المحتوى الرئيسى

مناضلي الخمس نجوم بقلم : ماهر عدنان قنديل

01/29 00:02

و انا متابع منذ بداية احداث الثورة السورية في درعا و بقية المدن استوقفني الكم الهائل من المعارضين "المناضلين" الذين يعتبرون انفسهم من طينة جيفارا و تاديوش كوسيوسكو و بهجت سنغ و هم يطلوا باحلى ملابسهم الكلاسيكية (ايطالية الصنع) على شاشات التلفزيون المكيفة بالهواء الدافئ و البارد "مثل ما يحب خاطرك يا معلم" و اخرون في صالونات القاهرة و اسطنبول يتسلون في اخر اعمارهم كالاطفال في الحدائق البهية و كل هؤلاء طبعا ينزلون في فنادق خمس نجوم "ليس اقل" المزودة بالماء البارد و الساخن و الاجبان الهولندية اللذيذة و اللحوم الطازجة و القهوة النمساوية "على كيفك يااستاذ" و شهرتهم فاقت اي مناضل سوري حقيقي يواجه الرصاص بصدر عاري كل يوم في جميع مدن سوريا , فالمناضل الحقيقي يتواجد في ساحات المواجهة و متشبع بحكمة جيفارا الشهيرة اللتي تقول "أن الطريق مظلم وحالك فأذا لم نحترق انت وانا فمن سينير الطريق" , اما تلك المعارضة "المناضلة" في سبيل "عيشة حلوة" في فنادق فارهة لا يوجد في قاموسها فرق بين معارض و مناضل ف للتعريف يا اخواني المعارض هو اي شخص يملك ايديولوجية تختلف عن ايدولوجية النظام و افكاره تتعارض مع افكار النظام و هؤلاء كثيرون و انا واحدا منهم اما المناضل (النضال هو الدفاع و القتال) هو من يعرض نفسه للخطر في سبيل ايديولوجيته من يواجه رصاصات النظام , من يتحمل تعذيبات الشبيحة , من يحترق في سبيل حريته , و هؤلاء للاسف لا نعرف الا القليل منهم لان معظمهم لا يملكون وقت ضائع للظهور على استديوهات التلفزة و للنوم على الاريكة المريحة لغرف الفنادق الفاخرة , المناضل يا اخواني فندقه هو خندقه الضيق المخفي وسط التلال يحاول من خلاله تخطيط حدود وطن جديد بدمائه و ليس بكلام فارغ ممل فكما تقول اغنية جورج وسوف " كلام الناس لا بياخر و لا يقدم" و لكن هؤلاء المعارضين "المناضلين" يبدو انهم لا يريدون تقدم الامور ليبقوا مستمتعين "بعيشتهم الحلوة" فتقدم الامور في سوريا و ذهاب النظام يعني بناء استراتيجيات جديدة , يعني بناء عقول جديدة يعني مواجهة تحديات جديدة ..الخ , كل هذه الامور تعني " تكسير راس" لذاك المعارض المناضل الذي يعيش منذ عقود في اجمل مباني نيويورك و لندن و باريس و الدوحة و القاهرة و غيرها من مدن العالم تحت البند الشهير ( لم يتاكد احد من صحته) "ممنوع دخولي سوريا" يا سلام على النضال الذي جعلك تسكن تلك المدن "الحلوة" حتى بشار "حيصير" معارض لنفسه ليعيش "عيشتك الحلوة" اقصى و اصعب ما فيها وقوفك عشرة دقائق في الشهر لترديد عبارة "يسقط بشار" امام سفارة سوريا , ف للنضال ابجديات يا اخواني و ليس كل معارض هو مناضل بل كل مناضل هو معارض .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل