المحتوى الرئيسى

تاريخ اليورو | فرنسا 1960، الاتحاد السوفييتي يقود شرق أوروبا لغزو القارة العجوز

06/02 03:53

اثمرت رؤيا مدير الكره الفرنسيه هنري ديلوناي في عشرينيات القرن الماضي عن بطوله اوروبيه موحده للمنتخبات سنه 1960، الفرنسي كان قد توفي عام 1955 لكن تكريماً له تم تسميه كاس البطوله باسمه - كاس هنري ديلوناي - وتم اطلاق تسميه كاس الامم الاوروبيه علي البطوله ككل من قبل لجنه تراسها بيار ابن ديلوناي .

وبالنظر لارث ديلوناي كان من الطبيعي ان تستضيف فرنسا البطوله، وهو ما حصل بالفعل بعد تحديد اسماء الفرق الاربع المتاهله للدور نصف النهائي الذي كان الدور الوحيد الذي لعب ببلدٍ واحد (حيث لعبت الادوار الاولي بطريقه الذهاب والاياب في ارض كل منتخب علي حده). وكان ملعبا الفيلودروم في مارسيليا وحديقه الامراء في باريس هما اللذان استضافا هذه البطوله الاوروبيه الاولي.

الادوار التمهيديه للبطوله لعبت علي مدي 22 شهراً في الفتره الممتده بين عامي 1958 و1960، وشارك فيها 17 منتخباً فقط(نصف المنتخبات التي يحق لها المشاركه)، اما ابرز الغيابات فاتت من منتخبات بريطانيا ومنتخب المانيا الغربيه.

 ابرز اخبار الستينات بفتره اليورو...

 * لاول مره في تاريخ اميركا تبث مناظره مرشحي الرئاسه علي الهواء مباشرهً

* اول عمليه زرع لكليه تتم بنجاح

* اطلاق فيلم المخرج الفريد هيتشكوك الشهير سايكو

* فرنسا تقوم بتجربه اول قنبله نوويه لها

ومع دخول 17 فريق المنافسه كان من الضروري اقامه تصفيات حتي تنطلق البطوله من دور الـ16 بعده، وتقرر سحب اسم المنتخبين اللذين سيخوضان التصفيات بالقرعه، لتتاهل بعدها تشيكوسلوفاكيا علي حساب ايرلندا بنتيجه 4-2 بمجموع المبارتين.

وشهدت اولي مواجهات البطوله الرسميه في دوري الـ16 فوز الاتحاد السوفييتي علي المجر بنتيجه 3-1 امام 100 الف متفرج بموسكو.

وشهد هذا الدور علي مواجهات ذات معدلات تهديفيه عاليه جداً كان ابرزها فوز فرنسا علي اليونان بنتيجه 8-2 بمجموع المبارتين، اسبانيا علي بولندا بنتيجه 7-2 وتشيكوسلوفاكيا علي الدنمارك بنتيجه 7-3، كما تاهل كلٌ من النمسا ويوجوسلافيا.

ورفضت السياسه الا ان تظهر وجهها البشع في هذه البطوله عندما اوقعت قرعه الدور ربع النهائي اسبانيا الفاشيه بقياده فرانكو بمواجهه الاتحاد السوفييتي الذي كان يراسه خروتشوف وقتها، فرفضت اسبانيا اللعب في الاتحاد السوفييتي، ومنع فرانكو اعضاء المنتخب السوفييتي من دخول الاراضي الاسبانيه، مما ادي الي انسحاب لافوريا روخا من البطوله وتاهل السوفييت التلقائي للدور النصف نهائي.

وفي باقي مباريات الدور ربع النهائي انتصرت كلٌ من فرنسا، يوجوسلافيا وتشكوسلوفاكيا.

بونيديلنيك انطلق الدور نصف النهائي بفرنسا بحضور ثلاثه فرق من شرق القاره العجوز بالاضافه الي منتخب الديوك الفرنسيه المضيف، وكانت النهائيات مؤلفه من 4 مباريات تضم مواجهتي نصف النهائي، بالاضافه الي النهائي بحد ذاته ومباراه تحديد المركز الثالث.

في مباراه قبل النهائي الاولي استطاع السوفييت هزيمه تشيكوسلوفاكيا بسهوله في مارسيليا، بعدما سيطروا علي المباراه وانهوها بنتيجه 3-0، واتت اهداف الفريق الاحمر من توقيع فالنتين إيفانوف بمناسبتين وهدف من فيكتور بونيدلنيك، بينما شهد النصف النهائي الاخر المقام في باريس مباراه ماراتونيه انتهت باقصاء اصحاب الارض فرنسا، بعدما قلبت يوجوسلافيا تاخرها بهدفين الي فوز بنتيجه 5-4.

وكان يمكن للامر ان يكون مختلفاً بشكلٍ كامل بالنسبه للفرنسيين لولا معاناتهم بتلك الفتره من غياب اثنين من المع نجومهم هما ريموند كوب وجوست فونتين اللذان سجلا سوياً ما مجموعه 30 هدفاً دولياً في 21 مباراه فقط، قبل ان يتعرضا لكسور في ارجلهم ادي تكرارها في ما بعد الي انهاء مسيرتهما الكرويه بشكلٍ مبكر جداً.

مع خساره نصف النهائي تراجعت معنويات الديوك الفرنسيه بشكلٍ كبير، مما ادي الي هزيمتهم في مباراه تحديد صاحب المركز الثالث علي يد تشيكوسلوفاكيا بنتيجه 2-0 بهدفي فلاستيميل بوبنيك ولاديسلاف بافلوفيتش في مباراه اقيمت بمارسيليا.

الاتحاد السوفييتي 2 - 1 يوجوسلافيا

سيطر المنتخب اليوجوسلافي المبدع بقياده الثنائي دراجوسلاف سيكيلاراك وبورا كوستيكش علي بدايه المباراه عبر تقديمهم لاداءٍ راقٍ جداً، واستطاعوا افتتاح التسجيل في الدقيقه 43 بعد تحويل جاليتش لعرضيه جيركوفيتش مباشرهً الي مرمي السوفييت.

وكان الحارس الروسي الاسطوري ليف ياشين علي موعدٍ مع التالق حيث تصدي بروعه للعديد من المحاولات، لكن نظيره اليوجوسلافي بلاجوج فيدينيتش لم يكن بنفس المستوي، حيث تسبب افلاته لتسديده بوبوكين بعيده المدي لوصول الكره الي كاليستراتوفيتش الذي سجل هدف التعادل في الدقيقه الرابعه من الشوط الثاني.

اضاع بعدها ايفانوفيتش فرصهً كبيره للسوفييت حتي يضمنوا البطوله، ليدخل الفريقان اشواطاً اضافيه اهدر بها اليوجوسلافي جيركوفيتش هدف محقق.

لكن قبل 7 دقائق من النهايه اطلق بونيديلنيك راسيه هزت شباك الحارس اليوجوسلافي ليعلن فوز الاتحاد السوفييتي ببطولته الوحيدة بكامل تاريخه الكروي.

وبتسجيله في 10 مباريات دوليه متتاليه عادل الصربي جاليتش الرقم القياسي التاريخي، وذلك قبل ان يحصد مع زملائه لقب اولمبياد روما بعد 3 اشهر من انتهاء اليورو.

استطاع 5 لاعبين تسجيل هدفين بالبطوله، وكان احدهم صاحب هدف فوز الاتحاد السوفييتي بالنهائي فيكتور بونيديلناك، الذي يعتبر احد افضل المهاجمين السوفييت بالتاريخ وهو الذي سجل 20(او 21: حسب المصدر) هدفاً من اصل 29  مباراه دوليه لعبها.

وصرح اللاعب بعد راسيته التاريخيه قائلاً "هناك مباريات واهداف مميزه بالفعل، وهي ما تشكل الذروه في حياه اي رياضي وهذه كانت افضل لحظات حياتي".

حالياً فالهداف السوفييتي يبلغ 74 عاماً وهو جد لاربعه احفاد، وكان قد اعتزل عام 1966 بعد استئصال زائدته الدوديه، ليعمل بعدها كمدرب، صحافي ومحرر رياضي ومستشار لرئيس الإتحاد الروسي.

يمكن القول ان لحظه البطوله كانت عندما اصبح ايجور نيتو اول قائد فريق يحمل كاس هنري ديلوناي الخاص ببطل اليورو، فالفريق السوفييتي كان جاهزاً علي الصعيد البدني، عنيد ومصر علي الفوز. وعبر القوه المتوحشه استطاع الفريق الاحمر ان يثبت بانه يستحق البطوله حيث اخذ لاعبوه البطوله علي محمل الجد واستطاعوا ان يكونوا صلبين جداً امام المنتخب اليوجوسلافي المتفوق علي الصعيد المهاري.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل