حكومة النهضة تفشل فى وقف قطار الإضرابات فى تونس

الاضرابات والاعتصامات في تونس باتت اشبه بقطار تزداد محطاته يوما بعد يوم، وحكومه النهضه تقف امامها عاجزه، وها هي مدينة «منزل الحبيب» التابعه لمحافظه قابس تواجه شللا تاما منذ الاربعاء الماضي، جراء اضراب عام قام به سكان المدينه.

الاضراب ياتي احتجاجا علي ما يعتبره سكان المدينه الصناعيه اقصاء وتهميشا من قبل الحكومه، بشان التنميه العادله والعماله والتشجيع علي الاستثمار، ونقل راديو «اوازيس» شكاوي السكان من تجاهل السلطات مطالب التشغيل رغم وجود وظائف شاغره في عده ادارات بـ«منزل الحبيب». وتزامن هذا الاحتجاج مع الشلل التام الذي ضرب قطاع التعليم ايضا، بعد اضراب المعلمين عن العمل منذ الاربعاء الماضي، احتجاجا علي رفض وزير التعليم الاستجابه لمطالبهم بتحسين اوضاعهم الماديه، حيث احتشدوا في وقفه احتجاجيه امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، ورفعوا شعارات ابرزها: «المعلم لا يُهان»، و«لا تعليم لا معلومه.. حتي تسقط الحكومه». وقال طاهر ذاكري، الامين العام للنقابه العامه للتعليم الاساسي، ان نسبه المشاركه في الاضراب تجاوزت الـ80% علي مستوي البلاد، وانتقد موقف الوزاره، واصفا اياه بـ«غير المبرر».

كل ذلك وتقف حكومه النهضه عاجزه، مما جعلها تطلب المعونه من الممولين الدوليين لاكثر من 102 مشروع تنموي بكلفه تقدر بنحو 78 مليار دولار، والتي جاءت في كلمة إلقاها رئيس الحكومه، حمادي الجبالي، في الجلسه الافتتاحيه لمؤتمر «المنتدي الدولي لتمويل المشاريع التنمويه في تونس الجديده»، الذي اقيم في ضاحيه قمرت شمال العاصمه تونس.

الاضرابات والاعتصامات ليست فقط هي المخاطر التي تحيط بتونس الجديده، بل التيارات السلفيه وتوغلها في المجتمع خطر اخر يزداد يوما بعد يوم، خصوصا بعدما صرح سيف الله بن حسين، زعيم «السلفية الجهادية»، منتقضا ترحيل السلطات المغربيين عمر الحدوشي وحسن الكتاني، مما وصفه بـ«قله احترام» للسلفيين التوانسه، مهددا باسقاط الحكومه واشاعه الفوضي في البلاد.

كل ذلك في الوقت الذي يزداد فيه الجدل في الاوساط السياسيه التونسيه حول دعوه الرئيس منصف المرزوقي، الي تنظيم الانتخابات المحليه (البلدية) قبل الانتخابات الرئاسيه، التي وصفها البعض بانها تفتقر الي الشرعيه. وطرح الناطق باسم حزب التكتل الديمقراطي، محمد بالنور، تساؤلا عبر وكالات انباء عديده حول كيف سيتم انتخاب المجالس البلديه دون اعداد القانون الخاص والمنظم لذلك؟ مشيرا الي ان تلك الدعوه قد تعمق من الانقسام بين الأحزاب السياسية بدلا من لمّ شملها.

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع