المحتوى الرئيسى

الياس ديب شاعر يقول لست شاعرا

05/23 10:21

بيروت (رويترز) - الفنان التشكيلي اللبناني الياس ديب في كتابه الجديد "طاحونه الصدي" الذي يحتوي -وفقا لمقاييس هذه الايام الفنيه- علي مجموعه "قصائد".. يصر علي القول انه ليس شاعرا وهو زعم لا تدعمه قراءه محتويات الكتاب.

يكتب الياس ديب موضوعات متناولا الحياه والموت اذ ان المرض جعله يقيم في مستشفيات مختلفه مده من الزمن فجاءت قصائده مكتوبه في هذه المستشفيات.

الكتاب حمل عنوان "طاحونه الصدي" كما سبق القول واتبع العنوان بوصف بدا كانه عنوان اخر فرعي هو "نصوص عفويه ورسوم من سفر العجب". وقد صدر الكتاب عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) و(محترف مرئيات) في بيروت وجاء في 110 صفحات متوسطه القطع.

رسم الغلاف هو للفنان الياس ديب ورسوم الكتاب الداخليه له وللفنان بلال بصل والفنانه يارا قرداحي. وصممم الغلاف علي قهوجي.

والياس ديب حاصل علي درجه دكتوراه في الفنون وعلوم الفن من جامعه باريس الاولي السوربون وعلي شهادات اخري في المجال الفني. وقد مارس النشاط المهني في ميدان التعليم والتربيه الفنيه وله دراسات وابحاث ومحاضرات في مجال الفنون البصريه.

وفي مقدمه حملت عنوان "صدقا اقول" يعلن الياس ديب "لم اقل يوما اني شاعر او اديب او كاتب قصص وروايات بل كنت دوما اسعي خلف رؤيا البصيره لا الصور في ادغال الابجديات."

اضاف كانه بكلامه ينفي عن الصفات التي يذكرها علاقتها بالشعر "كنت ومازلت ابحث بين السطور عن منظر ذهني.. عن مسرح واسطوره.. عن نغم.. عن عطر.. عن رجع صدي... ومازلت في اقاليم الحق والخير والجمال اطوف توقا لاماكن رحلت من حيث تاتي الرياح."

الياس ديب يكتب نثره وما نسميه شعره وكانه يرسم ذلك رسما.. فامامنا لوحات واسعه وبتفاصيل صغيره منمنمه.

وقال "ادخل غابه الابجديه للنزهه والمتعه. يكون اهتمامي غالبا مفتونا بالاعشاب البريه.. بطحالب المشاعر الصادقه التي تنمو فوق جذوع الاشجار وتكون مشاعري ايضا متيقظه لزغردات العصافير فوق اغصان نديه في صباحات العمر. اشجار تعلو.. تحاور الغيوم.. تضم الضباب الي صدرها.. تستقبل النور وتودع المغيب فوق اضلعي."

الفنان الذي تعامل طوال عمره بالالوان اكثر من تعامله بالحروف قال عن نفسه "زائر انا في غابه الابجديه يؤنسه الشجن. الشعر ليس مهنتي. انا في هذه الدنيا ضيف وزائر في عينيه غيمتان ودمع وفي قلبه تعبث بعض العشائر. رغم النصوص التي اكتبها انا لست شاعرا."

وتحدث عن كتابه فقال "النصوص التاليه كتبت خلال شهرين.. ايلول سبتمبر وتشرين الاول اكتوبر 2011 بعد عمليه جراحيه خضعت لها. هذه النصوص بدا فيضها في بيت الشفاء -المستشفي- خلال الخمسين يوما التي قضيتها فيه.

"ربما جاءت الي خاطري للهرب من فكره الموت والفناء التي زارتني في حجره العنايه الفائقه. ربما جاءت لدفن الضجر في غرفه الاستشفاء كما في مركز التاهيل.

"رافقتني في ساعات الفراغ بعض القراءات وايضا قمت بتخطيط بعض الرسوم التي اضمّن هذا الكتاب عددا منها. وهي رسمت تحت عنوان "سفر العجب" كما شاركني بعض الاصدقاء والاحبه الاصغاء لابداع الحياه."

قصائد المجموعه طويله في غالبها. اول عنوان عنده كان "طاحونه الصدي" التي يستهلها بالقول "بين غفوات وحلم يعبر الليل جفوني خفيفا كالسراب/ يوقظ النفس لحظه نور قرب الفجر عند مفارق الشفاء/ ويبقي الجسم فوق سرير الانتظار/ ابواق الحلم تصدح في شعرها الاحمر من هي/ اهي الحياه؟/ تعلو اشرعه الغياب ومراكب الضباب تنتظر... الموت قريب؟"

ويختم القصيده بالقول "اموت.. اموت بلا خوف اموت (ابي وامي هل القاهما هناك؟) كيف تنتظم الفصول عند مداخل الخلود؟/ قبل اقفال بوابه الحقيقه في عين المكان والزمان/ يظهر وجود افتراضي تضمه الصلاه/ الي صدرها انفاسا ترانيم حياه."

وفي قصيده "غربتان وقدر" يقول الياس ديب "عاد من هيكل الوقت شيخ السنين/ عاد سقيما هزيلا كالصقيع/ عاد الخريف الي متاهات المدينه/ سجاده صفراء تفترش الرصيف/ الغراب يعلن موت النهار فوق مصباح الغروب/ الضجر يركض في متاهات القدر في حدائق الحياه/ تزحف الي جحرها افعي الوصيه تحمل الفردوس/ في فمها هديه.. فردوسها اللعين."

وفي "لقاءات الوحشه" يرسم الياس ديب ما يقوله في صور واسعه وفي تفاصيل. يقول "تخرج من فم الصحراء وحشه عملاقه الكثبان/ رماديه زرقاء واشباح الريح ترحل/ الي بلاد العواصف/ شعاع وعشائر يتعانقان عند المغيب/ تخجل الشمس.. يمتليء الافق بعبير القلب/ وردا جوريا تنثره انامل اهل العشق/ فوق فضاءات الروح/ ترفرف ريح وفحيح افعي/ تخرج من نبض الخوف/ تزحف مثل جداول الرعشه."

في قصيده "سحر الضجر" يقول "نور الشمس رحيق. فرحي يتقن الترحال/شعاعها رفيق يسكن القلب وشراعي حرير/ غيومي دائمه الحضور/ اعيادها مطر/ ساحاتي تفترشها عيون الزمان/ تتفتح عندها مداخل الفصول/ تسجد فيها اعتاب القدر."

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل