ما قبل المباراة | اليونايتد يُفتش عن الامتاع للاحتفاظ بالقناع
لا يوجد فريق في العالم لا يَمر بطفرات وانكسارات، فأمر طبيعي أن تتبدل الأقنعة من حين لأخر، ما بين قناع االمنتشي المنتصر، وما بين قناع الفريق المنكسر الضعيف المتراجع.
كثيرون شكك نهاية الموسم الماضي في أحقية تأهل مانشستر يونايتد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لتخطيه أندية متوسطة المستوى في الأدوار الاقصائية بعد انتهاء دوري المجموعات السهل، أمثال "مارسيليا وشالكه"، كما أن تشيلسي كان مع أنشيلوتي يُعاني الأمرين في تلك الأيام بسبب كثرة إصابات لاعبيه وضعف الدعم البشري من أبراموفيتش بلاعبين جدد صيف 2010 مع تدني مستوى إنسجام توريس مع زملائه الجدد.
تشيلسي ليس موضوعنا (فقصته قصة مع بواس)، على أي حال: اعتبر العديد من المحللين فوز برشلونة بلقب البطولة في قلب لندن بأنه كان أمراً طبيعياً أمام النقص العددي الذي يُعاني منه الشياطين الحمر في منطقة الوسط من إصابات "فليتشر ولويس فالنسيا" وتقدم آخرون في السن كجيجز وسكولز وتذبذب مستوى كاريك وأندرسون.
 |
فإرتدى مانشستر مع أنصاره -طيلة الفترة الماضية- "قناع وصيف أوروبا" فتعرضوا لصدمات كبيرة فيما بعد لأنهم لم يخلعوا هذا القناع ويبدأوا التفكير بمنطقية مع الظروف الراهنة للنادي.
الفريق سقط في فخ التعادل أمام بنفيكا على ملعب دالوس ببداية دوري الأبطال هذا الموسم 1/1، فقال الأنصار أن الدكة هي مَن لعبت تلك المباراة والتعادل في لشبونة نتيجة متميزة ببداية بطولة هذا الموسم، لكن ماذا عن تعادل الفريق مع المتواضع "بازِل" في أولد ترافورد 3/3 ؟ وماذا عن الخسارة أمام مانشستر سيتي بستة أهداف؟. بهذه النتائج فعلاً انخلع القناع، حتى أن فيرجسون نفسه اعترف مؤخراً بأن هزيمته أمام مانشستر سيتي بالستة (كانت جرس إنذار هام ليستفيق فريقه من غفوته)!.
نجح فيرجسون في المباريات الماضية في استعادة بريقه بالاهتمام بالنتائج أكثر من أي شيء أخر، ونجح في لصقه على وجهه وربما يظل كذلك لفترة طويلة إذا وجد ضالته في شق أخر غير النتائج، وأقصد الأداء، فهزيمة إيفرتون وسوانسي خارج ميدانه ببطولة الدوري بفضل خافيير هيرنانديز، والفوز على أوتيلول جالاتي ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة 2/صفر، يجب أن يعقبها انتصار لكن من المهم أن يتحسن الأداء.
مباراة اليوم بين مانشستر يونايتد وبنفيكا في الجولة الـخامسة من دور مجموعات أبطال أوروبا على ملعب أولد ترافورد قد لا تشهد عودة الأداء الجمالي لليونايتد بسبب أهميتها القسوى لتحديد بطل المجموعة الثالثة وبالتالي تحديد المُنافس المتوقع لفرجسون في دور الـ16.
ومثل هذه الظروف التنافسية عودتنا على أن الأداء أخر هَم الفريق الذي يلعب على صدارة المجموعة، فكل ما يريده فيرجسون ولاعبيه اليوم هو النقاط الكاملة.
وضع المجموعة
يتصدر مانشستر يونايتد المجموعة برصيد 8 نقاط من تعادلين وانتصارين، وهو نفس رصيد نقاط بنفيكا الذي لم يتعرض لأية خسائر منذ بداية المرحلة بقيادة مدربه خورخي خسيوس، لكن فارق الأهداف لصالح اليونايتد، لهذا مباراة اليوم ستكون قمة بمعنى الكلمة لرغبة كلا الفريقين انتزاع الصدارة المطلقة.
كيف سيلعب الشياطين؟
 |
من المتوقع إجراء فيرجسون لبعض التغييرات على فريقه في هذه المباراة لتعرض القائد "فيديتش" للإيقاف لذا من المحتمل رؤيتنا لريو فرديناند جوار كريس سمولينج في منطقة قلب الدفاع.
غياب جوني إيفانز عن التدريب الأخير للفريق أثار حوله بعض التكهنات بأنه ربما يكون قد تعرض لإصابة جديدة ستبعده عن مباراة اليوم، بالتالي فإن التكوين الدفاعي الذي بدأ به فيرجسون في المباريات الماضية ببطولة الدوري سيتغير، لكن هذه ستكون فرصة حقيقية لريو فرديناند كي يُثبت أحقيته بالمشاركة بصورة مستمرة بعدما وُضع على دكة البدلاء لفترة طويلة وغاب عن مباراتي المنتخب الإنجليزي أمام إسبانيا والسويد لتفضيل المدرب "كابيلّو" اللعب بالواعد "فيل جونز".
في الوقت نفسه قد أكد الأطباء جاهزية رافائيل دا سيلفا للمشاركة وربما يلعب على الطرف الأيمن وإذا لم يحدث فإن فيل جونز يستطيع تأدية هذا الدور أو حتى "فابيو دا سيلفا" الذي شارك أمام سوانسي كبديل من الدقيقة 51 وقدم أداءاً دفاعياً راقياً.
وجَرب فيرجسون كلٍ من فليتشر وأنطونيو فالنسيا في مباراة سوانسي واطمأن على مستواهما، ومن الصعب أن يُشرك أشلي يونج غير الجاهز على الصعيد البدني.
التخطيط المتوقع لفيرجسون في هذه المباراة (4-2-2-1-1)، وسيعتمد في هذه الخطة على انطلاقات إيفرا من الجهة اليسرى على أن يُغطيه كاريك، وفي منطقة الوسط سيضع ناني وأنطونيو فالنسيا على الطرفين، وسيترك روني كلاعب حر تحت رأس الحربة الوحيد "تشيشاريتو".
ومن المنتظر أن يبدأ الفريق بهذه التشكيلة: دافيد دي خيا؛ باتريس إيفرا، سمولينج، فرديناند فيل جونز؛ فالنسيا، فليتشر، كاريك، لويس ناني؛ هيرنانديز وواين رونـي.
كيف سيلعب النسور؟
 |
اعتاد بنفيكا في المباريات الماضية على تطبيق طريقة لعب واحدة هي 4-5-1 صريحة، بالاعتماد على ثلاثة لاعبين في الوسط بنفس القدرات الهجومية تقريباً يقودهم "خوان بابلو إيمار" الذي وصفه فيرجسون قبل اللقاء الأول في البرتغال بأنه أخطر لاعب على الإطلاق في تشكيلة المدرب "خوردي خيسيوس".
في اللقاء الأخير لبنفيكا ببطولة الدوري البرتغالي الممتاز، تعادل بهدف لمثله أمام سبورتينج براجا (وصيف كأس الدوري الأوروبي الموسم الماضي)، وكان النسور قد تأخروا في النتيجة عند الدقيقة 45 إلا أنهم تمكنوا من تعديلها في الدقيقة 74 بفضل تسديدة اللاعب الإسباني البرازيلي "رودريجو"، وبعد هذا الهدف بدقيقة واحدة فقط قام المدرب بسحب بابلو إيمار لاخذ قسطاً من الراحة.
التكتيك المنتظر من بنفيكا في مباراة الليلة سيكون (4-2-3-1)، بوجود ماكسي بيريرا على الطرف الأيمن وإيميرسون على الطرف الأيسر في المناطق الدفاعية، وفي العمق الدفاعي "جاراي وليويزاو".
أما منطقة الوسط الدفاعي سيتواجد فيها "فيتسيل" وهو لاعب بلجيكي سريع وخطير جداً يُمكنه الاختراق من العمق بمهارة وسرعة، كما أنه متميز جداً في التعامل مع الركلات الثابته.، ومن المعروف أن مانشستر يونايتد يُعاني على صعيد العرضيات وقد هُزمت شباكه 3 مرات أمام مان سيتي بهذه الكيفية.
Comments