المحتوى الرئيسى

تاريخ اليورو | إيطاليا 1980، ألمانيا عروس بلاد البيتزا

06/03 00:44

كانت البطولة التي أقيمت بالملاعب الإيطالية هي أول بطولة تُقام من ثماني فرق ، كانت الأولى أيضاً التي تُقام بنظام المجموعات بعدما كان النظام بالنسخ السابقة يسير بخروج المغلوب ، وبداية البطولة دائماً ما كانت بقبل النهائي ثم مباراتي النهائي وتحديد المركز الثالث ، كانت هذه البطولة مختلفة بالفعل عن سابقيها ، لاسيما وأنها كانت أول بطولات أمم أوروبا يتم تحديد الدولة المنظمة سلفاً ومنحها بطاقة الصعود المباشر للبطولة ، لتسير على درب التكنيك التنظيمي بكأس العالم في هذا الأمر بالذات.

- إغتيال جون ونستون أونو لينون ، نجم فريق البيتلز "الخنافس" الليفربولي البريطاني الشهير ، المطرب المحبوب قُتل في الثامن من ديسمبر كانون الثاني لذات العام بولاية نيويورك الأمريكية عن عمر 40 عاماً.

- خرج للنور الأصدار الثاني والأشهر من فيلم حرب النجوم "ستار وورز" وكان بعنوان "حرب النجوم الجزء الخامس : الإمبراطورية تُعيد الضربات" ، الفيلم قصة السينمائي الكبير جورج لوكاس وإخراج إيرفين كريشنر وبطولة النجمين مارك هاميل وهاريسون فورد ، الفيلم حصد جائزتين للأوسكار وهما أفضل موسيقى وكذا جائزة خاصة لأفضل عمل فني.

- بالثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني لنفس العام ضرب زلزال إيربينيا الشهير "تيريموتو ديلا ريبينيا" منطقة الجنوب الإيطالي وتحديداً مدينتي نابولي وساليرنو ، الزلزال كان بقوة 8 بمقياس ريختر وأدى مقتل عدد مأهول من الأشخاص وصل لـ 4800 شخص بالإضافة لتشرد أكثر من 300 ألف عطفاً على خسائره المادية التي وصلت لـ 59 مليار ليرة إيطالية.

إيطاليا بتلك النسخة نظمت البطولة ، على الرغم من تقدم دول ألمانيا الغربية وإنجلترا واليونان وسويسرا وأيضاً هولندا لسباق التنظيم ، لتكون هي المرة الثانية التي تُنظم فيها البطولة بشبه الجزيرة الايطالية بعدما كانت قد نظمتها سلفاً بالنسخة الثالثة بعام 1968 وهي البطولة التي فازت بها إيطاليا أيضاً ، يبقى فقط أن نُشير أن الاتحاد الأوروبي كاد أن يسحب التنظيم من إيطاليا بعد فضائح المراهنات الشهيرة التي عانت بها إيطاليا والدرجة الأولى بكرة القدم المحلية الايطالية ، فضيحة عصفت بميلان من الدرجة الأولى وكاد أن يسحب البساط التنظيمي من هناك ، بكل الأاحوال البطولة كانت مخيبة على صعيد الحضور للملاعب في كل المباريات التي لم يكن الأتزوري طرفاً فيها ، كذلك كانت المشاهدات التفزيونية ضعيفة للغاية .. بطولة كانت أبرز عناوينها لعب دفاعي مفرط كان منتشراً بهذه الاوقات بين معظم منتخبات أوروبا ، وعنوان آخر مخيف بتواجد جماعات الهوليجانز ومتطرفي التشجيع والذي ملئوا جنبات المدرجات وصالوا وجالوا بكل المدن الإيطالية التي تعاطت وشاركت بتنظيم الحدث.

وبذكر المدن الإيطالية التي نظمت البطولة ، فبالبطولة أُقيمت بمدن ميلانو بالأقليم اللومباردي "ملعب السان سيرو" وبالعاصمة روما وملعبها الأوليمبي علاوةً على مدن نابولي بالأقليم الكامباني "ملعب السان باولو" و أخيراً بمدينة تورينو بأقليم بيدومونتي وتحديداً بالملعب الأوليمبي بمنطقة سانتاريتا بجنوب مدينة تورينو ووقتها كان يُسمى ملعب كومونالي ، وبذلك الملعب بالذات أقيمت ثلاث مباريات هي اليونان ضد ألمانيا الغربية بإطار مباريات بالمجموعة الاولى ، وبلجيكا ضد إنجلترا وكذا إيطاليا ضد إنجلترا بالمجموعة الثانية.

شارك بتصفيات تلك البطولة 31 منتخب أوروبي تم تقسيمهم على سبعة مجموعات ، ثلاث مجموعات منها ضمت خمس منتخبات متبارية "المجموعة الأولى والثانية والرابعة" ، فيما ضمت الأربعة مجموعات المتبقية أربعة منتخبات ، لتبدأ التصفيات بمايو أيار 1978 وتنتهي بفبراير شباط 1980 ويجب أن نعلم أن المجموعات لم تنتهي كلها بذات الوقت.

 - العام ذاته شهد صدور أحد ألعاب الفيديو الأشهر عبر التاريخ – لعبة الأركيد الشهيرة "باك مان" والتي أصدرتها شركة نامكو اليابانية ، اللعبة كانت مثالاً حياً لثقافة الثمانينات من القرن الماضي لما حاذت عليه من شعبية طائلة أدت إلى عمل مسلسل أنيميشن كارتوني لها وكذا إصدار أغنية بوب شهيرة للعبة تحمل ذات الأسم ، اللعبة عبارة عن شخصية تأكل حبات القمح وتطاردها بعض الوحوش الخيالية.

- فوز العداء الأثيوبي ميروتز يفتر بذهبية سباق الخمسة ألاف متر بأولمبياد موسكو 1980 رفقة مجموعة من مشاهير ألعاب القوى الذين حصدوا ذهبيات أيضاً ، أمثال العداء الإنجليزي والسياسي الحالي سيباستيان كوي بطل سباق الـ 1500 متر وكذا مواطنه ستيف أوفت بطل الـ 800 متر ، أولمبياد موسكو أفرز العديد من مشاهير رياضة العدو في الوقت الذي قاطعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من البلدان الدورة الصيفية بسبب إعتداء الاتحاد السوفيتي على أفغانستان.

رون جرينوودز مدرب إنجلترا آنذاك ، وهو بالمناسبة الأسطورة التدريبية للهامرز ويست هام والذي فاز بدوري أبطال أوروبا معهم بموسم 1964/1965 ، تمكن من قيادة إنجلترا للصعود لنهائيات البطولة بشكل مميز بالفوز في سبع مباريات من أصل ثماني ، إنجلترا حينها لم تفقد سوى نقطة وحيدة من تعادل مع الشقيقة اللدود جمهورية أيرلندا بهدف لمثله بالخامس والعشرين من أكتوبر تشرين الاول بعام 1978 بملعب لانسداون روود بالعاصمة الأيرلندية دبلن ، البداية كانت لبوب لاتشفورد والتعادل لجيري دالي ، ولكن بعيداً عن كل تلك التفاصيل فإنجلترا وقتها حصدت 15 نقطة ، سجلت 22 هدف ثلثها تقريباً "7 اهداف" بواسطة ايقونة ليفربول كيفن كيجان ، فيما لم تتلقى الشباك الإنجليزية سوى خمس أهداف ، كل تلك الأمور جعل قطعاً الصدارة إنجليزية بفارق ستة نقاط كاملة عن الوصيفة أيرلندا الشمالية ذات التسع نقاط.

بلجيكا كذلك ، صعدت للبطولة عن طريق تصدرها المجموعة الثانية بالتصفيات وبدون أي خسارة أيضاً وإن كانت تعادلت في أربع مباريات أي بنصف مبارياتها بالتصفيات ، ذات الأمر بالنسبة للماتادور الأسباني ، الذي فاز بعدها بثلاثون عاماً بكأس العالم بقيادة مدربه فينسنت دل بوسكي الذي كان أساسياً ببطولة اليورو 1980 كقائد للدفاع الأسباني ، أسبانيا بالتصفيات تصدرت المجموعة الثالثة بتسعة نقاط وبفارق نقطة يتيمة عن يوجوسلافيا ، فارق النقطة كان أيضاً الفيصل بين هولندا متصدر المجموعة الرابعة بالتصفيات وبين وصيفتها بولندا.

  أما بالنسبة للمجموعة الخامسة بالتصفيات ، فحاملة لقب البطولة السابقة 1976 تشيكوسلوفاكيا تمكنت من إقصاء الديوك الفرنسية بفارق نقطة وحيدة لتصعد تشيكوسلوفاكيا للمدافعة عن لقبها ، لمجموعة السادسة كانت صعبة ومعقدة لحدٍ كبير لاسيما وأن كل منتخب بتلك المجموعة سقط في فخ الخسارة مرتين ، لكن الأثينيكي اليوناني تمكن من التصدر على حساب منتخبات المجر وفنلندا والاتحاد السوفيتي الذي تذيل المجموعة ولم يتمكن من الترشح للنهائيات للمرة الاولى بتاريخه !

وأخيراً بالمجموعة السابعة بالتصفيات وكآخر نسختان من البطولة ، تمكنت ألمانيا الغربية من الترشح عبر إنتزاعها صدارة المجموعة بأربعة إنتصارات وتعادلان ومن دون خسارة أيضاً بل ولم تتلقى شباك الماكينات آنذاك سوى هدف وحيد كان من ويلز في مباراة فازت فيها ألمانيا الغربية بالخمسة ، ألمانيا وقتها كانت تُدين بالفضل لذلك الصعود لملك الكرات المقصية كلاوس فيشر أسطورة الرويالز شالكة والذي سجل ستة أهداف لألمانيا الغربية بالتصفيـات ، فيشر فشل لاحقاً في التواجد بقائمة ألمانيا الغربية بالنهائيات بعد أن ضربته إصابة بكسر في القدم قبل بداية البطولة بوقتٍ قصير ، ليتم تعويضه بلاعب نجح في صنع الفرحة وهو هورست هوربخ ، وهو ما سنذكره لاحقاً.

بخلال 14 مباراة هي كل مباريات البطولة تم تسجيل 27 هدف فقط ، 13 هدف منها تم تسجيله في منافسات المجموعة الاولى بالبطولة فيما تم تسجيل تسعة أهداف أخرى بالمجموعة الثانية ، فيما سُجلت الأهداف الستة المتبقية في مباراتي قبل النهائي بالإضافة لمباراتي النهائي وتحديد المركز الثالث.

إيطاليا بتلك البطولة أفتقدت تماماً لحس المغامرة واللعب بشكل هجومي ، صحيح أن الدفاع الإيطالي كان مميزاً بشكل أو بآخر لأنهم لم يتلقوا أية أهداف في المباريات الثلاث التي خاضتها إيطاليا بالمجموعة الثانية لكن المنتخب الإيطالي أيضاً لم يُسجل إلا هدف يتيم ، على الجانب الاخر بالمجموعة الاولى فالبداية بين ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا أعادت لنا ذكريات نهائي النسخة السابقة بعام 1976 ، لكن تلك المباراة كانت محاكاة شاحبة ومسخ لنهائي 76 المثير والمليء بالأهداف "أربعة أهداف وهدفين لكل فريق" ، بنسخة عام 1980 المباراة كانت مملة ولم يُشعلها إلا رأسية بالشوط الثاني لكارل هاينز رومينيجه ، رئيس بايرن ميونخ التنفيذي بالوقت الحالي والقائم أيضاً بأعمال رابطة الأندية الأوروبية بالأتحاد الأوروبي لكرة القدم ، "كالي" كما يُحب أن يناديه عشاقه وقتها وبتمام الدقيقة 57 من أفتتاحية مباريات ألمانيا الغربية أمتلك مفتاح السر وحل اللغز.

هولندا ، بالرغم من إعتزال أسطورتها يوهان كرويف اللعب دولياً قبل بأعوام قليلة ، لكنها دخلت أجواء البطولة بقوة بفوزها على اليونان بهدف نظيف في مباراة الثنائي الافتتاحية ، الفضل للفوز البرتقالي يرجع لركلة جزاء انبرى لها أيقونة الخط الأمامي لإي زي الكمار كييس كيست وحولها بنجاح لمرمى الحارس فاسيلاس كونستانتينو ، الحارس الذي لعب معظم مشواره بباناثينايكوس.

هولندا بعدها واجهت ألمانيا الغربية في مباراة نارية كانت مهرجان أهداف بأتم معنى للكلمة والنتيجة 3/2 لألمانيا ، الواعد بيرند شوستر لاعب كولن بذلك الوقت قدم مباراة كبيرة للغاية وصنع ثلاثة أهداف لنجم المباراة كلاوس ألوفس مهاجم دوشيلدورف الذي جعل المقدمة لألمانيا الغربية بثلاثية نظيفة تم تقليصها بعد ذلك بهدفين ، الأول بعد خطأ كبير من الليبرو الصاعد لوثار ماتايوس الذي أحتسب ضده الحكم الفرنسي روبرت ووتز ركلة جزاء حولها جوني ريب جناح سانت إيتيان لهدف بمرمى الحارس العظيم هارالد أنتون شوماخر عملاق كولن ، بعدها أضاف ويلي فان دي كيرخوف متوسط أيندهوفين الهدف الثاني للبرتقاليين ، هدف لم يكن كافي لإنتزاع أي نقطة من نقاط المباراة التي إنتهت بفوز ألماني كان هو الثاني للماكينة بالبطولة .. الماكنية التي كانت بالفعل تعمل بكفاءة بتلك البطولة على الرغم من المساندة الجماهيرية الهزيلة من الطليان الذين تجاهلوا مباريات فرق المجموعة الأولى التي لا تضم منتخب بلادهم ، فكان معدل الحضور الجماهيري لمباريات المجموعة الأولى 4726 فقط !

حاملة اللقب تشيكوسلوفاكيا وبعد الخسارة الأولى أمام ألمانيا الغربية كــادت أن تخرج من الحسابات مبكراً بخسارة أخرى أمام اليونان بعــــد تقدم يونانـي مبكر بالربع ساعة الاولى عن طريق نيكوس أناستوبولوس ، لكن التشيك مطعمين بالسلوفاك نجحوا في قلب الأوضاع بشكل مميــــز ، البداية كانت عن طريق هدف تعادل للأسطورة أنتونين بانينكـا أسطـورة نادي بوهيميانز براج المدفون تحت أطلال من الذكريات الآن ، الهدفين الآخريين كانا بواسطة ليدشلاف فيشيك وزيدينك نيهودا بشوط المباراة الثاني لتعود تشيكوسلوفاكيا للحلم بالصعود للنهائي ، لكنها سقطت بالمباراة الختامـية لها في فخ تعادل إيجابي بنتيجة 1/1 أمام هولندا ، تعادل رفع رصيد التشيكسلوفاكي للنقطة الثالثة ليصعد للعب مباراة تحديد المركز الثالث مع المُضيف الإيطالي بعدما منحته نقطة التعادل وصافة المتصدر الألماني الذي خاض مباراته الثالثة من أجل التعادل مع اليونان ، فأراح يوب ديروول مدرب الناسيونال مانشافت نجمه الصغير شوستر بتلك المباراة وحقق المراد بالتعادل سلباً مع الأغريق ، ليضرب الألمان موعداً مع الشيطان البلجيكي بنهائي البطولة ، هي المرة الثالثة على التوالي التي تصل فيها ألمانيا الغربية لنهائي البطولة بعد نهائي 1972 ببروكسل البلجيكية ونهائي 1976 ببلجراد اليوجسلافية ، آنذاك بالتأكيد !

وبالوقت نفسه ، بدأت منافسات المجموعة الثانية "مجموعة إيطاليا" بشكل سيء للغاية ، فالبلجيك تعادلوا ببداية مبارياتهم أمام الإنجليز بواسطة عملاق الكلوب بروج ؛ يان كيوليمانز بعد هدف تقدم بالشوط الاول جاء بواسطة راي ويلكينز المدير التقني السابق بتشيلسي ومساعد الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالذات ، مباراة لم تشهد من لمحات الإثارة سوى تلك الدقائق التي قام فيها الهوليجانز بالدخول لأرضية الملعب الأوليمبي بتورينو لتُطاردهم قنابل الشرطة الإيطالية المسيلة للدموع ، يومها توقف اللعب لوهلة قبل أن يعود من جديد.

بالوقت نفسه تعادلت إيطاليا سلباً مع أسبانيا في السان سيرو ، الأسبان وقتها لم يقوموا بتقديم كل شيء لأن ثاني مبارياتهم بالمجموعة خسروها أمام بلجيكا بهدفين جوليان كوولز ومن قبله إيريك جيريتيس مدرب الهلال السعودي السابق ومدرب أسود الأطلسي حالياً ، نتيجة أجبرت إيطاليا على دخول مباراتها أمام إنجلترا بغرض الفوز بهدفين لإيقاف الصعود البلجيكي الوشيك بصدارة المجموعة لكن إيطاليا أكتفت بهدف يتيم بمرمى منتخب الأسود الثلاثة بواسطة متوسط إيطاليا ويوفينتوس التاريخي ماركو تارديلِّي الذي كان بطل اللمحة الهجومية الوحيدة للطليان بكل مبارياتها طوال الدور الاول ، إيطاليا ختمت مبارياتها بالدور الأول بالملعب الاولمبي بروما بحضور 42.318 ألف من أنصار الادزوري أمام بلجيكا منافستها المباشرة التي كان يكفيها التعادل لاسيما وأن فارق الاهداف بينها وبين إيطاليا لصالحها.

ما حدث بالفعل في قمة مباريات المجموعة هو تعادل الأزرق والشيطان الأحمر بنتيجة سلبية أدى لترشح بلجيكا للنهائي ، فيما اكتفت إيطاليا باللعب على المركز الثالث الشرفي أمام حاملة اللقب تشيكوسلوفاكيا .. مباراة دخلها لاعبو إيطاليا من دون طموح حتى وإن كانت بمثابة المواساة للثنائي معاً ، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1/1 ويحتكم الثنائي لركلات الترجيح التي مالت لصالح تشيكوسلوفاكيا ، بالتخصص بعد ان فازت بنهائي 1976 بذات الطريقة  ، وبعد أن سدد لاعبو الفريقين 17 ركلة جزائية ناجحة ، ليُقرر الحارس التشيكي ياروسلاف نيتوليتشا التصدى لركلة جزاء المدافع فولفيو كولوفاتي لاعب ميلان بعد أن سدد الاولى وأعادها الحكم لنمساوي إيريخ لينيماير ، ليُضيع كولوفاتي الثانية وتنطلق الفرحة من كامل أركان البلدين المندمجتين ، التشيك وسلوفاكيا.

ألمانيا الغربية 2 - 1 بلجيكا

ألمانيـــا ، التي دخلت ثالث نهائي لها على التوالي بالملعب الأوليمبي بروما فــي الثاني والعشرين من يونيو حزيران 1980 أمام الشياطين الحمر البلجيــك ، كانت هي الفريق المفضل للفوز بذلك النهائي وحصد البطولة الثانية للألمان بأمـم أوروبا ، الآمال الألمانية كانت متعلقة لحدٍ بعيد على عاتقي المدهش بيرند شوستر مدرب ريال مدريد سابقاً والذي كان يتمتع بسرعــة ورؤية ممتازة بأرضية الملعب ، لكن شوستر كان يحتاج لمساعدة من هداف هامبورج هورست هوربخ ، نجم مباراة النهائي هذا بالذات.

شوستــر دخل أجواء المباراة بشكل مبكر ، فالشاب الألماني ذو الـ 21 عاماً تبادل الكرة مع كلاوس ألوفس بالدقيقة العاشرة ، ليتوغل شوستر على حدود مناطق الجزاء قبل أن يُمرر بينية مقوسة ممتازة لهوربخ الذي مهّد الكرة قبل أن يُطلق صاروخاً فشل جين ماري فاف حارس بيفيرين البلجيكي في التعامل معه ، لتتقدم ألمانيا الغربية بهدف مبكراً فقط بعد عشر دقائق من البداية.

ألمانيا واصلت الزحف بصاروخاً من المتوسط هانسي مولر تعامل معه الحارس البلجيكي فاف بإمتياز ، فاف أيضاً وقف سداً منيعاً أمام كرات ألوفس وشوتسر وأفشل مساعي الألمان لتعميق الفارق.

البلجيك لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام كل هذا ، فالشياطين حاولوا بعدة مناسبات العودة عن طريق ريني فانديريكن لاعب البروج الذي كان أن يتعادل لولا يقظة توني شوماخر ، لكن الدقيقة 75 شهدت توغلاً ممتازاً من مهاجم أندرلخت البلجيكي فرانسوا فان دير إلشت الذي إنفرد بمرمى شومار ليُعرقله متوسط المرينجي ؛ الألماني أولريخ شتيليكي ، كرة بدت ركلة جزاء واضحة "وربما بطاقة حمراء بالمنظور التحكيمي لهذه الأيام" لكن الحكم الروماني نيكولاي راينيا إكتفى بإحتساب الخطأ الذي حوله ريني فانديريكن من دون أخطاء لهدف تعادل بلجيكي قبييل ربع الساعة من نهاية المباراة.

وبينما كانت تسير الأمور لوقت إضافي ، منح فاف حارس مرمى المنتخب البلجيكي هدف الفوز والبطولة لألمانيا الغربية بعدما أساء تقدير ركنية ألمانية وخرج ليلتقط الهواء بعدما ذهبت الكرة لرأس هوربيخ الذي سجل هدفه الثاني بالمباراة وهدفه الدولي الثاني بمسيرته مانحاً ألمانيا بطولتها الأوروبية الثانية للأمم.

لمشاهدة أهداف النهائي : (إضغط هنا)

من دون شك كان بيرند شوستر هو رجل البطولة كلها وصانع المطر للألمان بالأراضي الإيطالية ، فصانع ألعاب كولن آنذاك أشعل البطولة وملىء الأخبار بإسمه لاسيما بإمكانياته الكبيرة وقوته وسرعته ومهاراته في المواق المختلفة ، شوستر في الأراضي الإيطالية صنع أربعة من أهداف منتخب بلاده ووضع إسمه بشكل مضيء بسوق الإنتقالات.

شوستر عقب البطولة مباشرة إنتقل لبرشلونة وهناك صنع جزءاً كبيراً من مجده عبر ثماني سنواتٍ بكتالونيا سجل خلالها 87 هدفاً من مركزه بخط الوسط ، لكن الملاك الأشقر "إل أنخل روبيو كما كانوا ينادونه بأسبانيا" عانى من مشاكل مع كثيرين من مدربيه المتعاقبين كـ أودو لاتيك والأسطورة الأرجنتينية هيلينيو هيريرا وكذلك لويس أراجونيس ، حتى مع مدرب الناسيونال مانشافت يوب يوب ديروول ، مشاكل أجبرته على الإعتزال الدولي بعمر الرابعة والعشرين فقط وبعد 21 مباراة دولية مع الماكينات الألمانية سجل خلالها اربعة أهداف ، لكن تلك المشاكل لم تحرمه من المشاركة المستمرة مع البلاوجرانا والفوز معهم بلقب اللاليجا بموسم 1984/1985.

بصيف 1988 غادر شوستر صفوف البرسا ليلتحق بالعدو ريال مدريد في أجواء كانت مثيرة للجدل بشكل كبير ، وهناك بصفوف المرينجي حصد لقبين آخرين من البطولة المحلية الأسبانية قبل أن يغادر ريال مدريد أيضاً بصيف 1990 ويلتحق بعدو آخر للمرينجي وهو اللوس كولشونيروس أتليتكو مدريد ، شوستر كان مغرماً على ما يبدو بفكرة اللعب لغريمين بشكل مباشر.

بصيــف 1993 عاد شوستر لوطنه من بوابة ليفركـوزن وقضى هناــك ثلاث أعوام قبل أن يترك ألمانيا الغربية ويُنهي مشواره الكروي مع بوماس المكسيكي ، بعدها دخل شوستر المجال التدريبي والذي حقق من خلاله نجاحاً آخر بدأ عندما فاز بلقب أفضل مدرب باللاليجا بعام 2006 مـع فريق خيتافي قبل أن يتركه ويُــدرب الريـال خلفاً للإيطالـي فابيو كابيللو ويُحقق بطولة الدوري الاسباني رقــم 31 بتاريخ الريال في موسم 2007/2008 ، لكن مشاكله مع الإعلام تواصلت مع بعض التصرفات الغريبة من قِبل شوستر بتجاهله أسئلة بالمؤتمرات الصحفية تارة ، السخرية من البعض تارة أخرى ، بل وصل الأمر للحد الذي جعله يُغادر بعض المؤتمرات بمنتصفها بشكل حاد للغاية ، وحتى عندما أُقيل من تدريب الريال بالتاسع من ديسمبر كانون الاول لعام 2008 عقب الخسارة من اشبيلية بنتيجة 3/4 ليتم إستبداله بخواندي راموس مدرب اشبيلية سابقاً ، وقتها خرج شوستر ليقول للصحفيين أن ريال مدريد لا يملك أدنى فرصة للفوز بالكلاسيكو بينه وبين البرسا ، تصريحه كان قبل الكلاسيكو نفسه باربعة أيام فقط ، وهو ما تحقق فعلاً بفوز الكولي بهدفي إيتو وميسي ، شوستر بعدها أستمر بدون أي فريق لعامين قبل أن يُدرب صقور بيشكتاش بصيف 2010 لكنه أستقال لاحقاً بمارس أذار 2011 بعد عدد من النتائج السلبية.

ربما كانت أهم اللحظات ليست لحظة بعينها في البطولة ، ولكنها هي اللحظة التي قرر فيها المدرب الألماني يوب ديروول بإستدعاء هورست هوربخ مهاجم هامبورج بديلاً لكلاوس فيشر هداف التصفيات الذي كُسرت سابقه بعد خطأ فادح وقبيل بداية البطولة بوقت قصير ، هوربخ بدا ببداية البطولة مجرد لاعب إنقاذ أتى لسد الخانة فحسب.

لكــــن المهاجم الملقب بالوحش منح كل شيء جميل للجمهور الألماني الذي شاهد الوحش يمنحهم البطولة بهدفين في النهائي قهرت بهم ألمانيا  الغربية غريمتهـــــا بلجيكا ، هدف كان الثاني لهوربيخ بمسيرته الدولية وفــي خامس مبــــاراة دولية له بالأساس ، ليُعوض هوربيخ خسارته لنهائي دوري أبطال أوروبا قبلها بثلاث أسابيع مع هامبورج ، وقتما دخـــــل هوربيـــخ بديلاً للهيرونيموس بالشوط الثاني لمباراة النهائي لبطــولة الأنديــــة الأوروبية البطلة بين نوتنجهام فورست وهامبورج بالأيام الأخيـرة من مايو آيار 1980 ووقتها فشل المهاجم القدير من تعديــل التقدم الإنجليــزي الذي اتى مبكراً بواسطة المتوسط الأسكتلندي جون روبيرتسون ، لكن القدر كان يُخبىء له تعويضاً برونق أكبر بكثير.

فقط لحظة تسجيل هوربخ لهدف البطولة بمرمى البلجيكي فاف ، ومعها لحظة إستدعاء ديروول لهوربيخ بالأساس ، هما أبرز لحظتين متعلقتين ببطولة الأمم الأوروبية بنسختها السادسة الإيطالية الهوية.

النهائي - ألمانيا الغربية 2 - 1 بلجيكا

بالرغم من أن الاسبوعين اللذان أُقيمت خلالهما البطولة حفلوا بالكثير من اللقطات الكروية المملة وكرة قدم كانت للنسيان بشكل حقيقي ، لكن النهائي الممتـــع كروياً بين ألمانيا الغربية وبلجيكا عوضا المشاهد بالعديد من اللقطات التي ملئت العين ولا ننسى بعض الدراما أيضاً في لقطة إصابة الظهيـــر الأيسر لمنتخب ألمانيا قائد الكايزرسلاوترن وخروجه بالدقيقة 55 ، لكن ألمانيا لم تتأثر أبداً وإستطاعت أن تفوز بالبطولة بهدف درامي أيضاً بالدقيقـــــة 88 ، هدف حمل كل التراجيديا لمنتخب بلجيكا ومدربه جــاي ثيـــس ، الرجل الذي درب شياطين بلجيكا الحمر لمدة زادت عن الـ 13 سنة متتالية !

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل