العملة الايرانية تترنح تحت ضربات العقوبات

03/12 12:06

العربية.نت

العقوبات على ايران باتت اليوم أكثر صرامة من السنوات الماضية حيث كانت معظم المراكز التجارية في المنطقة مفتوحة للسفن الايرانية، كما أن السواحل بين البلدين والتي لا تبعد أكثر من 100 كيلو متر كانت في قمة النشاط في التبادل حتى فترة الاربعة اشهر الماضية.

ومنذ أواخر العام الماضي بدأت الولايات المتحدة فرض عقوبات اكثر دقة على طهران خصوصا في قطاع التمويل الدولي، والحد من قدرة طهران على تحويل وارداتها من صادرات النفط الخام إلى العملة الصعبة، ومنذ ذلك الحين، بدأ الريال الإيراني طريقه نحو الانهيار.

وبحسب تقرير نشرته اليوم الفايننشال تايمز فان العملة الايرانية فقدت 60 في المائة من قيمتها مقابل الدولار في أسواق العملات الغير رسمية في وقت بات الطلب الإيراني على السلع الاستهلاكية للتجار في خصب، في شبه جزيرة مسندم العمانية اشبه بالتأثير الكارثي.

ويقول محمد شريف تاجر سلع استهلاكية، "الطلب على منتجات شركته انخفض إلى خمس ما كانت عليه قبل أربعة أشهر، هذا المكان كان مشغولا دائما ولكن انظر الآن إلى الأمر".

ويقول تاجر عماني آخر" كنا على امل في تمرير بضائعنا من بيع أجهزة التلفزيون من دبي إلى الزبائن في ايران لكن من يستطيع معرفة ما سيحدث إذا كانت هناك حرب قادمة".

وبحسب الجريدة فقد اصبح سوق خصب في سبات بسبب العقوبات والتي ضربت ايران في العمق بعد استمرار طهران في برنامجها النووي المثير للقلق لدول الخليج .

لقد توقفت البنوك العالمية في تمويل التجارة الإيرانية كما أن عقوبات الولايات المتحدة اصبحت تهدد بقطع راس أي مؤسسة لا تنفذ بعناية قوانين العقوبات الكافية على نظرائها الإيرانيين.

ووفقاً لمصادر اقتصادية تحدثت للعربية.نت فان منافذ العقوبات على ايران ليست كلها مغلقة تماما فتدفق التجارة الدولية على مسارات متعددة لم تحد من خنق ايران من اختراق هذه الاسوار خصوصا اذا عرفنا بان الايرانيين باتوا اكثر ذكاء في التلاعب بالاسماء الوهمية ، في التعامل مع التجار في المنطقة".

بالطبع ايران تكافح من أجل القيام بأعمال تجارية متعددة ببزيج من صفقات المقايضة والمعاملات بغير الدولار، وكما يقول المصرفيون إنه رغم القيود المفروضة على البنوك الايرانية في اطار العقوبات الا ان طهران يمكنها الاستحواذ بشطارة في ترتيبات الدفع البديلة.

لقد اقدمت ايران على مقايضة النفط الخام الآن على المواد الغذائية مع الصين وروسيا حتى بنهاية هذا الاسبوع، وأكدت أنها كانت قد اتفقت مع الهند على استخدام الروبية بدلا من الدولار الأمريكي حيث باتت المعاملات بين البلدين قائمة على هذا النحو وفقا للاتفاق بين البلدين.

ونقلت الصحيفة عن أحمد سبحاني المسؤول في وزارة الخارجية الايرانية الوزارة والمدير العام لشؤون غرب آسيا يوم السبت، قوله لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا ان تركيا أبلغت طهران عن زيادة حادة في تسجيل الشركات المدعومة من ايران خلال العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، فان التجارة بين ايران ودبي وسلطنة عمان باتت تتراجع بسرعة رغم تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية، حيث يؤكد التجار ان العقوبات الدولية اصابت العملة الايرانية بالانهيار مما اثر بشكل سلبي ومباشر على التجارة مع دبي .

وقد تسبب تقلبات العملة الإيرانية التي نجمت عن محاولات الحكومة المتقطعة لدعم الريال، في خراب العملة.

وقال مسؤول في ميناء خصب ويتخذ من دبي مقرا له "لقد توقف تمويل التجارة في السلع البيضاء عبر المضيق إلى إيران وادى عدم ثبات سعر الريال على خروج الكثير من التجار من اعمالهم.