كاتبة أمريكية: مبارك نرجسي وكذّاب وضحية

وشخّص كتاب "المهووسون بالسلطة" المشاكل النفسية للرئيس مبارك، فأشار إلى أنه ورث من سلفه النرجسية الملتصقة بأي حاكم لمصر باعتبارها دولة للفراعنة، وما يؤكده أن الرؤساء الثلاثة لمصر كانوا معجبين بشخصية رمسيس الثاني الذي عاش حتى التاسعة والتسعين من عمره وحكم لـ66 عاماً.

وبيّنت فايسباغ أن كثيراً من العقد ولدت لدى مبارك منذ طفولته؛ لأن عائلته عاشت في فقر مدقع، واتضح ذلك في خجله من والده فلم يتحدث عنه مطلقاً أو عن عمله الذى كان حاجباً في محكمة، ويبدو أن خجل مبارك من أصوله دفعه الى قطع أية علاقة بعائلته الكبرى في كفر المصيلحة بالمنوفية حتى إنه لم يعد لقريته يوماً للمشاركة في الأفراح والأحزان ولم يزر يوماً قبر والده.

وفي المدرسة الابتدائية، عُرف مبارك بـ"الكذاب" بين زملائه نظراً لخياله الواسع في ابتكار البطولات، ثم عُرف في المدرسة الثانوية بـ"حسني الخباص" لاشتهاره بالإيقاع بين زملائه عن طريق نقل الدسائس والنمائم، وعندما التحق بالقوات المسلحة ظلت صفة التجسس على الزملاء والرفقاء والإبلاغ عنهم لرؤسائه.

ولاحظت فايسباغ أن مبارك كان بعيداً عن شعبه بشكل كبير، حتى انه كان يعتمد في خطاباته كلها على نصوص مكتوبة وكان عندما يتحدث خارج النص يفاجئ مستمعيه بأسلوب فظ وسوقي في الحديث، وشاع أن مبارك لا يعتقد بوفاته مستشهداً بطول أعمار كثير من أقاربه، وهو ما منحه شعوراً أقرب لليقين بأفضليته وعظمة بقائه على عرش مصر.

وفي ذلك الإطار، كان المصريون يتداولون نكتة خيالية حول شعور الرجل بديمومة حكمه مفادها أن الله سبحانه وتعالى استدعى مبارك وأوباما وبوتين وأخبرهم أن يخبروا شعوبهم أن يوم القيامة سيكون في الغد، فذهب بوتين لشعبه وقال لهم إن لديه خبرين سيئين أولهما أن الله موجود وهو ما يعني أن كل ما يؤمنون به كان باطلاً، والثاني أن العالم سينتهي في الغد.

أما أوباما فقد قال لشعبه إن لديه خبرين أحدهما سار والآخر سيئ، أما السار فهو أن الله موجود والسيئ أن العالم سينتهي في الغد. وبالنسبة لمبارك فقد قال لشعبه إن لديه خبرين جيدين أولهما أنه التقى الله، والثاني أنه سيحكم مصر حتى القيامة.

يُذكر أن الكاتبة موريال فايسباغ عضوة بمجلس تحرير مجلة "اكسكيوتيف إنتيليجينس ريفيو" التي تصدر في الولايات المتحدة، وعضوة مجلس أمناء معهد "شيلر" للبحوث السياسية ومقره فرانكفورت، وعضوة مؤسس في حركة "لاروش" للسلام ومقرها واشنطن.

وتخصصت فايسباغ خلال الـ15 عاماً الماضية في دراسة شؤون العالمين العربي والإسلامي ونشرت عنها العديد من الدراسات.