المحتوى الرئيسى

مظاهرة ثقافية تحتفي بشعراء مقتولين

05/06 16:43

الدار البيضاء - خديجه الفتحي

احتفاءً بشعراء اهدرت السلطه دمهم او قتلوا غدراً في ازمنه قديمه وحديثه، اختارت جمعيات ثقافيه بمدينه الدار البيضاء المغربيه تنظيم لقاء مفتوح في الشارع العام بوسط ساحه "الفداء" الشعبيه المعروفه بحركتها وازدحامها الكثيف، للتعريف بهذه النخبه من الشعراء العرب العالميين، مع قراءه بعض اشعارهم علي مسمع الناس، ادرجت تحت عنوان "ديوان الشعراء المقتولين".

واشرف علي اعداد وتنسيق فقرات هذا اللقاء شعيب حليفي رئيس مختبر السرديات، الذي قال في تصريح لـ"العربية نت": ان سياق اختيارهم لهذا المحور يندرج ضمن تفكيرهم في مواضيع غير مكرره، تحاول ان تبحث في القضايا الفكريه الاساسيه التي ظلت لفتره ما مهمله، كالشعراء المقتولين، واحراق الكتب في تاريخ الأمة العربية، وفترات الصمت التي برزت تبعاً له في مسار ثقافتنا العربيه، وايضاً الاحلام في الادب والتاريخ التي نادراً ما يتحدث عنها.

واضاف انه فيما يتعلق بالشعراء المقتولين فقد تعددت وتباينت زاويه النظر بالنسبه لهؤلاء، مقدماً مثالاً بسعيده المنبهي وعبداللطيف زروال، الذين يقول عنهما ان الشعب المغربي يعرفهم كمناضلين فقط، وان تجربتهما السياسيه كانت مؤثره في الحركه السياسيه بالمغرب، في حين لا يعرف الكثير من الناس ان تجربتهم الشعريه كانت اغني بكثير من تجربتهم السياسيه، وانها لا زالت مؤثره حتي الان.

وذكر ان اجهزه القمع في ذلك الوقت صادرت كل ما تركه الشاعر القتيل ولم تنج سوي قصيده واحده كان قد نشرها بمجله "اقلام" المغربيه سنه 1972 بعنوان "عن الحب والموت"، يقول زروال في فقرتها الاخيره:

ها انا ذا اسقط في الساحه

احمل قلبي. ورده حمراء، تنزف دماً

ها انذا عريان، ازحف فوق القتلي

والم اطرافي.. كي امسك بالرايه الممزقه

وانفخ بدمي في رماد الشراره المحترقه

اصوات للجيل الاول من الشعراء المغاربه

وعلي غرار زروال، قدمت نصوص للشعراء المحتفي بهم باصوات شعراء شباب واخرون ينتمون للجيل الاول من الشعراء المغاربه، ومن الاسماء التي تم استحضارها في هذا اللقاء المغني الشيلي فيكتور خارا الذي قطعوا اصابعه، ولوركا الذي رمي برصاص الموت، او ميغيل هيرنانديث الشاعر والمسرحي الاسباني، ولسان الدين بن الخطيب الذي قتل بفاس وترك قصيده يرثي فيه نفسه قبل قدوم صديقه الشاعر ابن زمرك وهو يحمل صك اعدامه، وطرفة بن العبد شاعر العبث الذي لم يكن داهيه مثل خاله المتلمس، خانه عمرو بن هند لاسباب غامضه خارج الشعر والعفه.

بكي صاحبي لمّا راي الدرب دونه ** وايقن ان لا حقاني بقيصرا

فقلت له: لا تبك عينك وانمـــــــا ** نحاول مُلكا او نموت فنعذرا

واختتمت هذه القراءات بالفقيه والعالم الشاعر المغربي عبدالسلام جاسوس، الذي ينتمي للقرن السابع عشر، وقد ترك ابداعات شعريه ورسائل ووصايا، يقول عنها بعض الدارسين انها كانت ذات اهميه كبري تعكس الفكر النقدي والثوري لديه.

وقتل هذا الفقيه الشاعر حين رفض الموافقه علي تمليك "الحراطين"، اي تحويل اصحاب البشره السوداء الي عبيد، ففي مطلع صيف 1708 استدعي السلطان مولاي إسماعيل علماء فاس للمثول بين يديه في العاصمه، يتقدمهم الحاج عبدالسلام بن حمدون جاسوس الي مدينه مكناس.

وفي حضره السلطان احتد النقاش، لتصل المجابهه الجدليه ذروتها بين احد العلماء والجاسوس دون ان يفحم احدهما صاحبه، اما السلطان فقد "نثر ثوبه" وغادر المجلس غاضباً.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل