المحتوى الرئيسى

هل قتل أحد في ملاعبنا؟

06/03 16:08

عند الحديث عن حجم ظاهره العنف والتعصب الرياضي في الملاعب السعوديه، لابد ان نعرف الي اي مدي خطوره هذه الظاهره وصعوبتها وحجمها.. ومقارنتها بظواهر واحداث في ملاعب اخري.

وهنا نستعرض بعض هذه الاحداث الرياضيه، حيث الاعلي رقماً كان مقتل 630 مشجعاً في احدي مباريات كرة القدم بعد الغاء الحكم هدفاً بداعي التسلل لمنتخب بيرو لصالح منتخب الأرجنتين خلال تصفيات اولمبياد طوكيو 1964 نتيجه شغب منتخب بيرو، وفي عام 1966 .. انتحر 12 مشجعاً برازيلياً حزناً علي خروج منتخبهم من التصفيات النهائيه لبطولة كاس العالم عام 1966 .

وفي عام 1983 هجمت جماهير كره القدم في انجلترا علي الشرطه في احدي المباريات وادي ذلك لاصابه اثنين من رجال الشرطه و38 شخصاً واعتقال 202 لاتهامهم بالشغب، وفي عام 1985 وقعت ماساه استاد هيسيل في العاصمه البلجيكيه بروكسل اثناء المباراه النهائيه لدوري الابطال في اوروبا بين يوفنتوس الايطالي وليفربول الانجليزي حيث قتل39 مشجعاً بينهم 32 من مشجعي يوفنتوس.

كما اصيب اكثر من 600 اخرين نتيجه اقتحام جمهور الفريق الانجليزي حاجزاً يفصل بينهم وبين مشجعي النادي الايطالي ، وفي عام 1989 قتل 96 مشجعاً من مشجعي ليفربول في ماساه رياضيه محزنه سجلت تاريخاً اسوداً في التشجيع الرياضي العالمي، وفي الاربعاء الاول من فبراير 2012 وفي مباراه قدم بين فريقي المصري من بور سعيد والاهلي القاهره وقعت احداث وصفت بالمجزره او المذبحه في ملعب بورسعيد حيث قتل 73 مشجعاً ومئات المصابين، وكانت هذه احدث ماساه رياضيه واقربها لتاريخ هذا الملتقي.

وبين تلك الحوادث تكون حوادث الشغب والاعتداءات علي السيارات وكسر زجاج المحلات وتحطيم سيارات وحافلات الفريق الخصم والاعتداء الجسدي واللفظي الذي يشكل ظاهره عدائيه قبل واثناء وبعد المباريات الرياضيه، فما هو حجم الظاهره لدينا في المملكة العربية السعودية ؟

بكل الواقع والحقيقه وبكل ادوات التاكيد وبكل الثقه اقول بانه في تاريخنا الرياضي وحسب معلوماتي وقراءاتي ومتابعاتي للواقع الرياضي لم تحدث واقعه قتل لا سمح الله لمشجع رياضي او بسبب مباريات او تشجيع رياضي، وهذا يعني ان درجه العنف والتعصب الرياضي لا تعدو كونها مناوشات ومشاجرات وسباب وشتم ربما لا سمح الله تتطور لمضاربات وعنف جسدي، ولكن كل هذا العنف والتوتر والغضب لم يؤدي ولله الحمد لحاله قتل واحده، وهذا يعطينا الاطمئنان بان الظاهره صوتيه ومبالغ فيها، ولكنها ربما تقود لا سمح الله الي مالا يحمد عقباه اذا تعاملنا معها ببرود وبلامبالاه، الامر الذي يتطلب سن الانظمه والقوانين والحزم لمحاربه هذه الظاهره وتقليصها الي اقل حد ممكن قبوله والتعامل معه، وحتي نعالج المشكله لابد من النظر الي الاخلاق وكيف تتكون لدي الناشئه.

ويتضح من التوتر والعنف والتعصب والشغب في الملاعب الرياضيه ان هناك مشكله اخلاقيه سلوكيه ادت الي مثل هذا العنف الجسدي واللفظي في الملاعب الرياضيه، ويعود ذلك الي تكوين الانسان وتربيته.

واول هذه التربيه ومكانها الصحيح في المجتمع هي المدرسه لانها هي التي تعد الفرد وتلقنه الاخلاق والقيم وبعد ذلك يصبح اباً او تصبح اماً ويكون اسره وينقل ذلك لابنائه وبناته.. ولهذا فتش عن التعليم عند صلاح او نجاح امه .

وامامنا تجربه اسلاميه تتمثل في ماليزيا ونجاح محاضير محمد وزير التربيه ثم رئيس مجلس الوزراء في اصلاح هذا المجتمع، ونقله من الفقر والبساطه والتشرذم الي قوه اقتصاديه وثقافيه واجتماعيه يضرب بها المثل، وفي جميع كتب واطروحات محاضير محمد كانت المدرسه هي اللبنه الاولي لكي يتعلم الانسان القيم والاخلاق، ولهذا ياتي المجتمع الماليزي رغم تعدد اعراقه وتنوعه الا انك تجد الناس يذهبون من تلقاء انفسهم لاداء الصلاه جماعه في الاسواق واماكن التجمعات.

وينتشر الحجاب بين النساء بفضل التربيه والاخلاق، اما ثاني المجتمعات فهو المجتمع الياباني، وقد سالت وزير التربيه الياباني في زياره سابقه لليابان عن ما هو اهم شيء تحرص المدرسه اليابانية علي تعليمه لطلابها فقال: اهم شيء الاخلاق.. فعجبت من ذلك وقلت لمن معي رسولنا صلي الله عليه وسلم يقول (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)

وهذا الياباني يقول اهم شيء الاخلاق، فقلت ماذا تقصد بالاخلاق؟ فعدد مكارم الاخلاق الموجوده في ديننا مثل : الامانه ،الصدق ،التسامح ،احترام الوقت ، عدم ايذاء الاخرين ، عدم اتلاف مقدرات الوطن ،النظافه ،احترام الكبير، العطف علي الصغير، التصرف بجماعيه داخل المجتمع والبعد عن الانانيه والفرديه، ولهذا نجد الطالب الياباني ينظف مدرسته وينظف شارعه وينظف مدينته، وانظر للمشجع الياباني رجلاً كان او امراه يشجع بحماس وبصوت واحد، ويفرح بالفوز ويتقبل بعد نهايه المباراه النتيجه اياً كانت، وتجده يحمل سله مهملات صغيره اعدت لهذا الغرض يجمع ما خلفه من نفايات وهو منظم ومرتب، ويحترم الطابور عند دخوله الملعب وعند الخروج وهذه تعلمها في المدرسه.

لذا فان الخطوه الاولي لواد ظاهره العنف والشغب في الملاعب الرياضيه تلقينها الاطفال من المدرسه، حيث تعاليمنا الدينيه بالابتسامه وافشاء السلام والتسامح، وانه ليس الشديد بالصرعه وانما الشديد من يملك نفسه عند الغضب، وان المسلم ليس بالسباب ولا باللعان، وان علينا عدم الغيبه والنميمه والتجسس وعدم التنابز بالالقاب، وان علينا حسن الخلق واحترام النظام والهدوء والطمانينه والادب والابتعاد عن سوء النيه والظن السيئ والعداوه والفجور عند الخصومه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل