المحتوى الرئيسى

التونسيون يحتفون بعودة "البورقيبة"

04/06 14:28

بمناسبة مرور 12 سنة على وفاة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، خصصت الصحافة التونسية في طبعاتها الصادرة اليوم الجمعة 6 أبريل/نيسان مساحات واسعة من صفحاتها للسيرة الذاتية لأول رئيس للجمهورية التونسية بعد الاستقلال.

وبدا وكأن التونسيون يحنون إلى منجزات الفترة "البورقيبية"، التي ارتبطت بحركة تحديث واسعة في المجال الاجتماعي والثقافي، وإن بقت عرجاء في الجانب السياسي، حيث لم يسعَ الزعيم الراحل إلى بناء نظام سياسي ديمقراطي.

وأشار بعض المحللين السياسيين إلى أن استدعاء "التراث البورقيبي" والاحتفاء "المبالغ" فيه يأتي في إطار حالة الاستقطاب السياسي والأيديولوجي التي تعرفها البلاد بعد الثورة، وبعد وصول الإسلاميين للحكم، وخاصة أنهم عرفوا بعدائهم لبورقيبة وللبورقيبية. إلا أن الإعلامي سفيان بن فرحات أكد لـ"العربية.نت" على "أن البورقيبية تتلاقى مع الإسلام ولا تقطع معه على خلاف ما هو مروج له من قبل بعض التيارات الإسلامية".

ومن أبرز العناوين التي تصدرت الصحف،"الحبيب بورقيبة.. رجل دولة حارب الجهل والفقر ووضع شعبه على طريق الحداثة"، و"بورقيبة..تحيا الحداثة"، "تونس ما بعد بورقيبة"، "الحبيب بورقيبة.. بحثا عن الرمز المفقود"، "البورقيبية تعود من جديد"، "هل ينفعنا بورقيبة اليوم". وتضمنت المطبوعات الصادرة شهادات عن بورقيبة من رجالات وسياسيين عملوا مع "المجاهد الأكبر" كما يحلوا للتونسيين تسميته.

وفي تصريح له قال إدريس قيقة وزير الداخلية في زمن بورقيبية إن "بورقيبة أصبح رجل اليوم وليس رجل الماضي"، مضيفاً أن الرموز السياسية الموجودة الآن في الساحة تكونت في عهد بورقيبة، وأن كل التيارات السياسية تسير على خطاه وتنتهج التحديث.

ومن جهته رأى الطاهر بلخوجة الوزير السابق وأحد رموز حكم بورقيبة في تصريح لجريدة "المغرب" أن "أسلوب الحكم وكيفية التصرف ونوعية المجتمع في العهد البورقيبي ذهب معه ولا يمكن أن يتلاءم مع وضعية البلاد الحالية وتطلعات المواطنين... اليوم الوضع يستوجب الحكم الجماعي للحفاظ على مناعة البلاد أولا".

وفي مقابلة مع "العربية.نت" فسر الباحث في علم الأنثروبولوجيا السياسية الدكتور محمد الحاج سالم ظاهرة عودة "البورقيبية"، بكونها "تعبر عن رغبة النخب التونسية في استئناف المشروع التحديثي البورقيبي، من خلال إعادة قراءة التجربة واستلهام العناصر الإيجابية فيها وخاصة في مستوي التحديث الثقافي والتربوي، والعمل على استكمال نواقصها في المجال السياسي (...) إن التراث التحديثي البورقيبي سوف يساعد تونس ما بعد الثورة على بناء أنموذج ديمقراطي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل