المحتوى الرئيسى

بين الذكورة والرجولة… والموقف واللاموقف!! | دنيا الرأي

02/16 22:16

بين الذكورة والرجولة …والموقف واللاموقف!! وكم رجل يعد بالف رجل …وكم رجل يمر بلا عداد!! والصواب ان يقال وكم رجل يعد بالف ذكر… وكم ذكر يمر بلا عداد !! فالرجل والرجولة …لم تستخدم في العربية ولا في الاسلام الا في وصف المواقف التي تميز الاحياء فعلا ومضمونا، عن الاحياء شكلا ومظهرا…وليست للتمييز بين الذكر والانثى، فالرجولة موقف والموقف بشترك فيه كلا الجنسين !!

وما اكثر مواقف الناس التي تفتقر الى ذرة من الرجولة ولذا اهملها التاريخ ولم يلق لها بالا وكان مصيرها الى سلة النفايات ..وما اقل مواقف الرجولة التي اتصفت بالرجولة ولذا رفع لها التاريح قبعته واحنى لها هامته وسطرها بمداد من نور وفخار وخلدها في سجل الخالدين !! ولاتقتصر الرجولة على الذكور من الناس بل يشارك فيها الذكور والاناث ومن يتصف بها يستجق الوصف بالرجل والرجولة سواءا اكان ذكرا ام انثى. عندما امر عمر بن الخطاب رضي الله ابطال القادسية بعد انتصارهم على الفرس بالتوجه الى مدينة تستر لفتحها وتأديب الهرمزان نكّاث العهود المختبئ هناك، اصر على ان يكون مجزأة بن ثور السدوسي في صحبة ذلك الجيش …فلماذا اصر امير المؤمنين على هذا الطلب ؟!

الحق ان هذا الاصرار جعل ذهني ينصرف الى القول الماثور “وكم رجل يعد بالف رجل وكم رجل يمر بلا عداد، …فالحق ان هناك رجالا – ونساءا – يعادل احدهم الف انسان ..وهناك الكثير من –الناس الذكور والاناث – من الذين لايساوي احدهم رجلا من الصنف الاول . والمقصود بالرجل والرجولة هنا امرا اخر لا علاقة له بجنس المخلوق من كونه ذكرا فحلا او انثى خصبة الانوثة قادرة على انجاب الكثير من الاولاد . فالرجولة المقصودة هنا هي المواقف ..والمواقف هي التي تحدد كم بساوي كل واحد مقارنة بغيره …والمواقف هي استعداد الانسان لقول كلمة الحق وفعل ما يراه الحق دون مبالاة برضى الناس او سخطهم .. واستعداده لدفع الثمن الذي يتراوح معنويا ما بين اغضاب الرجل لشخص واحد وتمل عتابه او لومه او اغضاب وتحمل عتاب و لوم بضعة اشخاص او الاف الاشخاص .

ويتراوح ماديا ما بين ما بين الشوكة يشاكها الرجل وبين وقوف الرجل امام حبل المقصلة او امام فرقة الاعدام– وربما كان هذا بعد مرحلة تطول او تقصر في الزنازن والسجون!! ومن الناس الذين كان احدهم يساوي- في تاريخنا- الفا من عامة الناس او العاديين من الناس .. القعقاع بن عمرو التميمي..فعندما طلب خالد بن الوليد المدد من امير المؤمنين ابي بكر- بعد أن استشهد عدد كبير من أفراد جيشه في حروب الردة-أمده أبو بكر بالقعقاع بن عمرو التميمي، فقيل له: أتمد رجلا انفض عنه جنوده برجلواحد ؟ فقال أبو بكر: “لا يُهزَم جيش فيهم مثل هذا”.

ومنهم الاربعة الذين ارسلهم عمربن الخطاب مددا لعمرو بن العاص اثناء فتحه لمصر قائلا”وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل”.وهؤلاء الاربعة هم وهم عبادة بن الصامت والمقداد بن أسود ومسلمة بن مخلد والزبير بن العوام “. ترى ما القاسم المشترك بين هؤلاء الاربعة الذي جعل كل واحد منهم بالف من غيره …الجواب هو انهم كلهم بايعوا الرسول عليه السلام على الالتزام بقول كلمة الحق ..فكلهم قالوا”:«بايعنا رسول الله علي ألا نخاف في الله لومة لائم»!! فمتى سنكون – ذكورا واناثا – رجالا لايخشون في الله لومة لائم …فنرضى الله في سخط الناس …بدل ان نكون مجرد ذكور واناث مروا في هذه الحياة وكانهم دخلوا من باب وخرجوا من باب ..ولم يشعر بوجودهم احد ..ولم يسجل لهم رقيب وعتيد موقفا غضبوا فيه لله ،ولم تاخذهم في قول الحق لومة لائم !!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل