المحتوى الرئيسى

هــل الغزاوية الأحـــرار لصـوص؟ ويُمثِّلون خطرا علي الأمــن القومي المصـري؟ بقلم:راشد بن عبد المعطي | دنيا الرأي

02/26 17:31

بسم الله الرحمن الرحيم

 هــــــــل الغزاوية الأحـــرار لصـــــــــــــــــــــــــوص؟؟؟

ويُمثِّلون خطرا علي الأمــن القومي المصـــــــــــري؟؟؟



الجزء الثاني

 

الحمد لله رب العالمين خالق الخلق ورازقهم أجمعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

وصلاة وسلاما عاطرين علي الحبيب القريب محمد صلي الله عليه وسلم في الأولين والآخريـــــــــــــن

                                 ثم أما بعد:

نواصل بإذن الله تعالي ما بدأناه في الجزء الأول من الموضوع المشار إليه أعلاه بعدما أعاننا الله علي إستكمال الجزء الأول منـــــــــــه

ومما يثير الحيرة والدهشة هو أن الحكومة لا تفصح عن نواياها وتنكر ذلك إنكارا تشمئز منه النفوس الأبية لأنه يحمل جبنا ليس له مثيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل..!!

وما دمتم قد نويتم فعل فعلتكم المنكرة من كل العالم الحر حتي من هم علي غير ملتنا من النشطاء الأوروبيين وغير الأوربيين.. وتحملوا مشقة السفر مئات الأميال ليحملوا لشعب غزة الصابر المحتسب الطعام والدواء.. ورغم ذلك نضع العراقيل والعقبات أمام دخولهم"غزة" وكأننا مصرون علي ذبح هذا الشعب بسكين باردة لنحقق للعدو القريب-إسرائل- والبعيد-أمريكا وبعض دول الغرب الكافر الذي يكره الإسلام والمسلمين،ويناصرون العدو الصهيوني من غير مداراة أوخجــــــــــــــــــــــــــــــــــل..

وحال الشعب الفلسطيني في غزة لا يخفي علي أحد.. ومن هنا نجد أحرار العالم يقف معه ولا يجامل أحدا في ذلك.. أما نحن الذين كنا الأوْلي من غيرنا في الوقوف في ظهر هذا الشعب المناضل نمده بالعتاد والسلاح والطعام والدواء.. فلم نفعل ذلك إلا ذرًّا للرماد في العيون.. وكان موقفنا هزيلا قبيحا أمام كل الشعوب التي تعرف معني الحرية والعدل والحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق

فماذا دهانا نحن المسلمين حتي تقطعت أوصالنا وصرنا مطمعا لكل طامع  وغنيمة لكل الشعوب النجسة كاليهود ومن علي شاكلتهم من الطامعين والمرتزقة والساقطين من حثالات البشــــــر؟؟؟

ولم يعد للعرب ولا للمسلمين هيبة ولا رهبة وتعيش بعض شعوب أمتنا العربية والإسلامية وكأنهم غرباء في أوطانهم.. وإذا ما نادوا بحقوقهم كما تعيش كل الشعوب يُتهمون بأنهـــم:

إرهابيــــــــــــــــــون.. متطرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون..

يريدون خلق المشكلات وغيرها من النعوت التي لا تُطلق إلا لتحزيب العالم ضد هذه الشعوب المغلوبة علي أمــــــــــــــــــــــــرها..

وكلما تلفت المرء من حوله ووجد كل ذلك يحدث يزداد حزنه لأن حال أمتنا ليس هو الحال الذي نتماه لأمة كانت خير أمة أخرجت للناس فوجوهنا تغيرت وجلودنا تغيرت ولم نعد نحن كما كنا فيما سبق وأصبحنا كما قال لبيد الشاعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر:

ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم() وبقيتُ في خلفٍ كجلد الأجــــــــــربِ

ولا تلام الشعوب في ضعفها وعدم قدرتها علي تحريك الأحداث ليتحقق العدل والحق لأن أغلب شعوبنا العربية والإسلامية محكومة بالحديد والنار...والكثير من حكامها-إلا من رحم ربك_ يتشبثون بمقاعد الحكم حتي الرمق الأخير من حياتهم.. ونسوا أن الإمارة يوم القيامة ندامة علي صاحبها والساعي لها والمتمسك بها رغم ملل الشعوب من الكثير من حكامها لطول مكثهم وسوء حكمهم وسوء حاشيتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

فأدي ذلك إلي كثير من الفساد الذي آذي عباد الله وأبعد الناس عن دينهم لإختناقهم من حكامهم والمحيطين بهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم..

ونبدأ بحول الله ومدده في الجزء الثاني من هذا الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع:

 

الجدار الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــولاذي:

 جدار الموت والعار والدمار وخراب الديار:

في ميزان الشريعة والقانون والأخلاق

الجدار الفولاذي كما يُطلق عليه مخالف لكل المعايير والقيم والشريعة والأخلاق والقوانين والنظم الدولية...وقبل هذا كله مخالف لأبسط أصول وقواعد الشريعة الإسلاميةالتي تتطلب من أتباعها أن يكونوا أولياء بعض.. وأن يكونوا جسدا واحدا إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمـــــــــــــــــــــى..

وهو يمثل جريمة إبادة جماعية.. ويتناقض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم:96(د-1)لعام1946 الخاص باتفاقية بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها مخالفة لإتفاقية"جنيف"لعام:1949 والبروتوكولات الإضافية الملحقة بهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا..

والجدار يمثل مخالفة للمبادئ التوجيهية بشأن الحق في المساعدة الإنسانية،وغير قانوني طبقا لفتوي محكمة العدل الدوليةفي عام:2004 حيث اعتبرت الفتوي أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل علي حدودها مع حدود الضفة الغربية مناقضا للقانون الدولي ويمس بمختلف الحقوق المقننة في الإتفاقيات والمواثيق التي وقعت عليها إسرائيل ومنها الحق في حرية الحركــة..

ورأت المحكمة أن الإنتهاكات الناتجة عن بناء الجدار لا يمكن أن تبررها المتطلبات العسكرية وضرورات الأمن الوطني أو النظام العام مما دفع المحكمة للمطالبة بضرورة تفكيك أجزاء الجدار الذي تم بناؤه في الأراضي المحتلة في الضفة الغربيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة..

وبناء علي ذلك يعد جدار مصر مخالفا للقانون الدولي ويعتبر جريمة من جرائم النظام العام الدولي ومخالفا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تنص المادة الثانية منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــها:

علي أن يتعين علي مصر بحكم كونها دولة عربية أن تبادر إلي تقديم يد العون للشعب الفلسطيني المحاصر بدلا من الإسهام بشكل أو بآخر في تشديد الحصار عليه... إستجابة للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية المفروضة عليها...

الشريعة الإسلامية ترد علي الأقوال والأعمال العبثية للحكومة المصريـــــة..!!

يعد بناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة عملا عبثيا يخالف ما تنص عليه الشريعة الإسلامية لأنه من ناحية فهو استجابة وتلبية لدول غير إسلامية كأمريكا وإسرائيل والدول الأوربية عامة..

والشرع الحكيم لا يجيز نصرة غير المسلم علي المسلم مهما كانت المبررات والأسباب لأن الأمة الإسلامية أمة واحدة بنص كتاب الله تعالي ولا يجوز التحالف مع عدو للإسلام  والمسلمين علي أحد أو جماعة أو دولة مسلمة كالتحالف مع اليهود أو النصاري واتخاذهم أولياء من دون المسلمين كما أشرنا إلي ذلك بالآيات القرآنية فيما سبق من هذا المقال وفيما هو آت من الآيات المبـــــــــــاركات..

يقول الحق تبارك وتعالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي:

"وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقـــــــــــــــــــــــــــــــــــون

المؤمنون/52..

"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون

الأنبياء/92..

وتأتي السنة النبوية المطهرة لترفع الحرج عن كل من جهل الشريعة المحمديــــــــــــــــــــــــــــــــــة:

يقول صلي الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم:

 

"المسلم ، أخو المسلم لا يخونه،ولا يكذبه،ولا يخذله،كل المسلم علي المسلم حرام؛عرضه، وماله، ودمه،التقوي ها هنا-وأشار إلي القلب- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"....

حديث صحيح

(صحيح الجامع الصغير وزيادته:2/1136 ح:6706

الإرواء:2450

وقال صلي الله عليه وسلم فيما  رواه أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:

"المسلمون تتكافأ دماؤهم،يسعي بذمتهم أدناهم،ويجير عليهم أقصاهم،وهم يدٌ علي من سواهم،يرد مشدهم علي مضعفهم، ومسرعهم علي قاعدهم،لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده"..

  حديث حسن

"صحيح الجامع الصغير وزيادته:2/1137 ح: 6712

الإرواء:2208

وقد استنكر العديد من علماء الأمة الإسلامية هذا العمل المصري المخالف للشريعة الإسلامية بجناحيها:القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة...ومن بين هؤلاء العلمــــــــــــــــــــــــاء:

1-الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس رابطة علماء المسلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين..

2-الدكتور علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا...وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال:

:بأن الجدار الفولاذي"عمل محرم شرعا لأن المقصود به سد كل المنافذ علي غزة للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم حتي يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل...

3-الشيخ حافظ سلامة قائد المقومة الشعبية إبان حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب:1973

أصدر بيانا إستنكر فيه إغلاق الحكومة المصرية لمعبر "رفح" وعدم السماح لقوافل الإغاثة الإسلامية بالدخول لغــــــــــــــــــــــــــــزة

واتهم الشيخ حافظ سلامة النظام المصري بتلطيخ سمعة مصر في العالم كله ببناء هذا الجدار العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازل..

4-وأفتي الدكتور يوسف أحمد أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود بالسعوديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:

بحرمة بناء هذا الجدار لما فيه من ظلم لشعب غزة المسلم كأول رد شرعي من السعودية تجاه الجدار..

5-أشار بعض العلماء في مصر بحرمة حصار الشعب الفلسطيني في غزة...وطالبوا مصر والعالم الإسلامي برفع هذا الظلم عن الشعب الغلسطيني في غزة والضفة وكل فلسطين...ومن بين هؤلاء الدكتور "نصر فريد" مفتي مصر السابق والشيخ يوسف البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدري..

وندد الداعية الشيخ:حازم صلاح أبو إسماعيل ببناء السور واعتبر أن تلك الخطوة تجر غضب السماء علي الأمة وأن وجود السور يمثل خدمة جليلة للعدو الإسرائيلي وظلما بينا لسكان قطاع غــــزة..

من جانبه أدان الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بناء الحكومة المصرية هذا الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة...وأكد الإتحاد أن بناء مثل هذا الجدار محرم شرعا لأنه يهدف إلي إعطاء الشرعية للعدو الصهيوني في حصار قطاع غزة ويعمل علي سد كل المنافذ لللضغط عليه وإذلاله تنفيذا لرغبة العدو الصهيو-أمريكي...

كما إعتبرت رابطة علماء فلسطين أن بناء هذا الجدار:

حرام..حرام شرعا وكل من يشارك فيه وينصره:آثم...آثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم..!!

الإعتصامات الدولية أمام السفارات المصرية في الخارج...واللوحات التي كتبت وتفند كذب الحكومة المصرية:

ومن بين هذه اللوحات:

ماذا حل بضميركم يا حكام مصر؟؟؟

لن يرحمكم التاريخ يا حكام مصر..!!

أوقفوا جدار العار ضد غزة..!!

ولله در من قــــــــــــــــــال:

تغيرت مصر حتي صرت أنكـــــــــــــــــــــــــــــــرها

أَأُنزِلت عن مقام جاوزَ القِمَمَـــــــــــــــــــــــــــــــا؟؟؟

وكنتُ مازلت فيها ينتمي أملــــــــــــــــــــــــــــــي

والقلب يهوي إليها عاشقا حُلُــــــــــــــــــــــــــــــما

حتى غدت حادثات الدهر تدهشنــــــــــــــــــــــــــــي

وحالٌ بمصر تبدي الحزن والندمـــــــــــــــــــــــــــــا

قالوا جدار من الأحقاد مصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدره

زعيمة الغرب بالفولاذ...ملتئــــــــــــــــــــــــــــــــــما

سدٌ إذا قام...فالموت يتبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

ويقطع الماء والأقوات والشيــــــــــــــــــــــــــــــــــما

وغزة العز صارت من جنايتهــــــــــــــــــــــــــــــــــم

يبكي لها قلب ...المسلمين دمــــــــــــــــــــــــــــــــا

مَنْ مُبلِّغٍِ دُعاءً سوف أطلقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

واللهَ نرجو منه الجود والكرمـــــــــــــــــــــــــــــــــــا

أَرَبِّ يا قاصم الكفار في عجــــــــــــــــــــــــــــــــــــلٍ

عليك بالآ مر والأعوان منتقـــــــــــــــــــــــــــــــــــما

                               للشاعر:حامد عبد الله العلي

ثم أخيرا وليس آخرا:

ماذا قال" علماء السلطة" في الأزهر حول هذا الجــــــــــــــــــــــــــــــــدار؟؟؟

قبل معرفة رأي أحبائنا علماء السلطة وزعيمهم "الطنطاوي" أود الإشارة إلي أمرين مهمـــــــــين:

الأول:

أن قرار الجدار وبنائه؛ قرار سياسي له حساباته المستجيبة للضغوط الخارجيـــــــــــــــة:

الأمريكية والإسرائيليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة...

والثاني:

يتعلق بتسويغ شرعي...مُورست  لأجله ضغوطٌا داخلية وصدرَ في ملابساتٍ غريبـــــــــــــــــــــــــة...

ولم يكن موضوع الجدار مدرجا علي جدول أعمال جلسة المجمع يوم الخميس31/12...

فماذا حدث داخل مجمع البحوث الإسلامية: لحبك هذه المسرحية المضحكــــــــــــــة؟؟؟

أولا:

حضرت كاميرات التليفزيون علي غير العادة لتسجيل وقائع هذه الجلسة الحاسمة التي دُبر أمر ما سيحدث فيها بليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

وتشير الدلائل القوية أن هذا الأمر قد تم باتفاق مع وزير الإعلام ووزير الأوقاف مجاملة لشيخ الأزهر الذي هو رئيس المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع..

ترقباً لغدٍ قريبٍ تُوزع فيه صكوك الرضي والإختيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار..!!

وسارت الأمور طبيعية حتي تمت مناقشة كل البنود المعروضة علي الأعضاء...وكاميرات التليفزيون صامتة لا تتحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرك

فجأة بدأ رئيس المجمع-الشيخ المعمم طنطاوي- يمسك بورقة أعدها للقراءة منها أمام أعضاء المجمع وبشهادة كاميرات التليفزيون –أي بالصوت والصورة ليكون الأمر محبوكا- وبدأت الكاميرات تتحرك لتصور الحدث الهام والخطير الذي قد جاءت من أجلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه..

وبدأت خيوط المؤامرة تُنسج بحنكة وفـــــــــن:

وبدأ الشيخ يقرأ هذه الورقة،وهو يكاد يتواري من خزي ماهو مُقدم عليه لأن الأمر مفروض عليه أو مضطر إليه في أقل القليل...ولأنه لا يستطيع أن يقول لا...أو لأنه تعود علي تقديم الخدمات للسلطة حتي ولو رمت به في نار جهنم وبئس المصير..!!

ولأن الأمر لو كان عاديا لعلم أعضاء المجمع بمحتوي هذه الورقة وما كان الأمر يحتاج إلي كل تلك"التجهيزات"الخفية المستترة...لأن الأمر جد خطير وموقع الشيخ ليس بالهــــــــــــــــــــــــــين..

وكان محتوي هذه الورقة- تأييد الشيخ لإقامة هذا الجدار الفولاذي-وهو يتكلم حينئذ-باسم المجمع الذي لم يكن لأعضائه علم بفحواها حسب روايات البعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــض..!!

وأضاف الشيخ سيئة أخري بتأييده إقامة الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار

وهي تأثيم كل من يعارض هذا الجـــــــــــــدار..!!

-مذكرا إيانا ببابوات الكنائس في العصور الوسطي الذين كانوا يبيعون"صكوك الغفران"للعصاة والمذنبين من مسيحي أوروبا في تلك العصور...

وما أن إنتهي الشيخ من قراءة البيان الذي أعده في هذه الورقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

حتى قام من مقعده علي عجل من سوء مابَشَّرَ بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه..!!

وانصرف مُنْهِياً الجلسة... وسط الدهشة التي عَقَدتْ السنة جميع الجالسين الذين لم يُتح لأيٍ منهم أن يناقش البيان أو يُعلق عليــــــــــــــــــــــــــــــــــه..

والباقي بعد ذلك معروف إذتم بث البيان الذي يُنسب للمجمع وكان واضحا فيه أمرين همــــــــــــــــــا:

 1-تغطية موقف الحكومة بعدما تعرض لحملة إستياء وغضب شديدين عمت الشارع العربي والإسلامي...حتي والأجنبــــــــــــــــــــــــــــــــــي

2- ثم الرد علي إعلان الدكتور يوسف القرضاوي من تجريم وتحريم بناء مثل هذا الجدار الذي يُحْكِم الحصار حول الفلسطينيين في غزة...وهو مايتفق مع أصول الشريعة الإسلامية التي نصت علي وحدة الأمة الإسلامية وتحريم الإعتداء علي حرمات المسلم في دمه وماله وعرضــــــــــــــــه..

وتمت خيوط"اللعبة" الصبيانية بقيام أمين مجمع البحوث:

"الشيخ علي عبد الباقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي"

بتوصيل هذا الكلام في صيغة بيان رسمي نُشر علي الصفحة الأولي من جريدة المساء يوم الخميس31/12..

وجاء نص البيان كالتالي تحت عنوان جذاب يقول عنه:

الجدار الهندسي فرض عين..!!

ويضيف البيان"أن إقامة" الجدار الهندسي"علي الحدود يُعد بثابة فرض ديني لحماية الأمن المصري وأنه يجب علي ولي الأمر أن يحمي شعبه بشرط عدم الإعتداء علي حقوق الآخريــــــــــــن..

وأتصور ويتصور كل من عنده بقايا من عقل أن هذا الجدار يمثل إعتداء علي الإخوة الفلسطينيين الذين لهم علينا حق الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــوار:

للدين والعروبة والعرف والأخلاق والقيـــــــــم..!!

وقد يتساءل البعض عن حرص الشيــــــــــــــــخ:

"علي عبد الباقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي"

في الظهور بهذا الشكل في هذه الظروف التي يتواري فيها الشرفاء في مثل حالات الخزي والعار هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذه؟؟؟

 ويكفي شيخه وما أتي به من مخالفات شرعيـة..

وليس موضوع الجدار آخرها ولن يكـــــــــــون..

ونعيد للأذهان من أجل التذكير لا أكثر ولا أقــل:

يوم مناقشة موضوع الحجاب في فرنسا وحضر السفير الفرنسي في القاهرة.. تصور الجميع أن يقف شيخ الأزهر مع الحجاب باعتباره-في أضعف الأحوال رمزا إسلاميا يجب الدفاع عنه والتمسك به...ولكنه يومها خذلنا ووقف مع الطلب الفرنسي بمنع الحجاب وقال قولته المشهورة التي لن يغفرها الله له:

"هذا حقهم...هذا حقهم...هذا حقهـــــــــــــــــم..!!"

والثانية:

" في قضية هدم باب المغاربة بالأقصي الشريف قال:

"وأنا مالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي.. ؟؟؟

والثالثة:

مصافحته" لبيريز"رئيس الكيان الصهيوني-المزدوجة-يعني بيديه الثنتين- وادعاؤه أنه لم يعرفه...ثم جلوسه معه علي منصة واحــــــــــــــدة..

والرابعة:

موقفه من الفتاة المسلمة التي كانت ترتدي الحجاب ونهرها بما قاله لها:

"أنا اعلم بالدين من اللي خلفوكـــــــــــــــــــــــــي"

وقوله الجاهلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي:

" أن الحجاب لا يمت للإسلام بأية صلة لا من قريب ولا من بعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد"..!!

فهل نستكثر عليه بيانه في مجمع البحوث الإسلامية بعلمائه المحسوبين علي الأمة الإسلامية وشعب مصر علي وجه الخصــــــــوص؟؟؟

والشيخ "علي عبد الباقي" وجدها فرصة لعل وعسي تصيبه نفحة من نفحات النظام الذي يتصور البعض بأن هذا البيان سيغير شيئا من الموقف المشين للحكومة المصرية بإقدامها علي هذا الفعل الذي كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير.. وكشف كل المستور وأظهر عورات النظام الذي سار مجمع البحوث في ركابه بشيخه رئيس المجمع وأمينه الذي يريد أن يكون له من الحظ نصيبــــا..

وليردد معي كل الرافضين ...المستهجنين هذا التصرف من المجمع الإسلامي برئيسه وأمينه وبعض الأعضاء المجاملين لهما وللحكومة طمعا وانتظارا للمنحة المباركية فيما هو آت من الأيام...ليرددوا معي بعض قول الشاعـــــــــــــــر:

"أحمد مطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر"

الذي لمس بقوله الوتر الحساس ووضع يده علي الداء وأسبابه وعلاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه:

قال:

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة()طلاؤها حصافة        وقعرها رعونة.

 صفق إبلس لها مندهشا....() وباعكم.......................................................فنونه

وقال إني راحلٌ...ما عاد لي دورٌ ..........................هنا

دوري أنا.................................أنتُم ستلعبونه..!!

ولعل الغضب والرفض الجماهيري لهذا العمل الذي أهدر كل مابقي لنا من كرامة و ماء في وجوهنا مع العرب والمسلمين وحتي الأجانب...قد دفع بعض نواب كتلة الإخوان في البرلمان-مجلس الشعب- إلي رفع دعوي قضائية أمام مجلس الدولة ضد كل من:

رئيس الجمهورية ووزراء الدفاع والداخلية والري والموارد المائية والبيئـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة...

لأن الجدار مخالف للمعاهدات الدولية والقانون الإنساتي الدولي ومخالف للقوانين والتشريعات المصرية ومخالف لفتاوي العلماء-باستثناء علماء السلطة المحترمين طبعــــــــــــــــــــــــــــــــــا-..!!

ولو أنني أشك في جدوي كل هذه الأعمال لأن الحكومة مقيدة بتعهدات وتعليمات لا يمكن الفكاك منهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا...

ويتصور هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة في حق المسلمين عامة وفي حق الشعب الفلسطيني خاصة أن هذا الأمر من الرفض والغضب وحتي المظاهرات والإعتصامات سرعان ماتنُسي بمرور الأيام...وهم مطمئنون تماما لهذه النتيجة بدليل لم يخرج أحد من المسئولين الكبار كرئيس الدولة أو رئيس الوزراء ليقول الحقيقة ويريح الناس ويحاول إطفاء هذه النار التي في قلوب الناس من هول ماحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدث...

ووقوف الدولة والحكومة في خندق واحد مع أعداء الأمة المسلمة عامة والشعب المصري المسلم خاصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة..

ويكفي الحكومة المتورطة في هذه الجرائم أمام العالم الحر كله أن تجند بعض الأبواق المنافقة والهزيلة للدفاع عن موقف الحكومة المهلهل من خلال وسائل الإعلام الرسمية والحكومية ولكن كل ذلك لن يغير من الأمر شيئـــــــــــــــــــــــــــــا..!!

فالجريمة  نكراء في حق الشعب المصري الذي لم تُراعي مشاعره وانتماآته العربية والإسلامية وعدم الوفاء للشعب الفلسطيني عامة وغزة علي وجه الخصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوص ...

والموقف لا يمكن علاجه وآلات الحفر والتركيب الفرنسية والأمريكية واليهودية تعمل ليل نهار علي وجه السرعة للإنتهاء من استكمال جدار الموت والعار...من أجل المحافظة علي كراسي الحكم المهتزة ومن أجل دريهمات تعطيها أمريكا مساعدات لتشتري بها ما تبقي لنا من كرامــــــة...

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل