المحتوى الرئيسى

على كرسي المدير الفني | دي ماتيو × برشلونة

04/17 21:58

شاء القدر أن يعود تشيلسي في هذا الموسم التعيس على الصعيد المحلي للدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا على حساب "فالنسيا، نابولي وبنفيكا" ليصطدم بمَن هزمه في نفس المرحلة من عام 2009 "برشلونة" بالأخطاء والهفوات التحكيمية الفاضحة لتوم هينينج على ملعب ستامفورد بريدج.

ويأمل الملياردير الروسي "رومان أبراموفيتش" بألا يعود الحظ ليُعانده من جديد هذا الموسم ويتخلص من عقبة برشلونة الذي أخرجه من البطولة في مناسبتين سابقتين، وألا يتعرض فريقه لظلم تحكيمي وإذا كُتب له الخروج من البطولة فيكون بصورة نظيفة ونزيهة بعيدة عن الشبهات كما سبق وحدث عام 2009 في المباراة التي ظلت حديث العالم حتى يومنا هذا، حيث تقدم إيسيان بهدف من تسديدة صاروخية، وظل الحكم هينينج يرفض احتساب ركلات جزاء واضحة لأنيلكا ودروجبا وبالاك للابقاء على بصيص أمل البرسا إلى أن تعادل إنييستا بتسديدة كاد يُمزق بها شباك الحارس تشيك في الدقيقة 94.

تشيلسي تأهل بإدارات فنية مختلفة للدور قبل النهائي، ولم ينجح سوى مرة واحدة فقط للعبور إلى المباراة النهائية في موسكو مع المدرب المؤقت عام 2008 (افرام جرانت) والذي كان قد هزم ليفربول في قبل النهائي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب 3/4.

المدرب الإيطالي المؤقت للبلوز "دي ماتيو" سيسعى بعد مُعادلته إنجاز "رانيري" عام 2004 حين خرج من قبل النهائي أمام موناكو، لمُعادلة إنجاز جرانت بما أنه تولى المسؤولية في نفس الظروف التي سبق وعمل فيها جرانت عام 2008، بتوليه القيادة خلفاً لمدرب برتغالي "جوزيه مورينيو، ونفس الشيء مع دي ماتيو بتوليه المهمة خلفاً لمدرب برتغالي أخر قيل أنه مورينيو الجديد (آندريه فيلاش بواش).

في هذا التحليل الموسع، سنحاول تقمص دور "دي ماتيو" والكيفية التي عليه إدارة لقاء برشلونة بها للوصول لمبتغاه ومُعادلة إنجاز 2008 والحفاظ على موقعه في الإدارة الفنية للفريق بعد نتائجه الرائعة في الآونة الأخيرة بالتأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

لعب تشيلسي يوم الأحد الماضي في أخر مبارياته التحضيرية لمواجهة برشلونة في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد توتنهام هوتسبير في ويمبلي، وتمكن من الفوز بخمسة أهداف لهدف بفضل هجومه الناري بقيادة سالمون كالو وديديه دروجبا مع استفاقة ثلاثي الوسط "فرانك لامبارد، راميريز وخوان ماتا".

وبدأ دي ماتيو المباراة بخطة 4-3-1-2، باعتماده على دروجبا داخل منطقة الجزاء لانهاء الفرص المُتاحة في الشباك ومن خلفه سالمون كالو المُتحرك على أطراف نصف ملعب توتنهام بالإضافة لصانع الألعاب الإسباني "خوان ماتا" الذي عرف كيف ينسجم مع دور لاعب الوسط الحر القادر على التوغل والتحرك بسرعة وانسيابية مع الهروب من رقابة الخصم، والتعاون مع لامبارد وراميريز على إيصال الكرات بسرعة قياسية لخط الهجوم، ما أدى لانتهاء الموقعة بهذا الفوز الكاسح والذي ساعد على حدوثه بعض الظروف المختلفة خلال المباراة.

أي مدرب في هذه المرحلة الحرجة من البطولة يُحضر فريقه للعب بتكتيك متوازن، لعدة أهداف، أولها تلافي اهتزاز شباكه لأن الهدف خارج الأرض بهدفين في حالة التعادل، وثانيها محاولة تسجيل أكبر قدر كافي من الأهداف لوضع الخصم تحت الضغط في لقاء الإياب واجباره على الاندفاع ومن ثم تنفيذ الهجمات المضادة عليه، ومنذ تولي دي ماتيو المسؤولية ولتشيلسي قدرات هائلة على تنفيذ الهجمات السريعة من الخلف إلى الأمام بتمريرة أو تمريرتين يمكن للفريق تحقيق الهدف، وهذا ما فعله الفريق أمام فالنسيا في دور المجموعات هذا الموسم حين انتهى اللقاء بثلاثية نظيفة ثم أمام بنفيكا بتسجيل سالمون كالو هدف الفوز من صناعة توريس السريع في الذهاب وبتسجيل راؤول ميريليش من انطلاقة من قبل منتصف الميدان في الإياب.

تشيلسي في سنة 2009 استهدف التعادل بدون أهداف في المقابلة الأولى على ملعب كامب نو وأغلق مفاتيح لعب برشلونة خاصةً ليونيل ميسي الذي اصطدم بالبرتغالي "بوسينجوا" في مفاجأة غير متوقعة على الطرف الأيسر وقت غياب أشلي كول، وهو الدور الذي أداه اللاعب السابق لبورتو على أكمل ما يكون، ونجح هيدينك في الإياب من تسجيل هدف التقدم لكنه فشل عن طريق الهجمات المضادة من إحراز المزيد - كما أسلفنا بسبب الهفوات التحكيمية- ما عَلق تأهله حتى الدقيقة 90 والتي تمكن بعدها إنييستا من تسجيل هدف البطولة.

وبالتأكيد لن يبحث تشيلسي في اللقاء الأول هذا الموسم عن التعادل بما أن اللقاء على ميدانه، فسيلعب على تسجيل هدف مُبكر ثم العودة للدفاع والتركيز على الكرات الطولية مثلما فعل أمام توتنهام يوم الأحد بتمرير كرة طولية في عمق الدفاع لدروجبا، ومحاولة استغلال ضعف تلك المنطقة حيث لا يعيش بيكيه أو بويول أياماً جيدة منذ خروج أبيدال من اللعبة بعد تكرر إصابته بالكبد، بالتالي إذا سجل تشيلسي أي هدف في أي وقت سينكمش وسيلعب على المضادات وهذا ما يجب فعله لأن البرسا يُخلف الكثير من المساحات خلفه حين يستحوذ ويُهاجم بضراوة ورأينا أكثر من فرصة كاد يُسجل منها زلاتان إبراهيموفيتش وروبينيو لو كانا في كامل تركيزهما خلال الجولة الماضية.

أولاً: فرض إيقاع اللعب من الدقائق الأولى بتمرير الكرات الطولية السريعة، وعدم التركيز على التمريرات الأرضية القصيرة لأن البرسا من الأندية التي يَصعُب مجاراتها على الأرض نظراً لقرب المسافات بين جميع عناصره، لكن بالكرات الطولية يمكن لتشيلسي تشتيت هذه اللحُمة وتفريقها.

ثانياً: لاضعاف واخماد قوة برشلونة الحقيقية، يجب أن يتواصل الضغط على حائز الكرة من منطقة وسط ميدانه، فيجب أن يبني دي ماتيو استراتيجيته على الضغط من منطقة متقدمة وليس من منطقته هو، فإذا سمح للبرسا بتجاوز منطقة خط الوسط بأريحية سيآسي ويلات الحروب، أما لو أرهاق برشلونة من منطقة متقدمة على عناصر خط دفاعه الذين يبدأون الهجمات (بيكيه، ألفيش وبويول) فقد يكون الطرف الرابح، وهذه ليست أحلام فتشيلسي يمتلك لاعبين أقوياء بدنياً وفنياً قادرين على تنفيذ هذه الاستراتيجية في الوسط أمثال "إيسيان، لامبارد، راميريز، ميريليش" وحتى خوان ماتا لاعب قادر على قص وتوقع الكرات بشكل جيد...ودروجبا قوي ومُحارب ومثابر على كل كرة والحياة تكون صعبة على أي مدافع حين يواجهه.

ثالثاً: التركيز في الكرات العرضيات التي تُنفذ على مرمى تشيك، فميسي جيد جداً في تمرير العرضيات على القائم القريب وقد صنع في الفترة الأخيرة هدفين بهذه الكيفية أحدهما لبيدرو أمام خيتافي، وتشيلسي ضعيف في مسألة التغطية الدفاعية على القائم القريب حيث سجل فيه كولينز لاعب أستون فيلا وخابي جارسيا لاعب بنفيكا وديمسي لاعب فولهام بنفس الطريقة (صورة طبق الأصل)..كما أن إرتكاز لاعبي وسط برشلونة أثناء تنفيذ الركلات الثابته وتقدم بويول وبيكيه يُحدث فراغات في الخلف يمكن استغلالها بالمرتدات بواسطة دروجبا وماتا وميريليش وراميريز.

البدء بنفس الطريقة التي لعب بها روبرتو دي ماتيو ضد توتنهام يوم الأحد الماضي، فقد لعب توتنهام على الاستحواذ وتدوير الكرة من قدم لقدم بواسطة "مودريتش، فاندر فارت، لينون وباركر" مع الاعتماد على انطلاقات جاريث بيل الدائمة من الرواق الأيسر..ووضع دي ماتيو ثلاثة محاور رئيسية هم "لامبارد، راميريز وجون أوبي ميكيل" للتصدي للتمريرات العميقة من الخصم.

اللعب بخطة 4-3-1-2 الحل الأمثل لتشيلسي أمام البرسا الذي لا تختلف عقليته عن عقلية توتنهام في الامتاع.

وثبات التكتيك من مصلحة دي ماتيو، وبتصوري إذا فكر في سحب دروجبا من التشكيل الأساسي بحجة أنه مُرهق من لعبة يوم الأحد في كأس الاتحاد للدفع بتوريس كّونه تحصل على راحة وما إلى غير ذلك، فسوف يندم ندماً عظيماً.

فتواجد دروجبا مع الفريق لديه عدة فوائد، أهمها: تفاهمه الكبير مع لامبارد وكالو على العكس من توريس غير المترابط فكرياً مع معظم لاعبي الوسط، ودروجبا لديه رغبة عارمة في الانتقام من برشلونة لسابق مشاركته ضدهم في نصف نهائي 2009 وتعديه على الحكم ببعض الكلمات الخارجة أدى لايقافه في الموسم التالي ثلاث مباريات أوروبية.

ولدروجبا سجل جيد ضد البرسا بتسجيله هدفين عام 2006 في الذهاب والإياب خلال دور المجموعات، ومسألة وجود الأعمدة الرئيسية من جيل 2009 غاية في الأهمية، فحين طلب "روي ماكجرجور" مُبارزة عدوه "كانينجهام" في الفيلم الشهير "روب روي" استهزأ منه الملك لعدم امتلاكه القوة والسرعة الكافية في التحكم بالسيف، لكن رغبته العارمة في الانتقام من كانينجهام حتى النفس الأخير ورغم أنه كاد يخسر المُبارزة جعله يفوز بضربة وحيدة!..والجانب النفسي لدى دروجبا ولامبارد وإيسيان قد يلعب دوراً محورياً في الخطة.

نعم هم تقدموا في السن لكن لديهم ما يكفي من خبرة ورغبة ودوافع لتقديم أداء عشريني في هذه المباراة على وجه الخصوص، فالدوافع النفسية يجب أن يضعها المدرب في الحسبان بل ويَبني جزء من استراتيجيته عليها.

جاري كاهيل: مدافع سريع يستطيع التحكم في أعصابه والتعامل مع الكرات العالية أكثر من دافيد لويز الذي تعرض لإصابة يوم الأحد الماضي قد تبعده عن المباراة المرتقبة.

إيفانوفيتش: من المدافعين متعددي الصفات، يمكنه لعب دور قلب الدفاع وقت الانكماش ودور الظهير الأيمن وقت شن الهجمات على الخصوم، ويمتاز عن جميع لاعبي تشيلسي في التعامل مع الركلات الثابته بالتوازي مع جون تيري، فهو مدافع هداف يستطيع التسجيل أكثر من توريس.

لامبارد: عرضياته وتسديداته بعيدة المدى من الركلات الثابته كان لها مفعول السحر مع الفريق خلال الفترة الماضية.

خوان ماتا: تنقله بين المراكز يجعله من أبرز الأوراق الرابحة لدى دي ماتيو، لقدرته على شغل مركز الجناح وصانع الألعاب، ويستطيع التوغل من العمق وازعاج الخصوم بتمريراته السريعة والسحرية في العمق، ومؤخراً تغلب على مشكلته الكبرى بعدم استكمال اللقاء بنفس المردود، وصار يكمل أغلب المباريات بنفس النسق الذي بدأ به.

توريس: قبل سنوات طويلة كان هو العقدة الحقيقية لبرشلونة، فقد سجل أكثر من 5 أو 6 أهداف في مرماهم حين كان بين صفوف أتلتيكو مدريد، وإذا لم يُسجل فبإستطاعته صناعة الكرات الحاسمة ففي رصيده حوالي 5 تمريرات هذا الموسم.

دانيال ستوريدج: تدنى مستواه بصورة ملحوظة في أخر المباريات، لدرجة دفعت دي ماتيو لاراحته راحة تامة في مباراة توتنهام لتحضيره للقاء البرسا، وربما يشارك بدلاً من كالو كأساسي، وربما لا ويشركه في الشوط الثاني وهو يمتلك سرعة قياسية على الطرف الأيمن سيغربل بها دفاع البرسا في تلك الجهة التي تُعاني منذ غياب أبيدال، وبرصيد ستوريدج 10 أهداف في الدوري هذا الموسم مع 4 تمريرات حاسمة، لكنه لايزال يبحث عن هدفه الأول في دوري الأبطال إلى الآن.

الطرد، غلق المفاتيح الرئيسية أو هدف مفاجيء، كلها أمور يجب أن يعمل لها دي ماتيو ألف حساب أمام فريق صعب كبرشلونة، فلا يصح أن تندفع حين تهتز شباكك بأكثر من مهاجمين.، التجارب علمتنا أن تواصل اللعب بهدوء وبنفس التخطيط خاصةً لو جاء الهدف في بداية المباراة، فأي تصرف أحمق باللعب الكل في الكل خلال الشوط الأول أو مع مطلع الشوط الثاني سيؤدي لكارثة حتمية فالبرسا لا يرحم مع أليكسيس وميسي وإنييستا في المرتدات.

أما لو أغلق البرسا المفاتيح الرئيسية للهجوم (ماتا، أشلي كول، لامبارد، دروجبا وراميريز) فيجب الاستعانة بالتغييرات التكتيكية أولاً داخل الملعب، بتغيير أسلوب اللعب من 4-3-1-2 إلى طريقة 4-5-1 وهي الطريقة التي فاز بها البلوز في وقت سابق على فريق من نفس نوعية البرسا (فالنسيا وبنفيكا) حيث كانا يستحوذان ويهتمان بتناقل الكرات على الأرض وخطة شجرة عيد الميلاد بوجود دروجبا بالذات لها مفعول السحر أمام هكذا أندية قوية على الأرض.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل