محمد سيف الدين يكتب: انتبه.. مصر حتلعب! - أهرام سبورت

** نعم.. انتبه.. لان مصر حتلعب في الايام المقبله اهم مبارياتها سواء علي الصعيد السياسي او الرياضي.. واذا كنا جميعًا نتابع الاستعدادات للمباراه السياسيه فان القليل والقليل جدًا هو الذي يتابع او يعلم ان منتخب مصر الاول سيلعب اولي مبارياته في تصفيات 20العالم%20لكره%20القدم>كاس العالم 2014 بعد يومين!

مباراه مصر السياسيه المهمه والحاسمه والفاصله تتمثل في جوله الاعاده لانتخابات الرئاسه.. ولاول مره في تاريخ مصر القديم والحديث يذهب المواطن الي صناديق الانتخاب ليختار مرشحًا من عده مرشحين بعد ان كان كل دوره اذا ذهب الي الصندوق ان يقول نعم او لا علي اسم واحد محدد سلفًا، وحتي هذه 20كانت>كانت رفاهيه محرومًا منها لانه كان هناك من ينوب عنه في الاجابه!!

في جوله الاعاده.. هناك مرشحان يمثلان تيارين مختلفين متباعدين في النهج السياسي وهو الامر الذي جعل البعض ممن يقف علي الاعراف بين التيارين حائرًا لانه ببساطه لا يميل لهما ولا يتحمس بل ربما يرفضهما معًا.. هذا البعض الحائر يرفض المرشح الاول لانه – من وجهه نظرهم -يمثل التيار الاسلامي الذي لا يحظي بقبول القوي الثوريه وميدان التحرير ويخشي من قيام الدوله الدينيه وحتي لا تصبح جماعه الاخوان مهيمنه علي كل مقاليد الامور في الدوله، وفي الوقت نفسه يرفض المرشح الثاني باعتباره - من وجهه نظرهم - محسوبًا علي النظام السابق ويخشون نجاحه حتي لا يعُيد انتاج النظام السابق.. ومع احترامنا لكل وجهات النظر يبقي ان نعترف ونقر بان مصر عرفت طريقًا جديدًا نحو الديمقراطيه الحقيقيه ويجب علينا جميعًا ان نسهم ونشارك بايجابيه في ان تظل مصر سائره في هذا الطريق تتقدم فيه وتقطع خطوات للامام ولا تتراجع مهما تكن الظروف ومهما تكن النتائج. ويكفي ان العالم كله وقف منبهرًا امام تجربتنا واشاد بها.. ويجب علينا ان نحترم راي الاغلبيه التي ستختار، وان نساند الرئيس القادم ونعينه ولنا في صحابه رسول الله صلي الله عليه وسلم القدوه فها هو ابو بكر الصديق - رضي الله عنه - بعد توليه الخلافه يقول مخاطباً الناس " اما بعد ايها الناس فاني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فان احسنت فاعينوني، وان اسات فقوموني، الصدق امانه، والكذب خيانه، والضعيف فيكم قوي عندي حتي اريح عليه حقه ان شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتي اخذ الحق منه ان شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله الا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشه في قوم قط الا عمهم الله بالبلاء، اطيعوني ما اطعت الله ورسوله، فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعه لي عليكم".. وها هو عمر بن الخطاب امير المؤمنين بعد توليه الخلافه خلفًا لابي بكر يقول للناس "بلغني ان الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي وقالوا لقد اشتد عمر ورسول الله بين اظهرنا واشتد علينا وابو بكر والينا دونه فكيف وقد صارت الامور اليه؟.. الا فاعلموا ايها الناس، ان هذه الشده قد اضعفت، - اي تضاعفت - ولكنها انما تكون علي اهل الظلم والتعدي علي المسلمين. .اما اهل السلامه والدين والقصد، فانا الين اليهم من بعضهم لبعض .ولست ادع احدًا يظلم احدًا او يعتدي عليه، حتي اضع خده علي الارض، واضع قدمي علي خده الاخر، حتي يذعن للحق. واني بعد شدتي تلك لاضع خدي انا علي الارض لاهل الكفاف واهل العفاف .ايها الناس، ان لكم عليَّ خصال، اذكرها لكم، فخذوني بها .لكم عليَّ الا اجتبي شيئًا من خراجكم وما افاء الله عليكم الا من وجهه .ولكم عليَّ ان وقع في يدي الا يخرج الا في حقه .ولكم عليَّ ان ازيد عطاياكم وارزاقكم ان شاء الله تعالي .ولكم عليَّ الا القيكم في التهلكه، ولكم عليَّ ان اسد ثغوركم ان شاء الله تعالي .ولكم عليَّ ان غبتم في البعوث (اي في المعارك) فانا ابو العيال حتي ترجعوا اليهم .فاتقوا الله، واعينوني علي انفسكم بكفها عني، واعينوني علي نفسي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحضار النصيحه فيما ولاني الله من اموركم".. اذن علينا ان نساند حتي نجد عكس ما نريد ونتمني وان نغلِّب مصلحه مصر العليا علي مصالحنا المحدوده.

** وناتي الي المباراه الثانيه.. وهي مباراه منتخبنا الوطني لكره القدم والتي ستكون امام موزمبيق في اولي مباريات تصفيات كاس العالم.. المباراه لا ينتبه اليها احد وربما يكون امرًا طبيعيًا وسط اهتمامنا بالمباراه الاهم.. لكن لابد ان نهتم ولو قليلاً طالما ان منتخبنا سيلعب، وكان الله في عون الجهاز الفني الذي يستعد للمباراه وسط هذه الاجواء والظروف الصعبه.. صحيح ان المباراه ستقام بدون جمهور تطبيقًا لتعليمات الامن - وان كنت اعتقد ان القوات المسلحة ستدفع بعدد لا باس به من جنودها لتشجيع المنتخب - لكن علي الاقل يجب علي الاعلام الرياضي ان ينحي جانبًا اهتماماته السياسيه ويتفرغ للحديث عن المباراه من اجل تحفيز اللاعبين وحتي يشعروا باهميه المباراه خاصه اننا دائمًا ما نفشل في تصفيات البطوله بسبب المباراه الاولي التي لا نعيرها اهتمامًا ونظنها سهله فاذا بالنتيجه تاتي علي غير ما نشتهي ونجد انفسنا عند نهايه المشوار نعض اصابع الندم علي تفريطنا فيها!