المحتوى الرئيسى

رائحة الهداف

05/15 18:48

بل دخول الالفيه الثالثه، وفي عقود الزمن الذهبي في سنوات (70 و80 و90) كان المنتخب الوطني يتغذي هجوميًا من نجوم بطولته السنويه بمقاس ارقام هدافيه الكبيره بواقع الحضور في ملاعب متربه، عدا ملاعب الدارالبيضاء والمحمديه وفاس وتطوان المعشوشبه.. وارقام الهدافين عبر التاريخ الكروي المغربي لم تكسر علي الاطلاق سقف اسطوره القنيطري محمد البوساتي (25 هدفا) عام 1982 اي قبل هذا التاريخ وبعده الي اليوم بمنافسه شرسه، مع ان الازمنه تغيرت وقوانين حمايه المهاجمين ايضا تغيرت، لكنها لم تعط الي اليوم ثمار الارقام القياسيه بذات ما يسجله عظماء الكره باسبانيا أمثال ميسي (50 هدفا) ورونالدو (45 هدفا) لمقارنات لا تصح علي الاطلاق لاختلاف الاداء والمهاره بين الكره العالميه والكره المغربيه واختلاف الاحتراف العميق في التكوين والانضباط والحفاظ علي مكتسبات الذات البدنيه والمعنويه والسيكولوجيه لتحضير اي مباراه..

ومع ان اختلاف الازمنه في الكره المغربيه ولّد نجوما كبارا بالتسلسل السنوي للهدافين في عام 1958 الي غايه 1982 وباحترام تدريجي للارقام الكبيره التي كان معدلها العام ما بين 17 و25 هدفا وباقل الارقام ما بين 11 و14 هدفا، لكن بعد البوساتي لم تزك هذه القاعده المعطاءه اسماء كبيره راعت مسؤوليه الخلف باستثناء عبد السلام الغريسي عام 1990 عندما وصل حد 22 هدفا كاعلي رقم يومها الي الان وبشُحِّ كبير في الارقام والتراجع المريب لصناعه الهداف المسيطر علي الاحداث مع ان الكره تطورت كثيرًا، والملاعب اضحت بساطا حريريا، لكن من دون ان تبذل الاسماء المتعاقبه علي راس الهدافين اي مجهود كبير باستثناء يوسف فرتوت (18 هدفا) عام 1993، ومصطفي بيضوضان (17 هدفا) عام 2000 والبقيه لم تخرج عن سقف 15 هدفا انزل بلاشك روح الاختيار الدولي للعناصر الهدافه مع انها لم تقدم اي شيء للمنتخب الوطني علي الاطلاق من عام 2000 الي اليوم، صحيح ان المقارنات لا تصح بين الكره العالميه والكره المغربيه، بين الاحتراف والهوايه، لكن ومع ذلك كان نجوم الامس برغم هوايتهم هدافين بمقاس الكبار وافتقدوا يومها الي البنيات التحتيه والانضباط التكتيكي، لكنهم شكلوا نواه المنتخبات المتعاقبه بارقام التهديف (شطايني الجديدي، الخلفي الودادي، موسي الرجاوي، كريمو الكوكبي، كبير الفتحي، طرافا المحمدي، فتاح الفتحي، العزاوي الوجدي، الشياظمي وشيثا الجديدين، فرس المحمدي، العامري وبندريس القاسميين، وزير الجديدي، اعسيله المحمدي، البوساتي القنيطري، الشريف الودادي، اعشيبات الملالي وادوش وانا فلوس والغريسي العسكريين وناظر الودادي وغيرهم من خلال تدرج لائحه التهديف الكبير).

وهذه الخلاصات للاجيال التي صنعت التاريخ لانديتها وللمنتخبات الوطنيه، لم يقدم بعدها جيل العشريه الاخيره اي جهد في رصد رائحه الهداف الطبيعي بالسليقه والفطره والمهاره لغياب الركيزه الاساسيه التي اومن بها اطلاقا في صناعه الهداف من الفئات الصغري بالتاطير الجيد والحريه في الابتكار، والحرص علي نصيحه من يهدر الفرص كثيرا تماشيا مع طبيعه لقاءات البطوله التي يهدر لاعبوها ركام فرص غير ملقحه بتصحيح الاخطاء في التداريب ومشاهد البطوله يري عمق الاهدار اكثر من نذره التسجيل لغياب خصوصيات مرانيه حول التكيف مع التسديد والحسم النهائي بالتركيز الذهني لا بالتسرع المفرط..

اليوم نحن امام هدافين جدد صنعتهم البطوله الاحترافيه بمقاس هوايه سابقه من امثال عبدالرزاق حمد الله وعزيز جونيد كمنافسين علي لقب الهداف، وياتي خلفهم حمزه بورزوق، واعمارهم تختلف في التوهج، مع ان هداف البطوله حمد الله يبقي سيد الشباب الصاعد والمطلوب فيه ان يكون رجل المبادره الذي نبحث عنه بالمنتخب الوطني من دون ان يرفع غروره لدرجات مثلما هو حال كثير من النجوم الذين برزوا لمده قليله واختفوا عن الانظار، كما ان الهداف عزيز جونيد له من المكتسبات الفنيه ما تؤهله لان يواصل معركه مهنته الاصليه لانتزاع لقب الهدافين سواء اكان هذا الموسم او الموسم المقبل، لكن قيمه بورزوق تبدو متناقضه بين الاقلاع والتنازل في المقام الثالث للهدافين، ويتطلب من هؤلاء كيفيه التعامل مع المباريات مثل هويه ميسي ورونالدو في اقوي ملامح الاحتراف الناضج مع ان الاختلاف الواقعي حاضر فيمن يصنع التمريره الحاسمه لايصال الكره للهداف حسب النهج والمران اليومي لبناء العمليات..

واعتقد ان صناعه الاهداف بالبطوله نادره في رجال الوسط او الاجنحه وليس لدينا كزافي او انييستا او اوزيل لتمثل هذه الصفه التي نبحث عنها في رجال البطوله، شريطه ان ننتظر لمواسم اخري من الاحتراف علها تعطي لنا جيلا شبابيا صاعدا باسلوب هجومي يبني من الخلف او جل الاركان مثلما هو حال الاجيال التي يبني عليها الرجاء والوداد والجيش وتطوان والقنيطره والفتح وخريبكه واسفي استراتيجيه التجديد والتشبيب..

نهايه نريد هدافا مصنوعا بالمهاره والحريه والتكوين، وهدافين من ذات طينه الريال التي تكسب دفعه واحده في لقاء واحد كلا من رونالدو وبنزيما وهيغوين.. ولو احدثت انديه المغرب مثل هذه الطينه في كل الفريق، تاكدوا من ان البطوله الاحترافيه ستزداد انتاجيه، لكن بعمق صناع البناء في الوسط.. وهذا هو الاختلاف الذي يعطي للفريق بطولته بوازع تعدد المهاجمين مثلما نريده ايضا في اسفي وكل الانديه بولاده هدافين او ثلاثه في كل فريق، رغم ان هذا المطلب لن يتاسس الا بعد موسمين او ثلاثه..

واملي ان لا يغتر حمد الله وجونيد مع فريقين ضمنا البقاء، مع ان لازمه حضور الهداف تتركز في الفريق البطل مثل الريال او البارصا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل