المحتوى الرئيسى

أنا زلاتان (55) | معارك وبطاقات حمراء وديربي ميلانو

01/06 06:45

تحدثنا في الحلقة الماضية عن استقبال إبراهيموفيتش في الميلان وكيف كان سعيدًا به، ومن ثم الحيدث عن بداية الموسم وتوالي المباريات وصعود زلاتان من جديد لقمة الكرة الإيطالية.

الفصل الـ27| موسم الروسونيري، معارك وبطاقات حمراء وديربي ميلانو


بدأ زلاتان في الفقرة الأخيرة للحلقة الماضية الحديث عن مباراة الموسم أمام الإنتر، ولكنه توقف ليتحدث عن قصة جمعته مع أحد زملاءه، يقول اللاعب عنها "كان يُقال أنه الشخص الألطف في العالم، أوجوتشي أونيو كان أشبه بملاكم من الوزن الثقيل، طوله مترين تقريبًا ووزنه يقترب من الـ100 كيلو، ورغم أنه لم يكن أساسيًا في الفريق إلا أنه كان قد اختير في الموسم السابق أفضل لاعب أجنبي في الدوري البلجيكي وأفضل لاعب أمريكي في العام. لكنه لم يستطع التعامل معي، لقد أراد أن يستوعبني ...

أونيو: أنا لست مثل المدافعين الآخرين.
إبرا: حسنًا، ذلك جيد
أونيو: أنا لا أحفز بحديثك، بفمك الذي بتحرك طوال الوقت.
إبرا: ما الذي تتحدث عنه؟
أونيو: أنت، أنا أراك خلال المباريات وأن مجرد تحُفز وتحفز.

واصل حديثه وقد أغضبني كلامه، ليس فقط لأني تعبت من كل المدافعين الذين يحاولون الاستفزاز طوال الوقت، لكن لأني لست الشخص الذي يتحدث بل أحب الانتقام على أرض الملعب. سمعت الكثير من ذلك الهراء طوال سنوات مثل قولهم أني سخيف، غجري، حتى أن بعض الأشياء طالت أمي وأمور أخرى. لكن الشيء الأسوأ هو أن يُقال "سأراك بعد المباراة"، اللعنة ... ما هذا الكلام؟ هل ستواجهني في موقف السيارات أم ماذا؟ إنه مجرد سخف".

ينتقل اللاعب ليسرد إحدى القصص السابقة، يقول
"أذكر جيورجيو كيليني وهو مدافع في اليوفنتوس، لعبنا معًا ومن ثم حين انتقلت للإنتر تقابلنا على أرض الملعب وخلال المباراة كان يراقبني طوال الوقت وقد حاول أن يستفزني بالقول "هيا، الأمر لم يعد كالسابق. أليس كذلك؟، ومن ثم عرقلني من الخلف. كان تصرفًا جبانًا بالتأكيد، فأنت لا ترى اللاعب القادم إليك وقد سقطت أرضًا وكنت أتألم، تألمت كثيرًا لكني لم أقل أي كلمة، فأنا لا أفعل ذلك في مثل تلك الأوضاع بل أرد في المواجهة القريبة القادمة ولحظتها أضرب كالرعد مما يجعل اللاعب غير قادر على الوقوف لفترة طويلة، وبالتالي لا .. لا، لم أكن أحب الرد بالكلام هنا، بل بدلًا عن ذلك أضرب وكنت أنفجر كالقنبلة في المواجهة القادمة، لكن تلك المرة لم تسنح لي الفرصة لأن الوقت انتهى، ولذا اتجهت إليه بعد صافرة النهاية وسحبت رأسه وأسقطته كالكلب السيء، ومن ثم أصبح كيليني خائفًا وقد لاحظت ذلك. قلت له "تريد القتال، إذن لماذا تتبول على نفسك الآن؟" ومن ثم بصقت (على الأرض) وغادرت تجاه غرف الملابس".

شاهد كليب للصراع بين إبراهيموفيتش وكيليني خلال مواجهة الإنتر ضد اليوفنتوس

يعود إبرا للقصة مع المدافع الأمريكي، يقول "هكذا، أنتقم بجسدي وليس عبر الكلمات وذلك ما قلته كذلك لأوجوتشي أونيو لكنه واصل ما يفعل، وحين صرخت عليه "تلك لم تكن رحلة حرة" أشار بأصبعه بأن أصمت كأنه يقول "أنت لا تقول سوء هراء"، هنا فكرت وقلت لنفسي "حسنًا، يكفي الآن ... يكفي يعني يكفي" وقلت له "انتبه إلى نفسك"، ولكنه أشار مجددًا لي بالصمت وهنا لم أعد أرى شيئًا أمامي سوى الظلام، لكني لم أقل شيء .. ولا أي كلمة. ذلك الوغد سيعلم الآن كيف أتحدث في مثل تلك اللحظات، وفي المرة القادمة حين امتلك الكرة جريت نحوه وقفزت بقدمي نحوه، هي واحدة من أسوأ أنواع العرقلة. لكنه رآني وابتعد عني وهنا وقع كلانا على الأرض وكان أول ما فكرت به وقلته لنفسي "اللعنة، لقد هرب منها. سأنال منه في المرة القادمة"، ولكن حين وقفت ومشيت بعيدًا تلقيت ضربة على كتفي وتلك لم تكن فكرة جيدة من أوجوتشي أونيو!، لقد نطحته برأسي وهنا اشتبكنا وتقاتلنا، وأنا لا أتحدث عن مجرد مناوشة صغيرة وبسيطة بل كانت معركة وحشية وكلانا أراد تحطيم الآخر. كلانا كان يفوق وزنه الـ90 كيلو، تدحرجنا على الأرض واستخدمنا الركب وتقاتلنا بقوة، وبالطبع جري الفريق بالكامل نحونا وحاول إيقافنا، لم يكن الأمر سهلًا، أبدًا، فقد كنا مجانين وغاضبين جدًا. أعترف بالتأكيد أن عليك أن تمتلك الأدرينالين على الملعب وأن تقاتل لكن ذلك تخطى الحدود. كان أشبه بقتال حياة أو موت لكن مع هذا فالشيء الأكثر جنونًا حدث فيما بعد".

ما الذي حدث؟ يُواصل زلاتان
"أوجوتشي أونيو بدأ يُصلي لله والدموع تملأ عيونه، فعل حركة الصليب وهنا قلت لنفسي "ما هذا؟" ومن ثم اندفعت أكثر في القتال فقد شعرت أن حركته جاءت مستفزة. في تلك اللحظة جاء أليجري .. المدرب، جاء نحوي وقال "اهدأ إبرا"، لكن الأمر لم يساعد .. لقد أبعدته عن طريقي ومن ثم انطلقت مجددًا نحو أونيو لكن زملائي أوقفوني ومن الجيد ربما أنهم فعلوا ذلك لأن الأمر ربما كان سينتهي بنهاية سيئة جدًا".

كيف انتهى الأمر؟ يُواصل إبرا
"استدعانا أليجري فيما بعد وقد تصافحنا واعتذرنا، لكن أونيو كان باردًا كالسمكة ولكن ذلك كان جيدًا لي لأنه بروده يعني أنني سأكون باردًا أيضًا ولن تكون هناك مشاكل، من ثم عدت للمنزل. بعدها اتصل بي جالياني وعليكم أن تعرفوا هنا أنني لست من الناس الذين يُلقون بالمسؤولية على الغير فذلك ليس بالشيء الشجاع لتفعله بل هو مقرف خاصة في فريق تحظى به بدور قيادي. لهذا قلت لجالياني "اسمع، حدث شيء سيء في التدريب، هو خطأي وأتحمل المسؤولية. أريد الاعتذار ويُمكنك أن تُعاقبني بالطريقة التي تريدها"، لكنه قال "إبرا، هذا الميلان. نحن لا نعمل بتلك الطريقة، لقد اعتذرت والآن دعنا ننظر للأمام ونمضي قدمًا". لكن الأمر لم يكن قد انتهى، ليس بعد. كان هناك بعض المشجعين حول الملعب وبالتأكيد انتشر الأمر في الصحف، لا أحد علم بالكواليس لكن خبر الشجار انتشر كثيرًا، قيل أنه احتاج لـ10 أشخاص كي يفصلانا، وقيل كذلك عن الأجواء السلبية في النادي وأن إبرا لاعب سيء وكل تلك الأمور. لم أهتم بأي منها، فقد دعهم يكتبون ما يريدون!. لكن فيما بعد شعرت بألم في صدري، وقد فحصنا الأمر فوجد ضلعًا مكسورًا وهنا لا يمكنك عمل الكثير مع الأضلاع المكسورة ولذا لم يجد الأطباء سوى وضع ضمادة كبيرة حولي".

يُضيف اللاعب
"لم يكن ذلك الشيء الأفضل ليحدث، بدأت التحضيرات لمباراة الديربي ضد الإنتر، كان لدينا باتو وإنزاجي في قائمة المصابين. الصحف كتبت عن المباراة طوال الوقت، والكثير كان عن الصراع بيني وبين ماتيرادزي حيث كتب أنه سيكون صراع كريه، ليس فقط لأن ماتيرادزي شخص عنيف وأنه سبق لنا القتال من قبل وكذلك لعبنا معًا، بل لأن ماتيرادزي سخر مني بعد تلك القبلة لشعار البارسا في الكامب نو، كان بسبب ذاك وذلك. كان الحديث عن كل شيء لكن شيء واحد كان أكيد، وهو أن ماتيرادزي سيلعب ضدي بقسوة وعنف لأن تلك هي وظيفته، كان مهمًا للفريق أن يُوقفني وفي أوضاع كتلك ليس هناك سوى طريقة وحيدة لفعل ذلك، عليك أن تكون مدافعًا عنيفًا وقويًا أو أنك ستخسر زمام المبادرة وتخاطر بالتعرض للإصابة".

يتحدث زلاتان عن المباراة قائلًا
"لا يوجد مشجعون أسوأ من ألتراس الإنتر، هم أشخاص لا يسامحون أبدًا .. صدقوني، وكنت أنا العدو الأول لهم. لا أحد منهم نسي عراكنا يوم مباراة لاتسيو، وقد علمت بالتأكيد أنني سأواجه صافرات وصيحان الاستهجان وما إلى ذلك. لكن اللعنة ... تلك الأشياء جزء من اللعبة. لم أكن في الحقيقة اللاعب الأول من الإنتر الذي يُوقع للميلان، بل كنت ضمن مجموعة جيدة ضمت رونالدو الذي أتى للميلان عام 2007 ولحظتها استخدم جمهور الإنتر الصافرات لإزعاجه. المباريات بين الإنتر والميلان، ديربي مادونينا، دومًا ما تثير المشاعر وكذلك بطريقة ما ترتبط بالسياسة وبعض الأمور الأخرى. هناك منافسة كبيرة والأمر يُشبه الريال والبارسا في إسبانيا، وأذكر اللاعبين على الملعب ... تستطيع أن ترى في عيونهم كم هي المباراة كبيرة وكم هي مهمة. كنا على قمة البطولة والفوز كان سيعني لنا الكثير، الميلان لم يفز بالديربي منذ سنوات وكذلك كان الإنتر قد فاز بدوري الأبطال ذلك العام، الإنتر كان مسيطر لكن إن ... إن كنا سنفوز، لحظتها سيحدث تحول في القوة لصالحنا. في الملعب كنت تستطيع سماع الضجيج وأصوات الموسيقى المنبعثة من السماعات. كانت الأجواء الاحتفالية والكراهية في نفس الوقت معًا في الهواء وأنا حقًا لم أكن متوتر".

يُواصل زلاتان "كنت متحفزًا كثيرًا، كنت أتطلع فقط للخروج وبدء الحرب. لكن بالتأكيد كنت أعلم أنك قد تكون متحفزًا للغاية وتمتلك كل الأدرينالين في الدنيا لكن مع ذلك تظهر بمستوى سيء خلال المباراة ولا تفعل حتى أي شيء صغير. بدأت المباراة وبدأ كذلك الضحيح في سان سيرو، لا يمكنك أبدًا اعتياده. الأجواء تغلي من حولك، سيدورف كانت له كرة قريبة لكن علت العارضة، المباراة كانت سجالًا. استلمت كرة على الجانب الأيمن من الملعب في الدقيقة الخامسة، راوغت وانطلقت تجاه منطقة الجزاء وهنا اتجه ماتيرادزي نحوي. ماتيرادزي أراد أن يقولها بشكل مباشر "أنت لن تذهب إلى أي مكان، فقط انتظر"، لكنه ارتكب خطأ. لقد أسقطني أرضًا وأنا سقطت على العُشب وبالتأكيد فكرت وقلت لنفسي "هل هي ركلة جزاء؟ هل هي ركلة جزاء"، كان يجب أن تكون، ولكني لم أعرف بالطبع. كانت ضجة كبيرة وبالتأكيد كل لاعبي الإنتر أشاروا بأيديهم كأنهم يقولون ... اللعنة، لا. لكن الحكم اتجه نحو نقطة الجزاء وأنا أخذت نفسًا عميقًا، فقد كنت اللاعب الذي سيُسدد ركلة الجزاء، ولكم أن تتخيلوا الآن ... فريقي كان خلفي ولا أحد بحاجة ليعلم بماذا يفكرون "هل يُضيعها إبرا؟ أرجوك يا الله لا نريده أن يُضيعها". أمامي كان المرمى والحارس ومن خلفهم جماهير ألتراس الإنتر. كانوا مجانين، كانوا يُطلقون صيحات وصافرات الاستهجان ويهتفون ضدي، لقد فعلوا كل شيء ممكن ليُؤثرا سلبًا علي حتى أن بعضهم استخدم ألعاب الليزر تلك. كان الضوء الأخضر على كامل وجهي، وزامبروتا جن جنونه .. ذهب إلى الحكم وقال "ما هذا بحق الجحيم؟ هم يُضايقون على إبرا، هم يُسلطون ضوءًا عليه !!"، لكن ما الذي قد يفعله الحكم؟ هل يبحث بين المدرجات عن صاحب الليزر؟ كان لا يمكنه فعل ذلك وأنا كنت في كامل تركيزي. كان يُمكنهم وضع الإشعاع والأضواء تجاه رأسي لكني أردت فقطت التقدم والتسديد وقد قررت في ذلك الوقت بالتحديد أن أسدد الكرة في الزاوية اليمنى للحارس، وقفت هناك لثانيتين وبالتأكيد شعرت أنه علي أن أسجل تلك الركلة. بدأت موسمي بإضاعة ركلة جزاء وما كان لهذا أن يحدث مجددًا، لكن لم يكن مسموحًا لي لأفكر بذلك، فلا يجب أن تفكر كثيرًا على أرض الملعب. عليك فقط أن تلعب وأنا جريت وسددت".

يُتابع اللاعب "سددت الكرة كما خططت لها تمامًا وقد دخلت المرمى، وأنا رفعت يدي ونظرت إلى جماهير ألتراس الإنتر مباشرة في عيونهم كأني أقول لهم "ألاعيبكم اللعينة لا تنفع معي، أنا أقوى من ذلك"، وعلي القول أن الملعب بالكامل كان يدوي وقتها وقد نظرت للشاشة في الملعب وكانت مكتوبًا عليها "ميلان 1- إنتر 0 - إبراهيموفيتش" وقد شعرت جيدًا وقتها، شعرت أن إبراهيموفيتش عاد لإيطاليا. لكن مع هذا، كنا قد بدأنا المباراة للتو والقتال أصبح أصعب. أباتي حصل على بطاقة حمراء في الدقيقة الـ15 من الشوط الثاني ولا يمكنك أن تلعب مباراة بـ10 لاعبين ضد الإنتر. قاتلنا كالحيوانات، ماتيرادزي كان يراقبني ويلتصق بي بقوة وخلال مواجهة بيننا بعد دقيقتين ذهبت باتجاه الكرة واصطدمت به وأوقعته بالكامل على الأرض، كان بالتأكيد ليس متعمدًا لكنه بقي ساقطًا على أرض الملعب وهنا هرع إلينا كل لاعبي الإنتر وبالطبع أصبح مدرجات ألتراس الإنتر أكثر سخونه خاصة حين خرج ماتيرادزي محمولًا من رجال الإسعاف".

يُواصل زلاتان سرد أحداث مباراة الديربي الأولى له مع الميلان، يقول
"الضغط علينا كان مرعبًا في الدقائق الـ20 الأخيرة وكنت قد أنهكت تمامًا. أردت التقيؤ بسبب الإرهاق، لكننا فعلناها وحافظنا على صدارتنا للبطولة، لقد فزنا. تلقيت في اليوم التالي كرتي الذهبية الخامسة في السويد وكانوا قد أخبروني عن ذلك قبل استلامها، وبصراحة أردت الذهاب للسرير مبكرًا ... في أسرع وقت ممكن للاعب بمثل تلك اللعبة في رأسه. لكننا قررنا الخروج والاحتفال في مطعم يُدعى كافالي وقد جاءت هيلينا معنا أيضًا. جلسنا بهدوء حول طاولة أنا وجاتوزو وبيرلو وأمبروزيني والجميع احتفل كالمجنون. كانت أشبه بفترة الراحة للجميع، ومتعة مجنونة. ولم نعد إلى بيوتنا حتى صباح اليوم التالي".

شاهد ملخص مباراة ديربي ميلانو التي حسمها إبراهيموفيتش

ينتقل اللاعب لمرحلة أخرى من الموسم، يقول "الميلان اشترى أنتونيو كاسانو في ديسبمر، كاسانو من النوع الذي امتلك خلفية سيئة مثلي، وهو يحب أن يُرى ويتحدث عن نفسه بأنه لاعب مذهل. الولد مر بالكثير وعادة ما تشاجر مع المدربين واللاعبين وبينهم كابيلو في روما، حتى أن كابيلو أطلق عليه تعبيرًا .. كاساناتا، ويعني المجنون واللاعقلاني. لكن كاسانو كان يمتلك جودة مذهلة في لعبه، لقد أحببته حقًا وقد أصبحا به فريقًا أفضل. لكن كانت هناك مشكلة واحدة وهي تسلل مشاعر خاصة إلي .. شعرت بأني أحترق، قدمت كل شيء لدي في كل مباراة ولا أعتقد أني شعرت أبدًا بمثل هذا الضغط وذلك يبدو غريبًا بالنظر لكل ما مررت به، كان القدوم للبارسا صعبًا وكذلك لم يكن الأمر سهلًا في الإنتر لكن هنا شعرت أكثر من أي وقت سبق .. يجب علينا الفوز بالدوري وأنا كنت القائد. لعبت كل مباراة كما أنها نهائي كأس العالم وقد دفعت ثمن ذلك .. لقد أنهكت تمامًا".

ما الذي حدث؟ يُكمل زلاتان "في النهاية لم أستطع تنفيذ أفكاري والصور التي أتخيلها على أرض الملعب فقد كان جسدي خطوة واحدة خلفي وكان من المفترض ربما أن أرتاح لمباراة أو مباراتين. لكن أليجري كان جديد وقد أراد أيضًا الفوز مهما كان الثمن، لقد احتاج لزلاتان الخاص به وقد عصرني حتى آخر قطرة. ولكن ذلك لا يعني أني ألومه، أبدًا. لقد أراد تنفيذ وظيفته وأنا أردت اللعب، كنت في مستوى ممتاز ونسق قوي حتى أني أردت اللعب وقدمي مكسورة، لقد أجاد أليجري تحفيزي. نحن نحترم بعضنا البعض، لكني دفعت الثمن فأنا لم أعد شابًا وجسدي أصبح أكبر. لم يكن الأمر مثلما الموسم الثاني مع اليوفنتوس، أبدًا. فالآن لا يوجد وجبات سريعة أو وزن زائد بل كنت أسير على نظام حمية غذائية قاسٍ جدًا، كان وزن جسدي بالكامل من العضلاء لكني كنت أكبر في العُمر ولاعب مختلف عن ذلك الذي كان في بداية مسيرتي الكروية. لم أعد قادرًا على الاختراق مجددًا، لم أعد فتى أياكس. كنت مهاجم قوي وثقيل وكان علي اللعب بذكاء أكبر حتى أتمكن من الحفاظ على مستواي في جميع المباريات، وفي الأول من فبراير بدأت أشعر بالتعب".

يُتابع السويدي
"كان من المفترض أن يكون كل ذلك سرًا في النادي لكنه خرج للإعلام وكان هناك الكثير من الحديث عن الأمر ... هل سيقاوم؟ هل يستطيع فعلها؟، وتلك الفترة كنا أيضًا قد بدأنا نفقد النقاط في المراحل الأخيرة من عديد المباريات، لم نستطع المواصلة بنفس الطريقة وقد تلقينا بعض الأهداف الغير ضرورية، وأنا لم أسجل أي هدف خلال شهر كامل. الجسد افتقد للطاقة الانفجارية الحقيقية، وقد خرجنا أمام توتنهام في دوري الأبطال وذلك كان بالتأكيد ليس جيدًا، كنا الفريق الأفضل وأنا واثق من ذلك. لكننا حتى في الدوري فقدنا زمام المبادرة فيما الإنتر عاد ليلعب بشكل جيد".

يُواصل زلاتان "كان الحديث حول المنافسة .. هل سيتخطانا الإنتر في الجدول؟ هل سنفقد قبضتنا على الدوري؟، لقد كتبوا عن كل شيء ولم يحدث شيء أفضل من إيقافي !!. الإيقاف الأول كان في المباراة ضد باري وهو أحد فرق القاع، كنا خاسرين بنتيجة 1-0 وكنت في منطقة الجزاء وقد راقبني أحد المدافعين وشعرت بأني مُقيد ولذا تصرفت بغزيرة طبيعية .. ضربته بكف يدي على معدته وسقط هو على أرض الملعب، كان أمرًا غبيًا بالكامل من جانبي وأعترف بذلك. لكنه كان رد فعل ولا شيء آخر، أتمنى أن أمتلك تفسيرًا أفضل لكني لا أمتلك .. كرة القدم هي معركة. أحيانًا تهاجَم وتنتقم وأحيانًا تمضي بعيدًا للغاية دون معرفة السبب !!. لقد فعلت ذلك عدة مرات وقد تعلمت الكثير خلال السنوات، فأنا لم أعد المجنون القادم من مالمو مجددًا ولكن تلك الأشياء لم تختف مني بشكل كامل. أنا فائز بالغريزة لكن لدي سلبيات".

يُتابع اللاعب "أغضب، وفي تلك المباراة ضد باري حصلت على بطاقة حمراء، البطاقات الحمراء تستطيع دفع أي شخص للجنون ولكني خرجت من الملعب دون قول أي كلمة وبعد وقت ليس بالطويل سجل كاسانو هدف لنا، شعرنا بالراحة لكن .. اللعنة، لقد أوقفت وليس فقط في المباراة القادمة أمام باليرمو بل كذلك في الديربي الجديد أمام الإنتر. إدارة الميلان حاولت أن تستأنف القرار وقد أثير أزمة كبيرة حول الأمر، لكنها لم تنجح في ذلك وذلك كان مُزعجًا بالطبع ولكني لم أتعامل معه بصعوبة كما اعتدت في الأيام السابقة. نعم، لقد ساعدتني العائلة على تخطي الأمر، فلم أدفن نفسي مجددًا بل احتضنت أطفالي".

شاهد طرد زلاتان أمام باري ،، شاهد ملخص المباراة

ذلك كان عن الإيقاف الأول، ماذا عن الثاني؟ يقول زلاتان
"تخطيت الأمر، لكن اللعنة تواصلت !! لعبت مجددًا أمام فيورنتينا وقد بدا أنني سأكون جيدًان كنا نتقدم بالنتيجة ولم يتبق سوى دقيقتين على النهاية، من ثم تلقيت ضربة وقد صرخت "فافانكولو" أي "اذهب للجحيم" تجاه الحكم المساعد وبالطبع لم يكن ذلك جيدًا خاصة أن ما حدث في مباراة باري كان في البال. لكن هياااا، هل كنتم يومًا على الملعب؟ الناس تقول "فافانكولو" ومثل تلك الكلمات طوال الوقت، ولم يُطرد أحد بسبب ذلك، لا يتم إيقافهم لمباريات عديدة وعادة يُمرر الحكام تلك الحركات، على الأقل في أغلب المباريات. أنت تسمع لغة صعبة وقاسية طوال الوقت ولكن أنا كنت إبرا والميلان كان الميلان، كنا نقود الدوري وقد تدخلت السياسة في الأمر، فقد وجدوها فرصة ليعاقبونا وأنا أؤمن بذلك. تم إيقافي لثلاث مباريات وقد بدا أن تصرفًا غبيًا سيكلفنا خسارة الاسكوديتو، النادي بذل قصارى جهده لإنقاذ الوضع، دافعنا عن أنفسنا وقلت أني كنت أشتم نفسي، كان علينا القيام بالهجوم وقلنا ... "لقد كان غاضبًا بسبب الأخطاء التي ارتكبها على أرض الملعب، كان يتحدث إلى نفسه"، لكن بصراحة .. كان ذلك هراءًا وآسف لذلك !. على الجانب الآخر، كان العقاب سخيفًأ. فافانكولو؟ كان ذلك غبيًا مني لكن أيضًا لم يكن شيئًا كبيرًا، أقصد حين تأتي للشتائم فهي ليست حتى بالكلمة القاسية
، عليكم أن تعلموا أني سمعت أسوأ منها، لكن ما حدث قد حدث. كان علي تقبل الأمر وتقبل السخرية وكل تلك الأمور بجانب جائزة من قناة تلفزية تُسمى "تابيرو دي أورو" (الخنزير الذهبي). تلك هي اللعبة ... يوم يُشاد بك ويوم تسقط، وقد اعتدت الأمر".

شاهد ما قاله زلاتان أمام فيورنتينا ،، شاهد ملخص المباراة

يعود صاحب الـ30 عامًا للحديث عن الدوري، يقول
"نابولي تقدم للمركز الثاني في الدوري أمام الإنتر. نابولي حظي بأفضل فتراته في الثمانينات حين لعب لهم مارادونا لكنهم عانوا مشاكل كثيرة في السنوات الأخيرة ولكنهم عادوا الآن للقمة مجددًا. كنا أمامهم بـ3 نقاط ويتبقى لنا 6 مباريات وكنت أنا موقوف في 3 منهم. كان ذلك مقرفًا لكن مع هذا فقد سنحت لي فرصة الراحة والتفكير بحياتي. عملت على إتمام هذا الكتاب وقد آلمني، فأنا لم أكن الشاب الألطف ولم أقل الكلمات المناسبة طوال الوقت، وأتحمل كامل المسؤولية عن كل شيء بالتأكيد، لا ألوم أحدًا آخر".

يختم السويدي الفصل قائلًا
"لكن مع هذا، العديد من الناس يُشبهونني في الخارج سواء شباب أو شابات يغضبون لأنهم ليسوا مثل الآخرين، وأحيانًا بالتأكيد يجب أن يغضبوا. أنا أؤمن بالانضباط ولكن ما كان يجعلني غاضبًا ومجنونًا هو كل أولئك المدربين الذين لم ينجحوا أبدًا في الوصول إلى القمة ولكن مع ذلك يبقى لديهم يقين ... تلك هي طريقة عملنا، ولا نعمل بطريقة أخرى! أنه بسيط للغاية، إنه غبي جدًا. هناك آلاف الطرق للمضي قدمًا والطريقة التي تكون خاصة وصعبة قليلًا عادة ما تكون الأفضل. أكره حين يتم الضغط عليك للأسف من أولئك الذي يقفون في الخارج، لو لم أكن مختلفًا لما كنت هنا ولكن بالتأكيد أنا لا أعني أن تكون مثلي .. لا أعني "كن مثل زلاتان"، لا أبدًا. بل أتحدث عن أن تسير في طريقك الخاص وأنه لا ينبغي على أحد أن يُضيفك لقوائم المنبوذين لمجرد أنك تختلف عن الآخرين. لكن بالتأكيد ... ليس من الجيد أن تفقد الاسكوديتو الذي وعدت به ناديه فقط لمجرد أن مزاجك سيء".

هنا نتوقف، الحلقة القادمة هي الأخيرة من كتاب "أنا زلاتان" وخلالها يتم الحديث عن الأيام الأخيرة من الموسم والاحتفال بالاسكوديتو مع الميلان.



http://u.goal.com/134800/134843.jpg

الفصل الـ27| موسم الروسونيري، معارك وبطاقات حمراء وديربي ميلانو

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

http://u.goal.com/134800/134843.jpg

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل