المحتوى الرئيسى

فسطين المنسية في "الربيع العربي"بقلم: جودت مناع | دنيا الرأي

02/07 02:26

بقلم: جودت مناع

بينما تندفع بعض الدول العربية في اتخاذ موقف متشدد لأجل التغيير في العالم العربي تشهد مواقفها تراجعا ملموسا تجاه احتلال كيان الفصل العنصري في فلسطين المحتلة وتحديدا في التقارب المستمر مع الكيان تحت غطاء المفاوضات.

لست بصدد عرض بعض المواقف الرسمية العربية من أنظمة الفساد، ولكن يجدر أن نعرض لبعض التحركات التي أقدم عليها بعض المسؤولين الفلسطينيين والعرب كي لا يفسر أن الغاية من المقال هو التعرض لموجة الكفاح لأجل الحرية.

ففي الشهر الماضي استضافت العاصمة الأردنية عمان لقاء ثنائيا ضم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة يائسة لإحياء مفاوضات السلام ولكن سرعان ما انهارت تلك المحادثات وأعلن عن فشلها.

مفاوضات عمان تمت بعد أن أعاد الكونجرس الأمريكي النظر في منح السلطة الفلسطينية ستون مليون دولار أمريكي من ناحية والإفراج عن ودائع الضرائب الفلسطينية من جانب الكيان الصهيوني.

ومع ذلك لم يفهم الذاهبون إلى عمان حتى الآن أن ما فشلت في تحقيقه واشنطن لا يمكن أن تحققه عمان.

ثمة لقاءات تمت تحت غطاء المفاوضات في هرتسيليا حيث شارك أكثر من مسؤول فلسطيني وعربي في المؤتمر في حين أحجم عدد من المسؤولين العرب عن المشاركة.

وفي موازاة ذلك التزمت بعض الدول العربية التي تقود حمى التحريض على الفتنة لغاية هي تعاني منها بالصمت إزاء سعي الولايات المتحدة الأمريكية الاحتلال الإسرائيلي لتهميش حرية الفلسطينيين باستمالة أعضاء مجلس الأمن الدولي لعدم التصويت على قرار بشأن الموافقة على دولة فلسطينية العام الماضي وهو ما حدث بالفعل.

وتمارس بعض الدول مواقف انتقائية حتى في تعاملها مع ما أسمته الولايات المتحدة بـ"الربيع العربي" ففي الوقت الذي عارضت فيه تنحية مبارك اتخذت مواقف متشددة إزاء أنظمة دكتاتورية أخرى.

ومن ضمن هذه السياسة الانجرار وراء الدعاية الأمريكية الصهيونية والخضوع للاستمالة إلى شن حرب ضد الجمهورية الإيرانية لضرب مفاعلاتها النووية وهو ما يهدد السلم في الشرق الأوسط والعالم.

وأعيد إلى الأذهان موقف المجلس العسكري المصري الذي سار على نهج سلفه النظام السابق في إقحام نفسه للتوسط بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة وكيان الفصل العنصري لأجل إتمام صفقة تبادل الأسرى من ناحية والتدخل لتكريس الهدنة من ناحية أخرى، وهذا الدور لا نطمح به إذا كان التغيير صادقاً.

إن هذه التحركات ليست بهذه البساطة أبدا، فهي مدروسة ومخطط لها وباختصار تطبيع وإنقاذ لاحتلال يمارس جرائم الحرب ويواصل بناء المستوطنات ويفرض الحصار العسكري على مليوني فلسطيني في القطاع ويمارس دور قطاع الطرق في الضفة الغربية ويأتي البعض ليساهم في إخراجه من عزلته أو يمارس الصمت الرديء إزاء إجرامه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل