المحتوى الرئيسى

الاحوازيين بين الت القتل الاحتلال الفارسي و التجاهل العربي | دنيا الوطن

02/24 00:31

التاريخ البشري عودنا على صمود الانسان امام التحديات التي يواجهها و يتصدى لكل من يحاول ان يدنس ارضه و يتربص به شرا و ابناء الشعوب في كل انحاء المعمورة اثبتت نفسها في وقوفها امام الاعداء و دفاعهم الشرس عن اوطانهم .

الاحواز ليست متجزئة عن العالم بل انها جزاء منه الذي تدور فيه احداث مختلفة و كثيرة و انها من هذه المنطقة العربية التي كانت و لا تزال حبلى بالاحداث و هناك الكثير من الاعداء الذين يتربصون فيها دائما . احتلت ارض الاحواز و سقط الحكم فيها منذ 86 عام و لن تكن هذه المرة الوحيدة التي يسقط فيها الحكم في الاحواز جراء احتلال اجنبي فهناك الكثير من الاحتلالات التي مرت فيها على مدى التاريخ منذ الحضارات القديمة و بالتحديد حضارة عيلام العريقة . ولكن في كل مرة كان ابناءها يقاومون الاحتلال بكل قوتهم ليدافعوا عن وطنهم حتى طرده منه و في النهاية يعيدون العزة و الكرامة له .

فماذا حصل طيلة هذه ال 86 العام الماضية و لماذا لم تتحرر الاحواز ؟؟؟؟


منذ ان سقط الحكم في الاحواز على يد الفرس بواسطة رضا خان الملعون كما حال اي ارض تقع تحت الاحتلال صمد ابناء الشعب العربي الاحوازي في وجه هذا الاحتلال ولكن هذه المرة كان هناك من يساند الاحتلال الجديد حيث يقويه ضد ابناء الشعب الاحوازي بضرب ثوراتهم بالنار و الحديد . فكل ما كان ابناء الاحواز يثورون في وجه الاحتلال الفارسي كانت بريطانيا تسانده ليبقى قويا في وجه العديد من المخاطر التي كانت تهدد مصالح الغرب و بالتحديد بريطانيا في الخليج العربي لذلك كانت تريد ان تكون الدولة الايرانية قوية . ولكن رغم هذه المساندة من قبل البريطانين للدولة الايرانية الجديدة الصنع في المنطقة كان ابناء الاحواز يصرون على رفضهم للاحتلال الفارسي و كانوا يعلنون عن ثوراتهم الواحدة تلو الاخرى حتى وصلت انتفاضاتهم 16 انتفاضة .

كان الاحوازيين الثوار يواجهون العديد من المشاكل و  من اهمها الاعلام الذي لم يغطي انتفاضاتهم بالشكل المطلوب حيث كانت هذه الانتفاضات تقمع بشكل وحشي من قبل السلطات المحتلة الايرانية . ولكن في العقد الاخير نقل الاحوازيين معركتهم الى المهجر ليكون لهم منصات اعلامية من خلالها يضغطون على الاحتلال الايراني و يكسرون الحاجز الذي كان فرضه عليهم . لقد نجح الاحوازيين في كسر هذا الحاجز رغم قلت الكوادر و الامكانيات و الظروف الصعبة التي يمرون فيها و اليوم اصبحت القضية الاحوازية مطروحة على مستويات عالية بعد ما كانت منسية و ذلك بفضل النشاط الذي قام به ابناء الاحواز في تحركهم تجاه المؤسسات الدولية .

اليوم و بعد مرور العديد من الاحداث في المنطقة هناك توتر يخيم على العديد من الدول العربية و خاصة الخليجية منها بالاخص التوتر القائم بين الدول الغربية و امريكا من جانب و ايران من جانب اخر . ايران و منذ عام 79 بنت لها العديد من الخلايا في المنطقة العربية لتكن حربة بيدها تضرب من خلالها الدول العربية متى ما شاءت و تحركها لصالحها حين حدوث اي ضغوطات عليها فهناك الكثير من الامثلة على  هذا الامر و ما حدث و حصل في اليمن قبل سنتين و وجود حزب الله في لبنان و العراق و الحالة المؤسفة التي تمر بها البحرين منذ زمن  في ظل التدخل الطائفي الايراني فيه و الادعاء بملكيته . فايران تعمل و بكل جهد من اجل الضغط على الدول العربية و التدخل في شؤونها و لا تكف عن تهديداتها الصريحة لها حيث نصبت العديد من المنصات للصواريخ في بعض من الجزر في الخليج العربي موجهة للدول العربية و لا تكف عن تحريكها للخلايا التي بنتها في الوطن العربي و ما يحصل و يجري في مملكة البحرين على يد الاطراف الموالية لها. و في الطرف الاخر من الخليج العربي اي الاحواز المحتلة التي تعاني العديد من الويلات و من الجرائم بحق شعبها . هناك يوميا الاغتيالات و العشرات من الاعتقالات غير الاعدامات التي تنفذ ضد هذا الشعب الصابر الصامد على ارضه . اذا تابعنا قناة الفتنة قناة العالم و القنوات التابعة لطهران نرى انها لا تكف عن نشر الفتنة في البحرين و دون خجل ولكن لا نرى تلك الوقفة المطلوبة من القنوات العربية مع القضية الاحوازية الجريحة و اكثر من ذلك ان يكون هناك تجاهل عربي بحق الشعب العربي الاحوازي خاصة على المستوى الرسمي منه و ان هناك اصوات شعبية تقف الى جانب الحق الاحوازي ولكن ليس بكاف امام جبروت الاحتلال الفارسي .

في عام 79 و بعد مجئ الخميني و وصوله لسدة الحكم ارتكب العديد من الجرائم حيث قتل في الاحواز في الاربعاء السوداء المئات من الاحوازيين و كان هناك اعداد كبيرة من المعتقلين و الاسرى الذين دخلوا السجون المظلمة التابعة  للاحتلال و هناك الالاف من الذين هربوا خوفا من البطش و القتل الى الدول العربية و  منهم من ذهب الى العراق الشقيق . بعد سقوط بغداد في عام 2003 اصبح الاحوازيين المتواجدين في العراق كبش فداء بيد المخابرات الايرانية المتغلغلة فيه حيث استشهد على اياديهم الغادرة الكثير منهم و عدد اخر هرب الى المهجر او احتمى في مخيم الوليد لعديد من السنوات الى جانب اخوته في العذاب من شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من نفس المعاناة و اخرين من الشعوب الاخرى . حاولت التنظيمات الاحوازية و طيلة الفترة السابقة ايجاد حلول لاخوتهم المتواجدين في مخيم الوليد ولكن جميعها باءت بالفشل و لن تصل بهم الى حلول مرضية حتى جاء القرار المخزي من قبل السلطات العراقية الموالية لطهران في اغلاق هذا المخيم و في النهاية وضع اللاجئين الاحوازيين في وضع سئ للغاية . بعد هذا القرار استطاع اكراد ايران ان يذهبوا الى كردستان العراق ليستقبلونهم اشقاءهم هناك و اللاجئين الفلسطينين سارو نحو الاردن ليكونو تحت مضلة امم المتحدة في احدى المخيمات التي عينت لهم ولكن اللاجئين الاحوازيين كان وضعهم الاصعب حيث نقلوا جميعا الى البصرة معقل الاحزاب الدموية الموالية لايران التي ارتكبت الكثير من الجرائم بحق الاحوازيين في السابق ولا تزال . بهذا القرار ارتكبت السلطات العراقية جريمة بشعة بحق الاحوازيين حيث وضعتهم و بشكل مباشر في معرض القتل خاصة مع وجود اشخاص تبحث عنهم السلطات الايرانية و تريد بهم شرا . ان الاحوازيين و كشعب عربي كما كانوا لا يزال يطالبون الامة العربية بمد يد العون لهم خاصة في هكذا ظروف صعبة التي يكونون فيها ما بين الموت و الحياة و لتكون لهم التدابير بضم الاحوازيين لهم على شاكلة ما فعله اكراد العراق في ضمهم لاكراد ايران ليبعدوهم من خطر الفرس . هذا حق الاحوازيين العرب على اشقاءهم  التي يجب عليهم تلبيتها و مساندتهم في محنهم خاصة و انهم عانوا الويلات طيلة 86 عام الماضية .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل