المحتوى الرئيسى

حمدى يوسف يكتب: لحظات فى عمر الزمن

04/29 14:56

جلس منهكاً يختبئ فى ظل شجرة قد خلعت نصف ملابسها لتكشف عن أغصانها المتشابكة بصورة كثيفة تلقى بظلالها على العشب الغض بالأسفل الذى انتشر فى محيطها وقد نبتت العديد من النباتات البرية والأزهار الجميلة المعروفة بطيب الرائحة وحسن المنظر وقد تنوعت ألوانها الزاهية فى صورة من صور الخالق عز وجل، وعلى مقربة من تلك الشجرة شلال صغير يبعث الحياة فى تلك القطعة النائية والبعيدة عن أيدى وضمائر البشر وقد انبعث منه صوت خرير المياه ليجسم تلك اللوحة الرائعة ويخرجها فى صورة تبعث على الراحة والطمأنينة وتنعش الذهن والخيال.

تسللت من خلفه وهو جالس يتأمل هذا الجو البديع خالى البال مطمئن على حاله، فلم يكن يملك من هذه الدنيا غير أحلامه وقوت يومه البسيط الذى يقيم صلبه، ومع ذلك فقد كان يمتلك العزيمة والإرادة والأمل فى غد أفضل ثقة منه ويقينا بالله، لم يشعر بها وهى تتسلل فى خفة ودلال من خلفه، فقد كانت تتراقص كطائر النورس وهو يرقص بجناحيه على صفحة مياه هادئة لينال سمكة تقيم صلبه بعد رحلة سفر طويل أنهكته ومكنت الجوع منه أو رقصة طائر البجع فى بحيرته وهو يرقص على نغمات تشايكوفسكى فى خفة ومهارة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل