المحتوى الرئيسى

أفغانستان: الانهيارات الجليدية تحاصر مناطق متضررة من الجفاف في شمال شرق البلاد

01/18 21:06

كابول - دنيا الوطن

كثيراً ما تتسبب الثلوج الغزيرة والانهيارات الجليدية في فصل الشتاء في وقوع خسائر بشرية وإلحاق أضرار بالممتلكات في أفغانستان حاصرت الانهيارات الجليدية في شمال شرق أفغانستان عشرات، إن لم يكن مئات، الآلاف من الناس الذين كانوا يعانون أصلاً من خطر الجوع بسبب الجفاف، ممهدة بذلك الطريق لأزمة إنسانية محتملة في حال تأخر المساعدات، حسب تحذير مسؤول إقليمي. وأضاف عبد المعروف راسخ، الناطق باسم الحكومة في إقليم بادخشان الجبلي، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "إذا استمرت الثلوج في إغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق الريفية والنائية ولم نحصل على أية مساعدة، فإننا سنواجه أزمة إنسانية خطيرة".

كما أكد راسخ أن الثلوج قطعت الطرق التي تربط 14 من 28 مقاطعة في الإقليم مع مدينة فايز آباد عاصمة الإقليم، وبالتالي منعت الناس من الوصول إلى الأسواق للحصول على الغذاء لأنفسهم ولماشيتهم. وأفاد أيضاً أن هناك ما لا يقل عن 70 عائلة محاصرة في منازلها بمنطقة اشكاشيم، وأن فرق الإنقاذ تحاول مساعدتهم، مضيفاً أن مئات الأسر أصبحت محاصرة في مناطق مختلفة.

 وكانت الثلوج الغزيرة والانهيارات الثلجية قد تسببت في مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة 11 آخرين بجروح، حسب راسخ. كما تسبب الطقس البارد ونقص الأعلاف الحيوانية في هذه المناطق في مقتل نحو 600 رأس ماشية. ووفقاً لتقرير تلقاه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم العثور على قافلة تضم 150 شخصاً في إقليم باغلان على قيد الحياة بعد نجاتهم من الموت خلال الليل رغم أن سياراتهم كانت مدفونة تحت مترين من الثلوج. ويتسبب سوء حالة الطرق والثلوج في فصل الشتاء في إطالة وقت التنقل من قرية إلى أخرى إلى عدة أيام في هذا الإقليم الذي يقدر عدد سكانه بنحو مليون نسمة يعتمد معظمهم على الزراعة وتربية الماشية.

وقد كان إقليم بدخشان أحد الأقاليم التي ضربها الجفاف في العام الماضي، مما جعل 2,8 مليون أفغاني بحاجة إلى معونات غذائية، وفقاً لتقييم لبرنامج الأغذية العالمي. كما أشار راسخ إلى أن هناك نقصاً في الغذاء والأعلاف، مضيفاً أن "وزارة الزراعة لم ترسل سوى مساعدات غذائية تكفي لإطعام 10,000 أسرة قبل حلول فصل الشتاء.

وفيما عدا ذلك، لم نحصل على أية مساعدة من الحكومة أو المجتمع الإنساني". مساعدات برنامج الأغذية العالمي قال صديق حساني، رئيس قسم السياسات في الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأفغانستان، أن الحكومة وشركاءها الدوليين، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، أرسلت أكثر من 70,000 طن من المواد الغذائية وبعض المواد غير الغذائية إلى تلك المناطق منذ عدة أشهر لمساعدة المزارعين المتضررين من الجفاف وإطعام السكان في حالة حدوث ظروف طارئة خلال فصل الشتاء.

وأضاف أن الجزء المخصص لمواجهة الجفاف قد تم توزيعه بالفعل بمجرد وصوله، وأن سلطات إدارة الكوارث في الأقاليم تبت الآن في كيفية توزيع الحصص الغذائية في حالات الطوارئ على أساس الحاجة إليها. وأشار حساني إلى أن "بعض الأقاليم بدأت بالفعل في توزيع المواد الغذائية، ولكن بعض المناطق الأخرى ليست قادرة على توفير الغذاء للمحتاجين بسبب تساقط الثلوج بغزارة.

وأنا أعتقد أن هذا جزء من المشكلة، ولكننا لا نزال نبذل محاولات". وكان برنامج الأغذية العالمي قد بدأ في شهر ديسمبر الماضي بتوزيع المواد الغذائية المخصصة لحالات الطوارئ في جميع أنحاء المناطق المتضررة بالجفاف، كما قام بتوزيع الغذاء على الأشخاص الذين يعانون من جوع مزمن قبل ذلك كجزء من برامجه العادية. وفي السياق نفسه، أفاد محمد طاهر شحيم، الذي يعمل مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في إقليم قندز المجاور، أن المجتمعات المحلية في تلك المناطق معتادة على عدم صلاحية الطرق للتنقل لمدة ستة أشهر من كل عام. وأضاف أن المؤسسات الحكومية والمستشفيات وأسواق المواد الغذائية موجودة داخل المقاطعات، كما يتم تخزين الاحتياجات الأخرى هناك قبل فصل الشتاء.

أما حساني فأشار إلى أن هذه الاحتياجات تشمل المعدات الضرورية لاستمرار فتح الطرق ومساعدة الناس في حال حاصرتهم الثلوج. وأكد شحيم أن وكالات الإغاثة تستطيع أيضاً الوصول إلى المناطق المعزولة عن فايز أباد عبر طاجيكستان. ومع ذلك، "تبذل الإدارات الحكومية ذات الصلة قصارى جهدها في الوقت الراهن لفتح الطرق وإنقاذ الأشخاص المحاصرين في مناطق مثل بادخشان،" كما أفاد حساني في تصريحه لإيرين، مشيراً إلى أن الثلوج قد تسببت أيضاً في إغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق الجبلية في إقليمي دايكوندي وباميان في المنطقة الوسطى من أفغانستان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل