تاريخ اليورو | إيطاليا 1968، بطولة النهائيَين

استضافت ايطاليا النسخه الثالثه من البطوله وكانت عام 1968، وقد تغير اسمها من كأس أمم أوروبا الي بطوله اوروبا. ورغم التغييرات الواضحه علي نظام البطوله خاصه التصفيات الا ان النظام النهائي بقي كما هو بحيث يلعب الرباعي الاخير النهائيات ويُحدد مستضيف البطوله بعد تحديد هويه هذه الفرق الاربعه.

ومن جديد كان علي الدوله المستضيفه ان تخوض مشوار التصفيات مع بقيه الدول، وقد مُنح شرف تنظيم مباراتي نصف النهائي ومباراه تحديد المركز الثالث والرابع والمباراه النهائيه لايطاليا عام 1968، وقد تم تحديد ثلاثه ملاعب لتحتضن المباريات وهي ملعب الكومونالي في فلورنسا وملعب سان باولو في نابولي وملعب الاولمبيكو في روما.

* انتهي ربيع براج في تشيكوسلوفاكيا بغزو حلف وارسو بقياده القوات السوفيتيه للبلاد

* تم اغتيال مارتين لوثر كينج وروبيرت كينيدي في الولايات المتحده الامريكيه.

* ادي ثنائي ألعاب القوى الامريكي "تومي سميث وجون كارلوس" تحيه القوه السوداء من منصه التتويج في اولمبياد مكسيسكو سيتي.

* في ايطاليا، وُلد باولو مالديني ابن تشيزاري مالديني.

شارك في التصفيات 31 فريقًا تم تقسيمهم الي 8 مجموعات بواقع اربع منتخبات في كل مجموعه باستثناء واحده ضمت ثلاثه منتخبات فقط، وتُمثل تلك المجموعات المرحله الاولي من التصفيات ولعبت خلإل آلفتره من 1966 الي 1968 بواقع مباراتي ذهاب واياب بين فرق المجموعه ويتاهل صاحب الصداره في كل مجموعه الي المرحله الثانيه من التصفيات وهي ربع النهائي والذي اقيم علي شكل مباراتي ذهاب واياب في ابريل ومايو 1968 لتتاهل المنتخبات الاربعه الفائزه الي النهائيات.

احدي المجموعات ضم المنتخبات الاربعه الممثله لبريطانيا وقد تصدرها بطل العالم المنتخب الانجليزي رغم خسارته الشهيره امام منتخب اسكتلندا بقياده جيم باكستر بنتيجه 3-2 علي ملعب ويمبلي.

في مجموعه اخري، شاركت المانيا الغربيه للمره الاولي وقد سحقت البانيا في مباراتها الاولي بنتيجه 6-0 احرز خلالها المهاجم الشاب "جيرد مولر" اربعه اهداف، ولكن رغم ذلك انهي المنتخب المجموعه في المركز الثاني لصالح المتصدر يوغسلافيا.

الفرق المتصدره للمجموعات والصاعده لربع النهائي كانت حامل اللقب اسبانيا والإتحاد السوفييتي والذي حل في مجموعه شهدت ايقاف مباراه النمسا ضد اليونان بسبب شغب الجماهير حين كانت النتيجه 1-1 ومن ثم الغاء نتيجتها من جانب الويفا، ومعهما صعدت المجر وفرنسا واخيرًا بلغاريا وايطاليا وهما لم يهزما ابدًا خلال تلك المرحله.

الدور ربع النهائي وضع ايطاليا في مواجهه بلغاريا وقد فاز الادزوري بنتيجه اجماليه 4-3، فيما سحقت يوغسلافيا فرنسا بنتيجه اجماليه 6-2 بينما تخطي الاتحاد السوفييتي فريق المجر بنتيجه 3-2 واخيرًا فاز منتخب انجلترا علي اسبانيا 1-0 في ويمبلي قبل ان يُكرر الفوز في مدريد بنتيجه 2-1.

1 الاهداف كانت غزيره في مرحله التصفيات، لكنها اصبحت سلعه نادره في النهائيات حيث لم يُسجل خلال الـ5 مباريات (المباراه النهائيه اعيدت) سوي 7 اهداف فقط.

ايطاليا كانت قلقه قبل مواجهه الاتحاد السوفييتي في نصف النهائي، فقد سبق لها الخساره امام منافسها مرتين في بطوله 1964 وكاس العالم 1966. المباراه التي اقيمت في نابولي امتازت باصابه اللاعبين الاساسيين مثل جياني ريفيرا وسيطره الجانب الدفاعي عليها.

المباراه انتهت بالتعادل السلبي رغم التسديده الاخيره من انجيلو دومينجيني المرتده من العارضه، وقد اصبحت المباراه الاولي التي تُحسم نتيجتها بالقُرعه. قائد ايطاليا جياكينتو فاكيتي اختار الجانب الفائز وصعدت ايطاليا للمباراه النهائيه.

في تلك الاثناء كانت تجري في فلورنسا مباراه انجلترا ضد يوغسلافيا وهي مباراه شهدت العديد من اللكمات والعنف بجانب طرد احد لاعبي انجلترا، وقد هُزم الانجليز بهدف وحيد احرزه الجناح الرائع ليوغسلافيا "دراجان دزاجيتش" قبل اربع دقائق من النهايه.

المنتخب الانجليزي عوض خسارته في نصف النهائي بالفوز خلال مباراه تحديد المركز الثالث علي الاتحاد السوفييتي بهدفين دون رد احرزهما بوبي شارلتون وجيوف هارست.

ايطاليا 1-1 يوغسلافيا (بعد الوقت الإضافي)

بشكل استثنائي، بطوله عام 1968 شهدت مباراتين نهائيتين لانها اقيمت قبل ابتكار نظام ركلات الجزاء الترجيحيه. المباراه الاولي انتهت بالتعادل السلبي وهنا لم يكن لايطاليا ان تفوز بالقرعه بل علي الملعب من جديد حيث تقرر اعاده المباراه.

في المباراه الاولي، تقدم الفريق الشاب ليوغسلافيا في الدقيقه 39 حين مرر تريفيتش الي بطل نصف النهائي "دراجان دزاجيتش" الذي هزم دينو زوف وسجل الهدف، وقد كاد المنتخب ان يُعزز تقدمه عبر فاهيدين موسيميتش وصاحب الـ19 عامًا يوفان اسيموفيتش لكن الفرص ضاعت.\nالمنتخب الإيطالي كان في طريقه للخساره لكن انجيلو دومينجيني تمكن من احراز هدف الفوز قبل 10 دقائق من النهايه بتسديده قويه من كره ثابته، بعدما كانت تسديده سابقه له قد ارتدت من العارضه.

الوقت الاضافي من المباراه لم يُسفر عن شيء، ولذا اجبر الفريقان علي لعب مباراه اخري في روما بعد يومين. اجري فيروتشو فالكاري 5 تغييرات باشراك ساندرو مادزولا ولويجي ريفا ليضمن قوه اكبر في العمق وضغط اكبر علي نقاط قوه يوغسلافيا.

ريفا افتتح التسجيل مبكرًا للطليان بتسديده ارضيه هزم بها حارس المرمي ايليا بانتيليتش، ومن ثم احرز اناستاسي الهدف الثاني بتسديده اكثر قوه بعد 30 دقيقه بعدما استلم الكره من تمريره زميله جيانكارلو دي سيستي. ولم يُعاني المنتخب الايطالي للحفاظ علي النتيجه خاصه مع سيطره لاعبه تراكيسيو بورنيك علي نجم يوغسلافيا دزاجيتش طوال المباراه.

لم يظهر لويجي ريفا سوي في مباراه النهائي المعاده مما قد يُعد دقائق قليله، لكنه رغم ذلك كان حاسمًا للغايه. نجم كالياري الملقب بالرعد كان قد تعافي للتو من كسر في قدميه افسد كثيرًا مسيرته الكرويه ولكنه كان تعويذه الادزوري وقد تمكن بشخصيته في النهائي المعاد من رفع مستوي الفريق ككل.

ريفا سبب الكثير من الازعاج للفريق اليوغسلافي وقد كان قريبًا من احراز هاتريك قبل تسجيل هدفه في الدقيقه الـ12 من المباراه، وهو واحد من اهدافه الـ35 خلال 42 مباراه دوليه مع المنتخب الايطالي جعلته الهداف التاريخي للمنتخب واحد افضل مهاجمي ايطاليا في جيله. لقد احرز 10 اهداف لايطاليا في كاس العالم 1970 و21 هدفًا في السيريا ا 1969-1970 حين قاد كالياري للفوز بالبطوله وقد سحب النادي السارديني رقم اللاعب "11" من الفريق بعد اعتزاله.

ريفا البالغ من العُمر الان 67 عامًا لا يزال احد افراد الجهاز الفني للمنتخب الايطالي وقد كان كذلك عام 2006 حين تُوج الادزوري بكاس العالم. ريفا اختير من الاتحاد الايطالي عام 2008 الثاني في قائمه ضمت افضل لاعبي ايطاليا في التاريخ.

استخدام البطاقات الحمراء اصبح معتادًا جدًا تلك الايام، لكنه لم يكن كذلك ابدًا في بدايه الستينات ولذا حين اصبح الان موليري اللاعب الانجليزي الاول الذي يُطرد من الملعب ادي لاضعاف فرص فريقه من تجاوز يوغسلافيا في نصف نهائي البطوله وشوه سمعته الدوليه.

صحيح ان موليري تعرض للاعتداء من جانب دوبريفوي تريفيتش الا ان ركلته الانتقاميه لم تدع للحكم مجالًا للتساهل، ولذا اشهر في وجهه البطاقه الحمراء.