النفط مصدر رئيس للطاقة حتى عام 2040

نعمت أبو الصوف

تشير توقعات الطاقة لشركة إكسون موبيل لعام 2012 إلى أن الطلب العالمي على الطاقة من المتوقع أن ينمو بنحو 30 في المائة بحلول عام 2040 عن مستوياته الحالية، لكن في الوقت نفسه تحذر النشرة من أن عدم تحقيق الأهداف المتوقعة في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة، قد يضاعف هذا النمو أربع مرات. تشير التوقعات إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي من طبقات السجيل الغازي (الصخر الزيتي) ومن المصادر غير التقليدية الأخرى من المتوقع أن يشكل نحو 30 في المائة من إنتاج الغاز العالمي بحلول عام 2040.

أنواع الوقود الأحفوري المختلفة (النفط، الغاز، والفحم) سوف تشكل نحو 80 في المائة من مزيج الطاقة العالمي في عام 2040، لكن حصة الغاز في مزيج الطاقة سوف تنمو بصورة أسرع مع تراجع حصة الفحم، حيث من المتوقع أن يستمر تنامي دور الغاز كوقود مفضل مع تزايد موارده العالمية، التي من المتوقع أن تدوم نحو 250 سنة حسب مستويات الطلب الحالية.

على الرغم من أن النفط سوف يبقى أكثر أنواع الوقود المستخدمة عالميا، إلا أن أنماط الطلب على الطاقة عموما من المتوقع أن تتغير مع استمرار التحول نحو مصادر أقل انبعاثا للكربون بما في ذلك الغاز الطبيعي، وتحسين الطاقة في مجالات مثل النقل، حيث إن التوسع في استخدام المركبات الهجينة سوف يساعد على رفع متوسط استهلاك الوقود في المركبات الجديدة إلى ما يقرب من 50 ميلا في الغالون بحلول عام 2040. تشير التوقعات في هذا الجانب إلى أن عدد المركبات الهجينة قد يصل إلى 50 في المائة من أسطول النقل بحلول عام 2040، من نحو واحد في المائة فقط في الوقت الحاضر، ذلك أن هذا النوع من المركبات سوف يكون أكثر ملاءمة للمستهلكين من المركبات الكهربائية والغازية.

النفط وسوائل الوقود الأخرى سوف تبقى المصدر الرئيس للطاقة في العالم حتى عام 2040، حيث من المتوقع أن يمثل النفط نحو ثلث الطلب العالمي على الطاقة. على الصعيد العالمي، الطلب على الوقود السائل سوف ينمو بنحو 30 في المائة على مدى السنوات الـ 30 القادمة، ما يقرب من 80 في المائة من هذه الزيادة مرتبطة بقطاع النقل. في هذا الجانب تشير النشرة إلى استمرار هيمنة الوقود النفطي على قطاع النقل والمواصلات، حيث إن 90 في المائة من أسطول النقل العالمي من السيارات والسفن والطائرات سوف يستمر بالاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للطاقة بسبب أسعاره المعقولة نسبيا وخصائصه الأخرى. في هذا الجانب تشير التوقعات إلى أن قطاع النقل التجاري هو المحرك الأساس لزيادة الطلب على النفط، حيث سوف يزداد الطلب في هذا القطاع بنحو 70 في المائة استجابة للنمو الاقتصادي، ولا سيما في الدول النامية.

التقدم التكنولوجي سوف يلعب دورا رئيسا وحاسما في توسيع وتنويع إمدادات النفط (الوقود السائل). من المتوقع أن يبقى إنتاج النفط من المصادر التقليدية ثابتا نسبيا خلال الفترة حتى عام 2040، لكن الطلب المتزايد على النفط خلال هذه الفترة سوف يتم تلبيته من مصادر جديدة بما في ذلك المصادر غير التقليدية ومن مصادر المياه العميقة جدا، حيث تشير التوقعات إلى أن إمدادات الوقود البترولي السائل ستواصل الاعتماد على مصادر متنوعة لتلبية الطلب العالمي على النفط المتوقع أن يصل إلى 112 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040. على سبيل المثال، إنتاج النفط من حقول المياه العميقة من المتوقع أن يتضاعف، بحلول عام 2040 من المتوقع أن يوفر نحو 10 في المائة من مجموع الوقود السائل في العالم. هناك أنواع مختلفة من مصادر الوقود السائل سوف تنظم إلى مزيج النفط العالمي، لكنها قد تتطلب بعض الوقت لتتطور وتنمو بصورة واسعة.

إمدادات النفط من المصادر التقليدية من المتوقع أن تمثل نحو 60 في المائة من الإنتاج العالمي للنفط في عام 2040، في حين بقية الإمدادات سوف يتم توفيرها من الرمال النفطية، الرمال المتراصة أو المحكمة Tight Sands، أو من طبقات السجيل الزيتي Shale Oil، سوائل الغاز الطبيعي والوقود الحيوي.

العالم يملك موارد نفطية كبيرة وهائلة، استنادا إلى تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الموارد النفطية التقليدية في العالم قد تضاعفت تقريبا منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، من 1.7 تريليون برميل إلى أكثر من 3.3 تريليون برميل، في حين أن الإنتاج التراكمي العالمي من النفط خلال تلك الفترة كان أقل من ثلث هذه الزيادة، إضافة إلى ذلك يوجد اليوم أكثر من تريليوني برميل من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص بالتقنيات الحالية. لقد كان للتقدم التكنولوجي وانتعاش عمليات الاستكشاف الفضل في ذلك النمو، من المتوقع استمرار هذا الاتجاه في المستقبل أيضا. حسب توقعات شركة إكسون موبيل، بحلول عام 2040 أكثر من نصف الموارد العالمية للنفط المعروفة اليوم سوف تبقى غير منتجة.

تتوقع النشرة أن تبقى المملكة العربية السعودية، روسيا، والولايات المتحدة أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم في عام 2040، كما تتوقع زيادة الإنتاج في أماكن أخرى من العالم، مثل مناطق المياه العميقة في البرازيل والعراق، كما تتوقع تراجع الإنتاج وانحساره من مناطق أخرى. تشير النشرة أيضا إلى أن واردات الولايات المتحدة من النفط على ما يبدو قد بلغت ذروتها مع تزايد الإمدادات من الرمال النفطية في كندا ومن المصادر غير تقليدية، بحلول عام 2040 تتوقع النشرة اقتراب واردات الولايات المتحدة من خارج أمريكا الشمالية إلى ما يقرب من الصفر أو واحد مليون برميل في اليوم فقط.

* نقلا عن "الاقتصادية" السعودية