المحتوى الرئيسى

رباعية تجديد ثورة 25 يناير في 2012 بقلم محمد عبد المجيد

01/23 04:27

رباعية تجديد ثورة 25 يناير في 2012 بقلم محمد عبد المجيد

المطالب الأربعون لكي يعود الثوار إلى بيوتهم!

 

أضع في عجالة المطالب الأربعين أمام ثوارنا، ونور عيوننا .. شباب مصر الأبطال، للتذكير قبل الخروج، وخلال الاحتفال، الاعتصام، المليونية، تجديد الثورة واستردادها من أخبث لصوص العصر.

1الحُكم على مبارك وولديه وحبيب العادلي قبل أن نترك الميدان لنتأكد أنها ليست مسرحية.2 تأكيد من السفارة السويسرية بأن السيدة سوزان مبارك زوجة اللص لم تسحب مبلغ 190 مليون دولاراً، أو يتم القاء القبض عليها فورا وعلى كل من تورط في هذه الجريمة

3 اقالة النائب العام وتعيين الدكتورة المستشارة نهى الزيني مكانه.4 بيان مفصل من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكل ما قام به من اجراءات خلال عام لاسترداد أموال مصر المهربة، والمبالغ الموجودة في كل بنك به حساب لمبارك أو أحد أقاربه أو كلابه أو مساعديه.

5 بطلان تعيين كل من قام الطاغية اللعين بوضعه في أي منصب في الفترة من 28 يناير إلى 11 فبراير عام 2011.6 قائمة من المجلس العسكري وحكومة الجنزوري ووزارة الداخلية بأسماء كل رجال الجيش والأمن المتورطين بقتل متظاهرين في فترة عام كامل.

7 سحب البلطجية وأصحاب السوابق والخارجين عن القانون والهاربين من السجون، وهذا ينسحب على كل شوارع مصر وأزقتها وحاراتها وعشوائياتها وصحرائها، وأي مـُسـَجـَّل خطر يتعرض لمواطن فإن المجلس العسكري يتحمل المسؤولية.هذا الطلب حدُّه الأقصى حتى منتصف شهر فبراير وهي مدة كافية لتتعاون كل أجهزة الدولة من جيش وشرطة وأمن قومي، وقد رأينا أن المجلس يستطيع أن يعيدهم إلى جحورهم خلال أيام الانتخابات بكلمة واحدة، ثم يخرجون لترويع الناس بعد اغلاق صناديق الاقتراع.

8 منع ترشيح أي شخص لرئاسة الجمهورية إذا كان قد عمل مع مبارك لأكثر من عامين.9 قناصة العيون الذين تعرفهم وزارة الداخلية وقيادة الجيش ولديهم أسماءهم ينبغي أن يــُعرَضوا على محكمة ثورية أو عسكرية، وأي محاولة لتهريب أحدهم يكون المجلس العسكري مسؤولا عنها، وإذا ثبت أن المتهم قلع عيناً بالتصويب المتعمد فشباب الثورة لا يقبلون بأقل من الاعدام للمجرم الحقير، وأي تخفيف للحــُكم هو تواطؤ مع من أعطاه الأمر.

10 محاكمة مبارك ليست شرعية لأن المستشار من رجاله، وكل الدلائل تشير إلى المماطلة والتأجيل حتى يأتي أجل المخلوع المريض، وتختفي آثار الأموال المهربة، ولا تتم مواجهة مبارك مع رجاله السابقين الذين وثبوا على الحُكم.11القاضي المستشار أحمد رفعت غير مؤهل لمحاكمة العصر، ويجب اقالته فورا.

12 نريد بيانا واضحا وصريحا وتلفزيونيا يعلن فيه المجلس العسكري تغيير رئيس المحكمة ومستشاريه، وإعلانها محكمة سياسية شعبية وثورية وجرائم دولة من الدرجة الأولى التي تنضوي تحتها الخيانة العظمى وإبادة الشعوب ونهب أموال شعب.

13 الغاء الهزل السخيف والوضيع الذي تحتقر فيه السلطتان التشريعية والتنفيذية شعبنا وشبابنا باعتبار مبارك متهم في قضية المظاهرات فقط، فهذا السفاح مسؤول عن خراب أمة من أعرق أمم الأرض خلال ثلاثين عاماً وجرائمه بالآلاف.14 القبض على كل الذين عملوا مع الديكتاتور اللعين لأكثر من عامين، ثم يتم الاعلان في كل وسائل الإعلام عن قبول الاتهامات في خلال أسبوعين من النشر، وإذا لم ترصد وزارة العدل أي اتهامات حقيقية فيــُفرَج عن المسؤول دون استخدام مفردة ( متهم )، ويعلن الإعلام براءته.

15 الفتاوى ممنوعة منعاً قطعياً ما لم تكن صادرة عن دار الافتاء والأزهر الشريف.16 التمييز بين المواطنين على أساس طائفي أو ديني أو مذهبي يتم التعامل معه على أنه جريمة تــُخِـلّ بأمن الوطن والمواطن.17 المسلمون والأقباط عنصر واحد وليسوا عنصـُرَيــّن ، وحقوق المسلم والقبطي واحدة، وواجباتهما متساوية، وكل مناصب الدولة مهما كانت أهميتها وحساسيتها يتساوى في حق تولـّيها المسلم والقبطي.

18 مجلس الشعب جهة رقابية وتشريعية رغم أن معظم أفراد شعبنا لا يثقون بأعضائه، وهو ليس سلطة دينية. أي تشريع خاص بالحرية الشخصية، الملابس، عمل المرأة، الرقابة على الكتاب، فنون وابداع الفيلم المصري ليس من حق أعضاء مجلس الشعب.

19 أي مساس، شفوي أو عملي، بحضارة مصر الفرعونية وتماثيلها وروائعها ومعجزاتها ومومياءاتها تتعامل معه الدولة بالحسم والصرامة، يمكن للمصري أن يختلف مع تاريخ الحضارة، لكن الايحاء بأن تخريبها أو تحطيمها واجب ديني يعتبر عملاً اجرامياً معادياً لمصر ولأبنائها.

20 تجريم الدعوة لمحاكمة الكلمة، فالكاتب والناشر والصحفي أحرار في دولة متحضرة، ومتمدنة، والرقابة على الكتاب ممنوعة إلا في حدود ما أجمع عليه المجتمع الدولي: أي العنف والارهاب والتحريض على الكراهية والاعتداء على الأطفال.

ومجلس الشعب لاعلاقة له بالسياحة أو مناهج التعليم أو الحديث عن الفنون والآداب.21 أي عضو في مجلس الشعب يوافق على منح أعضاء المجلس العسكري حصانة خاصة في الأموال والأرواح والأسرار وميزانية السلاح واتفاقات الحرب والسلام تعتبره الثورة خائناً للشعب المصري، ومعاديا لثورة 25 يناير.

22 كما في كل دول العالم التي عانت الويلات من طغاتها، يتم منع أي صورة من صور الدفاع عن جزار مصر الأشر، ولصها الأكبر، وسفاحها الأغلظ .. قاتل أبنائها.تبرير العهد الأسود لمبارك، وايجاد أعذار لحقارة حُكمه العفن ممنوع بحُكم مطالب ثورة الشباب التي ينبغي تقنينها لمدة عشر سنوات.

لا مديح في مبارك، ولا مظاهرات لصالح اللصوص والقتلة وهذا لا يتعارض مع الديمقراطية، فلا يستطيع شخص في أوروبا أن يمتدح في هتلر أو أنور خوجة أو نيكولاي تشاوشيسكو أو حتى موسوليني.اعتبار جماعات مختلة العقل ومعاقة الذهن أو مدافعة عن كلاب الطاغية مثل (أبناء مبارك) و (إحنا آسفين ياريس) تملك حق التظاهر أمام أمهات الشهداء متحدية كل المشاعر الانسانية عمل غير وطني ويجب مطاردتهم أو منعهم من ممارسة التصفيق للذئب وهو يفترس الشاة.

23 نريد قائمة كاملة بكل الشهداء وظروف استشهادهم، وأسماء القتلة، والجهة التي أمرتهم بالقتل.24 لا تفاوض حول أن أكبر جريمتين منذ اندلاع الثورة المجيدة هما: دهس مواطنين آمنين بالسيارات، وتصويب الرصاص في عيون شباب الثورة.

أي حُكم غير الإعدام مرفوض.25 نريد اقرارا ضريبيا علنيا لكل أعضاء المجلس العسكري، وكشف بحساباتهم في البنوك وبكل أملاكهم.26 أي حكومة جديدة يجب أن يكون شباب الثورة ممــَثــَلا في ثلثها على الأقل.27 منع زيارة أي رئيس دولة أو ملك أو سفير للطاغية المخلوع أو ابنيه لأن الزيارة إمتهان لكرامة المصريين من خلال التعاطف مع قاتل أولادهم وسارق خيراتهم.

28 محاسبة المسؤولين عن اغتصاب أخواتنا، وكشف العذرية، والتعدي والتحرش في السجن أو في الشارع.29 تغيير كافة العاملين في الفضائيات والأرضيات المصرية الذين يظهرون على الشاشة الصغيرة، فهي وجوه متخلفة، ونصف أميــّة، ومسيئة لمصر، وقد فرضهم الفساد والمحسوبية والواسطة والغش والمال الحرام علينا، وتسعة أعشارهم تسببوا في رفع ضغط أبناء الشعب المصري.

يــُلغـىَ منصب وزير الإعلام، ويتم تعيين ثلاثة وكلاء وزارة بحيث لا يتم عرض أي شيء دون موافقة اثنين منهم ( ربما يتم الاتفاق لاحقا على حمدي قنديل ويسري فودة وجميلة إسماعيل ) .30 الافراج الفوري غير المشروط عن المعتقلين الشباب، والتحقيق مع منتهكي كرامتهم، فوجود أي شباب خلف القضبان بعد 25 يناير بتهمة التظاهر أو المعارضة أو الاحتجاج يــُحاســَب عليه المجلس العسكري.

31 بيان تلفزيوني بصوت المشير طنطاوي يعتذر فيه عن العمل مع المجرم حسني مبارك لأكثر من عشرين عاماً، وأنه قرر الشهادة مرة أخرى، والادلاء أمام المحكمة بكل ما يعرف من تجاوزات وجرائم وصفقات أسلحة وبترول وغاز وأراض ومياه وما يتعلق منها باستقلال القرار السيادي المصري.

32 الاعلان عن بنود الصفقة بين المجلس العسكري والقوى التي نجحت في الانتخابات، ثم عرضها على شباب ثورة 25 يناير.33 ميزانية القوات المسلحة ليست سراً من أسرار أعضاء المجلس العسكري، فالأموال الخارجة عن نطاق الرقابة دعوة صريحة للسرقة والنهب.

34 أي شخص في مصر يملك أكثر من عشرين مليون جنيهاً يجب أن يكتب اقرارا للجهاز المركزي للمحاسبات وأعضاء مجلس الشعب، فنحن نظن أن هناك مئات المليارات التي تتحكم فيها مافيا الحُكم منذ ثلاثة عقود سواء في أموال أو عقارات أو احتكار لبضائع أو حسابات في الداخل أو في الخارج.

35 كل من يملك أكثر من مئتي فدان يقدم اقراراً للجهة المسؤولة، فهناك ملايين من الأفدنة، من أراض صحراوية أو زراعية تخفيها مافيا الأراضي في مصر.36 سنعطي حكومة الدكتور الجنزوري مهلة أقصاها نهاية شهر فبراير لحل مشكلة القمامة سواء بمناقصات مصرية أو دولية، بحيث لا يبقى صندوق قمامة في أي مكان في مصر لأكثر من يومين تحت أي ظروف.

37 مطالب الثورة ليست لأجل غير مسمى، ويحدد الثوار الموعد النهائي لتحقيق كل مطلب.38 إنشاء المجلس الأعلى لحماية الثورة، وهو مكون من شباب ثورة 25 يناير فقط، وثلث أعضائه من المصابين أو أشقاء الشهداء. رئيس المجلس بمرتبة وزير، وعليه متابعة تحقيق مطالب الثورة، وهناك أمين عام للمجلس ونرى أن نوارة نجم هي الأصلح حاليا.

39 نجاح الاسلاميين لا يعني استخدام الدين في القمع والقهر وإنشاء جمعيات الاعتداء على كرامة الناس وحرياتهم، وأي توقيف لمصري من جهة ليست أمنية مرفوض، وفتاوى الموسيقى والنقاب والتماثيل والمتاحف المصرية والرسوم والتصوير وضرورة اللحية والجلباب والدعوة لعدم الرد على سلام شركاء الوطن وتمييز المسلمين عنهم أشياء مناهضة للدولة العصرية، ومعرقلة لتطور مصر، وتشغل أهلها بصغائر الأمور، ويجب أن تتوقف الفضائيات عن استضافة باعة الأوهام وصانعي الطغاة وأمراء الطائفية والكراهية.

40 من كان يظن أن مذهبه أو طائفته أو جماعته أو حزبه أو قبيلته أو أيديولوجيته أو أميره أو مرشده الروحي أهم من مصريته فليس منا .. نحن شباب الثورة.التكفير دعوة إلى القتل، ويجب على الذي أفتى بكــُفر مصري أو استتابته أو قطع رقبته أو تطليقه من زوجته أن يحُاكم بتهمة ازدراء الحرية التي منحها الله لنا ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أي فليستخدم عقله ما دام لا يضر الآخرين.

ثورتنا بيضاء، متسامحة، مصرية خالصة، لكل مصري مكان فيها، ومن يسأل في 25 يناير عن انتماء من يسير بجانبه فليس منا. هذه مطالبنا، وليسمع جيداً من ظن أننا ضعاف، ساذجون، فقد غضبنا مرة واحدة واكتشفنا أن طواغيتنا من ورق، وخلفاءهم أضعف من بعوضة. في 25 يناير ستعرفون من هو المصري!

والله أكبر، والعزة لنبلاء وفرسان وأبطال وشجعان ثورة 25 يناير.محمد عبد المجيدطائر الشمالأوسلو في 19 يناير [email protected]

أربعون نصيحة قبل استردادك ثورتك في 25 يناير 2012

1 فكر في أن عدو بلدك قد يكون مواطناً مثلك، يؤكد لكل من يقابله أنه متيم حباً بمصر، لكن قلبه مع المخلوع، ومصالحه في وجود الفلول.2 إذا تسلل شك ولو صغير إلى صدرك من أحد المتواجدين في المليونية، فعليك أن تتحدث مع أصدقائك، وأمنح نفسك بعض الوقت لمراقبته لتتأكد أنه من شباب الثورة وليس دخيلا.

3 لا تحمل سلاحاً، ولا تستخدم العنف، ولا تمنح الفرصة لأي شخص لئلا يختلط الأمر على الجميع فيسهل دخول البلطجية بين الشباب.4 لا ترفع شعاراً دينياً أو حزبياً أو مذهبياً أو تعطي إشارة مهما صغرت عن توجهاتك الفكرية والأيديولوجية والعقيدية.

5 ثورتك هي ثروتك، فلا تكن ساذجاً أو متردداً أو خائفاً، ولا تسلمها مكرهاً أو عن طواعية لأي شخص ولو كان الجيش كله، فأنت دفعت أغلى ثمن لأطهر قضية، وظللت تدفعه لعام كامل دون أي مقابل.6 طهر نفسك بوجوه زملائك الشهداء، وتذكرهم عشية الخروج، وتحدث إلى أرواحهم، وقل لهم وهم في جنة الخلد بأنك عائد لتأخذ لهم حقهم المهضوم، وتمسح آثار الأيدي الهمجية التي قنصت عيون أحبابك، وتعيد للثورة وهجها واشراقتها وقوتها وعزيمة أبنائها.

7 اقرأ عن العسكر في التاريخين القديم والحديث، وستعرف أن أحذيتهم إذا مشت على بساط القصر فلن تعود إلى ثكناتها إلا بعزيمة ومثابرة وشجاعة أبناء الشعب.كانوا هناك .. في اليونان وإسبانيا والإتحاد السوفيتي السابق وإثيوبيا وبولندا وأوغندا والبرتغال ونيكاراجوا وبنما و ... لكنهم سقطوا واحداً إثر الآخر، فالعقل العسكري ينفصل عن الإنسانية إذا حارب شعبه، وحاكم كيجالي كان يراقب سقوط مليون رواندي في مئة يوم دون أن يرف له جفن، وبول بوت قتل ثلث سكان شعبه عندما أقنعهم أن الكمبوديين عبيد له، وأنه يراقب أحلامهم. ألم يصمت الليبيون على حُكم العقيد أكثر من أربعين عاماً، فكانت النتيجة مئة ألف شهيد عندما قرروا تحرير بلدهم من الطاغية المهرج؟

8 اقنع نفسك بأن الثورة هي الأعلى، وأن المجلس العسكري ومجلس الشعب وحكومة الجنزوري وكل مؤسسات الدولة أعدت أنت إليها كرامتها، فينبغي أن تطيعك حتى تنتصر الثورة وتحقق مطالبها.9 المشير قبل الثورة لم يكن له أنْ يرفع عينيه في وجه مبارك أو زوجته أو ابنيهما، والثورة هي التي صنعته، وجعلته علىَ رأس النظام أو وافقت على جعله زعيماً رغم أن مبارك هو الذي ســَلــَّم السلطة للعسكر، لذا فهو مدينٌ لكَ ما بقي له من عمر، أي أن هتافات النفاق والولاء والشكر والحمد له ليست أكثر من التبرع بإهانة النفس.

10 نجحت الثورة في أطهر وأعظم وأقدس أيامها عندما كان الإخوان المسلمون والسلفيون والجماعات الإسلامية والإعلام وقيادات الأزهر والكنيسة منحازةً إلى المخلوع أو أضعف الإيمان صامته عن جرائمــِه.11 عليك أن تكون من الآن حــَذِراً، ومُشــَككا في كل خبر يأتي من السلطة، ولا تفرح لفــِتات الهدايا مثل إعلاء شأن الثوار والتعظيم والتفخيم، فالشيطان يستطيع أن يــُلقي قصائد مدح، بل ويتغزل في الضحية قبل ذبحها.

12 المعركة الكبرى هي محاولتهم إعادتك إلى دائر ة الرعب، وجعلك تفكر في الأخطار التي ستحيق بك كما حدث مع زملائك.عدوك الأول هو الخوف، وليس كل من يــُقـَدِّم لك العزاءَ في الشهداء زملائــِك صادقاً، فقد يكون أحـَدَ القــَتــَلة، وربما يبكي أمامك بحرقةٍ قناصُ عيون.

13 لا تــُقـَلـِّل من شأن وجودِك، وخروجك، ولا تستصغر غيابــَك، فالمليون هم مجموعُ أفرادٍ، فحاول إقناعَ نفســِك أنَّ غيابــَك يؤدي، لا قدر الله، إلىَ فشل تجديد الثورة.14 الكلمة السحرية لتحقيق الانتصار هي " أنا مصري .. وهذا بلدي"، حينئذ ستجد كل الـمُحـَفـِّزات للخروج تدفعك للدفاع عن مصر وثورتها وشبابها ومستقبلها وخيراتها.

إذا أضفت صفة أخرى مثل أنا مسلم أو قبطي أو اخواني أو سلفي أو يساري أو وفدي أو علماني أو ناصر ي أو غيرها، فقدْ فــَقـَدَتْ كلمة " أنا مصري .." ســِحْرَها، وخفتت قوتـُها، وتغيــّر مسارُ الثورة إلىَ الفشل.15 كل شخص تصحبه معك يضاعف فرصَ نجاح يوم تجديد الثورة، فاخرج مع زوجتك وأختك الصغرى وأمك وأولاد أخيك فهي قضية حياة أو موت، مذلة أو كرامة، مهانة أو شرف، حب أو كراهية، خنوع أو عزة نفس، حرية أو عبودية، مصر الحرة الأبيّة والقوية والمزدهرة أو .. مصر الطائفية والفقيرة والمتخلفة.

16 لا تنصت لمن يقول بأن الثورة ماتت وأنَّ لصوصَها لن يعيدوها إليك، ويجب أن تتذكر أن النزول إلى الشارع فقط هو الذي جعل المجلس العسكري يخضع لأوامر الشباب حتى لو حاول ،ظاهرياً، الالتفاف حولها.17 إذا كنت قبطياً، فاترك صليبك في بيتك، واحمل هويتك المصرية، فالنظام الحالي ومعه مجلس الشعب الجديد وبقايا الفلول سيضيفون إلى شهداء ماسبيرو العشرات، والمئات في مناسبات قادمة، فالثورة الشبابية هي التي ستـُلغي صفة مواطن من الدرجة الثانية أو دافع الجزية أو الآخر .. الكافر!

لا تستأذن الكنيسة، وليكن ضميرُك دليلــَك، ومسلمو مصر الشرفاء والأحرار سنـَدَك الأول.إن سرقة الإسلام الحقيقي والمعتدل الوسطي والعقلاني لصالح التطرف والغباء والتكفير ستدفع أنت ثمنها تماماً كاخوتك المسلمين.18 ابحث داخلك عن قوتك وستعثر عليها بسهولة، فأنت أقوى من مبارك وفلوله، وأكبر من المشير ومجلسه، وأكثر اخلاصا وطهارة ونقاءً من كل الذين وثبوا على الثورة وسرقوها خـِلسة أو جهراً.

19 جـَسِّد في ذهنك المشهد الثوري المليوني المصري الذي جعل العالم كله يقف مشدوهاً أمام تـَحـَضـُرّ وصلابة وقوة وإرادة الشباب المصري، فلا تمنح خصوم مصر فرصة جعل اليأس يـَدُبّ في نفسـِك بالايحاء أن الثورة تجيء مرة واحدة ثم لا تعود مطلقاً.

20 قل لنفسك بأنك ابن 25 يناير، وعزيمتك أقوى من كل أجهزة القمع والقهر وقنص العيون وأوغاد حملة الخيل والجمال والحمير.21 احترس من اصطياد إيمانك بمصر عن طريق الدين، فالدين يقظة وحياة ومقاومة للطغاة وتمرد وعصيان ومظاهرات واحتجاج.

الذين يحاولون اقناعك بطاعة ولي الأمر مهما فعلوا بك هم كلاب السلطة وخادمو القصر وكهنة الزعيم.22 قنص العيون وانتهاك كرامة بناتنا وكشف العذرية واختفاء مئات من زملائك كان القصد منها ترويعك لكي تلزم بيتك، وتعود فأراً كعهد مبارك بنا جميعاً، وعليك أن تستمد قوتك في 25 يناير من مشهد رفع الأحذية أمام مبارك، فركعَ لإرادة الشعب، لكن العسكر سرقوا منك الثورة.

23 في الطريق تخيل طوال الوقت أن مصيرك إذا رفضت الخروج سيكون مشابها لمصير زملائك وهم جثث يلقيها رجال المشير مع القمامة في الشوارع، وتلك هي البداية، فالمربع صفر إذا عدت إليه سينهي عصر المصري البطل والحر، فالخيار الفصل لك: أن تسترد ثورتك أو تستعد ليبحث عنك أهلك بين الزبالة في شوارع مصر المحروسة.

24 استخدم الكر، والفر، وسلمية التظاهر، ولا تدخل في جدال عقيم عن كونها مليونية أو مظاهرة تخويف أو انتفاضة تنتهي مع غروب الشمس أو تمرد لاستعراض العضلات أو احتفال بعيد الثورة، إنما هو يوم القيامة لخصومك، ويوم الحشر لأعدائك، ويوم الكرامة لاسترداد مصر و .. ثورتك.

25 لا تجعل انسحاب البرادعي يفت في عضدك، ويقتل إرادتك، ويضاعف يأسك من التغيير، ولا تقبل مساومة أو شروط عودة العسكر إلى ثكناتهم، أو الحصانة التي سيجعل منها مجلس الشعب سوطاً يلهب ظهرك، فالصفقات في الغرف المغلقة أكثر من مثيلاتها المعلنة، وكلما رأيت جنديا أو رجل أمن يواجهك فتذكر أنك أعدت إليك إنسانيته وكرامته، فبدونك وثورتك المباركة كانت قيمته صفراً أو أقل.

26 أكثر مصائب مصر القادمة ستأتي عن طريق مجلس الشعب وهو مجموعة من الهتيفة والمنافقين والوصوليين ورأس حربة النظام ضدك، فإذا انتصرت في 25 يناير فمجلس الشعب لا حاجة لك به، ونظام الانتخاب الذي أفرزه سيعيده مرة أخرى إذا استمر صندوق الانتخاب بنفس الطريقة العقيمة والحمقاء.

27 مطالبك يجب أن تكون واضحة وغير هلامية وأهمها عودة العسكر، وحل مجلس الشعب، والقبض على كل من عمل مع مبارك لأكثر من عامين، واعتقال السيدة سوزان مبارك، واسترداد أموال الشعب المهربة، ومحاكمة الطاغية اللعين عن ثلاثين عاما وليس عن ثلاثة أسابيع، والقاء القبض الفوري والعاجل على كل البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق والهاربين من السجون دونما تأخر أو تباطؤ أو تسويف.

28 إذا أقنعت بالخروج خمسة على الأقل لم يكن في الحسبان خروجهم فمساهمتك في نجاح تجديد الثورة تصبح أضعافاً مضاعفة.29 لا يغرنك تحالف العسكر مع الإسلاميين ومنافقي الاعلام والثقافة ومرشحي الرئاسة فأنت الشاب الثوري أكبر منهم جميعاً، أفراداً أو جماعاتٍ، وكما كان مبارك ورجاله من ورق، فكل لصوص الثورة أيضا من ورق.

30 إذا استعنت بحجج دينية تبرر خروجك في جدال مع اخواني أو سلفي فأنت الخاسر، فالشيطان سيلتحي، ويـُكـَحـِّل عينيه، ويرتدي جلباباً، ويقنعك أنه مبعوث العناية الالهية لطاعة ولي الأمر، والعودة إلى البيت، وتهدئة الأمور، وقبول الشياطين البرلمانيين حلاً وحيداً , فلتكن الحرية والكرامة وهويتك المصرية والمواطنة الكاملة مُرْشدَك إلى تنقية الثورة من الشوائب التي علقت بها.

لا تصدق من يقول لك بأنه يحب مصر ولن يخرج، وأنه شريف لكنه ضد تجديد الثورة، وأنه مسلم أو قبطي تقي لكنه يدعم المجلس العسكري، فالذي يحدثك هو إبليس بشحمه ولحمه و.. ناره!31 عودتك إلى بيتك خالي الوفاض أو يائس من نجاح تجديد الثورة أو مُصَدِّق لوعود عسكرية أو برلمانية أو لديك أمل في أحد مرشحي الرئاسة يعني بكل بساطة أنك فرطت في أغلى ما لديك، وأطحت بنظام ثم منحت السلطة لأبنائه حتى لو لم تكن هناك صلة رحم بينهم.

32 كلهم كاذبون ويسخرون من ثباتك، ويتهكمون على عزيمتك، وينتظرون نفاذ صبرك لتعود مواطناً طيباً يبلع كرامته كلما ازداد قفاه احمراراً، وكل منهم ينافس إبليس في وسوسته، وأكثرهم كارهون لمصر ولو تغزلوا فيها صبحاً ومساءً.فلا تُصـَدِّقهم، فالثورة المضادة وضعتك أمام خيار واحدٍ، أي افرازات عهد اللعين مبارك في الاعلام والصحافة والسياسة والاحزاب المنافقة ومرشحي مجلسي الشعب والشورى والمهرولين لانتخابات الرئاسة.

33 إذا غابت كل الأسباب فيكفي خروجك للدفاع عن أهلك وابنتك وأختك، فالبلطجية وحاملو السيوف ومروعو الآمنين في بيوتهم ومُوقفو السيارات لنهب ما فيها والاعتداء علىَ من فيها كلهم لديهم ضوء أخضر من أعلى السلطة، إنْ لم يكن بالتحريض فبالصمت، وإذا لم يكن صمتاً فـَوَعْدٌ ضِمني أن لا يتعرضوا لمحاكمات، وقد شهدت الانتخابات البرلمانية على الاتفاق بين السلطة وقوىَ الاجرام، يدخلون جحورهم بأمر من صاحب الأمر خلال الانتخابات، ويخرجون لتحويل حياة المصريين إلى جحيم وخوف ورعب عندما يأتيهم الضوء الأخضر بأنَّ خليفة المخلوع سيغمض عينيه حتى لو قلعوا أعين شباب مصر.

34 عندما تقاسم اللصوصُ حصادَ ثورتك، قامت أحمق القوى الدينية تـَخـَلُّفا لتحصد بدورها ثلث تمثيل الوطن، والنتيجة هي الدعوة إلى دولة مغلقة، تتعامل مع الماضي فقط، وتتلقى التوجيهات من الموتى، وتزعم أن السماء تعاضدها، وأن الملائكة تبارك غباءها،

فإذا فشلتْ، لا قدر الله، ثورتـُك الثانية فسيصبح الغضبُ عادةً بدون قوة، والمليونية مظاهرة منزوعة الأسنان، والاحتجاج سيرك يــُضْحـِك ويـُبكي لأن مشاهديه يرون كل اللاعبين مهرجين.أليس هذا سبباً لخروجك، وعدم عودتك قبل تحقيق النصر النهائي؟

35 الشيطان سيأتيك أحياناً كأنه حكيم زمانه، يطلب منك هدوء الأعصاب، وانتظار ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة، وسيخلط في ذهنك المشوش أصلا الجيش بالمجلس العسكري، والمشير بالقائد الذي دخل سبعين معركة وانتصر فيها جميعاً.الشيطان سيحاول اقناعك بعمق محبة لصوص ثورتك لثوارها، وأن المشير أمر بجعل 25 يناير عيداً وطنياً، وأن الجنزوري سيجعل نصف حكومته من الشباب، وأن مصر ستصبح إمارة إسلامية أقوى من تورا بورا وقندهار والبصرة وجنوب لبنان وغزة وأم درمان ومقديشيو مجتمعين، فلا تخضع بالقول أو بالوسوسة، فالله معك في حالة واحدة وهي انتزاعك ثورتك من أنياب الذئاب.

36 الخوف من تسلل العباسيين والبلطجية لجماعتك وزملائك، وزعمهم أنهم منكم، وتلك مهمتك في كشفهم، فلا تكن بمفردك لئلا تصبح طُعـْماً سائغاً لعدوك، وكـُنْ على الأقل مع عشرة تعرفهم جيداً.37 الشعارات والهتافات لها أولوية، وذكاء، ويجب أن تكون في صُلب مطالب الثورة، ولا تستفزّ جموعَ الشعب،

38 إذا تمكنت من اقناع صديق أو قريب أو جار عسكري أو رجل أمن أن يـَعْصي الأوامر باطلاق النار أو بالعنف أو بالاغتصاب فإن عدة ملايين شاب قادرون على وقف قوة العسكر العدوانية.39 انضم للمظاهرات الكبيرة، فإذا كنتم جماعة صغيرة فتوجهوا فورا للأكبر، فالمليونية قادرة على نزع مكاسب ومطالب الثورة المغدورة.

40 توكل على الله الذي يقف مع المظلومين، فأنت من شباب ثورة 25 يناير أصحاب الحق في حُكم مصر، ولا تـُصـَدِّق البيانات الرسمية، وامتنع بدءاً من 20 يناير عن مشاهدة القنوات المصرية، وعليك أن تُظهر احتقارا وازدراء لكل من يحاول اقناعك بهزل الخروج، ولا جدوىَ الاحتجاح، فأنت الحاكم الحقيقي لمصر، وأنت واهب الكرامة للمصريين، والفارس النبيل في زمن تخيــّل الجبناء أنهم مناضلون فإذا هم أرانب في الاجتماعات واللقاءات والحوارات، حتى عندما اختارهم المشير في المجلس الاستشاري جاءوا راكعين، وتاركين خلفهم عزة النفس والكرامة.

وهل أنت بحاجة إلى من يقنعك بالخروج، وينصحك بما ينفعك ولا يـَضـُرّك، ويـُعـَلّمك قواعد الإيمان بالوطن، ويحذرك من شياطين تقرأ بصوت مسموع من كل الكتب المقدسة ثم تزعم أنها تتلقى الوحي في مقارها أو في المجلس العسكري أو في ميدان العباسية؟

وهل أنت بحاجة لقلمي لأرسم لك خارطة الطريق إلى استرداد ثورتك؟لا أظن، فأنت السيد الذي يحاول الأوغاد اللصوص اقناعــَه أنه لن يرقى من مرتبة خادم في العهد المباركي أو العسكري أو الاخواني أو السلفي.يمكنك أن تغض الطرف عن كلماتي، فأنا على يقين من أن شحنات الايمان والغضب والكرامة في صدرك تشير إلى نصر من الله قريب، واختفاء كل مصّاصي دماء المصريين وقناصي عيونهم وكاشفي عورات بناتهم ومنتهكي حرماتهم ومعذبي أبنائهم في غيابات السجون.

دعني أُمـَنــّي النفس بمشهد شباب وطني وهم يزلزلون الأرض من تحت أقدام الأوغاد.دعني أُقــَبــِّل جبينـَك على نجاح ثورتك، ثم على استردادك إياها بعد عام من سرقتها.دعني لا أعترف بسلطة في مصر، تنفيذية أو تشريعية أو قضائية، أكبر من سلطة الثورة.

دعني أحتضنك، وأشد ّعلى يديك، وأدعو الله أن يحفظك، فشباب 25 يناير أنبياء العصر.محمد عبد المجيدطائر الشمالأوسلو في 15 يناير [email protected]

أربعون سبباً لعدم خروجي في 25 يناير 2012

1 أنني جبان، ولا حيلة لي في جبني هذا الذي صنعته الأيام والسلطــة والاسرة والطفولة و .. الطبيعة!2 أنني أخشى أن يصيب قناصة السلطــة عيني بأذى، لذا فمن الأفضل لغيري أن يدفع الثمن.

3 لن أخرج لأنني أشعر بالأمن في وجود سلطة قوية ولو غاشمة، زعيم حاسم ولو ظالم، كرباج على كل ظهر ولو بغير سبب.لم يحدث لي أي مكروه طوال عهد الرئيس مبارك، ولم أعترض أو أحتج أو أنتقد حتى لو سففني الرئيسُ تراب الأرض وأطعمني طينه!

4 لن أخرج لأنني عضو في جماعة الإخوان المسلمين، ونحن نطيع مرشدنا الروحي، وأن يد الله مع الجماعة وبالتالي فهويتي ذابت داخل الجماعة، وطاعة المرشد بعد طاعة الله.لذا فأنا لست أنا، لكنني هم، ونحن نترك سيدنا يفكر لنا فهو أعرف بديننا منا.

5 لن اخرج لأنني سلفي، مطيع، لا أكترث لأي حاضر فعالمي هو الماضي، وشيوخنا سادتنا، وفتاواهم جواهرنا، وخروجي يعني غضب المجلس العسكري علينا، ولن تقوم لنا قائمة بعدها. نحن كالإخوان المسلمين لا نثير غضب سيد القصر حتى لو ربطنا جميعا في جذع شجرة ضخمة فرعها في الاسكندرية وأصلها في أسوان.

راض عن حياتي بكل ما فيها، وآكل طعاماً مسمماً، واعتادت معدتي على التلوث، وتستريح رئتاي لهواء القاهرة.لو كان ولي الأمر حماراً، فالطاعة واجبة كما تعلمت، فنحن نتبع ما ألفينا عليه آباءنا وليس عقولنا.6 لن اخرج لئلا يغضب والدي، وتبكي أمي، ويصرخ أشقائي الصغار، فنحن أسرة تعيش في الظل، وتموت دون أن يلاحظ الجيران اختفاء أحدنا.

7 لن اخرج لأنني مبني للمجهول، مصري بدون ظل، فم بغير لسان، قلب لا يحمل ضغينة للظالمين والمجرمين والسفلة، شفاه ترتعش لدى الحديث إلى أي ضابط أمن أو جيش.8 لن أخرج لأنني متشائم، وهذه طبيعتي، ولا أرى أملا في الحياة، وأنتظر يوم أن ينزلق جسدي في باطن الأرض، فقد جئت إلى الدنيا وسأتركها ولا أترك مني أثراً.

9 لن اخرج لأنني قبطي، والكنيسة تحدد لي مأكلي ومشربي وثورتي وغضبي وسكوني وصمتي، والبابا امتدح المجلس العسكري فالتزمنا الصمت تجاه تجديد الثورة، تماما كما قام بتأييد جمال مبارك وريثاً للعرش فخسرت مصر شركاء الوطن كقوى معارضة في عهد المخلوع.

سأترك ابناء بلدي الشباب يواجهون العسكر والمتطرفين والفلول بمفردهم، فإذا انتصروا، حصلوا لي على حقوقي القبطية، وإذا فشلوا فنحن في أمان ولن يغضب منا العسكر أو الاخوان المسلمون أو السلفيون أو القاعدة أو غيرهم.10 لن أخرج لأنني اعتدت على الذل والهوان وسف التراب، فلا فارق بين ثورة يناير وبين مبارك، فحقي مهضوم في كل العصور، وكرامتي معدومة في كل العهود.

11 لن اخرج لأنني امرأة، والدفاع عن مصر للرجال فقط، وزوجي لن يسمح لي بالبهدلة، ولكنه وعدني بمشاهدة المليونية في التلفزيون كما نشاهد القردة12 لن اخرج لأنني فتاة لا تعرف غير البيت والجامعة، ووالدي سيغضب عندما يعرف أن ابنته تعرضت لكشف العذرية، خاصة أنني كنت أهوى ركوب العجل في طفولتي، وإذا عرف والدي أن ضابطاً طبيباً كشف على موضع العفة مني فسيموت هماً وكمداً.

13 لن أخرج لأنني شاب يعيش في حيرة، لا أعرف الخطأ من الصواب، ولا أعرف الفارق بين اليمين واليسار، ولا بين المتطرف والمعتدل، ولست ثورياً، ولا أتصور نفسي بعيداً عن أهلي عدة أيام في خيمة قد تتعرض لحريق، ثم كيف تنام والدتي وأنا بعيد عنها؟

14 لن أخرج لأنني مسلم مسالم، طيب، أحمل هموما أكبر من الثورة والعصيان والانتفاضة والتمرد، فأنا أذهب إلى المسجد خمس مرات في اليوم، وخطيب المسجد أكد لي أن المليونيات هي لعب عيال، وأن الناضجين الكبار أقدر على حمل راية الوطن.

15 لن اخرج لأنني لن أعض يد من اخذ بيدي، فلحم كتفي من خير الرئيس مبارك، ورغم أنه ورجاله في السجن فمرتبي يأتيني مضاعفاً، فرجال الرئيس مبارك يحركون مصر من وراء القضبان بفضل ملياراتهم التي لم يصادرها المجلس العسكري.16 لن أخرج لأن مهمتي تخويف وترويع أعداء مصر من الشباب الثوري، وأحيانا قتل بعضهم أو تفجير عيونهم فأنام بعدها مستريح الضمير لأنني أحب مصر وأخاف عليها من دعاة المليونية .. خصوم المجلس العسكري.

17لن أخرج لأنني أشتاق لعهد مبارك، فقد كنت أعيش في دولة لها هيبتها حتى لو كانت كرامتي صفراً أو تحت الصفر. الأمن قبل الكرامة، والزعيم الرمز أهم من الدولة.18 لن أخرج لأن منصبي ومركزي وهيبتي لا تسمح لي بالاختلاط بشوية عيال، فالقضاة والمحامون والأكاديميون ورؤساء الأحزاب وخطباء المساجد وكهنة الأديرة ومساعدو البابا وشيخ الأزهر متفرجون، فإذا نجح الشباب زعمنا أننا كنا نؤازرهم، وإذا فشلوا أكدنا أننا حذرناهم.

19 لن أخرج لأن طعم الذل والمسكنة والاستكانة والخنوع مرادف للذة السكون والهدوء والأمان، وأنا عدو للتغيير ، ولو خُـيّرت بين السباحة في بركة ماء آسن قذر، أو في ماء جار نظيف لأخترت بدون تردد .. البركة!20 لن أخرج لأنني على المعاش، وما بقي من العمر قليل، وصحتي لم تعد تنهض بي، ولا أتصور نفسي مع شباب في عمر أولادي، أصيح، وأصرخ، وأنام على الأرض، وأهرب جرياً من مواجهة الشرطة.

لقد عشت مسالماً، وأريد أن أموت على هذا الحال، لكنني أتمنى للثوار الشباب الانتصار في يوم تجديد ثورتهم المباركة.21 لن أخرج لأنني موظف مضطر للعمل يوم 25 يناير، ولا استطيع أن أغيب يوماً واحداً وإلا فإن أسرتي ستتأثر بالجنيهات البسيطة التي سيخصمها رب العمل من مرتبي الضئيل.

22 لن اخرج لأنني أعيش في واحدة من العشوائيات البعيدة عن السلطة، فلا ندفع إيجاراً، ونحصل على الكهرباء والماء والخدمات الأخرى مجاناً. نعيش حياة ملؤها البؤس، لكنها لا تتحمل أي تغيير في البلد.23 لن أخرج لأنني واحد من نصف مليون ضابط وجندي نمثل جيشاً حارب آباؤه منذ أربعين عاماً، أما نحن فنحارب الشعب، ونفرم المحتجين، وندهس اخواننا المصريين بالسيارات،ونقمع المتظاهرين، ونقتل منهم المئات دون أن يتعرض أحدنا لمحاكمة أو عتاب أو استدعاء على استحياء.

آباؤنا كانوا أصحاب قضية، أما نحن فنعمل لدى الحاكم، رئيس أو زعيم أو مشير أو مجلس، ولو طلب منا تفجير عيون كل شباب مصر بالرصاص الحي لما تأخرنا لحظة واحدة، فنحن العسكر جيل اللاقضية!24 لن اخرج لأنني واحد من نصف مليون رجل أمن في كافة المجالات، ومهمتنا يحددها الزعيم على لسان وزير الداخلية،

نطلق الرصاص وخراطيم المياه على المحتجين حتى لو كانوا أولادنا أو أشقاءنا الصغار ، وليس من حقي الاعتراض فأنا آلة يحركها كبار الضباط.25 لن أخرج لأنني معتقل بريء، مضى علي حين من الدهر لا يسأل أحد عني، ولا يتأكد القاضي الذي حكم ببرائتي من عودتي إلى أسرتي، ولا يجيب أي قسم شرطة أو جهة أمنية استفسارات أهلي، فجفت عيون أمي من الدموع، وأصبح أبي كتلة متحركة من العظام، ونسيت أختي الصغيرة ملامح وجهي.

أنا داخل زنزانة في قبو تحت الأرض، منفصل عن بلدي، وأصبحت رقماً في أرشيف سجن يرى مدير أمنه ملفي أكثر مما يراني.26 لن أخرج لأنني غير مقتنع بكل الأسباب التي دفعت الشباب لتجديد الثورة، وأثق في مشيرنا لأنه قائدنا، وأرى أن مجلسنا العسكري لا ينفصل عن جيشنا البطل، والانتخابات خيار المصريين الذي اندفعوا إليه افواجاً منظمة.

27 لن أخرج لأنني واحد من عدة ملايين أمي، لا يقرأون، ولا يكتبون، ولا يعرفون برنامج أي مرشح، بل لا أستطيع أن أكتب اسمه إلا بمساعدة موظف في اللجنة يمسك إصبعي ويشير به على أي شخص، فكيف أعرف ما يريد شبابنا، وكيف أقرأ لافتاتهم التي يرفعونها؟

أنا مواطن أمي أهملتني الدولة عشرات السنين، ولم يدر بذهن أحد أن أكون مشروعاً قوميا فكيف سأتعلم القراءة والكتابة بعد الثورة.28 لن أخرج لأن الثورة سُرقت بكاملها، وتم تقسيمها على العسكر والإسلاميين، ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تعيدها لأصحابها، فصلابة العسكر وتمسك الاسلاميين بالتغييرات الهلامية جعلت حماس الشباب يخفت، فكلهم لصوص من الشخصيات العامة إلى المجلس الاستشاري، ومن المثقفين إلى رؤساء الأحزاب، ومن المرشحين لمجلسي الشعب والشورى إلى المرشحين لرئاسة الجمهورية.

29 لن أخرج لأنني واحد من نصف مليون مدمن قام عهد مبارك بتغييبي عن مصر وأنا على أرضها، فأسرق، وأغتصب، وأرتكب كل المحرمات والممنوعات حتى أشتري قطعة مخدرات تساهم في استمرار تغييبي عن العالم من حولي.30 لن أخرج لأنني فنان تحقق السلطة شهرتي، وإذا غضبت على تصرفاتي وأهوائي، فلن يعرض علي مخرج أي عمل، وستهجرني الشاشة الصغيرة والفضية.

31 لن أخرج فآلاف الإعلاميين والصحفيين سيلزمون بيوتهم في ذلك اليوم بعد تقديم طقوس الولاء للمشير والمجلس العسكري، فأكل عيشنا بين أيديهم، وسنتسابق للنفاق والمداهنة والتزلف ومسح الجوخ كما فعلنا طوال عهد مبارك.إننا مومياءات لا تتغير ، ويكفي أن نقرأ في عيون أعضاء المجلس ما تخفي صدورهم، فنكمل المهمة، ونبرر القتل، وننفي عن العسكر إساءة الاستخدام، ونزعم أن البلطجية فوق أسطح البنايات كانوا من شباب الثورة.

32 لن أخرج لأنني موظف حكومي، يراقب زملائي تحركاتي، ويوشي بي أقرب الناس، ومديري في العمل تلقى التوجيهات من السلطة أن نخرج لدعم العباسيين، ونرفع شعارات تخلط المجلس العسكري بجيشنا فيختلط الغث بالسمين، واللص بالشريف.33 لن أخرج لأنني لست مسلما أو قبطيا، إنما من الطوائف المهمشة التي يرفض المتشددون تغيير خانة الديانة في الهوية الشخصية فيكون لنا نصيب لا يتصادم مع وطنيتنا، وحبنا لمصر، واستعدادنا للدفاع عنها.

34 لن أخرج لأنني صاحب ثروة جمعتها في عهد مبارك، وأخشى أن تنجح الثورة، وتعيد إذابة الفوارق بين الطبقات، وتصدر قوانين تحد من طموحاتي، وتقضي على الثغرات التي أنفذ منها في الجمارك والمطارات والأوقاف والعقارات وغيرها.35 لن أخرج خشية افتضاح أمري، فممتلكات عائلتنا تمرح فيها الخيل، وأراضينا لو علم بها اقطاعيو العهود السابقة لحسدونا في قبورهم، ونحن بخير مادامت السلطة امتداداً لصانعنا وولديه.

36 لن أخرج لأنني طفل من مليون متشرد في الشوارع والأزقة وتحت الكباري وفي العشوائيات، والفوضى هي ملاذي، وتجار المخدرات هم آباؤنا الروحيون، والبلطجية مثلنا الأعلى في نزع حقوقنا عنوة، ولم يشرح لنا أحد عن مكاسبنا لو نجحت الثورة. إننا والكلاب الضالة نتآلف، ونأكل من نفس القمامة، وننام على الرصيف ذاته، وتركلنا أحذية المارة والأمن المركزي والمتحرشون بنا من ذئاب الليل.

37 لن أخرج فمصر لم تعد مركز اهتمامي، وأشعر بغثيان عندما أرى نقاشا سياسيا بين طرفين: وصولي وأحمق، ولا يهتز فؤادي لحب مصر، ولا أكترث لسيد القصر سواء يمسك سوطا يجلدنا به على ظهورنا، أو يمسك وردة يعبر بها عن حبه إيانا.38 لن أخرج لأنني أعد العدة للهجرة الدائمة أو الموت غرقا في زورق قديم مثقوب قبل أن يلقي بي على شواطيء مالطا أو اليونان أو إيطاليا، فأنا نسيت تماما الوجوه الجميلة المفعمة بالحب، وكلما اختفى لص من الحكومة تولى حقيبته لص جديد. إنني غارق في أحلام اليقظة حتى اليوم الذي أبدأ فيه حياة جديدة .. بعيدا عن وطن لم يمنحني غير الخوف والجوع والمرض .

39 لن أخرج خشية أن تنتهي وقائع يوم القيامة المصري في 25 يناير قبل التاسعة مساء، ويحصد المجلس العسكري مع الاسلاميين نصراً على شباب مصر، وتتحول أم الدنيا إلى إمارة طالبانية تحت قيادة قناصة العيون، فماذا سيفيد خروجي؟40 أما أنا فلن أخرج لأنني من قوى الثورة المضادة، وأحمل عاراً سيكون معي دنيا وآخرة، وقضيت عاما كاملا أشكك في الثوار، وأتعاون مع الجيش والأمن، وأصفق للبلطجية، وأفرح للضحايا من ابناء مصر، لكنني هذه المرة أرى في عيون شباب مصر تحدياً أكثر صلابة من 25 يناير الماضي، وإصراراً سيغير وجه الحياة في مصر، وتهكما على صانعي المصائد في السلطة الذين يريدون قتل الثورة في مجلس الشعب بجلسته قبيل اندلاعها، وباأحكام على مبارك لامتصاص الغضب، وبمحاصرة رمز الثورة .. ميدان التحرير، وبدفع أكبر عدد ممكن من زاعمي التحدث باسم الله ليتصادموا معهم، فيكون الجيش، ظاهريا، هو المنقذ.

إنني كواحد من أعدائها أكاد أراها الحدث الأهم في تاريخ الثورات لعام 2012، وستكون أم المفاجآت ، فتتحرر مصر منا جميعاً نحن قوى الثورة المضادة.إننا قوى الثورة المضادة ننحدر بسرعة العد التنازلي نحو الخامس والعشرين من يناير حيث سينتصر الثوار، وينتهي مبارك ورجاله وكلابه وحيتانه ولصوص الوطن، ولن يكون لنا مكان في مصر نظيفة، وآمنة، وحرة.

إننا نقترب من اليوم الموعود، حيث تجري آخر معركة لاسترداد الثورة بين الذكاء الشبابي و المكر العسكري يسانده الدهاء الإخواني والسلفي.لن أخرج في 25 يناير 2012 فأنا من الثورة المضادة، ونهايتنا ستكون يوم تجديد الثورة.

محمد عبد المجيدطائر الشمالأوسلو في 10 يناير [email protected]

أربعون سبباً لتجديد الثورة في 25 يناير 2012

* محاكمة المخلوع عن ثمانية عشر يوما، وليس عن ثلاثين عاماً* سرية المحاكمة، والتعامل الفظ من القاضي مع المدعين بالحق المدني* المستشار أحمد رفعت ليس مؤهلا لقضية من أهم المحاكمات في تاريخ مصر القديم والحديث

* ضياع أرواح مئات الشهداء في ثورة 25 يناير وحتى 11 فبراير دون تقديم القتلة إلى العدالة رغم معرفة الدولة بأسمائهم وعناوينهم ولديها وثائق مصورة وشهود مما يعد تواطئاً واضحاً مع المجرمين.* الفترة التي قضاها المخلوع في شرم الشيخ لتسوية أوضاعه المادية والقانونية وتمكين رجاله من تهريب الأموال المسروقة من الشعب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل