهولتس، لايبنتز، ومؤسسه فراونهوفر. هذه البنيه التحتيه المهمه في مجال البحث العلمي هي ميزه مهمه ينبغي استغلالها علي احسن وجه في المانيا".