في مثل هذا اليوم..شمس السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين تنير البيت النبوي

اعداد - ايات عبد الباقي

بعد مرور 1385 عاما عن مولدها..اليوم هو ذكري مولد السيده سكينه ابنه الامام الحسين رضي الله عنه ،سيده نساء عصرها وعقيله قريش، ذات البيان والفصاحه والذكاء، هي من احد اعلام البهجه والسرور في البيت النبوي ،ورغم كل مقاسي الحياه علي ابيها الا انها استطاعت ان تخفف عنه الهم والحزن بطبعها الحنون المرح والهاديء، رضي الله عنها وجمعنا بها في زمرته يوم نلقاه مؤمنين صادقين.

السيده السكينه بنت الامام الحسين بن علي عليهما السلام سبط النبي صلي الله عليه وسلم وحبيبه، امها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي. كانت ولادتها علي روايه 21 من رجب في عام 48 هـ.

هي امنه بنت الحسين بن علي سماها والدها "امنه" تيمنا باسم ام رسول الله صلي الله عليه و سلم، ولقبت بسكينه فهو لقبها و ليس اسمها و قد اطلقت عليها هذا اللقب امها الرباب ولعلها قد لمحت بها كثيرا من السكينه و الطمانينه فلقبتها به، وذلك لان نفوس اهلها واسرتها كانت تسكن اليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها، كما قيل عن سبب ذلك ايضاً ما لاح منها وهي طفله من امارات الهدوء والسكينه وقد غلب هذا اللقب علي اسمها الحقيقي امنه، ويختلط صوت سكينه مع صوت امها الرباب.

ولدت السيده سكينه بعد استشهاد جدها علي رضي الله عنه بحوالي سبع سنين، لم تدرك في طفولتها كثير من الاخبار التي المت بال البيت، واستشهد عمها الحسن وهي في الثالثه من عمرها، فلم تعني ما يحدث حولها من احداث مؤلمه لذلك كانت مطمئنه مرحه ، وهناك ما يؤكد انها كانت مصدر السعاده و الانس لاهلها الكرام و خاصه ابيها الحسين رضي الله عنه.

لقد استطاعت السيده سكينه ان تنفرد بمكانه اجتماعيه مرموقه ، لم ترق اليها سيده سواها في ذلك العصر ، فكانت الشخصيه الاولي في المجتمع الحجازي ... بل الاسلامي من حيث التقي والزهد والورع والمعرفه والادب.

ويقول المؤرخ ابن طولون: قدمت دمشق مع اهلها ثم خرجت الي المدينه وكانت من سادات النساء واهل الجود والفضل رضي الله عنها وعن ابيها.

روي انّ يزيد بن معاويه لمّا ادخل عليه نساء أهل البيت (عليهم السلام) قال للرباب (اُم سكينه): انت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينه:

لعمـرك انّني لاحبّ داراً   تكون بها سكينه والرباب

واحبّهما وابذل جلّ مالي   وليس لعاتب عندي عتاب

فقالت: نعم، والظاهر من الشعر انّه (عليه السلام) كان يحبّها حبّاً شديداً.

وفي ساعه الوداع يوم معركه « طف كربلاء » افتقد الحسين ابنته الحبيبه سكينه فوجدها منحازه عن النساء ، باكيه العين ، كسيره الفؤاد، فاكب عليها يقبلها في لهفه وحنان ، ثم رفع راسه وقال في شجاعه واشفاق :« هلا ادخرت البكاء ليوم غد ؟ تجلدي يا حبيبتي واصبري ان الله مع الصابرين » ثم انشد :

سيطول بعدي يا سكينه فاعلمي   منك البكاء اذا الحمام دهاني

لا تحرقـي قلبي بدمعـك حـسره   ما دام مني الروح في جثماني

فـاذا قـتلـت فـانت اولـي بالـذي    تـاتـيـنه يـا خــيـره الــنـسـوان

فكانت الركن الذي ينسي معه همومه و يتلمس معه الراحه وان كانت قد بلغت مبلغ يجعلها تتفهم ما يدور حول ابيها من فتن وهموم، ولكنها كانت له الآبتسامه التي تنتظره ،فاذا ما عاد هرعت اليه بفرحتها و مرحها تزيل عنه الام وهموم الفتن.

حضرت السيّده سكينه واقعة الطف مع ابيها الامام الحسين (عليه السلام) وشاهدت مصرعه، واعتنقت جسد ابيها بعد قتله.

بدا جهاد الحسين رضي الله عنه ضد معاويه عندما اراد ان ياخذ البيعه لابنه يزيد وقد رفض البيعه خمس نفر هم : الحسين بن علي، عبد الله بن الزبير، عبد الحمن بن أبي بكر ،عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم جميعا.

وبدات مناوشات معاويه ومن بعد يزيد للحسن و تجراهم عليه كما ذكرنا لم تكن سكينه بعيده عن هذا ولكنها كانت مصدر الفرحه للحسين اذا ما عاد.

اُخذت مع السبايا، ورؤوس الشهداء الي الكوفه، ثمّ منها الي الشام، بعدها عادت مع اخيها الإمام زين العابدين (عليه السلام) والسبايا الي المدينه المنوّره من بينهن امها رباب وعمتها زينب.

ها هي السيده سكينه ، واقفه علي ارض كربلاء ، بجانب جثه ابيها الامام رضي الله عنه مهيضه الجناح ، حزينه القلب ، تتزاحم الدموع في مقلتيها في حين تطوي الالم والحسرات بين اضلعها وتردد :

ان الحسين غداه الطف يـرشقـه    ريب المنون فما ان يخطئ الحدقه

بـكـف شـر عـبــاد الله كــلـهــم      نسل البغايا وجيش المـرق الفسقه

ائمه السوء هاتوا ما احتجاجكم     وجـلـكـم بـالــــسـيـف قـد صـفـقـه

الـويل حـل بكم الا بمـن لحقـه      صيرتموه لا رماح العـدي درقـه

ياعين فاحتفلي طول الحياه دماً    لا تبـك ولـداً ولا اهـلاً ولا رفقـه

وروي السبط بن الجوزي عن سفيان الثوري قال: اراد علي بن الحسين عليه السلام الخروج الي الحج او العمره فاتخذت له اخته سكينه بن الحسين سفره انفقت عليها الف درهم وارسلت بها اليه فلما كان بظهر الحره امر بها ففرقت في الفقراء والمساكين.