المحتوى الرئيسى

شهادات الأدب الإسرائيلى على بطولات المصريين

06/19 09:27

اذا كان من عاده المؤرخين ان يبحثوا عن الوثائق الرسميه وعن شهادات القاده السياسيين والعسكريين للتاريخ لاحداث الحروب، فانني اضع امام المؤرخين المصريين مصدراً جديداً يمدهم بوثائق اصيله غير قابله للتشكيك حول اثار البطولات العسكريه المصريه في المجتمع الاسرائيلي في الفتره ما بين اكتوبر 1967 واكتوبر 1973.

لقد قمت باعتباري باحثاً في الادب العبري الاسرائيلي اثناء معاصرتي لاحداث المعارك بجمع شهادات الادباء والنقاد الاسرائيليين ورصد وترجمه وتحليل القصائد والقصص القصيره التي نشرها هؤلاء في الملاحق الادبيه للصحف الاسرائيليه في تلك الفتره. وعندما الاحظ في السنوات الاخيره ان اجهزه الدعايه الصهيونيه تحاول من خلال شبكات التواصل الاجتماعي علي الانترنت ان تزيف الحقائق بالقول ان النصر الاسرائيلي في الخامس من يونيو 1967 لم يتاثر ولم يتزعزع بفعل حرب الاستنزاف المصريه وحرب اكتوبر الظافره - فانني اعود الي التذكير باهميه الوثائق الادبيه التي جمعتها في كتاب تحت عنوان «بطولات المصريين واثرها في الادب الاسرائيلي اكتوبر 1967-اكتوبر 1973»، ونشر في مكتبة الأسرة عام 2010.

في اكتوبر 1967 تمكنت زوارق البحرية المصرية بقياده النقيب بحري أحمد شاكر القارح من اغراق المدمره ايلات امام شاطئ بورسعيد بعد ان دخلت المياه الاقليمية المصريه، ولقد حاولت الصحف الاسرائيليه في صفحاتها الاخباريه والتحليليه ان تقلل من شان هذا العمل، لقد لاحظت اثناء فحصي للصحف الاسرائيليه اعتباراً من ذلك الحدث ميلاً لاخفاء اثار العمليات العسكرية الباسله التي يقوم بها ضباطنا وجنودنا علي حافه القناه، وكان من الواضح ان الرقابه العسكريه الاسرائيليه تحاول الحفاظ علي الحاله المعنويه في اسرائيل واخفاء الخسائر الفادحه في الارواح.

في الوقت نفسه اكتشفت ان الملاحق الادبيه التي تصدر مع الصحف الاسرائيليه تضم قصصا قصيره وقصائد شعريه يرصد فيها الادباء الاسرائيليون حاله الحزن والقلق والفزع التي حلت في المجتمع الاسرائيلي محل حاله الزهو والعجرفه التي ولدها انتصار يونيو، فرحت اجمعها واصنفها طبقاً لاتجاهها. في خلال الالف يوم التي استغرقتها حرب الاستنزاف التي بدات بمعركة رأس العش في اول يوليو 1967 وانتهت بوقف اطلاق النار في الثامن من اغسطس 1970، جمعت مئات القصائد والقصص القصيره العبرية التي تكشف عن تحول النصر الاسرائيلي الي كابوس نتيجه تساقط العسكريين الاسرائيليين بمعدل يومي علي حافه القناه وداخل حصون بارليف.

وضعت اربعه تصنيفات لهذه الوثائق الادبيه، الاول تصنيف بعنوان «قصص وقصائد الاحزان والالم»، والثاني بعنوان «قصص وقصائد الاحتجاج علي الحرب»، وتصنيفاً يحمل عنوان «قصص وقصائد معاداه الساميه»، وهي التي تصور حرب الاستنزاف والمقاومه المصريه للاحتلال الاسرائيلي باعتبارها نمطاً جديداً من معاداه اليهود في محاوله لتزييف عقل القارئ الاسرائيلي وايهامه بان بطولات المصريين تنبع من غريزه الكراهيه لليهود وليس من الرغبه في تحرير الارض المحتله، اما التصنيف الرابع فيحمل عنوان «ادب العزله والياس والاغتراب».

لقد كان من الضروري بالنسبه للمثقفين المصريين في ذلك الوقت ان يطلعوا علي الاثار القويه التي يوقعها المقاتل المصري الباسل في المعنويات الاسرائيليه وفي زعزعه حاله الزهو والعجرفه وفي هز مقوله «الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر»، ولهذا استجبت لدعوه الناقد رجاء النقاش، رئيس سلسله «كتاب الهلال» وهي اهم سلاسل الكتب واوسعها انتشاراً في ذلك الوقت، وقمت باعداد دراسه للوثائق والشهادات الادبيه الاسرائيليه، وارفقت بها ترجمه عن العبريه لنماذج من هذه التصنيفات، وقامت «دار الهلال» بنشرها في السلسله في يونيو 1972. كانت تلك الدراسه الاولي من نوعها حول ادب الحرب الاسرائيلي في المكتبة العربيه، فامدت المثقفين والادباء العرب بمعرفه عن البنيه الفكريه والنفسيه العميقه لجموع الاسرائيليين.

واسهمت في كشف مواطن الضعف في بناء المعنويات لدي العسكريين الاسرائيليين. يستطيع ابناؤنا من الاجيال المصريه الشابه ان يستشهدوا في مجال اثبات قدره مصر علي تحدي الغزاه وتحويل افراحهم الي احزان وزهوهم الي انكسار بالقصائد التاليه: 1- «ثلاث اغان» للشاعره حدفاه هركابي، 2- «ضيق عابر» للشاعره شوشانه بيلوس، 3- «احساس» للشاعر اسحق بولاق، 4- «إلى متى؟» للشاعر يعقوف ريمون، 5- «صلاه علي جرحي الحرب» للشاعر اسحق شاليف، 6- «الضوء الذي فوق البحر» للشاعر بنحاس بلدمان، وهي رثاء للمدمره ايلات، 7- «الحرب المقبله» للشاعر يعقوب باسار، 8- «اشعار احتضار» للشاعر يهودا عميحاي.

ويستطيع ابناؤنا في سجالاتهم مع الاجانب علي الـ«فيس بوك» يستشهدوا بالقصائد التي ترجمتها عن العبريه، والتي تصور اثار الصدمه والفزع والدوار والاستنجاد بالسماء، التي كتبها الشعراء الاسرائيليون تحت تاثير حرب اكتوبر 1973، ومنها ما يلي: 1- «نهايه ليله» للشاعر اسحق بولاق، 2- «كلمة إلرجل البسيط» للشاعر يهوشع طن بي، 3- «البوابه لم تنفتح» للشاعر يحئيل حزاق، 4- «اقنعه الجد البيضاء» للشاعر ايتسيك مانجر، 5- «كيف تقطعت الدروب» للشاعر يحئيل حزاق، 6- «كم كنت صبيه» للشاعره اولاه ليف دون، 7- «مجانين» للشاعر ايتسيك مانجر، 8- «الأمير الصغير يصيبه الهرم» للشاعر يعقوب باسار، 9- «راكض» للشاعر دوف حومسكي، 10- «عندما تقول حياتي» للشاعر دوف حومسكي، 11- «اريد رجلاً حكيماً» للشاعره حدفاه هركابي، 12- «اريد رجلاً بلا قوه» للشاعره حدفاه هركابي، 13- «اغاني ارض صهيون» للشاعر يهودا عميحاي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل