الجزائر مصدومة إزاء ظاهرة انتحار أطفالها في ربيعهم

وليد،كريم، يوسف، محمد، اسماء لاطفال في عمر الزهور اختاروا ان ينهوا حياتهم بطريقه تراجيديه، تاركين ورائهم امهات ثكلي، واباء حياري مكلومين، وعلامات استفهام عريضه حول السبب الحقيقي وراء اقدامهم علي الانتحار. ففي الشهر الماضي فقط، المتزامن مع عطله الربيع المدرسيه استفاق الجزائريون علي اكثر من 15 حاله انتحار وسط الاطفال من مختلف مناطق البلاد، واكثرها ماساويه ماحدث في مداشر وقري محافظه تيزي وزو(شرق العاصمه)، ثلاثه اطفال لم يتجاوز سنهم 12 عاما انتحروا وبطريقه متشابهه خلال 24 ساعه فقط ، وبعض الخبراء يعتقدون ان هؤلاء الاطفال اقدموا علي الانتحار متاثرين بالسلسله الكرتونيه "المحقق كونان" التي تعرض علي احدي القنوات الفضائية المخصصه للاطفال.

اختار الصادق (11عاما) شنق نفسه بحزام بدله الكاراتي التي كان يمارسها، وعثر عليه جثه هامده بغرفته في بلديه ارجن، ولم تمض الا ساعات حتي انتحر الطفل زيدان (12 عاما) شنقا ببلديه تيزي راشد تقليدا لشخصيته الكرتونيه المفضله "المحقق كونان"وهو مسلسل يبرز كيف يمكن لشخص ان ينتحر بطريقه تمكنه بعدها العوده الي الحياه ويتخلص من كل مشاكله، ويواصل ربيع تيزي وزو في قطف زهور البراءه، وهذه المره تاتي الفاجعه من بلديه اغريب، عندما عثر علي طفل اخر (11 سنه) مشنوقا علي جذع شجره في حدود التاسعه ليلا لتظل اسباب اقدام هذا الطفل علي الانتحار غامضه ومبهمه، لكن مقربين منه اكدوا ولعه هو ايضا بالمحقق كونان.

غنيه بن عبد الله استاذه علم الاجتماع التربوي بجامعه خميس مليانه

تقليد الاطفال للمحقق كونان ليس هو السبب الوحيد لقتل البراءه نفسها في الجزائر فقد كشفت ارقام المديريه العامه للامن الوطني عن ارتفاع كبير تشهده الظاهره في السنوات الماضيه، حيث سجلت ذات المصالح انتحار 41 طفلا في المدن بين سنه 2011 والثلاثي الاول من السنه الجاريه، فيما فشل اكثر من 1200 طفل في الانتحار خلال ذات الفتره، وبالرغم ان اغلب التحقيقات في اسباب الانتحار تبقي مجهوله غير ان العديد من القرائن تشير الي ان الاوضاع الاجتماعيه والاهمال والنزاع العائلي بالاضافه الي النتائج الدراسيه اهم الاسباب الدافعه للانتحار لدي هذه الفئه.

وان كان الرسوب والفشل الدراسي والفقر من الاسباب الدافعه للانتحار الا ان حاله وليد الطفل المتفوق في دراسته والهادئ بطبعه من محافظه تيارت (غرب الجزائر) قد صنع الاستثناء، فقاده خطا استاذه في علامته، واهانات مديرته التي تقدم الي مكتبها يشتكي اليها خطا معلمه في علامته واصراره عليه. وامام مراي من زملائه، سكب الطفل النجيب ماده "الديليون" السريعه الالتهاب علي جسمه داخل القسم، واضرم النار في مشهد ماساوي ارعب جميع زملائه، انتقاما من استاذه ورد فعل المديره التي لم تكلف نفسها حتي سماع الطفل، ليرحل متاثرا بحروقه التي لم تشعلها السنه اللهب بقدر ما الهبتها سوء معامله وتعنيف المديره لطفل هش المشاعر اختار التعبير عن رفضه للظلم ومعاقبه الظالم بطريقه ماساويه، لازالت تداعياتها مستمره الي الان.

الجزائر: عندما يغامر مراهقون بحياتهم وحياة الآخرين

جزائريات يخاطرن عبر مهنه التاكسي "السري" لتحقيق رفاهيتهن

يسميا الجزائريون تاكسي "سري" او غير شرعي، انتشر استخدامه علي نطاق واسع في العاصمة الجزائر. نساء وموظفون واساتذه وفئات اخري يقدمون خدمات التاكسي "السري" لتحسين دخلهم. الظاهره تثير قلق فئات عديده رغم استفاده البعض منها. (15.04.2012) 

قطاع الصحه في الجزائر ينخره الفساد والمرضي ضحاياه

يعاني قطاع الصحه الحكومي في الجزائر من نقص كبير في الاجهزه الطبيه الضروريه، ما يضطر العديد من المرضي الي اللجوء الي العيادات الخاصه التي تكلفهم مبالغ كبيره. وخدماتها بين انتقادات المرضي وشكاوي من لوبيات مستفيده. (03.04.2012) 

ويتساءل عبد السلام الذي وجدناه بقسم الاستعجالات بمستشفي مصطفي باشا في حاله يرثي لها عن الدوافع التي جعلت ابنه يقدم علي الانتحار"كيف يفكر في الموت لسبب تافه". وعن تفاصيل الحادث يقول عبدالسلام لـ DW لقد قام ابني بتكسير هاتفي المحمول، فهددته امه بانني سوف اضربه فرمي بنفسه من الشقه في الطابق الثالث"، ولحسن الحظ فان عنتر(15 عاما) لم يمت، واصيب بعده كسور في الحوض واطرافه العليا، وحالته مستقره الان. ولا يكاد يمر يوم دون ان تشهد مصالح الاستعجالات بمستشفيات البلاد حالات انتحار فاشله لاطفال قرروا ان يرحلوا عن هذه الدنيا قبل ان يدخلوها.

وتري الاعلاميه فتيحه شرع، ان ما حدث لاطفال تيزي وزو الثلاثه بسبب رسوم متحركه، "يحتم علي الاباء مرافقه ابنائهم ومراقبه طبيعه المحتوي الذي يتلقونه، وللاسف الشديد فان القنوات الفضائيه وشبكة الانترنت اصبحت تعج بالافلام والالعاب التي تشجع علي العنف، وتقدمه في طريقه مغريه يستهويها الاطفال، ويسعون الي تقليدها في واقعهم اليومي"، فالتلفزيون احد اهم الوسائل التي يستقي منها الطفل تربيته وتهذيبه وسلوكه في مراحل عمره الاولي، وفي حاله ضعف الرقابه العائليه خاص عند المراهقين سوف تنعكس كل سلبيات التلفزيون علي سلوكه وتصرفاته. توضح الاعلاميه شرع.

وتؤكد غنيه بن عبد الله استاذه علم الاجتماع التربوي بجامعه خميس مليانه ان بروز ظاهره الانتحار لدي الاطفال في الفتره الاخيره هو انعكاس للتحولات الخطيره التي يشهدها المجتمع الجزائري خلال السنوات الاخيره في شتي المجالات، وتعدد الاستاذه بن عبد الله دوافع الطفل لوضع حد لحياته وتقول لـ DW" ان التقليد يعتبر الدافع الاساسي لانتحار الاطفال، بالاضافه الي القهر الاجتماعي والاقتصادي والنفسي الذي يعيشه ابناء الطبقات الفقيره والمعوزه".

الفقر المدقع والاهمال الاسري يساهم في ياس الاطفال ويغذي ظاهره الانتحار