المحتوى الرئيسى

عفيفة اسكندر .. بأنتظار الموت الزؤام في صيف عراقي ساخن !!

05/06 11:04

    ترقد "فاتنه بغداد" الفنانه القديره عفيفه اسكندر في فراشها عاجزه وقد انهكتها امراض الشيخوخه، وتطلق مرافقتها التي تعتني بها صرخه استغاثه بعد ان توقفت المخصصات الماليه التي كانت تصلها من الدوله، عفيفه اسكندر التي امتعت الملايين وتعتبر جزءً لا يتجزا من تاريخ العراق الفني لا يمكن ان ترحل مهانه منسيه. صرخه استغاثه ننقلها الي من يهمه الامر.

بغداد: اطلقت المراه التي ترعي المطربه العراقيه الكبيره عفيفه اسكندر صوت استغاثه لايلاء رعاية خاصه للفنانه القديره في اواخر ايامها بعد ان تردت حالتها الصحيه، واخذت الشيخوخه منها ماخذاً، وتتمثل هذه الاستغائه في عدم وجود اي مصدر مادي لتامين مستلزمات الراحه وايجار البيت ومتطلبات ضروريه اخري.

 كان ذلك الصوت اول ما سمعناه من هذه المراه التي تعيش مع عفيفه اسكندر في الطابق الثاني من عماره في الكراده الشرقيه، وقد زرتها مع الفنان حمودي الحارثي الذي هو الاخر تاسي لحالها واستنجد بشخص عراقي محب لعفيفه قال انه يسكن في المانيا حالياً، كان قد اغدق عليها عام 1997 ما لم يخطر في بال احد !!.

ومن يري عفيفه اسكندر الان .. لا يملك الا ان يردد مع نفسه ( الا ليت الشباب يعود يوماً) ، وتلك الصور في بيتها لم تزل تحكي قصه مسيرتها الثريه ، واي شباب كان لعفيفه اسكندر  التي كانت محاطه بالناس، والعيون تتطلع اليها، والنفوس تهفو اليها ، فيما هي الان مستسلمه للاتي غير قادره علي ان تحرك ساكناً، ليس هنالك سوي جسد مسجي ونفس يصعد وينزل، ولكنها تحتاج الي ان ترحل بسلام، لم يعد في العمر الذي وصلت الي 91 منه امتدادات بهيجه ، (عفيفه من مواليد 1921 حسب هويه الاحوإل ألمدنيه) ، لكن الايمان بالموت لا يدعو الي الفزع بل بالرضا بقضاء الله وقدره .

 حين قمنا بزيارتها واطلعنا علي حالها كان لابد للدموع ان تترقرق والعيون تنظرها (يا الله..) ،كانت مستغرقه في نومها الطويل متدثره ببطانيه ناعمه وتلف راسها بمنديل احمر، فيما ظهرت علي صفحات وجهها الابيض اثار  الصحه المتدهوره واثار (سقطه) علي الارض ، حاولنا نتحدث معها ،(عفاوي..) افتحي عينيك ، حاولنا ولكن ردتها باغماضه مرغمه ، (عفاوي..) هل ثمه ابتسامه معبره لالتقاط صوره ، تحاول ان تجعل شفتيها تفتر ولكن سرعان ما تخبو ، انها تنام طويلاً وتصحو للحظات ، جسدها يسترخي مع الهواء البارد المنعش الذي ينفثه مكيف الهواء ، لكن المكيف يحتاج الي عدد كبير من امبيرات الكهرباء ، وهذه الامبيرات لدي المولده الكهربائيه التي في الشارع لكن صاحبها يريد مقابلها مالاً، فيما هي خاويه الوفاض!!.

 تقول ام عيسى، التي تقوم علي رعايه عفيفه حباً بها منذ سنوات: حالياً .. لا يوجد لديها راتب ، دائره الفنون الموسيقيه التي خصصت لها مبلغ 500 الف دينار عراقي ، خصص منها 300 الف مفيد الجزائري عندما كان وزيرا للثقافه كمساعده لها ثم جاءت الـ 200 الاخري من وزير الثقافة ، ولكن منذ اربعه اشهر لم نستلمها ، ولا اعرف السبب الحقيقي او القصه الحقيقيه ، ما اريد ان اوصله الي من يهمه الامر ان البيت الذي تسكن فيه عفيفه اسكندر ليس فيه فلوس ، نحن نعتمد علي هذا الراتب والراتب الذي خصصه لها الرئيس جلال طالباني ، والذي لم ناخذه هذا الشهر وقد اتصلنا بهم وقيل لنا انهم ارسلوا كتاباً للرئاسه ، والذي فهمته ان المنافع الاجتماعيه توقفت ، طيب .. كيف لهذه المراه ان تعيش؟ فالمتطلبات كثيره ، ايجار البيت 550 الف دينار ، ايجار المولده الكهربائيه 210 الاف دينار ، والحارس 15 الف ، ولا اريد ان احدثك عن اشياء كثيره تحتاجها عفيفه كونها امراه عاجزه ولا تستطيع التحرك ، منها دواء (5 حبات لخمسه ايام بـ 28 الف دينار) بالاضافه لمسلتزماتها الخاصه، وعلي الرغم من انها لم تعد تاكل مثل السابق الا انها تحتاج العصائر الطازجه ، وانا لا حول لي ولا قوه ، فمن يعطيني ، هذا الشهر تكرم علينا بعض الاصدقاء بمبالغ لسد الاحتياجات ، ولكن الشهر المقبل كيف اتدبره، من اين اجلب المال اللازم لتسديد الايجارات والاحتياجات ، قل لي ماذا افعل ؟

واضافت: وضعها الصحي كله بسبب كبر السن والشيخوخه ، وقد سقطت من السرير قبل ايام وتضرر وجهها  الترف (النازك) ، اما جسمها فاصبح يعاني من نزيف داخلي (تحت الجلد) وتظهر بقع حمراء في انحاء من جسمها ، الاطباء يقولون انها لا تعاني من مرض عضوي بل شيخوخه وزهايمر ، واكثر من مره دخلت في غيبوبه ، انها تحتاج الي ممرضه تسكن معها في البيت ولكن قل كم تتقاضي الممرضه ومن اين نعطيها اجورها.

وتابعت : عفيفه .. لا تتكلم ، ولا اسمع منها الا كلمه نعم عن اي شيء لكنني افهم ما تريده ، انها لا تطلب اي شيء ، تريد ان تنام فقط ، كانت تجلس علي الكرسي القريب من السرير لكنها الان لا تستطيع الجلوس لان ظهرها تقوّس، احيانا احاول ان اجعلها تسمع اغانيها ولكنها ترفض ، لم تعد مثل السابق ، صارت تضجر من الصوت العالي، عفيفه ليس لديها اي اقارب ، انا منذ ست سنوات معها ولم ياتني احد ليقول انه من اقاربها، ولكنني ابحث الان عن حلول لكي تموت هذه المراه بكرامه ، ان تموت بسلام ودون ان تتعذب اكثر فيما تبقي من ايامها، فهي تتغير نحو الاسوا سنه بعد سنه، وشهر بعد شهر، ويوم بعد يوم ، انا اؤمن بالموت والحياه ، وربما انا اموت قبلها ، ولكن علينا ان نبذل قصاري جهدنا لكي ترتاح هذه الفنانه الكبيره .

لم ينته كلام ام عيسي ، لم تنته استغاثتها ولم يتبخر بعد نداءها ، النداء الذي لابد ان يصل الي من يهمه الامر ، الي الانسان الذي فينا عسي ان نخدم هذه المراه كونها انسانه ووحيده وكبيره في السن ، ان نمنحها هدوء وسكينه في اخريات ايامها قبل ان تصبح اعز الاعزاء و (فاتنه بغداد) فعلا حين ينعاها الناعي وتقام لها احتفاليات وتكريمات هي بحاجه اليها الان وليس غداً .

* يقول ابن المعتز :

   (حظٌّ من الدنيا مضي ،                  

                   لو كانَ مَنعٌ او شِفَا

و الدهرُ من اخلاقهِ اسـ                  

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل