المحتوى الرئيسى

ما بعد المقابلة كما قبلها جدل وانتقادات للرئيس الألماني

01/05 20:28

تباينت ردود فعل السياسيين الألمان بعد الحوار التلفزيوني الذي أجراه الرئيس الألماني كريستيان فولف مع القناتين الأولى والثانية في التلفزيون الألماني. وكان اللقاء قد حظي باهتمام شديد من قبل الشارع الألماني إذ تابعه الألمان بشغف كبير. كما كانت تصريحات الرئيس محط نقاش وسجال داخل المواقع الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر. رجال السياسة والإعلام وممثلو مختلف الأحزاب سارعوا بدورهم في التعليق على. مارينا فايسباد المسؤولة في حزب القراصنة الجديد في ألمانيا كتبت في رسالة قصيرة عبر موقع التويتر: "فولف يؤكد في هذه اللحظة كل الأحكام المسبقة، التي تكونت عند بعض أطراف المجتمع للسياسة".

 

الأحزاب المحافظة تدعو لإنهاء النقاش

غيردا هاسلفيلدت رئيسة لجنة العمل للحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة ميركلBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  غيردا هاسلفيلدت رئيسة لجنة العمل للحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة ميركل في حين دعت غيردا هاسلفيلدت من الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، الذي ينتمي إليه الرئيس وتتزعمه المستشارة ميركل، كل الأحزاب الديمقراطية في ألمانيا إلى "الكف عن الإساءة إلى منصب الرئيس مطالبة بالإنهاء الفوري لهذا النقاش". فهي ترى أن الرئيس الألماني كريستيان فولف قد أجاب في حديثه التلفزيوني على كل الأسئلة العالقة ولم يعد هناك شيء يناقش بعد. كما تضيف: "الرئيس اعترف بأخطائه و أبدى ندمه لقراراته الخاطئة".

هرمان غروهه الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي يرى بدوره أن الرئيس الألماني قد أظهر في الحوار التلفزيوني الذي دام لأكثر من 20 دقيقة عن مستوى عال من الانفتاح والشفافية. وهو على قناعة أن الرئيس الألماني استطاع " بكل نجاح كسب ثقة الشعب من جديد".

 

حوار فولف لم يشف غليل المعارضة

ولكن  فولف لم يتمكن بعد من كسب ثقة المعارضة. هذا ما يتأكد من خلال تصريح نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أكبر الأحزاب المعارضة، هوبرتوس هايل، الذي زادت حدة انتقاده بعد حديث فولف التلفزيوني. هايل يرى أن السؤال حول شرعية بقاء فولف في منصبه مازال مطروحا. المسؤول الاشتراكي يرى أن فولف حاول تقديم نفسه في الحوار التلفزيوني كضحية لمؤامرة الصحافة عليه.

النائب المعارض هوبرتوس هايل يرى أن فولف لم يجب عن جميع الأسئلة المطروحةBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  النائب المعارض هوبرتوس هايل يرى أن فولف لم يجب عن جميع الأسئلة المطروحة ويضيف النائب المعارض قائلا: "فولف ارتكب أخطاء يتحمل مسؤوليتها هو وحده وعليه حلها بنفسه دون توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين". كما طلب هايل من المستشارة أنغيلا ميركل الخروج عن صمتها وتحفظها إزاء قضية الرئيس. ففولف "كان المرشح المفضل للمستشارة، لكن لا أدري إن كان لا يزال أهلا لهذا المنصب". وحتى حزب الخضر المعارض احتج بشدة على غياب أي تصريح أو تدخل شخصي للمستشارة الألمانية، التي أكدت فقط عن طريق ناطقها الرسمي عن ثقتها الكاملة في الرئيس.

 أما رئيسة حزب اليسار الألماني غيزينه لوتش فانتقدت حوار الرئيس الألماني بشدة، وأضافت قائلة: "أصبحت علاقة الرئيس مع الصحافة سيئة ولم تعد له مصداقية". ولكن غيزينه لوتش لم تفصح بشكل مباشر عن طلب إقالة الرئيس.

وكانت الضغوط قد تزايدت على الرئيس الألماني، خاصة بعد الاتصالات الهاتفية التي أجراها كريستيان فولف مع رؤساء تحريربعض الصحف، والتي حاول من خلالها " تأجيل أو توقيف" نشر تقارير عن قضية القرض الذي تلقاه من أحد المستثمرين بـ "شروط تفضيلية". وتصاعدت القضية  بعدما كشفت صحيفة" بيلد"  الشعبية الواسعة الانتشار، التي تعد أقوى صحيفة يومية أوروبية بقرائها البالغ عددهم 12 مليونا، أنها تعرضت لمحاولات ترهيب من الرئيس لطمس الفضيحة.

صحيفة بيلد تكذب تصريحات الرئيس

فولف يرفض نشر الرسالة الصوتية للمكالمة الهاتفية مع رئيس تحرير صحيفة بيلد Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  فولف يرفض نشر الرسالة الصوتية للمكالمة الهاتفية مع رئيس تحرير صحيفة بيلد وفي هذا الصدد أجاب فولف بأنه حاول فقط تأجيل النشر لأسباب عائلية. كما اعترف أن اتصاله برئيس تحرير صحيفة "بيلد"، كاي ديكمان، ليحمله على تأجيل النشر وتهديده كان خطأ اعتذر عنه ولقي "اعتذاره قبولا" . لكن نيكولاوس بلوم، نائب رئيس تحرير جريدة "بيلد" سرعان ما كشف في تصريح له لراديو " دويتشلاند فونك" أن تصريحات فولف لم تكن صحيحة ودقيقة. ويشدد بلوم على أن  الرئيس حاول وبشكل واضح وصريح أن يوقف نشر التقرير وليس فقط تأجيله. بدوره أرسل رئيس تحرير جريدة" بيلد" كاي ديكمان ببرقية للرئيس فولف مطالبا إياه بموافقته على نشر الرسالة الصوتية التي تختلف عن ادعاءات فولف، الأمر الذي اعترض عليه الرئيس.

أما الصحف الألمانية  فاختلفت تعليقاتها باختلاف توجهاتها. فالموقع الإليكتروني لأسبوعية "دير شبيغل"  يرى في حوار فولف التلفزيوني "مسرحية حاول فيها طيلة الوقت أن يعطي انطباعا بالشفافية والانفتاح والصراحة، في الوقت الذي نسي أن يشرح الأمور المعتمة". أما صحيفة "دي فيلت" فترى أن الرئيس استطاع بحكمة كبيرة أن يبرهن على  أنه قادر على مواجهة الصعاب والتحديات التي تواجهه فقد اعتذر للصحافة، وأنه ليس بحاجة إلى اعتذارات أخرى، الآن على الرئيس أن يظهر ما بقي في جعبته من حنكة وحكمة و أن يخرج من محنته لأنها فرصته الأخيرة".

 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل