جيش باكستان: غارة الناتو عدوان
اعتبر الجيش الباكستاني الغارة التي نفذتها السبت الماضي طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الأراضي الباكستانية "عدوانا صارخا"، في حين أوقفت السلطات في إسلام آباد بث قناة "بي بي سي" البريطانية واعتبرتها "أداة للتحريض" ضد باكستان.
وقال المدير العام للعمليات العسكرية في الجيش الباكستاني الجنرال أشفق نديم إن الغارة، التي نفذتها طائرات الناتو على موقع للجيش على الحدود مع أفغانستان وقتل فيها 24 جنديا باكستانيا، "عمل عدواني متعمد".
وفي إفادة لرؤساء التحرير في الصحف المحلية اليوم الأربعاء، وصف نديم الغارة بأنها "عدوان صارخ"، وقال إنه تم تحذير قوات الناتو من أنها تهاجم مواقع عسكرية باكستانية، لكنها واصلت القصف.
;) |
| باكستان شهدت مظاهرات احتجاجا على غارة الناتو (الفرنسية) |
وقال نديم إن معلومات مفصلة عن المواقع العسكرية على الحدود كانت معروفة بشكل مسبق لدى قوات المساعدة الدولية على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التي يقودها الناتو، بما فيها الخرائط والإحداثيات، وأضاف "من المستحيل ألا يكونوا يعرفون أن هذه مواقعنا العسكرية".
وأفاد مدير مكتب الجزيرة في إسلام آباد أحمد زيدان بأن باكستان تدرس الآن خيارات للرد على غارة الناتو، مؤكدا أنها لا تستبعد ردا عسكريا مباشرا، وأن الجيش الباكستاني ينتظر قرارا سياسيا بهذا الشأن.
ونقل زيدان عن قائد عمليات الجيش الباكستاني قوله إن الغارة استمرت ساعتين ولم تقم قوات الناتو بوقفها، كما أن باكستان أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة وتم قصفها.
من جهة أخرى أفاد مدير مكتب الجزيرة بأن السلطات الباكستانية أوقفت تلقي بث قناة "بي بي سي" الفضائية في باكستان عبر شبكات الكيبل، معتبرة أنها "أداة دعاية ضد باكستان وجيشها".
ورجح أن يكون وقف بث "بي بي سي" له علاقة ببرنامج وثائقي بثته قبل أيام تم الحديث فيه عن وجود علاقة بين جهاز الاستخبارات الباكستاني ومسلحي حركة طالبان باكستان.
وأضاف أن مصلحة الإعلام الإلكتروني أبلغت يوم أمس شركات الكيبل في باكستان بأن هناك قنوات تمارس دعاية ضد الجيش الباكستاني من بينها "بي بي سي" و"سي أن أن" و"سكاي نيوز"، ولكنها لحد الآن أوقفت "بي بي سي" فقط.
مؤتمر بون
وفي وقت سابق يوم أمس أعلنت باكستان -التي شيعت جنودها الـ24 الأحد الماضي- أنها ستقاطع مؤتمرا دوليا من المقرر عقده الأسبوع المقبل في بون بألمانيا لبحث مستقبل أفغانستان، وقالت إن هذه المقاطعة تأتي احتجاجا على غارة الناتو.
وقال مسؤول حكومي رفض ذكر اسمه بعد اجتماع وزاري رأسه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، "قررت باكستان عدم المشاركة في مؤتمر بون كلفتة احتجاج".
وأثارت غارة الأطلسي استياء رسميا وشعبيا في باكستان التي أغلقت حدودها مع أفغانستان أمام إمدادات قوات إيساف، وأنذرت الأميركيين بضرورة مغادرة قاعدة شمسي الجوية التي يستخدمها الجيش الأميركي.
وتظاهر مئات من الباكستانيين الغاضبين يوم أمس في إسلام آباد، وأحرقوا دمية تمثل الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعلاما أميركية.
;)
Comments