المحتوى الرئيسى

الطاقات النظيفة، هل تعيد لتونس خُضرتها بعد الثورة؟

05/19 12:28

في هضاب شمال تونس واريافه الجميله بمنطقتي العاليه ومنزل بورقيبه بمحافظه بنزرت تمتد علي مراي البصر بين الحقول والبساتين مراوح توليد الطاقه الكهربائيه بالاعتماد علي الرياح، بفضل مشروع للطقات المتجدده او البديله ، اقيم هناك وتبلغ تكاليفه 610 مليون دينار(اليورو يعادل 2 دينار تونسي) الي توفير الكهرباء لحوالي 350 الف ساكن وانتاج ما يقارب 600 ميغاوات عند نهايه المشروع.\nوزير الصناعة التونسي محمد الامين الشخاري، قال في حفل خمسينيه الشركه التونسيه للكهرباء والغاز مؤخرا انه في ظل الارتفاع المستمر لاسعار المحروقات يشكل التوجه نحو الطاقات النظيفه والمتجدده احدي الخيارات المستقبليه لضمان انتقال امن في مجال الطاقه،والضغط علي تكاليف الانتاج والمحافظه علي المحيط والمساهمة في الحد من التغيرات المناخيه. وزير الصناعه التونسي اوضح ان المشروع يهدف الي الرفع من مساهمه الطاقه الهوائيه علي الصعيد الوطني الي حدود 6 بالمائة من انتاج الكهرباء. كما سيمكن المشروع حسب القائمين عليه من تفادي انبعاث اكثر من 608 الف طن من غازي اوكسيد الكربون.

وتسعي تونس الي تدعيم جهود التنمية المستدامة وتوفير مصادر طاقيه جديده بعد ان تمكنت من تحقيق نسبه ربط بالكهرباء فاقت 99.5 بالمائه. ولكن رغم هذه النسب المرتفعه نسبيا، يقر وزير الصناعه التونسي بوجود تقصير في ربط المناطق الداخلية بالغاز الطبيعي في اشاره منه الي التفاوت التنموي بين الجهات في تونس. وللعدل بين الجهات وتامين تزويد مناطق الشمال الغربي وولايات الوسط تعتزم تونس ربط هذه الجهات بشبكات الغاز الطبيعي انطلاقا من سنه 2013.

تونس تستفيد من التجربه الالمانيه

نوره العروسي المديره العامه للوكاله الوطنيه للتحكم في الطاقه

وقالت السيده نوره العروسي المديره العامه للوكاله الوطنيه للتحكم في الطاقه في حديث لـ DW ان الطاقات البديله هي قاطره تعزيز الاقتصاد الاخضر، فهي التي تساهم في خلق مواطن الشغل في مختلف القطاعات. واوضحت ان قطاع الصناعه سجل تقدما في مجال استعمال الطاقات البديله مقابل تقدم محتشم في قطاعي النقل والبناء المقتصد للطاقه.

وتستفيد تونس من التجربه الالمانيه في مجالات عديده تتعلق بتثمين الطاقات المتجدده والتحكم في الطاقه وحمايه الطبيعه وتساعد الوكالة الالمانيه للتعاون الدولي GIZ تونس في مجال التكوين والدراسات الفنيه وانجاز المشاريع. ومن اهم المشروعات برنامج تعزيز القدرات ودعم المؤسسات التي تنشط في قطاع الطاقه. ويبلغ حجم تمويل هذا المشروع 2 مليون يورو.

ورغم جهود مختلف المتدخلين في مجال التنميه المستدامه وتعدد المشروعات والبرامج العموميه، فان خبراء البيئه وحمايه الطبيعه يرون ان علي تونس مراجعه مختلف منظوماتها البيئيه كمنظومات اعاده تدويرالزيوت المستعمله ومعالجه البلاستيك والنفايات الصلبه والاقتصاد في الطاقه واستغلال الطاقه الشمسيه بالمنازل.

ويؤكد خبير البيئه التونسي حسين الرحيلي في حديث لـ DW ان الفساد قد طال في العهد السابق مختلف المنظومات البيئيه. ويبين الرحيلي ان سياسه تونس في مجال البيئه تاسست لسنين طوال علي مفهوم خاطئ للبيئه، ويضيف ان هذه المقاربه المحدوده لمفهوم البيئه تتواصل بعد الثوره في ظل صمت الجميع. ويطالب خبير البيئه بضروره مراجعه الاطر القانونيه والهيكليه لمجال البيئه وبناء برامج عموميه علي اسس التنميه المستدامه ومبدا الشفافيه وترشيد استغلال المال العام.

استغلال الموارد المائيه علي حساب الفقراء

وزير الصناعه التونسي محمد الامين الشخاري

ويرتبط نجاح المقاربه التنمويه التي تعتمد الطاقات البديله كمحرك اساسي للتنميه المستدامه علي المنوال الذي تعتمده البلاد. ويري استاذ الاقتصاد بالجامعه التونسيه مصطفي بالحارث خلال محاضره القاها في اعمال ندوه حول افاق الاقتصاد الاخضر بشمال افريقيا والشرق الاوسط عقدت مؤخرا بتونس ان الاقتصاد التونسي حقق طيله سنوات نسب نمو طيبه وتحصل التونسيون علي دخل يساوي 3.5 مرات اعلي من ابائهم سنه 1957 بعد الاستقلال.

وقد سجل الدخل الخام للفرد التونسي نموا بـ 2,9 بالمائه طيله 45 سنه الاخيره بما يؤشر علي حجم الاستثمارات في مختلف القطاعات. ويضيف ان نموذج التنميه التونسي استغل الموارد الطبيعيه بصفه مجحفه وساهم في تغيير هيكله الحاجيات الاستهلاكيه للعائلات. وشكل غياب العدالة الاجتماعية وتفقير المناطق الداخليه والاضرار بالبيئه والتلوث والتصحر ببعض المناطق والهجره الي المدن والي اوروبا اهم الانعكاسات السلبيه لهذا النموذج التنموي.

استاذ الاقتصاد بالجامعه التونسيه مصطفي بالحارث

ويضيف بالحارث بان اسرع وسيله واقلها كلفه لتعزيز التنميه يتمثل في تحسين المردوديه الطاقيه لقطاعات البناء والنقل والاضاءه. ويري انه علي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني العمل علي تخصيص نسبه من الناتج المحلي الخام للتنميه الخضراء وتوجيه الانتاج والاستهلاك نحو المنتجات المتجدده التي تحترم البيئه. ويوضح ان تونس في حاجه الي راسمال ثلاثي الابعاد مالي وطبيعي وبشري، ويوضح ان البلاد في حاجه الي اقتصاد اخضر يستغل قدرات الطبيعه للرفع من الانتاجيه المستدامه للارض وتامين حياه افضل للمواطن.

احترام البيئه يحقق التوازن الاجتماعي

مروحيات صغيره علي شكل روبوتات تفتح افاقاً جديده

سيدي بوزيد: مهد الثوره يعيش تناقضات التنميه والتجاهل

ويقول استاذ العلوم الإجتماعية ورئيس المنظمه المغاربية لتنمويه الموارد البشريه عبد السلام النقازي في حديث لـ DW ان تحديات التنميه في تونس ما بعد الثوره يجب ان تطرح رؤيه جديده طموحه ترتكز علي مبدا التنميه المستدامه بما في ذلك التوازن بين الابعاد البيئيه والاقتصاديه والاجتماعيه مع المحافظه علي حقوق الاجيال القادمه. ويضيف ان التنمية الإقتصادية يجب ان لا تكون علي حساب العداله الاجتماعيه بين الفئات والمناطق وان تحافظ علي الموارد الطبيعيه وعلي جودة الحياة. ويؤكد النقازي علي ان البعد الاقليمي المغاربي للتنميه المستدامه هام جدا لانجاح هذا المنوال التنموي لترابط اشكاليات التنميه والتصرف في الموارد الطبيعيه بالمنطقه المغاربيه.

ومن جانبه يري منجي سماعلي، الاستاذ الجامعي وعضو مكتب الدراسات بالاتحاد العام التونسي للشغل اقدم المنظمات النقابيه في البلاد ان المناطق الريفية يجب ان تحضي بافاق كبري للتنميه عبر الطاقات المتجدده كتكنولوجيا الرياح ومعالجة مياه البحر بما يعزز من نوعيه الحياه والحد من الهجره الداخليه وتقليص الضغط علي المدن. ويقول سماعلي ان الاتحاد العام التونسي للشغل يدعم استغلال الطاقات المتجدده ومقاومه التلوث لما له من انعكاسات كبيره علي ظروف العمل والسلامه المهنيه للعمال بمواقع الانتاج.

ولا تغيب مساله البيئه عن السياسيين وخصوصا احزاب الخضر في تونس، اذ يؤكد منجي الخماسي الامين العام لحزب الخضر للتقدم في حديث لـDW عربيه انّ "الانتقال الي الاقتصاد الاخضر امر ضروري لا مفرّ منه شئنا ام ابينا، وان اعتبرناه اليوم خيارا استراتيجيّا فانّه سرعان ما سيصبح، علي المدي المتوسّط مفروضا قسريا وكلّما ماطلنا في الانتقال كلّما زادت كلفته علي الافراد والمجموعات والموازنات".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل