المحتوى الرئيسى

بساط الريحالبنطلون الذي وحد بين شعوب العالم‏..‏ زرع في فرنسا وصبغ في إيطاليا وصنع في أمريكا

05/25 00:33

لم يعرف العالم ثوبا انتشر في كل العالم وارتداه الغني والفقير والرؤساء والمغمورون ونجوم السينما والفاتنات والرجل والمراه والكبير والصغير مثل بنطلون الجينز الذي ظل استخدامه مقصورا حتي الحرب العالميه الثانيه علي امريكا‏.

وحتي في امريكا نفسها رفضت ولايات الشرق استخدامه باعتباره زيا خاصا برعاه البقر الذين يعيشون في ولايات غرب امريكا. ولكن ما ان ارتداه في افلامهم وفي حياتهم الخاصه نجوم السينما البارزون وعلي راسهم مارلون براندو وجيمس دين حتي اقبل الشباب عليه.

ومع انتشار الافلام الامريكيه خارج امريكا وظهور الجنود الامريكيين الذين ذهبوا الي اوروبا واليابان وهم يرتدونه باعتباره رمزا من رموز الوطن وفي الوقت نفسه رخص اسعاره ومتانته وقبوله شكلا من حيث التصميم وعدم حاجته الي الغسيل بطريقه مستمره ولا الي الكي, انهإل ألطلب علي الجينز في كل انحاء العالم وبين كل الطبقات من الجنسين والاعمار مما جعل البعض يسمونه الزي الوحيد الذي يعبر عن الديموقراطيه العالميه. واصبح من النادر الا يكون لدي اي واحد في معظم شعوب العالم( باستثناء الصين) بنطلون جينز. وبعد ان كان يعتبر زيا شعبيا جري تطوير استخدامه بحيث ظهرت اخيرا موضه لبسه مع جاكيت انيق في الحفلات المسائيه مما الغي حاجز منع الدخول به في بعض المسارح والحفلات كما كان من قبل. وغير ذلك اصبح الجينز القديم الذي اصابه تمزق في النسيج وفي بعض الاماكن اغلي سعرا باعتباره مثل اللوحات الفنيه القديمه!

ولم يات بنطلون الجينز من مصدر واحد ولكن من جهود متعدده. ففي ولايه نيفادا الامريكيه كان هناك خياط اسمه جاكوب ديفيس توصل الي استخدام قماش الخيام وقلوع المراكب لتصنيع بنطلون يرتديه عمال مناجم الذهب وقطع الأشجار الا ان شكله كان غبيا. وفي مدينه فرنسيه اسمها دي نيمز كانت هناك جهود اخري لانتاج نسيج من القطن يتميز بالقوه اطلق عليه اسم دينم نسبه الي المدينه الفرنسيه.

وفي مدينه جينوا الإيطالية لاحظ المراقبون ان البحاره الايطاليين الذين يفدون بكثره علي المدينه يرتدون بنطلونات من قماش مصبوغ بصبغه زرقاء عرفوا سرها واستخدموها في صبغ قماش الدينم الذي يستوردونه من فرنسا واطلقوا عليه اسم جينز نسبه الي جنوا.

ومن هذه التشكيله المتباعده: اللون والاسم من جنوه, والقماش( الدينم) من فرنسا, والخياط من امريكا تم التوصل الي صناعه بنطلون جديد عرف باسم الجينز بعد ان فكر الخياط جاكوب تقويه البنطلون الذي ينتجه بعدد من الزراير المعدنيه التي تمنع تمزقه. ولانه لم يكن يملك تكاليف الحصول علي تسجيل اختراعه فقد عرض علي مورد القماش الذي يتعامل معه في سان فرانسسكو واسمه ليفي ستراوس مساعدته في تسجيل الاختراع نظير مشاركته فيه. وبالفعل تم يوم20 مايو1873 في مدينه سان فرانسسكو تسجيل براءه اختراع البنطلون الذي يستخدم الزراير المعدنيه في قماش متين مصبوغ باللون الازرق, وكان ذلك بدايه ظهور البنطلون الجينز تاريخيا.

وقد نالت شركه ليفي وجاكوب شهره كبيره بعد ذلك ليس بسبب الزراير المعدنيه وانما بسبب الصبغه الزرقاء المستخدمه في قماش الدينم فقد تبين ان هذه الصبغه لا تخترق نسيجه لكنها تستقر فوق الطبقه الخارجية فقط للنسيج مما يجعلها تخف بمرور الوقت معطيه للجينز لونا مختلفا حافظ علي جماله. واكثر من هذا تبين احتفاظ الجينز بنظافته رغم عدم غسله فتره طويله. وفي تجربه اجراها احد الدارسين لعلم الاحياء الدقيقه بجامعة أمريكية ارتدي البنطلون المصنوع من خام الدينم مده15 شهرا بدون غسيل وقام بعدها باجراء اختبار لمحتوي البكتريا الموجوده به ثم قام باجراء نفس الاختبار علي بنطلون بعد اسبوعين من غسله ووجد ان حجم المحتوي البكتيري هو نفسه تقريبا في الاختبار السابق مما اوضح عدم زياده النمو البكتيري اذا لم يتم غسل الجينز بشكل منتظم.!

المتسابقه التي كانت الاخيره واعطوها14 ميداليه

ومن الجينز الذي اكتب عنه بمناسبه مرور139 سنة علي اختراعه, الي البطله التي صفقت لها لندن قبل اسبوعين رغم انها وصلت بعد خمسه عشر يوما من وصول الاخرين!. وقد هزتني حكايه كلير لوماس(32 سنه) البريطانيه التي كانت بطله في الفروسيه وقبل خمس سنوات اطاح بها الجواد الذي كانت تركبه في احدي المسابقات وكانت النتيجه اصابتها بشلل في ساقيها. ورغم ذلك استطاعت مقاومه الاستسلام للعجز الذي اصابها والتدرب علي المشي خاصه بعد ان تم تصنيع بدله خاصه لها تساعدها علي التحكم في حركه قدميها. وكان التحدي الأكبر عندما قدمت كلير الاشتراك في سباق الماراثون الذي تشهده لندن سنويا منذ31 سنه والذي جري يوم22 ابريل الماضي. وهذا السباق طوله26.2 ميل( حوالي42 كيلومترا) وقد بلغ عدد المشتركين فيه هذا العام32 الف متسابق. وفكره السباق ليس من يفوز وانما من يكمل فيحصل علي ميداليه. ولهذا فهو مفتوح لكل الاعمار وهناك متسابقون تتجاوز سنهم الستين والسبعين.

لم تكن كلير لوماس علي كل حال متسابقه عاديه وانما كانت مختلفه عن كل المشتركين ولذلك وافقت اللجنه المنظمه علي ان تسير كلير المسافه التي تستطيعها كل يوم ثم تنقلها السياره الي الفندق الذي تنام فيه وتعود بها في اليوم التالي الي النقطه التي انتهت اليها في اليوم السابق لتواصل سير المسافه التي تقدر عليها وهكذا. وبهذه الطريقه تمكنت كلير ان تصل الي نهايه السباق في اليوم السادس عشر( يوم7 مايو) لتجد عددا كبيرا من الذين كانوا في استقبالها وتحيتها ومنهم كثيرون من الذين اشتركوا في السباق. وعندما اعلنت لجنه السباق انها لا تستطيع تقديم ميداليه لكلير لان شروط الميداليه ان ينهي المشترك السباق في نفس اليوم, تقدم اربعه عشر من الذين حصلوا علي ميداليات واعلنوا تقديمهم ميدالياتهم للمتسابقه التي حطمت الياس.

ومن المثير انهم عندما سالوها عن اكبر تحد واجهته خلال السباق فانها لم تقل الالم اوالتفكير الذي كان يلح عليها بعدم اكمال السباق او متاعب البدله التي ترتديها وانما قالت رصيف الشارع الذي كنت اسير فوقه فقد كان وقع قدمي علي الرصيف اشبه بشوكه في ظهري كل خطوه!\nمحمد عبد المنعم واحلام فتره التامل

والي دنيا الكتب وكتاب كن انت اخر مؤلفات الكاتب الزميل محمد عبد المنعم ويضم خواطر وافكار فتره التامل بعد ان تحرر من القيود التي كان يجد نفسه اسيرا لها خلال مشواره الصحفي الذي بداه محررا عسكريا في الاهرام وانهاه رئيسا لمجلس اداره وتحرير روز اليوسف. اما الان ـ كما كتب في اهداء الكتاب لي ـ فقد وجدت نفسي اعود الي الوراء لما يقرب من خمسين عاما لاكتب ما اريد ان اكتبه! ويضيف في مقدمته للكتاب طوال تلك السنين كنت اقمع بداخلي رغبه ملحه في الكتابه عن الادب والفلسفه والفن والانسانيات بشكل عام.. رغبه ملحه قمعتها الاحداث الجاريه داخل وخارج الوطن.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل