المحتوى الرئيسى

عندما تتحول الألمانية إلى لغة للإبداع لأدباء وكتاب عرب

06/14 16:51

ترك العديد من الكتاب ذوي اصول مهاجره بصمات علي الأدب الألماني، بعضهم ولد وترعرع في المانيا وبعضهم الاخر هاجر اليها قصد الدراسه او العمل او بحثا عن اللجوء السياسي. وكان الكتاب المنحدرون من اوروبا الشرقية من الاوائل الذين استمدوا من الالمانيه لغه لادبهم وكتاباتهم مثل الكاتب التشيكي الاصل فرانتس كافكا والروائي البلغاري الاصل إيليا ترويانوف والروماني يان كورنيليوس المتخصص في أدب الأطفال. وفي عام 1969 ظهرت اول مجموعه قصصيه باللغة الألمانية بعنوان "القرد الذي يبحث عن تاشيره" للكاتب المغربي مصطفي الحجاج، الذي يحكي فيها عن تجربته قبل الهجره الي المانيا وظروف حصوله علي تاشيره السفر اليها.

"الالمانيه تتيح لي امكانيه التعبير عن افكاري ومشاعري"

وهاهي المغربيه الاصل فوزيه الطيبي تلتحق بركب الادباء المنحدرين من دول عربية والذين يتخذون من لغه غوته وسيله للكتابه، لا بل وتراس الكاتبه والشاعره جمعيه للكاتبات من جنسيات مختلفه في مدينه فرانكفورت. وحول علاقتها بلغه غوته تقول طيبي لDWعربيه: "اعتبر الالمانيه لغتي الام الي جانب الامازيغيه والعربيه. لكن الكتابه باللغة العربية امر صعب بالنسبه لي، لانني ترعرعت في المانيا وتعودت علي الالمانيه كلغه تعبير تتيح لي امكانيات عديده لترجمه افكاري الي كلمات". وتركز فوزيه الطيبي في اشعارها علي نقل صوره عن المراه الشرقيه سواء التي تعيش في الشرق او التي اختارت الهجره وارتمت في احضان ثقافه جديده. وبخصوص دلالات الثقافه الالمانيه تقول الشاعره الطيبي: "لقد ولدت في المانيا وترعرعت في فرانكفورت، المغرب والمانيا مهمان بالنسبه لي. لكن هناك اختلاف ثقافي بين البلدين وهذا ما يشدني الي كلا الثقافتين".

الشاعر الفلسطيني الالماني صالح سروجي يزاوج في اشعاره بين العربيه والالمانيه...

من جهته، حرص الشاعر الفلسطيني الاصل صالح سروجي في الكتابه علي المزاوجه بين العربيه والالمانيه، اذ يقول في احدي قصائده: "عندما اكتب استمتع بحريه كبيره، بالالمانيه اكتب من اليسار الي اليمين، وبالعربية من اليمين الي اليسار، وفي الوسط يلتقي الخطان". هذا الانسجام والتلاقي بين اللغتين جسّده الشاعر في ديوان شعري اصدره عام 2006 تحت عنوان "من وراء الغربه" وفي البوم شعر موسيقي باللغتين العربيه والالمانيه اصدره عام 2010. وعن اختياره للغه معينه بدلا من اخري، فيقول سروجي في حديث مع DWعربيه: "السبب قد يكون حاله اللحظه النفسيه بعينها او بالتحديد اللحظه الشعريه المكثفه التي تسقط عليّ كالبرق، فتحاول احدي هاتين اللغتين استيعاب مضمون الفكره لتعطيها اطارها الحيوي القادر علي حياكه النسيج اللغوي الملائم للدهشه النفسيه الاولي التي تنتابني وللرمز الادبي المناسب لحاله البرق التي تنزل عليّ بلا استئذان".

"المانيا، وطني الجديد - والالمانيه لغتي الجديده"

تجربه اخري لكاتب استقي من الالمانيه لغه للتعبير عن افكاره، وهو الكاتب الالماني الايراني رضا حياتبور، الذي اصدر روايتين: الاولي عام 2005 بعنوان "طعم الحريه"، يتحدث فيها عن تجربته المره في ايران حين قرر الثوره علي القيم السائده، والثانيه صدرت عام 2011 بعنوان "ايام الحب".

الكاتب الايراني الالماني رضا حياتبور يقول انه قد قدم من ايران الي المانيا كلاجئ سياسي، مؤكدا انه وجد فيها وطنه الجديد وفي اللغه الالمانيه وسيله للتعبير عن مشاعره وافكاره...

وعن سبب اختياره الكتابه بلغه غوته، فيقول حياتبور لDWعربيه: "اكتب بالالمانيه لانني استطيع من خلالها التعبير بسهوله عن افكاري ومشاعري، فمنذ سنواتي الاولي في المانيا بدات احلم بهذه اللغه". وعن دلالات الثقافه الالمانيه وعلاقته بها يضيف حياتبور:"المانيا كانت في البدايه بلد لجوء سياسي، فحاولت ان اتعود علي نمط حياه جديد، تعرفت علي اناس كثيرين من جنسيات مختلفه، نسجت صداقات، ومع مرور الوقت تحولت المانيا الي وطني الجديد بكل ما تحمل الكلمه من دلالات سياسيه ووجدانيه".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل