المحتوى الرئيسى

المحبة..أمْ المسبّة؟ بقلم:ابراهيم ابوعلي - البرازيل

12/15 19:56

ما ان يُذكر الحسين بن علي (رضي الله عنهما) إلا و يتبادر الى الذهن رأساً "اليزيد"ويزيد هذا لمن لا يعرفه هو يزيد بن معاويه بن ابي سفيان , وابوه وجدّه هم من "الطلقاء" وأمّه هي ميسون الكلبية وأمّ أبيه" هي "هند" بنت عتبة بن ربيعة

أمّا قصة أمّه ميسون بنت بحدل الكلبية فبعد ان تزوجها معاوية وهيّأ لها القصور والحياة الرغيدة, انشدت قصيدتها التي كانت سبب طلاقها فقالت: (لبيتٌ تخفق الارياح فيه **احب اليّ من قصر منيف ) الى ان قالت:

وخرقٌ من بني عمي نحيفٌ**احب اليّ من علجٍ عنيف)

فعندما سمع معاوية بشعرها قال:ما رضِيت ابنة بحدل حتى شبّهتني بالعلج "هي طالق ثلاثاً"ثم سيّرها الى اهلها وكانت حامل بيزيد فأرضعته عامين ثم ردّته الى ابيه غير نادمة.

أمّا قصة جدته هند بنت عتبة فهي ايضاً طليقة "من الطلقاء"...والاسلام يَجُبّ ما قبله ..

امّا لماذا هم من الطلقاء؟

فقصة فتح مكة معروفة وحينما جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اهل مكة وسألهم : ماذا ترون اني فاعلٌ بكم , أجابوه: أخٌ كريم وابن اخ كريم ...

عندها اصدر عليه الصلاة والسلام العفو العام بقوله...إذهبوا فأنتم الطلقاء..وهذا يعني انّ الطلقاء لم يُُسلموا الا بعد الفتح.

وعلى الطرف الآخر من المعادلة نجد الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) وأمّه فاطمة بنت سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدته الصدّيقة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- فهل يستويان نسبا؟

وقد وقع الظلم على آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويذكر التاريخ ان يزيداً هذا قد اعتبر ان قَتْله لآل رسول الله ,ما هو الا ثأراً من الرسول (ص) لمقتل جده لأم ابيه عتبة بن ربيعة وخال ابيه الوليد بن عتبة في معركة بدر .

حيث يُذْكر عنه ان انشد شعراً قال فيه حين وصول سبي آل محمد عليه الصلاة و السلام من العراق قال:

لما بدت تلك الحمول وأشرفت**تلك الرؤوس على شفا جيران

نعب الغراب فقلت قل أوْ لا تقل**فقد اقتضيت من الرسول ديوني

ومقولة - سِبّ اليزيد ولا تزيد- متداولة منذ القدم, لكن هناك من لا يجيزها بحجة انه كان بين الجند الذين فتحوا القسطنطينية ويروى ان لهم حديث عن المغفرة وهناك بعض علماؤنا مثل الامام احمد يجيز لعنه ويستشهد بالقرآن الكريم, واقتبس ما يلي بدو تعليق :((قال البرزنجي في الإشاعة والهيثمي في الصواعق : إن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال : كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه !!؟؟ فقال عبد الله : قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد ؟! فقال الإمام إن الله تعالى يقول:

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلاْرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ }

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل