المحتوى الرئيسى

الإخوان والأقباط

06/09 03:53

في كتاب محكم، كل عباره فيه موثقه بمصادر واضحه، بما يجعله اقرب الي الموسوعه، اختار له مؤلفه الاستاذ هاني لبيب عنوان «الكنيسه المصريه- توازنات الدين والدوله «527 صفحه» يقدم لنا المؤلف بانوراما متكامله حول ما يمكن تسميته مساله الوحده الوطنيه المصريه التي هي بالضروره واحده من اهم اركان الدوله المصريه كدولة مدنية تحمي حقوق جميع ابنائها علي اساس المواطنه. وهو يكتشف كالعاده ثنائيه المواقف الاخوانيه، اذ بينما يتحدث قاده الاخوان، وفي مقدمتهم الاستاذ حسن البنا، عن حقوق الاقباط كشركاء في الوطن ويستند حسن البنا في رسالته «نحو النور» الي النص القراني الصريح «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم، ان الله يحب المقسطين» « الممتحنه - 8» وما استتبع ذلك من اقوال محموده- فان الجماعه حفاظاً علي ثنائيه الموقف تطرح النقيض من الافكار. يتجاور النقيضان ليمكن اللجوء الي اي منهما مع تقلب الاحوال. وايضاحاً لذلك يقدم لنا المؤلف نماذج اخوانيه تطيح باي حق من حقوق المواطنه. ويقرا لنا ما كتبه الشيخ عبدالله الخطيب وكان المفتي الرسمي للجماعه في مجله الدعوه المجله الرسميه للجماعه «مايو 1980» ما يوجزه في النقاط التاليه «هناك دين واحد هو الاسلام ولا دين وهو غير الاسلام، ويتعرض الخطيب الي فكره السادات باقامه مجمع للاديان قائلاً «ليس هناك الا دين واحد هو الاسلام. فكيف يقام مجمع الاديان؟ ويحدد قوي الشر الثلاث في العالم التي يتعين علينا الجهاد المقدس ضدها وهي الشيوعيه والصليبيه والصهيونيه»، «صـ 245» وفي فتوي اخري للشيخ الخطيب «الدعوه ديسمبر 1980» بعنوان «حكم بناء الكنائس في ديار الاسلام» قسم الشيخ فتواه الي ثلاثه احوال «بلاد احدثها المسلمون (مثل المعادي وحلوان) وهذه لا يجوز فيها احداث كنيسه، او بلاد فتحها المسلمون عنوه كالاسكندريه ولا يجوز بناء هذه الاشياء فيها، او بلاد فتحت صلحاً بين المسلمين وسكانها والمختار هو ابقاء ما وجد بها من كنائس علي ما هي عليه في وقت الفتح ومنع بناء او اعاده بناء ما هدم منها» «المرجع السابق». اما الاستاذ سيد قطب فان المؤلف يقتبس من كتاباته العديده ضد حقوق الاقباط ما يلي «انهم ليس لهم اي حقوق سياسيه وانما لهم بعض الحقوق المدنية، اهمها التحاكم في احوالهم الشخصيه الي شريعتهم وكفاله ارواحهم واعراضهم واموالهم، وفي مقابل ذلك عليهم اداء الجزيه والانصياع للنظام الاسلامي، ويحذر الاستاذ قطب اي مسلم من ان يشعر مجرد الشعور برابطه ولاء او تناصر معهم»، «صـ244 نقلاً عن سيد قطب - خصائص التصور الاسلامي ومقوماته». وينقل المؤلف بعد ذلك مقتطفات من تصريح للاستاذ مصطفي مشهور المرشد الاسبق للاخوان «نشر في روز اليوسف 14 ابريل 1997» يقول فيه «الجيش يعتبر قوه الدوله وبالتالي المفروض الا يكون من في الجيش من اصحاب عقيده اخري، وهذا لكي يستطيعوا ان يقفوا الموقف السليم من اي عدو يحاول ان يعتدي علي الدولة الاسلامية. ولكن عندما يوجد في الجيش عناصر غير اسلاميه وتاتي دوله مسيحيه تعتدي علي الدوله الاسلاميه، وهناك في الجيش عناصر مسيحيه فمن الممكن ان يمالئوا ويسهلوا للعدو ان يهزمنا» «صـ250». وارجو ان ياذن لي القارئ بسؤال يحيرني: الم يقرا فضيله المرشد الاسبق كيف ان مسيحيي الشام حاربوا في صفوف صلاح الدين في حربه ضد الغزاه الصليبيين مؤكدين عروبتهم، ومؤكدين ان الغزاه لا علاقه لغزوهم باي نوازع مسيحيه حقيقيه؟ واذا كان فضيلته لم يقرا التاريخ القديم فهل نسي ام تناسي دور المسيحيين ومنهم الفريق فؤاد عزيز غالى في الحروب ضد اسرائيل، وعديد الشهداء الذين بذلوا ارواحهم فداء للتراب المصري؟.

ثم ناتي الي تصريحات الاستاذ مهدي عاكف الشهيره للاستاذ سعيد شعيب التي سجل فيها بصوته «طظ في مصر»، وانه يقبل خليفه من ماليزيا اذا كان مع الشريعه، وان الحديث عن ترشيح مسيحي لرئاسه الجمهوريه هو عمل «فورتينه». ولا تعليق.

ثم ياتي المؤلف الي ما قال انه «البرنامج الذي جري تسريبه في يوليو 2007، وهي الافكار التي تطورت تدريجياً حتي عام 2011 من خلال حزب الحريه والعداله»، ويقول «انه نيولوك سياسي من اجل إعادة إنتاج صوره الجماعه بشكل عصري ومؤسسي امام المجتمع والخارج». ثم يقول «انه برنامج شمولي به خلط واضح بين ما هو ديني وما هو سياسي، فهو يتحدث عن الدوله الوطنيه (!) التي تقوم علي اساس مبادئ الشريعة الإسلامية، ثم يعود للحديث عن الدوله المدنيه ذات المرجعية الدينية» «صـ253». ثم يدهش للنص في البرنامج علي انه يتعين علي السائح «ان يعلم مسبقاً بحدود الضوابط الاسلاميه، فلا يجاهر عند حضوره بخلافها فكراً او اسلوباً». «صـ254».

وبعدها يكتشف الباحث ان البرنامج قد «اقتبس» بحسن نيه او «نقل» بسوء نيه ما جاء في برنامج الحزب الوطني المنحل، خاصه في المجال الاقتصادي والخصخصه».

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل