المحتوى الرئيسى

هادي العلوي .. رؤية قديمة جديدة بقلم:زيد الحلي

12/07 20:53

هادي العلوي



هادي العلوي .. رؤية قديمة جديدة

"المال والجنس والجاه" هدف المثقف العربي !

زيد الحلي 

بعضهم يصرّ على ان هادي العلوي لو لم يكن ماركسياً ، لما انجز مشروعه الثقافي الذي عُرف به في مجال الفكرواللغة التي أولاها الأولية فأنجز ثلاثة قواميس بحثت في صيغ جديدة للغة العربية ، زاوج فيها بين اللهجات المحكية والفصحى وكان يطمح بأكمال هذا المشروع حتى لو تجاوزت قواميسه العشر، في حين يرى البعض ان التوجه الاسلامي للعلوي كان هو السبب الرئيس في عطاءاته الفكرية واللغوية حيث نهل من الفكر الاسلامي المتوارث والجديد ما أهله لوضع مشروعه النهضوي المعروف على سطح النقاشات الفكرية في العالم العربي والاسلامي ..

وعندي ان العلوي لا ينبغي ان يحسب على هذا وذاك ، انه ابن وعيه وابن ذاته وابن تجاربه وابن قراءاته وابن أحاسيسه ، فلا ينبغي تجيير المبدع لسياقات هذه المؤسسة السياسية او الدينية ، فكم من مفكر ضاع في أتون التوصيفات ، فأشاح عنه القراء وأصبح مثل دخان يُرى لكنه سرعان ما تبتلعه الريح .. والامثلة على ذلك كثيرة ..

وللعلويين الشقيقين ( هادي وحسن ) حكايات عديدة معي ، أنتظر الفرصة السانحة لوضعها أمام القراء ، وحتى يحين ذلك الوقت ، أشير بأقتضاب الى ان معرفتي بالاستاذ حسن العلوي كانت في العام 1961 .. كان استاذي في اللغة العربية في متوسطة " الثورة " في كرخ بغداد وهو اول من عرضتُ علية موضوعاتي وخواطري الكتابية ، فوجدتُ فيه سعة الصدر والتشجيع ، ثم مرت السنين لأصبح زميله في الصحافة ودائما ما كان يردد امام من يتصادف وجودنا سوية الى انني تلميذه ..

وفي أحدى جلساتي مع الاستاذ حسن العلوي ،  تعمدت ُان أسأله بأستفزاز بحضور نجليه "عمر" و " هادي " عن ( سبب تجاهل هادي العلوي لما كتبت وألفت من كتب عديدة أثارت الاهتمام في أوساط محبيك وكارهيك ، في كل كتاباته ودراساته ومقابلاته  في حين انك  دائم الاشارة والإشادة بكتابات شقيقك ).. ويبدو ان أستفزازي لم يأكل أكله ، فقال ضاحكا : ان "هادي" كان يعاملني كأب رغم أنه يكبرني بعامين فقط .. وكان يضطهدني كأب أيضاً  ، ثم أنا بعثي وقومي وهو ماركسي  أممي  ، ومعروف البون الشاسع  بين التوجهين والانتمائين ... ثم حدثني عن طقوس شقيقه في مراحل شبابه ( كان هادي يقرأ صحيفته المفضلة يومياً وهي " الأهالي " لكامل الجادرجي ثم أخذ ينشر بحوثه في فترة الستينيات في مجلة " الآداب " اللبنانية وفي مجلة " المثقف " لعلي الشوك وغانم حمدون وأمجد حسين وأيضاً في مجلة أتحاد الادباء .. وفي تلك الفترة كنتُ أنشر مقالاتي في صحيفة " الحرية " للحاج قاسم حمودي ..

 ورغم أن شهرتي كصحفي وكاتب حصلتُ عليها مبكراُ ، لكن عندما ظهر كتابي " الشيعة والدولة القومية " الذي حصد الاهتمام وطبع مرات عدة ، فأن " هادي " لم يعره أهتماماً ، حيث كان يظن ان التراث العربي والكتابة فيه ومناقشته بصورة علمية ، مشروع  لا يمكن لبعثي القيام به ، وهو شأن حصري بالماركسيين والشيوعيين  فهم برأيه  اولى بالكتابة العلمية  في التراث العربي ، القومي ، فالبعثيون في تصور " هادي " أناس أميون ،  وإذا كان رأي " هادي " يحتمل بعض  الصحة فيما يخص البعثيين في العراق ، لكن الأمر مختلف عند بعثيي سوريا ففيهم مؤرخون ومحققون أمثال عبد الله عبد الدائم وجمال الاتاسي وغيرهما ..

وألتفت حسن العلوي الى آخر عنقوده " هادي "  الذي كان يقف الى جانب والده بأعتداد وثقة بالنفس ، ثم طبع قبلة على خده الغض وقال لي : هذا أبني " هادي " وقد أسميته على أسم  عمه " هادي " أعتزازا وتيمناً بشقيقي المفكر هادي العلوي  فلا ترمي حجارك في بئر محبتي لمن آراه يومياً في منامي ... أنه مدرسة فكرية جدلية وسياتي اليوم الذي يُقرأ فيه هادي العلوي من جديد ..

وفي أحاديه معي وهي كثيرة ، كان الاستاذ حسن العلوي يشير الى الخيط التطوري العام الذي ميز تربية شقيقه  المفكر هادي العلوي قائلاً  ( كنت أرى المفكرهادي في طفولته ، شريط حساس للغاية ، يلتقط بذكاء الصور الأجتماعية المتناقضة ، فتنطبع في نفسه ، وتظل تتفاعل وتتصارع ببطء ولكن بأستمرار ، حتى اذا ما وصل مرحلة المراهقة ، بدأ فهمه يتخذ شكلاً آخر ، وبدأت السمات الثورية والفلسفية تتعمق عنده ، ثم تطور الأمر ليشير الى تأكيد شخصيتة اللاحقة في فهمه للحياة في كل مفاصلها )..     

"وقائع "هادي العلوي !

اما الاستاذ هادي العلوي ، فقد تعرفتُ عليه في عام 1972 او قبله .. كان مسؤولا عن أخطرجريدة عراقية وأعني بها " الوقائع العراقية " فيما كنتُ أعمل محرراً في جريدة    " الثورة " وقد رفدني بالعديد من الأخبار المهمة التي تصدّرت "مانشيتات " الجريدة لاسيما ما كان يُرسل الى " الوقائع العراقية " في نسختها ذات التداول المحدود جدا المسماة ( أ ) التي تتضمن أهم وأخطر القرارات التي تصدرها الدولة ، وأذكر هنا ان الاستاذ عبد الرحمن النعيمي " ابو أحمد " زميل العلوي في مسؤولية الطبع والاشراف اللغوي في تلك الجريدة الرسمية ، كان دائم الاعتراض على العلوي لتزويدي بتلك الاخبار التي كنتُ انشرها على انها من ( مصدررفيع المستوى ) .. لكن العلوي أستمر بتزويدي بنصوص القرارات المهمة  مثلما أستمر النعيمي في تحذيره من مغبة ذلك ..

زياراتي لمطبعة الحكومة في الباب المعظم حيث كانت تطبع " الوقائع العراقية" شبه يومية وما رأيت يوماً العلوي إلاّ وامامه مجموعة من الكتب .. يقرأ بهذا الكتاب ليؤشر بقلمه الرصاص على بعض صفحاته ثم ينتقل الى الآخر ليفعل الفعلة نفسها .. وكنتُ آلاحظ ان قراءاته كانت تركز على كتب التصوف واللغة والفقه والتفسير والتاريخ وبين هذه الكتب وتلك كان يقرأ  في كتب ماركسية ، ولازال عنوان كتاب الكاتب اللبناني الماركسي ( صنجة في صف الفلسفة ) مائلا امامي ، وعندما حاولتُ أستعارته  رفض وقد شجعني رفضه للبحث عن الكتاب حتى وجدته عند الاستاذ " يوسف متي " وكان يعمل معنا في الجريدة ، فوجدته كتاباً يستحق القراءة رغم بُعده الفلسفي العميق   والعجيب ان هذا الكتاب بقيّ في مخيلتي حتى الآن .. هو كتاب يبدو بسيطاً من خلال طرافة اسلوبه غير انه عميق جدا في طروحاته وفراسة اشاراته الفكرية والتراثية ..

تلك كانت احد ىملامح علاقاتي بالعلويين ( هادي وحسن ) وهي ملامح  شابها القرب مرة والبعاد مرات بحكم دوران الزمن وتقلباته ، لكن حبل الود لم ينقطع ، وبالنسبة للأستاذ هادي العلوي فأنني لا أظن اني زرتُ الشام في تسعينيات القرن المنصرم إلاّ وكنتُ عنده ، حاملاً له علبة التمور التي يحبها ، كان يشمها قبل ان يتذوقها  ، فأجده هو .. هو  بسيط ، متواضع ، لا يأبه لضجة كبير ، وضوضاء قوم ، وجلبة سلطان ، يحس وجيب فلب عصفور ، وزفرة مكلوم ولهيب دمعة حرَى .

وفي أخر زيارة لي مازحته بقولي : أراك تعمل بهمة الشباب فيما ان ظهرك بدا بالتقوس ، فاجابني ضاحكاً بما معناه ، ليس الشباب سناً معينة ، انما هو مزايا اذا بقيت في الانسان بقي شبابه متجدداً، واذا فقدها شاخ ولوكان في عز الشباب ، لأن الشباب نشاط وروح مغامرة وميل للحركة وهجر للراحة والسكون ، هو شجاعة لا تركن لصروف الزمن .. وفي ختام اجابته على مزحتي  قال بما يشبه الحكمة ، بل هي الحكمة بعينها : يا زيد ان الارض الجيدة ، تحتاج الى فلاح صالح ونشيط .. وصدق العلوي .

أنه صوت حار ، شديد التوتر ، عميق الآنين ، فياض بنور المحبة على مرارة الخيبة وحُرقة الوجع ... لباسه متواضع ، وطعامه أكثر تواضعاً ،  لكنه في كتاباته  عاتٍ ، قوي الروح  ، يهبّ  في مواقفه كما تهب العواصف ، حاضر الحجة ، ذكي القلب ، همه القراءة والقراءة المضادة وأعني بالقراءة المضادة هي أستثارته للمثقفين الذين يثق في وعيهم ، في ما يقرأ وما يقرأون  وكثيراً ما وجدته محتدم النقاش ، لكن بموضوعية العالم مع أصدقائه المثقفين  فهو يرى ان النقاش هو خلاصة التجربة والوعي  ، وفي كتاباته كان يسعى لأن يقدم لقرائه ما يعلق على فم النحلة من الزهر ، تعصره شهداً فيما الزهر لا يزال مبتسماً بجلاله محتفظاً بروائه وجماله ، وهو ليس من الرجال العطاشى الذين يديرون ظهورهم للبئر التي شربوا منها عندما يرتون ، بل كان وفياً لكل قراءاته ونقاشاته وتجاربه في الحياة ويحفظ جميل من كل قابله بأبتسامة .!

وبحكم لقاءاتي بالأستاذ هادي ترسخت عندي مقولة كثيراً ما سمعته يرددها  لكنها ظلت حبيسة الأدراج لم يشر اليها احد من قبل وهي تعطي دلالة لسيرورته الثقافية والفلسفية حيث كان يردد دوما  " على الانسان ان يجمع الأدلة ليستنتج منها حقيقة جديدة لم يكن يعيها من قبل ، وليس عليه ان يؤمن بالحقيقة ثم يبحث عن مررات !

ولعل في جدله وجداله مع زواره وقد حضرت بعضه ، وتأكيده المستمر على إيمانه المطلق بالعقل الأنساني ما يشيئ الى نظرته العلمانية ، فالعقل عند هادي العلوي عدو الوهم والأنخداع والتعصب ، لأنه لايفتأ يجوب الآفاق سعياً وراء المجهول ، حتى يكشف عنه ويجلوه للعيان .. والعقل بطبيعته منتظم وناظم ، يربط حلقات المعرفة بعضها ببعض .. 

والماضي في حياة هادي له قابلية حياة دائمة ، وهو يسكن ذاكرته بشكل عجيب ، ينضح ويتصفى ويشف كقطرات الماء الصافي ، وهو يؤكد بأنه لولا الذاكرة لأنتفت القدرة على بناء الحضارة الانسانية ، فالذاكرة هي الوسيلة الوحيدة التي تمكن الانسان من خزن تجاربه وخبراته وخيراته المكتسبة في سباق نشاطه اليومي

كتاب خطير..

في كتابه ( فصول من تأريخ  الإسلام السياسي ) الذي أهداني إياه مرفقاً بأبتسامة مع تعليق ودود أكد فيه بأنني سوف لن أقرأه لأنه يتحدث عن شأن لا يستهويني ، بانياً رأيه على مرحلة الشباب وقراءاتها ، لكنه لم يدرك أن مداعبته تلك  حفزتني لقراءة الكتاب بعمق وقد لفت نظري في الكتاب ما جاء في مقدمته حيث قال العلوي ( ما يعنيني اولا وأخيراً من هذه الفصول إنما هو الكشف عن مآثر تاريخنا وخطاياه دون انحياز او مستبقات عقائدية ، مع الاستعداد دوماً لتقبل التفكير في الأضداد والنقائض والنقائص في أي مسألة يختلفون عليها ..

إن العقيدة هي شر ما يملكه أهل العلم وهي الرقيب الداخلي الذي لا يقل سوءا عن الرقيب الرسمي ، والمسؤولة عن تكوين الوجدان القمعي للأفراد ومصادرة حرية الضمير، وهي إذا كانت مفيدة لتحريك الجمهور في منعطف تأريخي معين يجب أن يبقى في منأى عن العقل الباحث لئلا تكون كما يقول " الغزالي " حجاباً يمنع من النظر الى حقائق الاشياء )

وسبب توقفي عند هذه السطور من المقدمة  هو خطورة ما جاء فيها من ان العقيدة هي اساس ( القمع الجماعي ) في التاريخ  الاسلامي السياسي !!

ولعل وصف الاستاذ الكاتب  خالد سلمان للاستاذ العلوي هو أصدق وصف حيث قال في كتابه القيم " هادي العلوي ... حوار الحاضر والمستقبل " ـــ  انه صوفي النزعة والسلوك وله إسهامات لأستنطاق تراث الصوفية الشرقية في جانبها المشاعي خصوصاً وهذا ما دفعه الى مقاربة آليات إنتاج الثقافة الشرقية و " خلقنتها" بهدف إخراجها من دوائر الانثروبولوجيا الغربية الى النور والممارسة وإعادة اعتبار لموقعها التاريخي في تطور الحظارة البشرية ــ

وفي كتاب خالد سلمان  نقرأ توضح العلوي لما يكرره دوماً في كتاباته وكتبه وهي عبارة ظلت مبهمة وهي ( الإسلام الميت والإسلام الحي) فما كان توضيح العلوي ؟

" التفريق بين ( إسلام حي ) و( إسلام ميت )يرجع الى التفريق بين إسلام الدين وإسلام الحضارة ، فالإسلام كمصطلح تأريخي يشتمل على عنصرين ، وقد عاشا معاً قيما نسميه العصر الإسلامي ، وهو عصر الحضارة الإسلامية الذي بدأ وأنتهى ، بمعنى أنه لم يعد قائماً ، اي اننا لانعيش الآن في عصر الاسلام ، وقد تعايش النمطان من خلال الصراع ، وأقتسما الساحات ، وكان لكل منهما بصماته على مجمل السيرورة التأريخية لذلك العصر : الإسلام الحضارة يشتمل على العلوم والفلسفة والفقه بوصفه حقوقاً وعلم الكلام بوصفه فكراً فلسفياً وثورة اجتماعية ، والتصوف بوصفه معارضة .

أما إسلام الدين فيشمل على العقائد والعبادات والفقه بوصفه شرعاً دينياً وعلم الكلام بوصفه لاهوتاً والتصوف بوصفه منحى غيبياً .

ومع حلول القرن الثامن الهجري ، توقفت بوجه عام الفعاليات الحضارية ، فلم تبق الفلسفة ولا الفلاسفة ولا التصوف بمنحاه الأصلي ولا علم الكلام كفكر فلسفي . كما توقف مد الثورة الاجتماعية وحركة المعارضة . وانفرد الدين بالعالم الاسلامي . والقرآن الذي انتفى في داخل الفكر الإسلامي نفياً ديالكتيكيا ، عاد ليصبح نصاً مهيمناً . وهكذا مات إسلام الحضارة وعاش إسلام الدين ، فالإسلام الميت هو الحضارة الإسلامية والإسلام الحي هو دين الإسلام ،  وفي الوقت الحاضر لدينا شيوخ دين . فلان الفلاني مثلاً وليس عندنا أبن رشد او الشيرازي .. عندنا الدرويش الفلاني وليس عندنا أبن عربي ! "

والحق أقول ان هادي العلوي يمثل الفروسية بحقيقتها وأخلاقها ورجولتها ، وإيمان بالحياة ولم آلاحظه يوماً يائسأ حتى في أحلك الساعات ويمتلك رجاحة في العقل وحلاوة في النفس ..

رأي جارح في المثقف العربي .

قبل وفاته بأسابيع  أدلى بحوار للصحفية العربية الزميلة " سعاد جروس " ... وهو آخر حديث صحفي له .. وفي الحوار برر سبب عدائيته للمثقفين ، وقد نشرفي مجلة " النور" في العدد 1998 فقال بجرأته المعهودة : ( لقد سبقني الى معاداة المثقف شيخنا الروسي لينين الذي اتهم المثقفين بالرخاوة والروح البرجوازية ، وهذا الوصف يأتي من طبيعة الثقافة العربية  ، ومثقفونا العرب غربيون في جملتهم . وعدائي لهم هو جزء من عدائي للثقافة الغربية  . ان الأكثرية الساحقة لمثقفينا لا تفرق بين ثقافة عربية وثقافة حديثة وهي تستلهم النقائص الغربية على السواء ولا تفرق بين فكر رسمي وفكر معارض ، وتخدم الجميع على السواء،  وسلوك مثقفينا مأخوذ من هذه الثقافة ، ولذلك نجد التكالب عندهم على الأمتيازات ، فهم مأخوذون بالخساسات الثلاث ــ المال والجنس والجاه ــ  ويجعلونها من صميم العمل الثقافي ، قلما أجد فيهم مثقفا يرضي بالكفاف في العيش او يقتنع بأمرة واحدة هي زوجته ، او يتعالى على الشهرة والجاه . وهذا هو السبب في ضعف تأثيرهم ، وفي نفس الوقت عدم احترام الحكومات لهم لأنها تعرف رخاوتهم وأنتهازيتهم ، وهم في عمومهم من أصحاب شعار ــ قل كلمتك وأمش ــ اي أنهم بعد أن يقولوا كلمتهم يتركونها للقارئ من غير أن يتحملوا مسؤوليتها . عندنا شعراء يلطمون في شعرهم عن الجياع ، لكن حلمهم الأقصى هو الحصول على قصور يسكنونها ليكتبوا فيها الشعر، لأن الشعر عندهم لا يكتب إلا في ظروف جيدة !

ولا أستطيع التسمية لأن فيهم عمالقة وأصدقاء . جميع الكتاب يتكالبون على ترجمة مؤلفاتهم الى اللغة الغربية حتى يقرأهم الغربيون  ويشتهروا في الغرب ، ومعظمهم يدفع رشوة لهذا الغرض ، مؤكدين بذلك تبعيتهم للمرجع الغربي ، ولولا خوف أكثرهم من الجماهير لذهبوا كلهم الى اسرائيل )

نشر العلوي اكثر من 20 كتاباً ومئات الدراسات والمقالات ، وقد كان لمكتبتي شرف أحتواء 12 كتاباً موشحاً بأهداءات الاستاذ هادي العلوي ، وأجد من المفيد الأعتراف بأنني قرأت بعض تلك الكتب أكثر من مرة ، بعد أن وجدتُ فيها صدق الكاتب الذي يصدع النفس أحياناُ ويورثها القلق المحبب الحامل لعشرات الاسئلة التي أحس انه يقول في خلالها  انه يُسلّم بنهاية الموت  وليست لديه اية مطامع غيبية بعده  ، وانه مؤمن بان  أحراق الجثمان خير من دفنه ، لأن النار التي تلتهم الجسد وتحيله الى غاز ورماد تؤكد هذه النهاية !

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل