المحتوى الرئيسى

شباب الأحياء الفقيرة والغنية بالجزائر محبطون من الانتخابات

05/28 17:08

لا تبدو علامات المفاجاه في الشارع الجزائري بنتائج الانتخابات التشريعيه التي فاز فيها حزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم باغلبيه الاصوات، وجاءت عدم المفاجاه من ياس الشباب الجزائري من عدم تحقيق السلطه لوعودها في التغيير السلمي عبرالاصلاح ومحاربه الفساد والمفسدين، بالنظر الي تجارب سابقه عاشتها الجزائر. انطباعات رصدها موقع DW في استطلاع لاراء عدد من الشبان الجزائريين من احياء غنيه راقيه واخري شعبيه وفقيره، وذلك اثر الانتخابات البرلمانيه التي جرت في العاشر من مايو ايار الحالي وفاز فيها حزب جبهه التحرير الوطني الذي يحكم البلاد منذ استقلالها سنه 1962.

استمرار هيمنه حزب جبهه التحرير الوطني علي الحياه السياسيه بعد نصف قرن من استقلال البلاد

البرلمان الجديد ليس مقياسا للتغيير

ايام فقط بعد تاييد وموافقه المجلس الدستوري في الجزائر لنتائج الانتخابات البرلمانيه، التي فاز فيها حزب جبهه التحرير الوطني زار موقع DW حي سيدي يحي بحيدره في اعالي العاصمه، وهو واحد من اهم الاحياء التي يعيش فيها اثرياء الجزائر. وفي مطعم الهفاقه ارقي مطاعم الحي، جلست سلمي 23 سنه رفقه اصدقائها تنتظر لائحه الطعام، ويبدو ان موضوع الانتخابات وفوز الحزب الحاكم ليس له وجود في اجنده سلمي ورفيقاتها حيث قالت سلمي "اعتقد ان الانتخابات التشريعيه اعطيت اكثر من حقها في التسويق الاعلامي" فمن المعروف " ان نواب البرلمان لم يدافعوا يوما عن الشعب بل يعملون علي خدمه مصالحهم الخاصه " تقول سلمي التي كانت ترتدي ارقي ملابس الموضه وتدخن سيجاره وتلقي بدخانها في سماء المطعم.

تقول سلمي ان والدها يشتغل موظفا كبيرا في الدوله ولقد صوت لصالح حزب جهه التحربر الوطني، اما هي فلم تصوت في حياتها ولا يهمها الامر اصلا، ورغم ذلك تعتقد سلمي بان التغيير في الجزائر "لن يتحقق من خلال البرلمان وانما عن طريق قرار السلطه محاربه الفساد".نفس الامر بالنسبه لوسيله صديقه سلمي التي كانت جالسه بجوارها، فوسيله لا تعرف شيئا عن السياسه، وعائلتها لم تصوت وتتذكر ان والديها دائما صوتان فقط في الانتخابات الرئاسية.. " لقد انتخب والدي الرئيس بوتفلقيه..بالنسبه لعائلتي فان الانتخابات التشريعيه لن تحقق التغيير لان النواب يدخلون البرلمان للحصول علي المال والمزايا حسب ما يقول والدي" تقول وسيله وهي تنظر الي صديقتها، وتحتسي مشروبا بينما كانت بقيه الصديقات الاخريات يتحدثن عن اخر صيحات الموضه.

"الاصلاح في الجزائر مرهون بخريطه واراده البرلمان القادم"

تعليق: فوز الاسلاميين متوقع رغم اجهاض الربيع الجزائري

"الجزائر تتجه نحو تغيير علي الطريقه المغربيه وليس الربيع العربي"

حي سيدي يحيي بمنطقه حيدره في اعالي العاصمه، شيد حديثا وتعيش فيه عائلات غنيه ويطلق عليهم من قبل اوساط الجزائريين بالاثرياء الجدد، اي الذين ظهر عليهم الثراء بعد تفتح الجزائر علي اقتصاد السوق مع وصول الرئيس بوتفليقه الي سده الحكم عام 1999 وتشجيع الاستثمارات الاجنبيه التي سمحت بتوفير فرص الربح والتربح. فتحول الحي وفي مده قياسيه الي نقطه استقطاب تجاريه وترفيهيه تستهوي الاجانب وشرائح من الجزائريين، بسبب محلات الموضه والاناقه واماكن الاستمتاع والترويح عن النفس في المطاعم والمقاهي الفخمه.

من الوهله الاولي بدا واضحا ان شباب الحي غير مكترث بنتائج الانتخابات التشريعيه فعمر ابن الحي الذي يمتطي سياره مرسيدس يعترف بانه لا ينتخب، فبالنسبه اليه هذه الانتخابات لن تضيف لحياته شيئا وفوز حزب جبهه التحرير الوطني لن يحقق التغيير ولن يلبي طموحات الشباب ولن يحارب الفساد والمحسوبيه.

لا شيء يوحي في حي سيدي يحي بان الشباب متفاجئ من نتائج الانتخابات او حتي متفاعل بفوز الحزب الحاكم بالرغم من ان مقر هذا الحزب غير البعيد عن الحي؟

يقول رفيق، 24 سنه، "نشاهد يوميا اشخاصا يتوافدون علي هذا المكان ولولا ملصقات الحمله الانتخابيه التي اكتسحت الشارع لما عرفنا بان هذا هو مقر حزب جبهه التحرير الوطني؟" والاغرب من ذلك ان

مسكن رفيق ليس ببعيد عن مقر هذا الحزب الذي فاز باغلبيه المقاعد وهو نفس الحزب الذي كان يمتلك اكثر الاصوات في البرلمان السابق؟ وبالنسبه لرفيق" الحياه مستمره والتغير السلمي الذي دعا اليه الكثيرون بات صعب المنال".

سكان الاحياء الفقيره مازالوا ينتظرون نقلهم الي احياء جديده

ياس لدي شباب الاحياء الفقيره

لا تختلف اراء شباب الاحياء الفقيره عن اراء شباب الاحياء الغنيه فحي ديار البركه الواقع ببلديه براقي ضواحي العاصمه الجزائر توقعوا فوز الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعيه، وهناك التقينا وسيم الذي يعيش في الحي القديم منتظرا منذ مده طويله وعود السلطه في نقل اسرته الي محل سكن جديد. وقد كان هذا الحي كان دوما بؤره للاحتجاجات والعنف بسبب التهميش.

وسيم مازال يحلم هو وعائلته بسكن جديد، يقول"الحزب الحاكم هو الذي يسيِر البلديه التي اقطن فيها..جميع المسنين والعجائز صوتوا لصالحه اعتقادا منهم انه سينقلهم بعد الانتخابات، اما انا فلا اؤمن بالدوله ولا بمؤسسات الدوله والاشخاص العارفين في هذا البلد علي درايه تامه ان الانتخابات مزوره والسلطه لم تف بوعودها في التغيير السلمي والاصلاح ومحاربه الفساد لذلك لا انتظر من البرلمان المقبل اي شيء".

اما جمال34 سنه، تاجر غير شرعي، يبحث عن الخلاص بعيدا عن السياسيه، وهو يري ان الحل يكمن "في التغيير عن طريق العنف" رغم انه راي لا يوافق عليه معظم الجزائريين بالنظر لتجارب العشرية السوداء، التي خلفت حوالي ربع مليون قتيل في البلاد.

اما جاره عبد الله الذي كان جالسا برفقته ليس بعيدا عن مقر البلديه، فالامر يختلف لقد اغتنم فرصه الانتخابات التشريعيه واشتغل كمساعد مراقب في احد مراكز الاقتراع وتحصل علي "مبلغ معقول" من المال، يقول عبد الله، وهو متزوج واب لطفل، "احاول ان احصل علي حقي في مداخيل البترول من خلال اقتناص الفرص، فالانتخابات التشريعيه كانت بالنسبه الي فرصه واعتقد ان الناس اضحوا يبحثون هم ايضا علي تحقيق مصالحهم الخاصه حالهم حال نواب الشعب الذين هرعوا الي البرلمان" بهدف الخروج من "الغرقه" اي الوحل العالقين فيه علي حد تعبيره.

شبان يحتسون القهوه في العاصمه الجزائر

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل