المحتوى الرئيسى

سديم زوال امبراطورية الشر بقلم:عبدالكريم صالح المحسن

12/16 23:59

عبدالكريم صالح المحسن

باحث في الشؤون الاستراتيجية والدولية

www.almohsun.com

أغلب الدراسات والبحوث التاريخية التي اطلعت عليها طيلة اكثر من خمسة عشر عام الاخيره تؤكد بما لايقبل الشكل على الحتمية التاريخية التي مرت بها كل الامبراطوريات والحضارات ايضاَ دون استثناء فهي مراحل صعود وهبوط وانهيار قد يكون واضحاَ او قد يكون مفاجيء وهو ماتوقعه جير دايموند Jared Diamond للأمبراطورية الامريكية حيث يؤكد ان انهيارها سيكون توقيت مفاجيء وصامت وسريع ومؤكد وتطرق في كتابه: "الانهيار: كيف تختار المجتمعات النجاح أو الفشل"، عدّة "حضارات تتقاسم ميلاً حاداً للانحدار،في الحقيقة، قد يبدأ زوال مجتمع ما بعد عقد أو عقدين من بلوغ ذروته في القوّة والثروة وعدد السكّان"، نيل فيرغسون Neil Fergusonمن جامعة هارفارد،وهو أحد أهمّ المؤرّخين الماليين في العالم، يردّد تحذير جير دايموند: "ربما يأتي الانهيار الإمبراطوري على نحو مفاجئ جداً أكثر مما يتخيله العديد من المؤرخين فاجتماع عجوز الميزانيات المالية والاستنزاف العسكري يفترض أنّ الولايات المتحدة قد تكون الإمبراطورية التالية في بلوغها شفير الهاوية".

يستهلّ فيرغسون بتعبير مجازي ساحر فيقول: "ما من أمر يوضح دورة حياة قوّة عظمى أفضل من مسار إمبراطورية، سلسلة من خمس لوحات لتوماس كولThomas Cole معلّقة في قاعة الجمعية التاريخية في نيويورك. كان كول مؤسّس مدرسة هدسون ريفر وأحد رواد ورسامي المناظر الطبيعية الأمريكيين في القرن التاسع عشر في "مسار إمبراطورية"، التقط بجمالية نظرية الصعود والسقوط الإمبراطوري حيث يظلّ معظم الناس خاضعين للعبودية حتى ذلك التاريخ، يصوّر كل واحد من المشاهد المتخيلة فم النهر العظيم تحت بروز صخري" إن لم يكن بوسعك رؤيتها في الجمعية التاريخية، فهي منسوخةٌ في فورين أفيرزForeign Affairs ، تبرز تحذيرات فيرغسون من ان الإمبراطورية الأمريكية على حافة الهاوية، وقريبة من الانهيار". وسنعود لنبحث موضوع الاستخلاص النهائي بعد ان نستعرض بشكل موجز اهم الابحاث والمؤلفات التي ناقشت بشكل موضوعي موضوع زوال الامبراطورية ،الدكتور ستيفن والت Dr.Stephen Walt - أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد- طرح هذا السؤال في مقاله "انتهاء العصر الأمريكي The End of the American Era. "بمجلة The National Interest في عدد نوفمبر /ديسمبر 2011م ، وسعى للإجابة عليه من خلال دراسة التحديات التي تواجه الهيمنة الأمريكية في العالم، أهمية هذا المقال تاتي من انه تم اختيارها من ضمن أفضل عشرة مقالات لشهر نوفمبر، وفق الاستطلاع الذي أجرته "مجلة المستعرض The Browser" الإلكترونية البريطانية، يبدأ ستيفن والت في مقاله بالتطرق الى الهيمنة الأمريكية على العالم والتي قد بدأت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية في العام 1945م - وذلك عقب ثلاثة قرون من السيطرة الأوروبية علي الأوضاع الدولية، تخللتها حربان عالميتان أنهكتا قوى القارة العجوز، وهناك عوامل اخرى لابد من ان نطلع عليها ففي عام 1945 م عززت من تلك الهيمنة الأمريكية، منها: إنتاج الاقتصاد الأمريكى لنحو نصف الناتج العالمى - أصبحت الولايات المتحدة قوة دائنة رئيسية - وامتلاك الولايات المتحدة لأكبر قوة بحرية وجوية، وعدد كبير من القواعد العسكرية المنتشرة في العديد من الدول، وأنها القوة النووية الوحيدة في العالم، بالإضافة إلى ذلك، وضعها الجيو- سياسي على المستوى العالمي، حيث إن اقتصاد المنافس اللدود - الاتحاد السوفيتى السابق - لا يتمتع بنفس الكفاءة، ولا قوة جيشه تقارب قوة الجيش الأمريكى، ولقد عمل الزعماء الأمريكيون منذ ذلك الحين على الحفاظ على تلك المكانة التى جلبت لهم العديد من المكاسب، من أهمها : خلق وقيادة نظام اقتصادى و سياسى وأمنى فى مختلف بقاع العالم "باستثناء المنطقة التى تتمتع بالنفوذ الروسى "، ودور أساسى في إنشاء وإدارة العديد من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي، وتقديم "خطة مارشالThe Marshall Plan " التي ساعدت على إنعاش الاقتصاد الأوروبي، والعمل على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان. ولكن دوما كان هناك هاجس لدى الأمريكيين من انحسار تلك الهيمنة،وقد بدأ ذلك الهاجس في الظهور بداية من عام 1950م، فقد أوضح تقرير صادر عن "مجلس الأمن القومي الأمريكي National Security Council‏ "أن امتلاك الاتحاد السوفيتي لأسلحة نووية من شأنه إحداث تغير جوهري في الخريطة الجيوسياسية العالمية لمصلحة السوفيت، وأن تصريحات الرئيس السوفيتى نيكيتا خروشوف "بدفن الرأسمالية الغربية" يمكن أن تتحقق، أضف إلى ذلك ، رؤية كل من الرئيسين الأمريكيين، جون كنيدى وريتشارد نيكسون - فالأول كان يعتقد أن الاتحاد السوفيتى السابق يمكن أن يصبح أغنى من الولايات المتحدة، والثانى رأى أن أمريكا بدأت في أن تصبح "عملاقا بلا أنياب". وقد تجسد ذلك الهاجس بعد ذلك بعقد من الزمان، بعد الهزيمة في الهند الصينية، وحدوث مشاكل اقتصادية خطيرة أدت إلى اختيار رونالد ريغان رئيسا في عام 1980م، وصدور العديد من الكتب، من أهمها كتاب بول كنيدى Paul Kennedy - وهو استاذ التاريخ وبالخصوص تاريخ العلاقات الدولية في جامعة يالي Yale University - تحت عنوان "صعود و هبوط القوى الكبرى The Rise and Fall of the Great Powers "، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة من الممكن أن تلقى نفس مصير المملكة المتحدة التى أنفقت أموالا طائلة على مصالح بعيدة وحروب لا فائدة منها، ذلك أنها تسير على المسارنفسه،أما جوزيف صاموئيل ناى Joseph Samuel Nye ، فقد كانت له وجهة نظر مختلفة، حيث أكد في كتابه المهم "الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية The Changing Nature of American Power" نقاط القوة التى تتمتع بها الولايات المتحدة، وأنها ستكون القوة الكبرى الرائدة على مستوى العالم لسنوات عديدة قادمة. وهناك عدد آخر من الكتاب كانت لهم وجهة نظر ثالثة، عندما تحدثوا في مؤلفاتهم عن الفترة الزمنية للهيمنة الأمريكية على العالم. إن انحسار الهيمنة الأمريكية قد بدأ مبكرا، نطرا لوقوع عدد من الزعماء الأمريكيين في أخطاء قاتلة. من أهم تلك الأخطاء: الوقوع في مستنقعي العراق وأفغانستان، والذى ساعد على تقويض الهيمنة الأمريكية،وكذلك التدخل الأمريكى في آسيا الوسطى قد أضعف العلاقات مع حليفتها باكستان، وزاد من العداء للولايات المتحدة، عدم توقع واشنطن لثورات الربيع العربي، ورد فعلها تجاهها يشير إلى تضاؤل الدور الأمريكى في رسم الأحداث كما يشاء -حسب ادعاء جوزيف ناي-. فمثلا، بعد عدد من المحاولات الفاشلة لدعم مبارك، قامت الإدارة الأمريكية بتغيير موقفها، وقامت بدعم القوى المؤيدة للتغيير. بل ألقى الرئيس أوباما خطابا للتأييد، ولكن أحدا لم يلتفت إليه. فشل الولايات المتحدة المتكرر في ايجاد حل عادل للصراع العربي- الإسرائيلي، أو أن تكون وسيطا كفوء لحل الأزمة، وذلك على الرغم من مرور نحو عشرين عاما على توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993م. وبالرغم من الأمل الذي تجدد بعد إعلان أوباما في القاهرة عن ضرورة قيام دولتين، فإنه سرعان ما تبدد، نتيجة للضغط الإسرائيلي. وبالتالي، فقد ظهر جليا فشل خطابات الرئيس الأمريكى في تجميل صورة بلاده، بل وازدياد العداء لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط. فشل سياسة الاحتواء المزدوج التى تبنتها الولايات المتحدة في التعامل مع كل من العراق وإيران، هذه السياسة التى تم تبنيها لطمأنة إسرائيل أجبرت واشنطن على الإبقاء على الآلاف من جنودها في الأراضى السعودية، وقد تمادت واشنطن في ذلك الخطأ عقب أحداث 11 سبتمبر بتبنيها استراتيجية "التحولات الإقليمية" الأكثر غباء، وفق تعبير الكاتب الأمريكى. يرى ستيفن والت أن الأمر لا يتعلق بسقوط الهيمنة الأمريكية وإنما بمدى قدرة الولايات المتحدة على أن يبقى لها ذات التأثير على العالم ،لذا، فمن رأى الكاتب أن على واشنطن إعداد استراتيجية تعترف بتلك الحقيقة الجديدة من جانب، وتحافظ على الثوابت الأمريكية من جانب آخر، وذلك بغية حماية المصالح القومية الأمريكيةهناك عدد من التحديات التى يجب أن تتعامل معها واشنطن، من بينها: وظهور عدد من القوى الإقليمية خلال العقدين السابقين، وتعد الصين أبرز تلك القوى، فقد حققت نموا اقتصاديا مرتفعا أذهل العالم. فعلي الرغم من أن اقتصاد الولايات المتحدة يعد الأقوى على المستوى العالمي منذ عام 900 م، فإنه من المتوقع أن تحتل الصين تلك المكانة بحلول عام 2025م كذلك، فإن الميزانية العسكرية للصين تزداد بنسبة 10% سنويا، ومن المتوقع زيادة تلك النسبة في المستقبل. و بالتالي، يجب أن تقيم الولايات المتحدة علاقات استراتيجية مع الدول الآسيوية بشكل عام، نظرا لتطورها الاقتصادى السريع، ومع الصين بشكل خاص، نظرا لأنها المنافس الوحيد لواشنطن، و الصعوبات الاقتصادية التى تعانيها الولايات المتحدة حاليا، والتى ستقيد من قدرتها في القيام بأدوراها على المستوى الدولي. فبعد أن ورث بوش فائضا في الميزانية عام 2001 م، قام بخفض الضرائب الفيدرالية بشكل ملحوظ مع الدخول في حربين كلفتا الخزانة الأمريكية الكثير. وقد أدى ذلك لزيادة سريعة في الدين الفيدرالي بالتوازى مع الأزمة المالية العالمية بين عامى 2007 م و 2009م. وقد استمرت المشاكل الاقتصادية لواشنطن منذ ذلك الحين، مما أدى بمؤسسة "ستاندر آند بورز standard and poors " لخفض مستواها الإئمانى وسط مخاوف من حدوث ركود. الكاتب "جوين دايار"Gwynne Dyer يقول في مؤلفه المعنون "الفوضى التي نظموها - الشرق الاوسط بعد العراق The Mess They Made:The Middle East After Iraq"ان الجذور المهنية والايدلوجيه للمحافظين الجدد وحلفائهم القوميين المتطرفين في ادارة بوش الاولى اصبحت معلومة على نطاق واسع الان،ولكن مايزال هناك بضع نقاط جوهرية غير مفهومه الاعلى نطاق محدود حتى الان ،الأهم بينها خو التحول في منظور هذه المجموعه من النشوه والشعور الغامر بالنصر الذي ساد بداية التسعينات عندما كانت كل الاشياء تبدو ليس فقط ممكنه بل سهله،الى الحسابات الاستراتيجية الأكثر تعقيداَ التي كانوا يعدونها بحلول نهاية التسعينات في ذلك الوقت كان واضحاَ ان التاريخ لم ينته بعد، لقد جاء في "مسودة دليل التخطيط الدفاعي شباط 1992مDraft Defense Planning Guidance-DPG ":"غايتنا الأولى هي منع ظهور منافس جديد،هذا هو الاعتبار الاهم ويتطلب منا السعي لمنع أية قوة معادية من السيطرة على منطقة يمكن ان تكون مواردها الطبيعية،اذا ماتمت السيطرة عليها ،كافية لأحداث قوة كونية ، وهذه المناطق تشمل اوربا الغربيه وشرق اسيا واراضي الاتحاد السوفيتي السابق وجنوب غرب اسيا ،هناك ثلاثة جوانب اضافية لهذه الغاية :اولاَ ينبغي على الولايات المتحدة ان تقنع المنافسين المحتملين بأنهم ليسوا بحاجه للتطلع الى امتلاك دور اكبر او اتباع موقف اكثر عدائيه من اجل حماية مصالحهم المشروعه ثانياَ في المناطق "غير المحمية"علينا ان صناعياَ من اجل تثبيط عزيمتها على تحدي قيادتنا او السعي لقلب النظام السياسي والاقتصادي القائم ،اخيراَ علينا ان نحافظ على الاليات اللازمه لردع المنافسين المحتملين حتى من التطلع لأمتلاك دور اقليمي أو كوني اكبر. تجلت الحماسه المفرطه التي سادت الفتره الاولى بعد نهاية الحرب البارده بأوضح صورها من خلال دليل التخطيط الدفاعي الذي اصدره بول وولفويتز ولويس ليبسي بتوجيه من وزير الدفاع ريتشارد تشني بعد بضعة اشهر فقط من الانهيار النهائي للاتحاد السوفيتي في كانون الاول من العام 1991م حيث وصفه السيناتور الديمقراطي" روبرت س.بيرد "في مقابله معه في الواشنطن بوست في 11 اذار/ من العام 1992م بقوله: "يبدوا ان التوجه الأساسي للوثيقه هو مايلي:اننا نحسب كوننا القوة العظمى الباقية الوحيدة في العالم وتريد ان نبقى على هذه الحالة الى درجة اننا مستعدون للمخاطره بعافية اقتصادنا ورخاء شعبنا من اجل فعل ذلك"والحقيقة هناك افتقار ملفت للنظر للأيدلوجيا في مسودة وثيقة "دليل التخطيط الدفاعي"- التي كانت تهدف الى تزويد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية بخطة عامه لماتبقى من ذلك العقد-لأن الأسطورة الجمهورية الراسخة التي تقول ان قوة المثل الأمريكية ،بحسب تعبير رونالد ريغان هي التي اسقطت امبراطورية الشر لم تكن قد اصبحت جزءاَ اساسياَ من الخطاب السياسي الامريكي،غير ان الطموح كان كبيراَ جداَ مع ذلك حيث بحثت الوثيقة في امكانية المحافظة على وضعية القوة العظمى الوحيدة المكتسبه حديثاَ للولايات المتحدة على المدى الطويل وخلصت الى ان تحقيق هذا الأمر ممكن،كل ماكان مطلوباَ هو ميزانيات دفاع اكبر الى حد مامن ميزانيات الحرب البارده وذلك كي تتمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على تفوق عسكري دائم على اوربا واسيا معاَ،فهذا سيمكنها من ردع المنافسين المحتملين - بمن فيهم حلفاؤها الحاليون مثل المانيا واليابان-"حتى من التطلع الى امتلاك دور اقليمي او عالمي اكبر"أما الدول التي يشتبه بسعيها لتطوير اسلحة دمار شامل ،فتلك ينبغي ان تواجه هجمات استباقية وفي هذا المستقبل المرغوب يمكن ان تشكل التدخلات العسكرية سمة دائمه وقد تشتمل ايضاَ على استخدام وقائي واسع للأسلحة النووية والبيولوجية والكيمياوية الأمريكية. ويواصل "جوين دايار" Gwynne Dyer القول ضمن كتابه الفوضى التي نظموها :أذا حذفت الاشارات التكنلوجية والسياسية الخاصة بزمننا الحالي يمكنك بسهوله ان تتخيل وثيقة كهذه صادره عن المستشارين الاستراتيجيين لتشارلز الخامس في العام 1520م بعد ان ساعده انتخابه كأمبراطور مقدس في ضم معظم اراضي المانيا الى أملاكه الاسبانية :لقد أصبحت الآن القوة المهيمنه في العالم ياجلالة الامبراطور اليك كيف تبقى في العرش حتى ان بأستطاعتك - بسهوله اكبر- ان تتخيل وثيقة مشابهة تصدر في بريطانيا بعد ان جعل النصر الذي تحقق في واترلو في العام 1815م من الامبراطورية البريطانية القوة العظمى الوحيدة في القرن التاسع عشر ،فقط لو ان "دليل التخطيط الدفاعي"هذا كان رائجاَ في لك الزمن ،لقد تغير العالم الآن فلعبة القوى العظمى التقليدية التي سادت في اوربا في القرنيين الثامن عشر والتاسع عشر مع نظام اجتماعي تراتبي يحدده الحجم السكاني والموارد الاقتصادية وتعاد صياغته بواسطة نصر عسكري ساحق بين الحين والآخر ،حلت محلها حسابات دقيقة للقدره التكنولوجية والقوة المالية والتأثير الثقافي اضف الى ذلك ان الانتصارات العسكرية الساحقة بالكاد اصبحت ممكنه الان ،كان معدوا وثيقة دليل التخطيط الدفاعي التي صدرت في العام 1992م أشحصاَ اكثر حنكه ودراية منهم كانوا يعرفون تماماَ كيف يدور العالم. وهنا يشدني قول "بات بوكاتان Pat Buchanan"في صحيفة "ذا اميركان كونزيرفيتيف The American Conservative Journal" بتاريخ 7 تشرين الاول من عام 2002م حيث يقول :سوف تشن بعد فتره قصيره حرباَ امبريالية على العراق بنفس الشجاعه التي زحف بها الجنود الفرنسيون والبريطانيون في آب 1914م وهم يهتفون "الى برلين"لكن هذا الغزو لن يكون بالسهوله التي يتوقعها المحافظون الجدد.سوف يصل العصر الامريكي الى ذروته ولكن في تلك اللحظه سيبدأ المد بالأنحسار وذلك بسبب العمل الوحيد الذي تتفوق فيه الشعوب المسلمه الا وهو طرد القوى الامبريالية بواسطة حرب الرعب والعصابات لقد اخرجوا البريطانيين من فلسطين وعدن والفرنسيين من الجزائر والامريكيين من الصومال وبيروت واسرائيل من لبنان لقد بدأنا طريقنا نحو الامبراطورية وعند قمة الهضبة التالية سنقابل اولئك الذين ذهبوا قبلنا ،ان الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ هو اننا لانتعلم من التاريخ" وفي خطوة ذات رؤى مستقبلية قال الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديفDimitry Medvedev " على هامش مشاورات روسية المانية بحضور "المستشارة انغيلا ميركل" Angela Merkel في سان بطرسبورغ : " إن عهد هيمنة اقتصاد واحد وعملة واحدة قد ولى " ، في اشارة الى الانهيار الاقتصادي الامريكي وانهيار الدولار كعملة قياسية، واضاف : " علينا العمل معا لايجاد نظام اقتصادي مالي جديد أكثر عدلا يقوم على مباديء تعدد الاقطاب وسيادة القانون والاخذ بمبدا المصالح المتبادلة ". البروفيسور السنغافوري "كيشور محبوبانيKishore Mahbubani "- وهوعميد كلية لي كوان يو للسياسة العامة ومندوب سنغافورة السابق في الأمم المتحدة

- في حديثه حول كتابه نصف العالم الاسيوي الجديد The New Asian Hemisphere:The Irresistible Shift of Power To The Eastان اساس نظريته بانتهاء حقبة الهيمنة الغربية على العالم ،مؤكدا أن هذا لايعني نهاية الحضارة الغربية التي ستظل اقو ي حضارة لفترات طويلة قادمة ،ولكن هيمنتها هي التي ستتلاشي ،وأوضح انه يري "عودة" للنفوذ الاسيوي وليس "صعودا" مشيرا الي انه خلال 1800 سنة وحتي العام 1820 م كان اكبر اقتصاديين في العالم هما الصين والهند ،ثم جاءت اوروبا لتعتلي عرش القوة الاقتصادية في العالم ،وبعدها كانت امريكا. وقال محبوباني ان هذه الحقبة التي دامت طوال مائتي عام علي وشك الانتهاء ،حتي ان جولدمان ساكس قد توقع انه بحلول عام 2050م أو ربما قبل ذلك ستصبح الصين اكبر اقتصاد في العامل تليها الهند ثم امريكا وربما اليابان بعدهم. ويقول مادام العالم يتغير والي أبعد من حدودنا ينبغي اذا ان نحاول فهم المستقبل ومنء نواحي كثيرة اكدت الازمة المالية العالمية التي عجلت بتحول ميزان القوي نحو الشرق ،كما انها اثارت جميع انواع التساؤلات حول قدرة الاقتصادات الغربية علي الصمود علي المدي الطويل وكشفت سلامة الاقتصادات الاسيوية ونهجها السليم في مواجهة التحديات المستقبلية. واضاف أنه توصل بعد عامين من صدور الكتاب الي ان نظريته تتحقق بصورة اسرع مما كان يتصور في باديء الامر،ان عوامل نجاح الدول الاسيويه وتحول ميزان القوى صوبها تتخلص فيمايلي: اقتصاديات السوق الحر.. فخلال الثلاثين عاما الماضية تحولت الصين من الاقتصاد الموجه الي اقتصاد السوق جعلها اسرع الدول نموا في العالم وقد حدث نفس الشيء مع الهند بعد الاصلاحات التي قامت بها في سنة 1991م والاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا ، وهذا تحول لم يفهمه العالم علي الاطلاق .في سنة 2008م انفقت اوروبا 250مليار دولار علي نشاط البحث والتطوير في العلوم والتكنولوجيا أما أمريكا فقد انفقت 384وشرق آسيا 387مليار وهو ما يعني تفوقها علي امريكا الشمالية للمرة الاولي في تاريخها ،وفي نفس الوقت عدد خريجي كليات العلوم والهندسة والتكنولوجيا الاسيويين يفوق عدد الانجلو ساكسون بكثير. ثقافة العمل ، وهي فضيلة تميز بها الغرب لسنوات طويلة ،لكن لان لم تعد الجدارة والكفاءة للابيض او الاسود والعامل الاسيوي له سمعة عالمية ايضا. الاستفادة من العقول الاسيوية ، آسيا كانت دائما لديها اكبر عدد من القوي البشرية وغير المستدامة لكنها الآن بدأت تستفيد من هذه العقول. ثقافة السلام ،ادركت آسيا انه لابد من وقف صوت المدافع حتي يمكن زيادة سرعة قطار التنمية الاقتصادية. تفعيل القوانين واحترامها كان امرا حتميا لنمو التجارة والاستثمار. التعليم وهو ربما ركن من اركان النجاح الاسيوي وكل هذا في اطار شيوع الثقة في الذات فأكثر شباب العالم تفاؤلا هم الاسيويون ،وبالمقارنة شباب اوروبا اكثر تشاؤما ،اما في امريكا فالاحصاءات متضاربة حيث يعتقد 70% من الشباب بان لديهم مستقبل أفضل من ابائهم ،في حين 29% فقط من ولايات اخري لديهم هذه الثقة في المستقبل ، اما في شرق آسيا فالتفاؤل يقود الشباب والبلاد للتقدم وبوتيرة سريعة .هذا هو محور التغيير في العالم الآن تحرر ارواح ملايين البشر بطريقة غير مسبوقة في تاريخ البشرية وهذه المظاهرة واسبابها شرحها الكتاب بكل وضوح.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل