المحتوى الرئيسى

مصر بين صالونين

02/22 11:23

الصالون الأول:

نازلى فاضل هى أميرة مصرية لم تنل حقها من تقدير الكتاب والمؤرخين لها بصفتها أحد أسباب وجود جيل التنويريين فى مصر. ونازلى فاضل هى حفيدة إبراهيم باشا الذى شارك والده محمد على باشا (بصفة عملية) حكم مصر، ثم خلف والده (فى حياته) لفترة قصيرة سنة 1848.

وقد كان مصطفى فاضل (والد نازلي) هو المستحق لعرش مصر بعد عمه محمد باشا سعيد (الذى حكم من 1854 حتى 1863) ولكن شقيقه الأصغر (إسماعيل) رتب مع الباب العالى فى إستانبول أن يصل هو للحكم بدلا من شقيقه الأكبر (مصطفى فاضل) فى 1863. وقد تسبب ترك مصطفى فاضل مصر وإقامته خارجها فى تلقى ابنته نازلى فاضل أرقى تعليم وتثقيف فى أوروبا. وكانت نازلى تجيد معظم اللغات الأوروبية الأساس إجادة تامة، كما أنها صارت شديدة الإعجاب بالنهضة والرقى الأوروبيين. وقد عادت الأميرة نازلى لمصر بعد عزل عمها الخديو إسماعيل وتولى ابن عمها الخديو محمد توفيق حكم مصر (1879) وكانت على علاقة طيبة معه، وهى العلاقة التى مكنتها من استصدار عفو من الخديو عن صديقها وتلميذها محمد عبده (الإمام محمد عبده مفتى الديار المصرية الذى توفى سنة 1905). فى أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر أسست الأميرة المثقفة التنويرية أول صالون ثقافى تديره امرأة فى مصر. وفى هذا الصالون انتقلت روح عصر النهضة والتنوير والحداثة من صاحبة الصالون الأميرة الشابة لجمهور صالونها وأهمهم محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين والأديب السورى عبدالرحمن الكواكبي... وفى مرحلة لاحقة هدى سلطان التى ستعرف فى تاريخ مصر باسم هدى شعراوي... وبسبب هذا الصالون تزوج «الفلاح» سعد زغلول (بعد أن خلع ملابسه الأزهرية وارتدى الزى العصري) من صفية ابنة مصطفى باشا فهمى الذى رأس الحكومة المصرية من 1895 الى 1908.... وفى اعتقادى أن الأميرة نازلى فاضل وصالونها هما من أهم أركان حركة وتيار التنوير فى مصر الحديثة والتى كانت تسير بمحاذاتها حركة تنوير ثقافية أخرى فى منطقة جبل لبنان من أصحاب عقول فذة مثل فرح أنطون الذى أعاد اكتشاف أعظم العقول فى تاريخ الثقافة الإسلامية وهو ابن رشد العظيم من كتاب «طارق حجي» الذى يعد حاليا للطبع «نساء رائدات».

الصالون الثاني:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل