«مجزرة الحولة» .. هكذا يدفع الأطفال ثمن الحرية

اربعه عشر شهرًا مضت علي بدايه الثورة السورية، ذاق خلالها السوريون ويلات القتل والدمار والتعذيب، كان للاطفال النصيب الاكبر من الدماء التي دفعت ثمن الحرية في مقابل نظام اعتاد علي مواجهه المعارضين له بمدافع الرشاشات، ولم تسلم النساء ولا العجائز من يد شبيحه الرئيس السوري الذين اطلقهم علي الشعب السوري يذبحون الابناء ويستحيون النساء.

"الحوله" منطقه هادئه تضم عده قري بريف حمص وسط البلاد، فوجئ اهلها بقصف عنيف للقوات السوريه، في اعقاب احتشاد عشرات الالاف من السوريين، في جمعه اُطلق عليها "دمشق موعدنا القريب"، عمّت عده مدن في مظاهرات مناهضه لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وشهدت اشتباكات اعقبها قصف استمر لاكثر من عشر ساعات فوق منطقه "الحوله"، ما ادي الي مقتل ما يزيد عن 106 متظاهرا بينهم نحو 50 طفلا، واصابه نحو 300 جريح، ما ينضم الي قائمه المذابح التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه منذ بدايه الثوره في مارس من العام الماضي، كما لازم القصف اقتحام شبيحه الاسد لقري المنطقه اذاقوا اهلها امر انواع الارهاب والقتل والتذبيح.

وفي اول رد فعل اقليمي ناشد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي دول العالم والامم المتحده وجامعه الدول العربيه ومنظمه التعاون الاسلامي ومنظمات حقوق الانسان الاقليمية والدوليه التحرك الفوري والعاجل لوقف ما يرتكبه النظام السوري من مجازر ومذابح ضد اطفال سوريا باستخدام الصواريخ والطائرات الحربيه، ووصف الدقباسي -في بيان له بالقاهره- النظام السوري بانه "نظام قاتل للاطفال" مبدياً دهشته واستغرابه ان تجري عمليات المذابح والمجازر تحت سمع وبصر مراقبي الامم المتحده.

وقال الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، معلقا علي ما ارتكبه النظام السوري: "هذا النظام لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر، فراح يقتل السوريين مستكبرا في الارض بغير الحق، مستخدما كل اسلحته ضد شعبه، وسيحاسبهم الله وياخذهم اخذا اليما شديدا اخذ عزيز مقتدر، وتلا قوله تعالي: "تلك القري اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"، فهذه الأعمال الوحشيه الاجراميه لا يمكن ان تُنسي".

ومن جانبه ادان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشده المجزره، مشددا -في بيان له- ضروره محاسبه المسئولين عن الجرائم والانتهاكات الجسيمه ضد المدنيين السوريين، والتي "تجاوزت كل الحدود ولا يمكن السكوت عنها"، داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الامن الدولي، الي تحمل مسئوليته واتخاذ الاجراءات الفوريه اللازمه لوقف هذا التصعيد في اعمال العنف والقتل الذي تقوم به القوات السورية، مشيرا الي انه يواصل مشاوراته واتصالاته مع الامين العام للامم المتحده بان كي مون والمبعوث العربي - الاممي المشترك كوفي عنان حول الموقف الذي يتعين علي مجلس الامن اتخاذه لوقف هذا التصعيد الخطير في اعمال العنف بسوريا.

وعلي الصعيد الدولي طالبت الحكومه الفرنسية بتنفيذ فوري لخطه السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحده والجامعه العربيه كوفي عنان، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "ان بلاده ستطلب عقد اجتماع لمجموعه اصدقاء سوريا بعد ان ابلغ ناشطون عن مقتل نحو مائه شخص علي الاقل في قصف للقوات السوريه".

واعرب وزير الخارجيه الالماني جيدو فسترفيله عن "صدمته" للقصف علي منطقه الحوله، مضيفا في بيان له: "لقد صدمني وارعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الاطفال، في هجمات لقوات نظام بشار الاسد"، كما اعرب وزير الخارجيه البريطاني وليام هيج عن ادانه بلاده لقتل المدنيين في الحوله.

وقال رئيس بعثه المراقبين الدوليين روبرت مود، انه وفريقه يدينون "باشد العبارات الماساه الوحشيه" التي وقعت في الحوله بمدينة حمص، محذرا من ان استخدام العنف في سوريا قد يقود البلاد الي "حرب أهلية".

في المقابل تعهد "الجيش السوري الحر" بالقصاص لشهداء مجزره الحوله، داعيا عناصره الي "توجيه ضربات عسكريه منظمه" الي قوات النظام ورموزه، مطالبا جنوده في الوقت ذاته بـ"منع النظام وميليشياته المسلحه وشبيحته من الوصول الي المناطق المدنيه من خلال قطع طرق الامداد بكافه الوسائل المتاحه".