المحتوى الرئيسى

وجواهر التيجان ما لم تتخذ من معدن الدستور غير صحاح

04/21 03:33

حكموا بالإعدام على سقراط، كان حكماً ظالماً، حاول تلاميذه إقناعه بالهروب، رفض سقراط، قائلاً: القانون الظالم يُعدل بقانون عادل، أما الهروب، فهو كسر للقانون، وكسر القانون يؤدى للفوضى، والفوضى ظلم للشعب كله، وشرب سقراط السم وسط بكاء مريديه، وكانت آخر كلماته لأحد تلاميذه: لا تنس يا سيمونيدس أن ترد ثمن ديك استلفته من جارى، فلا أريد أن أموت وأنا مُدان لأحد!

هذا هو سقراط العظيم، الذى خلده التاريخ، ولا نعرف اسم قاضيه، وهؤلاء هم أنصار المحامى حازم أبوإسماعيل، وحصارهم لمجلس الدولة مرة، ومحاولتهم اقتحام اللجنة العليا للانتخابات، واعتصامهم أمامها مرة أخرى.

لماذا لا يرفع الشيخ حازم قضية أمام محكمة العدل الدولية يتهم فيها السعودية، التى أعلنت دخول السيدة والدته فى 2007 للأراضى السعودية بجواز سفر أمريكى، كما يتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالتزوير فى أوراق رسمية؟! أم أن مصر هى الحيطة المايلة؟!

أثناء الحرب العالمية الثانية، كان مستر «كنج» يهاجم ونستون تشرشل ليل نهار فى جريدته الـ«Times» بسبب سياسته فى الحرب، فأراد «تشرشل» أن يوجه مجلس العموم البريطانى للوم مستر «كنج» لأنه يضعف الروح المعنوية للشعب البريطانى، فرفض المجلس قائلاً: الويل لنا إذا خالفنا القانون، والويل لنا إذا كممنا، أى أخرسنا الديمقراطية من أجل كسب حرب نقول إننا نخوضها من أجل الديمقراطية!

وكسب «تشرشل» حرباً عالمية، لكنه خسر الوزارة بعد ذلك، وعند خروجه من الباب الخلفى لمقر الوزارة «عشرة داوننج ستريت» قال: خسرت الوزارة بسبب محاولتى توجيه اللوم لمستر كنج!

وحين أصدر قاض إنجليزى أمراً بإيقاف التدريبات الجوية لأن صوت الطائرات فى مطار قريب من مبنى المحكمة مزعج، كتب تشرشل: يُنفذ أمر القاضى، وتُوقف التدريبات حتى تنتقل المحكمة إلى مبنى بعيد عن المطار، لئلا يقال: إن هناك قاضياً فى إنجلترا أصدر أمراً قضائياً ولم ينفذ!

لم يقل تشرشل: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ولم تكن معركة بل حرب عالمية.

إنها سيادة القانون يا قوم، سيادة القانون التى وضع يده عليها فى تحليله الرائع لخراب الدول المتخلفة، إنه جونار ميردال، العالم الاجتماعى السويدى، وأطلق على هذه الدول: الدولة الرخوة! إنه الدستور أولاً يا مجلس عسكرى وإخوان، الذى بحت أصواتنا من أجله، فاتهموننا بالكفر، والدائرة السوداء، وضد المادة الثانية، وتفتيت الشعب، واليوم تقولون إحنا غلطنا، آسفين يا جماعة، إحنا برضه كنا عارفين كده.. بس لعن الله المصالح، والتحالفات، أهى جت على دماغنا!

بالمناسبة كلمة للمرشح خالد على لرئاسة الجمهورية: خيبت رجاءنا فيك برأيك المؤسف أن الانتخابات الرئاسية أولاً، وقبل الدستور، ألم تقرأ يا رجل كيف اجتمعت الأحزاب السياسية برئاسة سعد زغلول سنة 1926، ضد الملك فؤاد حين أراد العبث بالدستور، فكان صوت أمير الشعراء مدوياً:

وجواهر التيجان ما لم تُتخذ.. من معدن الدستور غير صحاح.. صوت الشعوب من الزئير مجمعاً.. فإذا تفرق كان بعض نباح.

لو أن أعدى أعداء مصر حكموها بعد الـ18 يوماً «الثورة ناصعة البياض التى بهرت العالم كله»، ما أوصلوها إلى ما نحن فيه الآن.. دماء، تمزق، تشرذم، غياب أمنى، فى مجلة «ساينس مونيتور» إبريل 2012، التهديدات الخمسة للمواطن المصرى 2012:

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل