المحتوى الرئيسى

شاعر مصري يرصد تأثر العراقي بدر شاكر السياب بأشعار غيره

05/13 20:05

القاهره (رويترز) - يرصد شاعر مصري كيف تاثر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب احد رموز الشعر الحر في العالم العربي ببعض الشعراء العرب القدامي والمحدثين وبعض الشعراء الاجانب الذين ترجم لهم قصائد كان يضمن بعض صورها في شعره.

ويقول حسن توفيق ان دراسه مدي تاثر السياب (1926-1964) بغيره قضيه "جديره بالاهتمام" بعيدا عن أحاديث السياب نفسه عن تاثراته التي يجب "ان نقترب منها بشيء من الحذر فلا نغفلها تماما ولا نصدقها تماما".

ويضيف توفيق (69 عاما) والمقيم في الدوحه منذ نهايه السبعينات في مقدمه بلغت 38 صفحه من كتاب (بدر شاكر السياب، اصوات الشاعر المترجم) ان هذه التاثرات يجب ان تكون من خلال الدراسه المقارنه لقصائد السياب وغيره من الذين تاثر بهم.

والكتاب الذي يقع في 167 صفحه متوسطه القطع يوزع مجانا مع العدد الجديد من مجله الدوحه القطريه ويضم مختارات من قصائد السياب وترجماته لاشعار 16 شاعرا اجنبيا منهم الاسباني فدريكو جارسيا لوركا والامريكي ازرا باوند والهندي طاغور والتركي ناظم حكمت والايطالي ارتورو جيوفاني والبريطانيان تي اس اليوت واديث سيتويل ومن تشيلي بابلو نيرودا.

وصدرت ترجمات السياب لاول مره عام 1955 بعنوان (قصائد مختاره من الشعر العالمي الحديث).

ويقول توفيق ان السياب تاثر بشعراء عرب واجانب في مراحل تطور تجربته الشعريه وبخاصه في الخمسينيات "في مرحله الالتزام الماركسي وما تلاها" ناقلا عن السياب قوله انه يحب البريطانيين وليام شكسبير وجون كيتس.

وينقل قول السياب "واكاد اعتبر نفسي متاثرا بعض التاثر بكيتس من ناحية الاهتمام بالصور بحيث يعطيك كل بيت صوره وبشكسبير من ناحيه الاهتمام بالصور التراجيديه العنيفه. وانا معجب بتوماس اليوت.. متاثر باسلوبه لا اكثر... ولا تنس دانتي فانا اكاد افضله علي كل شاعر."

ويقول توفيق ان السياب ذكر عام 1956 ان البحتري "اول شاعر تاثر به ثم وقع تحت تاثير الشاعر المصري علي محمود طه (الذي توفي عام 1949) فتره من الزمن وعن طريقه تعرف علي افاق جديده من الشعر حين قرا ترجماته للشعراء الانجليز والفرنسيين."

ويسجل توفيق ايضا تاثر السياب بكل من أبي تمام والبريطانيه سيتويل اذ نقل عنه قوله "حين اراجع انتاجي الشعري ولا سيما في مرحلته الاخيره اجد اثر هذين الشاعرين واضحا فالطريقة التي اكتب بها اغلب قصائدي الان هي مزيج من طريقه ابي تمام وطريقه اديث سيتويل". واشاد السياب بالشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (1899-1997) الذي كان يلقب بمتنبي العصر واعتبره "اعظم شاعر" في ختام النهج التفعيلي للشعر العربي.

ويخلص من احاديث السياب الي انه تاثر بكل من البحتري وابن الرومي وابي تمام والمتنبي ومهيار الديلمي "دون ان يذكر ابا العلاء المعري الذي يبدو اثره فيه واضحا" قائلا ان شطرا كاملا من شطري بيت ورد في لزوميات أبى العلاء المعري "تسلل" داخل سطور قصيده (مدينه بلا مطر) للسياب ..

فالمعري يقول "سحائب مبرقات مرعدات-لمهجه كل حي موعدات".

ويقول توفيق "سنجد ان الشطر الاول من هذا البيت قد ورد بنصه عند السياب -الذي قدم صفه علي صفه- في قوله..

"سحائب مرعدات مبرقات دون امطار-قضينا العام بعد العام بعد العام نرعاها".

ولم يفسر توفيق سبب عدم اشاره السياب الي تاثره بالمعري.

ويقول ان السياب كان يلجا "في احيان قليله" الي ترجمه ابيات من شعر سيتويل ويضمنها "في شعره" مستشهدا بقصيدته (الاسلحه والاطفال) التي يقول فيها: "ومن يفهم الارض ان الصغار-يضيقون بالحفره البارده" وهو متاثر فيها بقصيده (ام ترثي طفلها) لسيتويل التي تقول فيها "الارض عجوز شاخت حتي لا تعلم بان الصغار حركون كظلال الربيع".

ويرصد تاثر السياب في قصيدته (النهر والموت) التي يقول فيها "احس بالدماء والدموع والمطر-ينضحن العالم الحزين: اجراس موتي في عروقي ترعش الرنين فيدلهم في دمي حنين" بقصيده نيرودا (الموت وحده) التي ترجمها السياب وتقول بعض سطورها:

"هناك جثث-هناك اقدام من الطين البارد اللزج-هناك موت داخل العظام-كالصوت محض صوت-كنباح دون كلاب-ينبعث من اجراس عديده من قبور عديده-يفيض في ذلك الصمت الرطب كالدموع او المطر".

ويسجل ان السياب ذكر ايضا تاثره بكل من المصريين احمد شوقي وعلي محمود طه ومواطنه الجواهري واللبناني بشاره الخوري "في حين انني قد لاحظت تاثره بابراهيم ناجي ومحمود حسن اسماعيل وغيرهما... نلاحظ تاثراته بلوركا وناظم حكمت وبابلو نيرودا."

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل