المحتوى الرئيسى

المؤسسة العسكرية.. وتصريحات الأرزقية!

12/15 08:54

لا يمكن أن يختلف أحد، وأيا كان هذا الأحد، على أصالة وبسالة ووطنية الجيش المصرى، الذى يمثل القادة من الضباط الكبار من العسكريين والمتمثل فى المجلس العسكرى الآن.. والملاحظ أن كل من لا يعى ولا يقدر الدور الوطنى للجيش المصرى يحلو له أن يتمادى فى تقولاته وتصريحاته، كأن الجيش المصرى هو المحتل والدخيل على أرض الوطن، وأنه يجب إبعاده وفراقه، كأن الجيش المصرى قد سلب وحده المغانم الوطنية والحرية والديمقراطية وأنه.. «الديكتاتور» الذى يتحتم أن يذهب ويغور! نغمة نشاز لم يسبق أن قرأناها أو سمعناها منذ الأزل، ولم يجرؤ أى متابع جيد لحوادث التاريخ أن وجد من أهان أو قلل من مهابة الجيش المصرى الذى أكدت تواريخ مجده أن جنده خير أجناد الأرض، لأنه دائما ودوما يحمى العرض ويحافظ على العهد.. وغريب أمر بعض هواة الشهرة والمزايدة الكلامية والفضائية على أن يمنحوا أنفسهم صكوك العفو والغفران عن المجلس العسكرى، ووصلت بهم البجاحة والتناحة إلى أن يقول أحد هؤلاء إنه سيعفو عن المجلس العسكرى إذا تسلم السلطة! هذا المتقول الذى يقال عنه بأنه «داعية» قد ركبه التعالى والغرور واعتقد أنه الولى على البلاد وعلى سائر العباد، ويقال إنه قريب من جماعة الإخوان المسلمين التى لا يمكن أن تقبل مثل تلك الأقاويل من أى أحد، ولو كان «فرفور» أو «كركور».. ويقال عنه إنه «دكتور»! وعفوا إذا قلت له إنه يبدو لى أنك مغرور ولا تقدر ولا تزن الأمور! ثم منذ متى وأنت تتحدث وتتكلم سوى لأنك تحب البهرجة والظهور، مما يشعرنا تجاهك بحالة من النفور، وعدم القبول، ويكفى أنك تريد أن يكون لك «دور» وبالعافية، وتتناسى أنه قد سبق أن تم طردك من «ميدان التحرير» بل تتناسى بأنك دكتور مظهرى وتحرص على مشاركة أغنياء الحج فى الخيام بأى خطبة أو كلام، ووفقا لاتفاق أو تعاقد مع شركة سياحية كبيرة ومشهورة وأحوالها مستورة!

ويبدو لى أن «شهوة» الشهرة قد تملكت هذا الداعية الدكتور، ولأنه بالفعل ممن قفزوا على جدار ثورة 25 يناير لسبق وقوفه على منصة فى ميدان التحرير، حيث كان يردد الهتاف ويفرض بعض الأهداف، فأراد أن يكون له دور ظاهر على ملعب الحياة السياسية أو الحزبية، والإسلامية، وفجأة وجدناه ينصّب نفسه على أنه «حامى الثورة» أو «الناشط» الثورى، أو الأمين العام للثورة، بل وتنوعت وتعددت الألقاب التى لا حصر لها ما بين الحركات والائتلافات التى تسربت إليها «الفلول» وتماما كأسراب «أم الخلول»! هذا الداعية تمادى فى «غيّه» وقال أيضا: إنه يريد عقد صفقة مع المجلس العسكرى لتسليمه السلطة ليحقق الديمقراطية، ولا بد من رجوع الجيش إلى ثكناته مقابل عدم فتح ملفات الفساد الخاصة به!

كلام خطير ومريب وللأسف صادر من دكتور يتصور أنه العاقل واللبيب، مع أن ما صرح به هو الكلام «البزرميط»!

والأطرف فى تصريحات هذا الدكتور الشاردة أنه قال بالفم المليان، ودون مواربة أو كسوف، مهددا بتنظيم موقعة «جمل» أخرى، إذا لم يلتزم المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى موعدها وإسقاط وثيقة «السلمى»! يا سلام ويا ميت ندامة على كلام داعية الشهرة الهيمان والفلتان.. وأسأل: من أعطى هذا الداعية التصريح بهذا الكلام؟ وهل هو واجهة لمجموعة مختفية تحرك أمور البلاد من وراء ستار، كأنهم سيمنحون «مصر» صكوك الغفران؟! عفوا أنا أعيب على المجلس العسكرى صمته إزاء هذا الفلتان والمطلوب وقفة حاسمة وحازمة ضد من يتصورون أنهم الآن الآمرون والمقررون مستقبل البلاد، ولا أملك إلا أن أقول وأردد المثل الشعبى الشهير «صحيح اللى اختشوا ماتوا»!

وصاحبنا الدكتور الغاوى أو قل «الهاوى» للشهرة سعيد الآن، لأن صورته البهية يتم نشرها الآن فى عديد من الصحف لأنه سيقدم أحد البرامج على قناة فضائية.. وأريد أن أسأل هذا الدكتور الداعية سؤالا محددا: إذا كنت تلقى القبول من الجماهير المصرية، فماذا منعك من الترشح فى الانتخابات البرلمانية ولو عن الدائرة التى تنتمى إليها بمحافظة كفر الشيخ؟! هل هناك مخاوف أو اعتراضات؟!

يا سيدى، أنت لا تدرى مضمون خطورة تصريحاتك، لأن العقل والمنطق يقولان إن الجماهير المصرية ترفض كلام النفور وتقدس وتحترم الكلام المعقول والموزون، لأن الشعب المصرى شعب ذكى وليس هو الشعب المسطول أو الغبى! شعب أصيل وكريم وسبق أن حقق، بل سيحقق المستحيل بعيدا عن الانتهازيين والزمارين والطبالين وأيضا الرقاصين! شعب عظيم يستهزئ ويمقت الكاذبين والفشارين الذين يتخذون من الدين شعارا ليتظاهروا بأنهم أبطال.. شعب يرفض كلام التنفيس والتدليس لأن معدنه «نفيس» ولا يقبل بالتهييص.. وإذا كان هذا الدكتور الداعية قد هدد فى تصريحاته وفق ما نقلته عنه صحيفة «صوت الأمة» فى عددها الصادر يوم الخامس من ديسمبر الجارى، بأنه سينظم موقعة «جمل» أخرى، فمعنى ذلك أنه حريف فى تنظيم وإعداد أعمال البلطجة والخروج على القانون، ويريد أن يحول مصر إلى «كانون» لحرق كل الآمال والفضائل.. هذا الداعية لا بد من مساءلته ومحاسبته لأنه خرج عن الخط الواجب والمستقيم، وما قاله لا ينطبق على حرية الرأى والتعبير، لأن مضمون كلامه يؤكد التحريض وضد من؟! ضد من يمثلون الجيش المصرى، حيث تعمد التحريض واتهم الجيش بالفساد، وهذا الاتهام يؤكد ضرورة الحساب، ودون محاباة أو مجاملة والسكوت على هذا الاتهام الخطير يرسخ لدى البعض «حقيقة» مع أنها تلفيقة!

أخيرا أين الرشد والصواب لدكتور داعية تمادى فى تصريحاته أو قُل خزوقاته؟!

وأقول له: إن مصر ليست عزبة أو ضيعة لأحد ولن تكون أبدا مهانة أو ضايعة!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل