المحتوى الرئيسى

عادل إمام فى زمن الأصولية

05/08 00:26

في شهر ابريل من هذا العام صدر حكم من محكمه الجنح الابتدائيه بسجن الفنان الملتزم بتنوير الجماهير عادل امام ثلاثه شهور بتهمه «ازدراء الاديان»، ثم اكدت محكمة استئناف الهرم الحكم السابق.

ما العلاقه بين تنوير الجماهير وازدراء الاديان؟

للجواب عن هذا السؤال يلزم تحديد مغزي تنوير الجماهير ومعني ازدراء الاديان. كان الفيلسوف الالماني العظيم عمانوئيل كانط يميز بين مصطلحين: عصر التنوير وعصر متنور.. الاول هو عصر النخبه من غير علاقه بالجماهير، والثاني هو عصر العلاقه العضويه بين النخبه والجماهير، فكما تكون النخبه متنوره تكون الجماهير كذلك. وبناء عليه كان «كانط» يقول، وهو في القرن الثامن عشر، ان هذا القرن هو قرن التنوير وليس القرن المتنور. وكان يحيا علي امل ان يشيع التنوير حتي يمس الجماهير.

وتاسيساً علي هذا التمييز الذي اجراه كانط ماذا نقول عن مصر في هذا العصر؟ هل هو عصر تنوير ام عصر متنور ام هل هو لا هذا ولا ذلك؟ اظن ان الجواب كامن في الاختيار الثالث. فالنخبه مفككه ومهمومه باقتناص السلطه. وقله من هذه النخبه هي المهمومه ببث فكر التنوير، ونعني بالتنوير ان يكون العقل هو سلطان ذاته. وحتي هذه القله قد توارت بحكم اصابتها بالتهديد المعنوي، والتهديد المادي عند اللزوم. اما الجماهير فهي محكومه من التيار الاصولي، وبالتالي فان سلطان العقل عندها غائب.

هذا هو حال مصر فما حال عادل امام؟

تجاهل النخبه واخترق الجماهير، وكان قاسياً في ذلك الاختراق لانه اراد انتزاعها من براثن الاصوليه الدينيه، واعاده عقلها المسروق.وانا هنا انتقي موقفاً من احد افلامه للتدليل علي ما اقول، وهو علي النحو الاتي:

استولي عليه اصوليون والزموه بتفجير ذاته لقتل اخرين. تردد فحاولوا اقناعه بانه اذا نفذ هذه المهمه فذهابه الي الجنه امر محتوم. فقال لهم: اذهبوا انتم بدلاً مني واتركوني في هذه الحياه الدنيا.

هذا الموقف ومواقف اخري قيل عنها انها تدخل في مجال «ازدراء الاديان».

انه يعني تشويه دين ما باحتقار متعمد ياتي علي غير مقصد هذا الدين. يقال مثلاً ان اليهوديه دين الاقصاء، والمسيحيه دين الضعفاء، والاسلام دين الارهاب، الا ان هذا القول ليس مستمداً من الدين ذاته انما هو مستمد من «مسلك» مؤمنين بهذا الدين، وان هذا المسلك قد تاسس علي فكر معين هو موضع ازدراء من وجهة نظر فكر اخر.

وبناء عليه يمكن القول بان ازدراء الاديان ليس موجهاً للدين من حيث هو دين، انما هو موجه لصنف معين من المؤمنين بدين ما يقال عنهم انهم اصوليون، ومن هنا يكون مصدر الحكم الصادر ضد عادل امام ليس هو القانون انما هو هذا الصنف من المؤمنين الذين يقال عنهم انهم اصوليون.

ما العمل المطلوب تجاه الاصوليين؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل