المحتوى الرئيسى

وحش الشاشة في تركيا.. فريد شوقي ينافس نجوم تركيا في الخمسينات والستينات

04/01 10:48

لم تكن الحال دائما كما هى الآن من انبهار المشاهد المصرى بنجوم الدراما التركية ومسلسلاتها، وقبل أن يكون نجوم الدراما التركية محطَّ اهتمام المشاهد العربى، كان الجمهور التركى عاشقا ومتابعا للسينما المصرية الأهم والأشهر فى الشرق الأوسط وقتها، ولم تكن السينما التركية تستطيع المنافسة خارج حدود تركيا رغم أنها كانت متطورة تقنيا وأغلب أفلامها بالألوان الطبيعية، فى الوقت الذى ظلت فيه السينما المصرية حتى بداية السبعينيات يغلب على أفلامها التصوير بالأبيض والأسود، وقبل أن يعجب المشاهد العربى منذ سنوات بوسامة ورومانسية مهند التركى كان المشاهد التركى ذات يوم معجبا بوحش الشاشة المصرية فريد شوقى، وبالإضافة إلى فريد شوقى شارك كتاب سيناريو مثل عبد الحى أديب، ومخرجون مصريون مثل نيازى مصطفى فى صنع أفلام تركية، وشارك نجوم مصريون وعرب بالتمثيل بالسينما التركية سواء كضيوف شرف أو كأبطال.

فى المشوار الفنى القصير للممثل إيهاب نافع مثلا نجده بطلا فى فيلم تركى عنوانه «طريق بلا نهاية» وهو من الأعمال النادرة التى تُعرض مدبلجة للعربية بصورة فى قنوات الأفلام الخاصة المشفرة كـ«أوربت»، والفيلم بطولة مجموعة من الممثلين الأتراك وظهرت به طروب ضيفة شرف، وهو دراما بوليسية رومانسية وصُنف للكبار فقط بسبب بعض مشاهده الجريئة، وربما يكون فيلم «هروب مومياء» وهو إنتاج مصرى تركى عام 2002، وضم ممثلين من البلدين قد حاول تطوير علاقة السينما المصرية-التركية بعد أكثر من ثلاثين عاما من تجارب فريد شوقى وإيهاب نافع وآخرين من الممثلين العرب، إلا أن التجربة لم تحقق نجاحا كبيرا سواء فنيا أو تجاريا.

تعد تجربة فريد شوقى فى تركيا هى الأهم والأكبر فى تاريخ العلاقة بين السينما المصرية والتركية، وقد ذاعت شهرة فريد شوقى وتجاوزت حدود مصر والوطن العربى ووصلت إلى تركيا فترة الستينيات، لم تكن تركيا تصدر إلى العالم العربى أعمالها الدرامية فى هذه الفترة كما يحدث الآن، بل كانت متابعة لسينما هوليوود الشرق، مصر، واستغلت السينما التركية فترة الكساد الفنى التى طالت السينما المصرية بعد هزيمة 1967 وأراد بعض المنتجين الأتراك نشر الأفلام التركية خارج حدود تركيا، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بالاستعانة بنجوم السينما المصرية كما كانت تفعل السينما اللبنانية والسورية وقتذاك لترويج أفلامها داخل وخارج حدودها، وحاول أحد المنتجين الأتراك ويُدعى مستر سمر الخروج بالأفلام التركية إلى أسواق العالم العربى، وعرض على فريد شوقى العمل فى تركيا، وبالتحديد فى مدينة إسطنبول التى تتميز بطبيعة ساحرة، وكان فريد شوقى وقتها فى أوج شهرته داخل مصر وفى الوطن العربى، وقام فى هذه الفترة بالعمل فى بعض الأفلام اللبنانية والسورية، ولكن العرض التركى كان سخيا، وكان يتطلب منه التفرغ والإقامة بتركيا، واشترط فريد شوقى أن يكون مخرج أفلامه فى تركيا مصريا وكذلك كاتب السيناريو والماكيير أيضا، وحدث هذا بالفعل فى أغلب أفلامه.

سافر فريد إلى تركيا تجاوبا مع هذا العرض الذى قُدم إليه حيث قام بالتمثيل نحو 15 فيلما، وقيل إنه شارك فى إنتاج بعضها، وقوبلت أعماله بإعجاب الجمهور التركى، واستطاع فى فترة قصيرة الحصول على مكانة فنية كبيرة هناك، ومن بين أشهر هذه الأفلام «عثمان الجبار» الذى يجسد نوعية أفلام المغامرات والأكشن التى اشتهر بها هناك، وجسد فى الفيلم شخصية رجل العصابات الأعرج عثمان الذى يهابه الجميع ويخشون قوته رغم إصابة فى إحدى ساقيه تجعله يعرج، وعثمان يفرض إتاوات على محلات القمار والكازينوهات الشهيرة بإسطنبول، ويلتقى الفتاة جميلة التى تعمل بائعة متجولة وتمتلك صوتا جميلا فيقرر تبنى موهبتها حتى تصبح نجمة كبيرة، الفيلم قامت ببطولته النجمة التركية هوليا كوتشيت، وكتب السيناريو له عبد الحى أديب وأخرجه عاطف يلمظ، ويذكّرنا «عثمان الجبار» بالفيلم الأمريكى «أحببنى أو اتركنى» «Love Me or Leave Me»، بطولة جيمس كاجنى ودوريس داى. ومن أفلامه الأخرى «بعت حياتى» أمام الممثلة التركية كاميليا وفيه قام بدور مدير بنك ناجح شديد الانضباط ورب عائلة مخلص يتعرض لخدعة من إحدى الحسناوات وصديقها بغرض سرقة أموال من البنك.

ومن أعماله الشهيرة أيضا فيلم «مغامرات فى إسطنبول» أمام الممثلة التركية فريدة وإخراج التركى سانر، وتم تصوير الفيلم بين القاهرة وإسطنبول، ويحكى عن فريد الضابط الذى يذهب إلى تركيا مخفيا هويته الحقيقية لحل لغز جريمة قتل. وتتوالى أفلام فريد التى لم تخرج عن أجواء الأكشن والمغامرات، ومنها «شيطان البوسفور» و«حسن الأناضول» و«الحسناء والوحش» و«رجل لا يعرف الخوف».

رغم حصوله على التقدير المعنوى والمادى الكبيرين بتركيا لم يستقر فريد شوقى هناك كثيرا، وقيل إنه شعر بالوحدة هناك، وازدادت بعد توتر علاقته بزوجته الفنانة هدى سلطان التى رفضت الإقامة معه فى تركيا وفضلت قَبول دور صغير فى فيلم «شىء فى صدرى» على مرافقته إلى تركيا حيث يعمل، وقرر بعد فترة من المعاناة النفسية العودة إلى مصر محاولا إنقاذ زواجه الذى بدأ فى الانهيار.

يُذكر أنه رغم فخر فريد شوقى الدائم بأصوله المصرية الشعبية حيث ولد وعاش بحى البغالة بالسيدة زينب فإنه يحمل جذورا تركية من ناحية جده لأبيه وجده لأمه.

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع

موقع جريدة التحرير الإليكتروني © 2012 - جميع الحقوق محفوظة

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل