المحتوى الرئيسى

حوامدة: وجود الإسلاميين فى البرلمانات مثير للفزع

02/21 21:24

أكد الشاعر والكاتب الفلسطيني الكبير موسى حوامدة أن الوضع في العالم العربي يحتاج إلى تكاتف القوى التنويرية لمواصلة تحقيق أهداف الثورات،

وأنه دون الاتفاق على دستور علماني يفصل الدين عن الدولة يصبح تقبل وجود الإسلاميين في البرلمانات أو الإعلام، أو الحياة السياسية مثيرا للفزع.

وأضاف حوامدة في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" :"الربيع العربي انطلق في تونس ونجح في طرد الرئيس الفاسد زين العابدين، وفي مصر كان لا بد من انتفاضة لوقف حكم مبارك المترهل والفاسد، فقد وصل الطغيان في العالم العربي حداً تجاوز قدرة البشر وصبرهم، فكان لابد من الانفجار، لكن الكثير من قوى الشد العكسي ومن بقايا الأنظمة الفاسدة، تريد تخريب الانتصارات التي حققتها الشعوب المستضعفة، فبدأت تخطط لعمل الفتن التي قد تؤدي الى حروب أهلية، وتغيير مسار هذه الثورات، التي تهدف إلى الوصول إلى نظم سياسية، ديمقراطية تضمن كرامة الناس وحقوقهم، وتحول نمَط الحكم العربي من نمط استبدادي ديكتاتوري شمولي، إلى حكم شعبي يسمح بتعدد الأحزاب، والأفكار ويمنح الحرية والكرامة للإنسان ويكفل حرية التعبير، لكن بعض القوى الغربية، التي كانت "مرتاحة" للتعامل مع أنظمة فاسدة على كل المستويات، أنظمة تسهل لها الصفقات والعمولات، وتسمح لها العمل بحرية، في عقد صفقات تجارية، وتطبيق اتفاقات مجحفة بحقنا، وتخريب اقتصادنا والعبث بمقدرات بلداننا".

وأوضح حوامدة أن الأمر لا يحتاج إلى كثير من الذكاء، لندرك أن القوى الرجعية والمتحالفة مع الغرب تسعى لعمل فوضى شاملة في البلدان التي نجحت ثوراتها إلى حد ما، في قلب الطاولة وإسقاط رؤوس الفساد، ففي اليمن ضغطت دول الخليج العربي لوأد الثورة اليمنية، وإجهاض الثورة البحرينية، وفي سوريا وقف حزب الله إلى جانب النظام السوري لقمع الثورة السورية، ولأن وضع سوريا يختلف عن ليبيا، فقد رفضت الدول الكبرى وخاصة الناتو التدخل، بينما تم احتلال ليبيا، عسكريا، ودخلت البلد في حالة ارتباك وفوضى شديدتين، وبات من الصعب لملمة الوضع المعقد هناك.

كما أكد أن اهتمام العالم بكل قطر عربي، مختلف عن الأقطار الأخرى حسب أهمية القطر وموقعه وعلاقته بإسرائيل، لذلك لم يكن هناك تدخل في تونس بحجم التدخل الذي يجري في مصر، أو سوريا بحكم موقع البلدين، وتأثير مصر على العالم العربي، ولا نفاجأ إذا عرفنا أن هناك دولا عربية تسعى لعدم نجاح الثورة في مصر من تحقيق أهدافها كي لا يصل تأثير هذه الثورة إلى بلدانهم، وهذا متوقع بل مؤكد، لذا كثير من الدول العربية والغربية تسعى لإحداث فوضى في مصر، وخلق بلبلة وتخويف الناس من المستقبل كي يقبلوا بما يفرض عليهم، والإكتفاء بنجاح وهمي لم يغير البنى الأساسية لنظام الحكم.

ومع ذلك فالامل معقود أن يواصل الشباب العربي ثوراته، وأن يدرك حجم المخاطر والتحديات والا نتوقع أننا بسهولة نستطيع الوصول إلى أمانينا دون مواصلة النضال والثورة.

 

وبالنسبة لتخوفات حوامدة على مستقبل حرية الإبداع من وصول الإسلاميين إلى الحكم قال صاحب ديوان "شجر أعلى": الإخوان المسلمون من أكبر القوى التي استفادت من الثوارات العربية، رغم أننا نعرف أنهم لم يبدأوا هذه الثورات، لكنهم استغلوا وقوعها وركبوا الموجة، وحصدوا على بعض المكاسب الآنية في تونس وفي مصر وقد يحصلون على المزيد منها في عدد آخر من الأقطار العربية، ومن هذا المنطلق لا يجوز أن نتعامل مع الاخوان المسلمين ككتلة واحدة صماء وفي كل الاقطار العربية، فهناك المتنورون منهم والشباب الأبرياء المتحمسون، لكن هناك من هم مرتبطون حتى مع جهات غربية، ودون الاتفاق على دستور علماني يفصل الدين عن الدولة يصبح تقبل وجودهم في البرلمانات أو الإعلام أو الحياة السياسية مثير للفزع، لأنهم يعتمدون على الشارع ويستمدون شرعيتهم من الماضي، ومستعدون للمزايدة واسغلال طيبة الناس وصدق مشاعرهم الدينية.

وأضاف حوامدة: "لو أننا نضمن احترامهم لعقائد الآخرين وعدم المغالاة والشطط في الحياة الاجتماعية والثقافية، وعدم لجوئهم إلى تغيير حياة الناس بشكل متعسف لقلنا أهلا وسهلا، ولكن من يضمن ألا ينقلبوا على انجازات الثورة، ويعيدونا الى عصور الظلام، ويعطلوا رغبة بقية الدول العربية في التحرير باعتبارهم البديل عن الانظمة الفاسدة، لكن وصولهم للحكم يثير أسئلة كثيرة وتخوفات شتى لدى كافة المثقفين والمتنوين العرب، ولو كانت اللعبة الديمقراطية بريئة، وكانوا مضموني الجانب فليس هناك خوف ولا فزع، فمن حقهم أن يحكموا إذا قرر الجمهور ذلك، لأن الحكم وممارسته ليست مثل الجلوس في مقاعد المعارضة والنقد، غير أننا نظل خائفين الى أن يثبت العكس، وأجدني أميل إلى الخوف على الثقافة والإبداع من وصولهم، لأن صوت اللامنطق لديهم مرتفع وحكماؤهم والمتنورن منهم قليلو العدد، وتأثيرهم على الشارع محدود".

وبشأن تأثير الربيع العربي على مصير القضية الفلسطينية رأى حوامدة أنه إذا نجح الربيع العربي وحقق أهدافه على الأقل في مصر وسوريا فذلك لصالح القضية الفلسطينية، لأن انتصار الثورة المصرية والسورية يقدمنا خطوات كبيرة من تحرير فلسطين، أما إذا تم إغراق مصر وسوريا في فوضى واضطرابات وتم حرف مسار الثورات عن هدفها فذلك كارثة تهدد مستقبل فلسطين وشعبها، وقد تؤدي إلى تعطيل الوصول إلى أي مكسب للقضية الفلسطينية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل