المحتوى الرئيسى

ماذا يأكل المواطن.. "القلاعية" اجتاحت الماشية وأشعلت أسعار الدواجن والأسماك

03/14 11:40

شهدت الأسواق المصرية ارتفاعًا كبيرًا بأسعار منتجات البروتين بكافة أنواعها بعد انتشار مرض الحمي القلاعية، الذي أثار حالة من الرعب في نفوس المستهلكين وعزوف الكثير منهم عن تناول اللحوم الحمراء، رغم الرسائل التطمينية التي وجهها المسئولون بمدي أمان المنتج علي صحة المستهلك اتجه المستهلكون إلى استبدال اللحوم بمنتجات الأسماك والدواجن التي زادت من حدة الأزمة واشتعال أسعارها في ظل غياب الرقابة علي الأسواق واستغلال التجار للموقف الذي برره البعض بخضوع السلعة للعرض والطلب.
‬‫يقول محمد ذكي، صاحب محل لبيع دواجن، إن الأسعار تشهد ارتفاعًا ملحوظًا حيث سجلت الأسعار مع بداية هذا الأسبوع 16 جنيهًا للكيلو الواحد من الدواجن مقابل 13 جنيها للكيلو الأسبوع الماضي بزيادة تقدر بنحو 3 جنيهات للكيلو.
وبالنسبة لباقي أنواع الطيور، يقول ذكي إنها تشهد هدوء مرتقبا نظرا لتكالب المواطنين عليها بعد انتشار مرض الحمي القلاعية في المواشي، واتجاه القوة الشرائية الي شراء الدواجن وأنواعها كبديل أمن في هذه الفترة للحوم.
‬‫وقال محمد مرتضي، تاجر أسماك بسوق العبور، إن أسعار الأسماك تضاعفت بعد انتشار الحمي القلاعية نتيجة تكالب المستهلكين عليها، حيث وصل سعر كيلو البلطي إلي 20 جنيهًا للحجم الصغير و22 للحجم الكبير، كما وصل سعر كيلو‪‬ البوري من الحجم المتوسط لـ 25 جنيها والصغير لـ 22 والسردين لـ 16 جنيها للحجم ‬‫الصغير‪‬
‬‫وأشار تاجر الأسماك، إلى أن التجار لا ذنب لهم، لكن القضية ترجع للعرض, لافتا إلى أن السوق ستشتعل خلال الفترة القادمة بعد انتشار الأمراض الفيروسية في الطيور واللحوم, معا مما سيؤدي لعزوف المستهلكين عن شرائهما.
وحذر الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية للقاهرة، من حدوث قفزات بأسعار جميع منتجات الطيور تصل إلي أكثر من 50% خلال الفترة القادمة حال استمرار مرض الحمي القلاعية.
‬‫
وكشف د. السيد أنه بالتزامن مع انتشار الحمى القلاعية، تتعرض الدواجن أيضًا إلي الفيروسات تقتل حياة الصغار منها وتصيب الكبار بالتهاب رئوي، فضلا عن حصول المنتج على أوزان متدنية رغم تثمين الدواجن وقت كاف، لكن نتيجة للسقيع لا يستطيع تلك الأنواع من المنتجات أن تعطي أكثر من 150 جرامًا في (الدجاجة الواحدة).

‬‫وأضاف أن منتج الدواجن "ضعيف جدًا" خلال تلك الفترة، ولن يتعدي 1.2 مليون دجاجة يوميًا ولابد من أن تتعامل الجهات المسئولة خلال 4 شهور ليصل حجم الإنتاج اليومي الي 2 مليون دجاجة.
‬‫
وأضاف د. السيد أن الدواجن تحقق مطالب القاعدة العريضة من المواطنين لأنه البروتين البديل عن اللحوم لمحدودي الدخل وذلك بعد أنتشار المرض بين المواشي بالإضافة إلي اتفاع أسعار اللحوم الذي وصل الكيلو فيها إلي 70 جنيهًا.

‬‫وطالب بالإسراع في تنفيذ المشروعات المقترحة من قبل الشعبة بنقل المزارع من الأراضي الزراعية وخارج الكتلة السكانية الي الوادي الجديد، مشيرا إلي أن المناخ هناك يتواكب مع تربية الدواجن بما فيه من أراضي صحراوية جافة ودرجات حرارة مرتفعة إلي حد ما عن غيرها، بالإضافة إلي أن هناك آليات عمل مستحدثة بطرق تكنولوجية وبخطوط إنتاج مبتكرة، تحافظ علي المنتج في درجات حرارة مناسبة، بوضعها داخل غرف محكمة، نستطيع من خلالها ضخ كميات كبيرة من الإنتاج، ننافس بها دول الشرق الأوسط بل ستعمل علي الاكتفاء الذاتي وعدم الاستيراد من الخارج‬.

ولفت إلى أن نسبة الفاقد لدي المزارعين والتجار خلال الفترة الحالية تتعدي الـ 5% من الإنتاج مما يكبد التجار خسائر فادحة الأمر الذي يسبب زيادة الأسعار علي المستهلك .‫
و‬‫قال محمد شرف، عضو شعبة اللحوم بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن السوق المحلية تعاني الآن من حالة نقص في المعروضات من اللحوم ومنتجاتها مما يثير أزمة في اشتعال الأسعار في حال عدم سد العجز من اللحوم الحية.
‬‫
وأوضح أن السوق تترقب الكميات الموردة من اللحوم الحية من محافظات الوجة القبلى إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة، لسد حاجة الاستهلاك المحلى، لافتا إلى أن انتشار الحمى القلاعية فى الأسواق عرقل الكميات القادمة منها إلى أسواق القاهرة.
وأضاف أن حجم التوريدات سيظهر فى غضون اليومين القادمين بعد نفاد الكميات المتاحة فى المذابح ولدى التجار، مؤكدًا أن المنتج آمن وصحي علي الإنسان ولا داعي من أي تخوفات من تناول اللحوم بعد أزمة الحمى القلاعية.
وبيّن أن مرض الحمى مستوطن فى مصر منذ العديد من السنوات صيفا وشتاءً بنسبة تتراوح من 5 إلى 7%، وما حدث هو ظهور كبير له وانتشار بين الماشية بسبب موجة البرد القارصة خلال الفترة الماضية وتقاعس مديريات الطب البيطرى عن الكشف والمراقبة على المجازر ومنح الأمصال اللازمة على مستوى محافظات مصر.
وأوضح شرف أن الماشية التى تصاب بالمرض تتحول لحومها إلى اللون الأزرق الداكن، وهو ما يحول دون عرضها بالأسواق، إضافة إلى أن مرض الحمى يزول بالغليان مثل أى ميكروب عند الطهى، ونفس الأمر بالنسبة للألبان.
واستطرد شرف، قائلاً إن أى تاجر يمكنه قطع الجزء الذى ظهر فيه المرض، بعد ذبح الماشية المشتبه فيها سواء فى الرأس أو فى المعدة مباشرة، وفى حالة تداوله فى الأسواق تكون صحية للمستهلك، خاصة أن المرض لا ينتقل بالذبح إلى أى جزء آخر من الجسم.‬‫ ‬‫ ‬‫


رابط دائم:


أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل