المحتوى الرئيسى

المهدي زيو.. الوجه المشرق لثورة ليبيا

02/17 12:49


خالد المهير- بنغازي

وأنت تشاهد صور شهيد الثورة الليبية المهدي زيو تزين شوارع بنغازي (مهد الثورة اليبية) لابد وأن تستعيد نص الشاعر الكبير محمد الشلطامي حينما أنشد "مشرق كالشمس وجه الكلمة" لكن الفارق أن صور الأول تزين فضاءات "ليبيا الحرة" بينما قال الأخير كلمته وراء قضبان زنازين العقيد معمر القذافي.

تبدو ملامح زيو (49 عاما) هادئة وهو يرتدي نظارات، لكن هذه الروح تخمد غضبا جارفا من سياسات العقيد الراحل على مدى 42 عاما من القتل والتشريد والاغتيالات والتصفيات الجسدية.

حين اندلعت شرارة الثورة في بنغازي يوم 15 فبراير/ شباط من العام الماضي، كان المهدي خارج بلاده يتجول في سوريا ولبنان كعادته، وبعد يوم واحد هبطت به الطائرة، في رحلة السفر الأخير.

انضم زيو الثائر مباشرة إلى صفوف الثورة، وساند الشعب في الأيام الأولى بشراء المتفجرات وتضميد الجرحى، وعندما اشتد القتل في شوارع المدينة واستخدمت أجهزة القذافي الرصاص الحي ومضادات الطيران في قمع الاحتجاجات، قرر زيو تحطيم أبواب أحد أكبر معاقل القذافي الأمنية في الشرق الليبي، وهي كتيبة الفضيل بوعمر.

قبل الثورة لم يكن أحد من الليبيين يتصور، وهو يسير بالقرب من معقل القذافي الحصين، أنه سيسقط في غضون أربعة أيام، لشدة التحصينات والأسلاك الشائكة والحراسة المشددة على مدار الساعة.

غير أن الثائر قرر حمل إسطوانات غاز بيته يوم 20 فبراير/ شباط، وتوجه بها إلى أبواب الكتيبة، وعندما شاهد المتظاهرون أعمدة الدخان تتصاعد عند الباب الرئيسي، تأكدوا أنه قد دخل إلى عقر دار القذافي.

وصية الشهيد

على إثر العملية دخلت أجهزة القذافي الأمنية في ارتباك من الهجوم المباغت، واستطاع المتظاهرون اقتحام أسوار الكتيبة من كافة الجهات، وسقط أول معقل أمني كان يعتمد عليه القذافي طيلة فترة حكمه في تأمين مدن الشرق.

وبعد عام على تلك العملية زارت الجزيرة نت شارع المهدي زيو بمنطقة الرويسات، حيث تسكن عائلته وأقاربه، واستمعت لشهادات الجيران وقصصهم مع المهدي.

في ذلك الشارع لا تبدو أي علامات للتفاخر والتباهي بالبطل زيو سوى عبارة صغيرة على أحد جدران شارع البطل المهدي زيو، وفسرت عائلته هذا بأنها لا تود أن تتسلق على تاريخ ابنها.

شقيقه سالم زيو تحدث مطولا عن قصة المهدي، وحياته مع أسرته الكبيرة والصغيرة، وقال إنه تأكد من استشهاده بعد مرور وقت على غيابه في زحمة المظاهرات، ولم يكن يعلم أنه صاحب عملية باب الكتيبة.

وأشار إلى أن كافة الاتصالات انقطعت معه، وتعذر العثور عليه مع الجرحى، واستمرت عمليات البحث حتى صباح اليوم الثاني، وحينها تأكدوا من استشهاده.

وقال إنه لم يكن يصدق أن شقيقه قاد سيارته ودخل بها إلى كتيبة القذافي، ولا يعلم متى قرر الشهادة في سبيل الوطن والثورة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل