المحتوى الرئيسى

صواريخ وئام وهّاب وانتحاريّو الشيخ حسون بقلم:عكرمة الريان

11/23 00:07

ليس مفتي سوريا الأسد ممن اعتادوا شَظَفَ العيشِ وسُكنى الكهوف ولا لُبسَ الخيشِ أو مقارعةَ السيوف. ولئن اتاح توازن حافة الهاوية زمن الحرب الباردة بعضَ نضالٍ من فوق المنابر وردهات القصور فإن الحال قد آلت لما آلت إليه وأضحى الرباطُ والجهادُ ,ونحسب الشيخُ عمّا قليلٍ سيعلم, لا يتسنّيا إلّا لأخي حربٍ حمّالِ الويةٍ, عقّارِ.. مِسعارٍ بحقٍ وليس فقط امام المذياع او في الاناشيد الوطنية التي تلهب حماس قَتَلَة الحمير وتثير حميّة حماة الديار. ولَقرعُ طبول حربٍ دينيةٍ على نهج الشيخ أسامة , كمان كان يحلو لعبد الباري ان يدعوه,في خطب الشيخ حسون فكاهةٌ اقرب إلى فكاهات الصحّاف وطزطزات العقيد منها إلى بروبوغندا التهديد والوعيد وتكاد لا تخيف مندساً مهيضَ الجناحِ اعزلاً فكيف بعلجٍ من علوج الناتو مدجّجاً بالقوةِ ورباطِ الخيلِ والطيرِ الأبابيل.

ثم هل جاءك حديثُ وئام وهّاب قبضاي جبل لبنان الموهوم. سليل ابو العبد البيروتي والسروجي وابو عفيف كريدية المزعوم. فَشْخَرةٌ وأيُّ فشخرة وقَنْزَحَةٌ ما بعدها قنزحة. والفشخرة والقنزحة مصطلحان لبنانيان يعنيان الكذب الفاضح والمباهاة الفارغة الذين لا مسوّغ لهما وههما بالمناسبة خصلتان محببتان دارجتان في لبنان دروج الطائفية والمذهبية والعنصرية والفتوش والكبّة النيّة والممانعة السياسيّة. طازجٌ دائماً هذا القبضاي وخارجٌ للتوّ من احدى مسرحيات فيروز حيث يحدّث مجموعة من القبضايات المزوَرين كذباٌ عن مراجلهم الموهومة ويتبهورون بعصيّ الخيزران وطرابيشهم المائلة, والطربوش المائل في العرف اللبناني من علامات العياقة ( انظر لسان للعرب في معنى كلمة العياقة) ثم يتتدافع القبضايات إلى عرض بطولاتهم الدونكيشوتيه امام فيروز (لولو السويعتية) القبضاي الحقيقي الوحيد بينهم. فهذا ابو الشبك قد رمى شخصاً شهر عليه مسدسا بالسكين على طريقة الهنود الحمر فأصاب منه مقتلاً وذاك بدويٌ انتقم لمقتل ابن عمه فأغار وحده بسيفه على بني وطفان وجندل سبعة منهم محققاً ثأره, وذاك ارمني اردى بكلاشينكوفه فريقاً رياضياً لكرة القدم انتقاما لهزيمة فريقه ثم ينتهي المشهد بأغنية زجلية رحبانية جميلة تتغنى بالمراجل وسيف المراجل. وتتالى المشاهد ثم يأتي الشاويش بعد التحريات بالسجلات الامنية للقبضايات المزعومين فيبتين أن جميعهم من ذوي الصحائف الخالية من اية جنحة ناهيك عن الجنايات التي يبتجحون بإلقيام بها ولم يسبق لأحدهم ان وجّه ضربةَ كفٍ لمخلوق!

وئام وهّاب قبضاي الزمن الرديء ينقصه فيما ينقصه عصا الخيزران والطربوش المائل وخفّة دم قبضايات لولو السويعتية ورومانسيتهم المحببة. وفوق سماجتهِ فهو صفيقٌ سليطٌ اللسان بذيء. وهاتان ليستا شتيمتين بل وصفان نحسبُهما دقيقين "للقبضاي" الذي صار وزيراً بقدرة قادر ومشيئة غازي كنعان بطل موقعة بنك المدينة الشهيرة والشهير. اعداؤه هم العصابات المسلحة والعثمانيون والصليبيون والصهيونيون والمتآمرون من العرب العاربة الذين يفقأ وهاب عينيّ التاريخ بنفيه صفة العروبة عنهم وهم بسينات (قِطط) على حدّ وصفه سيسقطون بين الأرجل ويوطأوون عندما تلعب الخيل "خيله على ما يبدو" والخيل هنا كنايةٌ عن الحرب لمن لا يعرف الزجل اللبناني. والغرب اجبن من أن يشن هجوماً على سوريا أما البطولة والعروبة والجبروت والقوة فهم وقْفٌ له ولحلفائه من النظامين السوري والإيراني وشبيحة حزب الله الذين يتباهى بهم تباهي القَرعة بشعر ابنة اختها. وخَيل الوزير اللبناني السابق هي الآف الإستشهاديين اللبنانيين والسوريين المنتظرين حلول وقت تنفيذ القرار المتخذ "على أعلى المستويات" كما يحلو له ان يردّد مظهراً علوّ شأنه. يضاف إليهم مائتي الف صاروخٍ جاهزٍ للإنطلاق لحظة سقوط اول صاروخ من قوات الناتو على سوريا ليحرقوا الارض تحت اقدام الاسرائليين والأتراك. هذه الصواريخ ليست موجود في منزله شخصياً , يوضّح وهاب وإن كان لا يشي بمكانها لدواعي امنية على الأغلب! وهنا يمد القبضاي السمج لسانه في وجه الجغرافيا هذه المرة ليقرّر ان هذه الصواريخ موزّعةٌ بالتساوي بين تركيا و اسرائيل فمئة الف منها مهيئةٌ لتنهمر على أهداف اسرائيلية ومئة الف اخرى مخصصةٌ لتصبّ على تركيا غافلاٌ عن حقيقة ان مساحة تركيا تبلغ عشرات اضعاف مساحة اسرائيل فالاولى مساحتها حوالي 800 الف كم مربع بينما لا تكاد الثانية تبلغ ال 20 الف كم مربع! ولا يحتاج الأمر إلى خبير عسكري استراتيجي برتبة فريق لمعرفة ان حصّة تركيا من صواريخ وهاب وجب ان تبلغ عشرات اضعاف حصة اسرائيل إذا ما "لعبت الخيل" وأريد لهذه "الضربة الصاروخية" ان تحقّق هدفها المنشود. ربما يكون توزيع الصواريخ بالتساوي هو من بنات افكار خبير استراتيجي جهنمي وتأتي من باب المفاجآات العسكرية!

أو لعلّ الخبير الإستراتيجي صاحب فكرة الصواريخ المائـتي الف هوالسيد طالب ابراهيم الذي أعلن ان سوريا قادرةٌ على فرض حظرٍ جويٍ على منطقة الشرق الأوسط بمجملها إن هي ارادت وتحدى هو الآخر جيوش حلف الناتو إن هي حاولت اختراق الأجواء السورية المنيعة. وهذا الطالب ابراهيم هو قبضاي آخر من قبضايات النظام السوري واحد أسلحته الإعلامية الإستراتجية المحرمّة دوليّاً لعشوائيتها وخطرها على المدنيين ويحلو له تسمية رئيس الوزراء التركي رجا اردوغان بجمال باشا السفاح في محاولة لإستقطاب عطف السوريين واستنهاض غضبهم وكراهيتهم ضد تركيا مذكراً إياهم بفترة هيمنة العثمانيين عليهم. كيف توصل العرب إلى تسمية جمال باشا السفاح؟ انها تشبه اطلاق لقب الرئيس القائد الجزار على أي رئيس عربي مع فارق أن عدد الذين قتلهم السفاح جمال باشا واستحق لقب السفاح بسببهم لم يتجاوز الأحد عشر شخصاً أعدموا إثر محاكمتهم!

تُرى هل يقوم النظام السوري بتوزيع حشيشة الكيف على أشياعه كما توزّع الجزيرة حبوب الهلوسة على المتظاهرين؟

عكرمة الريان

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل